متى يجب التحذير من أدعياء
العلم والمشيخة؟..
لما ينحرفوا عن ما اتفق عليه جمهور علماء أمة النبي محمد صلى الله عليه
وسلم، يجوز التحذير منهم بل
يجب شرعاً أن نحذر الناس منهم ومن انحرافهم عن أهل الحق. فقد قال
رسول الله : "إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم. لا
تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله."
وقال ربنا تبارك وتعالى:
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
وروى الإمام أحمد من طريق اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قام
أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس أنكم
تقرءون هذه الآية: (يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسَكم لا يضركم من ضل إذا
اهتديتم) وإنّـا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس
إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه".
أخي المسلم، لا تقل: ما لي
وللناس ليفعلوا ما يريدون ويشربوا ما يحبون. بل كن داعياً الى الرشاد
والفلاح وساعياً الى الخير والنجاح، وامر بالمعروف وانه عن المنكر بالحكمة
والموعظة الحسنة. تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى
هدى كان له من الاجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا
الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً
". رواه مسلم.
المسلمون المعتدلون بين التطرف
والتقصير والافراط والتفريط قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:
"ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي ما أنا
عليه وأصحابي" رواه الترمذي في كتاب شعب الايمان.
وقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالجماعة
وإياكم والفرقة" صححه الحاكم. وقال الإمام الطحاوي رحمه الله (وهو من
علماء الحنفية الماتريدية): "ونرى الجماعة حقاً وصواباً والفرقة زيغاً
وعذاباً ونسأل الله أن يثبتنا على الإيمان ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء
والآراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية
والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وحالفوا الضلال. ونحن منهم
براء وهم عندنا ضلاّّل وأردياء وبالله.
من الفرق من ادعوا السنة وهو عنها بعيد. ومنهم من ادعوا التصوف والتصوف منهم بريء. ومن هذه الفرق التي انحرفت عن أهل السنة والجماعة المعتزلة والكرامية والحشوية والقدرية والعلوية والبهائية والدندراوية والتيجانية والبرهانية والشاذلية اليشرطية.. وغيرهم.
ولكن من أكثر وأخطر الفرق انتشارا المشبهة والمجسمة الذين ينسبون لله ما لا يليق في حقه (كالجسم والجوارح وصفات الخلق والعياذ بالله) وينسبون للأنبياء ولرسول الله ما لا يليق في حقه (كعلم الغيب أو تحريم التوسل أوالتبرك به أو زيارته صلى الله عليه وسلم).. وغير هذا مما فيه خرق لما أجمعت عليه المذاهب الأربعة من العقيدة وأحكام الدين..
ومن الفِرَق التي تركت جماعة
المسلمين، 'الوهابية'
وهم فرقة انحرفت عن أهل السنة
والجماعة شبهوا الله بخلقه ونسبوا لله الجلوس والقعود والنزول الحسي
والانتقال والجوراح
والعياذ بالله وغير ذلك من الصفات القبيحة التي لا تليق في الله. وسيتبين لك أخي المسلم حقائق عن معتقدات الوهابية
الفاسدة، ورد علماء أهل السنة والجماعة عليهم. وقد
قال الشيخ ابن عابدين الحنفي في حاشيته رد المحتار ج 4 ص 262 طبع
دار الفكر فيهم:"مطلب في اتباع ابن عبد الوهاب
الخوارج في زماننا : كما وقع في زماننا في اتباع ابن عبد الوهاب الذين
خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم
اعتقدوا انهم هم المسلمون وان من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل
اهل السنة وقتل علمائهم ".ا.هـ
وكثيراً من العلماء ألّف في الرد على
الوهابية وحزب الاخوان وحزب التحرير الذين انشقوا عن جمهور المسلمين بعقائد
مستحدثة ما أنزل الله بها من سلطان. فالوهابية مثلاً ينسبون الله المكان
والجهة والتنقل والحركة والجوارح على الحقيقة والعياذ بالله، وكذلك حرموا
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحرموا الصلاة عليه بعد الأذان. وأما
حزب الإخوان فكفر زعيمهم سيد قطب، المنحرف عن نهج الشيخ الصالح حسن البنا
رحمه الله. فسيد قطب انفرد بتكفير الأمة بقوله "ارتدت البشرية" واباحته قتل
المسلمين علمائهم وعامتهم لأنهم يتعاملون مع القانون، فأساؤوا فهم القرءان
الكريم.
أما من علماء المذاهب الأربعة الذين ردوا على الوهابية وبينوا شذوذهم عن أهل السنة.
1-مفتي
الشافعية بمكة المكرمة الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفى سنة 1304 هـ
2-مفتي الحنابلة بمكة
المكرمة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي المتوفى سنة 1295 هـ
3-الشيخ ابن عابدين الحنفي المتوفى سنة
1252 هـ
4-الشيخ احمد الصاوي المالكي
المتوفى سنة 1241 هـ
والكثير غيرهم.. ::>
والله من وراء القصد.