الشيخ عبد الله الهرري (المعروف بالحبشي)
13 - قلتم إننا نكفر العديد من العلماء.
الرد: نحن لا نكفر العلماء المسلمين بل نعمل على تدريس سيرة العلماء العاملين الصالحين حتى يقتدي الناس بهم. أما أولئك الذين رددنا عليهم فلأجل أنهم حرفوا الدين وحكموا بالكفر على المسلمين، وقد قال رسول الله :"من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه".
وبالنسبة لابن تيمية فهو ليس من علماء المسلمين إنما هو رجل شذّ عن إجماع الأمة وقد حكم عليه قضاة المذاهب الأربعة الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة في زمانه بالضلالة. وقد قال المحدث الحافظ ولي الدين العراقي في كتابه "الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية" عن ابن تيمية :"إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". وقال الإمام المجتهد الحافظ تقي الدين السبكي في "الدرة المضية" عن ابن تيمية إنه "أحدث ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركانَ والمعاقد بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة".
كما أن الذهبي الذي هو تلميذ ابن تيمية طعن فيه وقال عنه إنه كان متكبرًا وأفرط في حب الرئاسة. وفي كتاب "المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد ابن تيمية" كفاية لمن أراد معرفة حقيقة ابن تيمية. وهناك مئات الكتب التي ألفها علماء المسلمين منذ مئات السنوات وفي الزمن الحاضر، ومن بينهم علماء الأزهر، في بيان انحراف وضلال ابن تيمية =فارجعوا إليها، وكذلك في بيان حقيقة محمد بن عبد الوهاب وناصر الدين الألباني.
أما سيد سابق فنحن قد رددنا عليه في أمور خالف فيها إجماع المسلمين.
أما سيد قطب فنحن نحذر منه لأنه يكفّر جميع المسلمين حكاما ومحكومين وكتابه المسمى "في ظلال القرءان" محشو بعبارات التكفير الشمولي.
أما بالنسبة للإمام محيى الدين ابن عربي فالشيخ الهرري يعتبره من أئمة المسلمين ويدافع =عنه ويبرئه مما نسب إليه كذبا من عقيدة الحلول والاتحاد فهذه العقيدة ضد عقيدة الإسلام، والإمام ابن عربي نفسه يقول "من قال بالحلول فدينه معلول".
14 – تناولتم موضوع عورة المرأة والنظر إليها والاختلاط ومصافحة المرأة الأجنبية.
الرد: يقول المحدث الشيخ الهرري في كتابه "بغية الطالب": إن عورة المرأة الأجنبية أمام الرجل الأجنبي جميعُ بدنها سوى وجهها وكفيها" مستدلا بأقوال العلماء، وبيّن أن نظر الرجل إلى ما سوى وجه وكف المرأة الأجنبية حرام ولو بلا شهوة، وأما النظر إلى وجهها وكفيها بغير شهوة فهو جائز، وأما مع شهوة فهو حرام وهذا ما عليه جمهور العلماء.
أما بالنسبة لاختلاط الرجال بالنساء فإن الشيخ الهرري يقول في "صريح البيان": إن هذا الاختلاط على وجهين، وجه جائز ووجه محرم. والوجه الجائز هو الاختلاط من دون تلاصق بالأجسام ولا خلوة محرمة، والوجه المحرم ما يكون مع تلاصق وتضام كما بيّن ذلك ابن حجر في فتاويه الكبرى والشيخ احمد بن يحيى الوانشريسي في كتابه الذي جمع فيه فتاوى فقهاء المغرب المسمى "المعيار المعرب" وكان من اهل القرن العاشر الهجري. روى البخاري في صحيحه عن سهل قال: "لما عَرَّسَ أبو أُسيد الساعدي دعا النبيَّ وأصحابه فما صنع لهم طعامًا ولا قربه اليهم إلا امرأته أم أُسيد" الحديث.
ويقول الشيخ الهرري بتحريم مصافحة الرجل للمراة الأجنبية وذكر ذلك في كتابه "صريح البيان".
أما بالنسبة لخروج المرأة متزينة أو متعطرة مع ستر العورة فيقول الشيخ في "صريح البيان": "مكروه تنزيهاً دون الحرام، ويكون حرامًا إذا قصدت المرأة بذلك التعرض للرجال أي إذا قصدت فتنتهم. روى ابن حبان والحاكم والنسائي والبيهقي في باب ما يكره للنساء من الطيب وابو داوود عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية".
15 – نسبتم إلينا أننا نبيح بيع الصبي وشراءه.
الرد: إن هذا إيهام يراد منه تحريف الحقيقة، والمسئلة أن الشيخ الهرري في باب "المعاملات" في كتابه "المختصر" ذكر أنه لا يصح للصبي، أي من كان دون البلوغ، مزاولة البيع والشراء أي يصح أن يبيع ويشتري، ثم قال "ويجوز بيع الصبي المميز في مذهب الإمام أحمد" أي يجوز للصبي المميز أن يزاول البيع في مذهب أحمد. هذا ما قاله الشيخ حفظه الله إلا أن المفترين يصرون على التحريف والإيهام بأن الشيخ يجيز أن يُباع ويُشترى الصبي أي أن يتم بيعه من شخص لآخر، وهذا يدل على وجود رغبة وإصرار على التجني والتشويه.
16- نسبتم إلينا أننا نجيز ترك الزكاة عن العملة الورقية.
الرد: إن المسئلة تتعلق بالعملة الورقية التي تستعمل لغير التجارة هل تجب الزكاة فيها أم لا؟ فقد نقل المحدث الشيخ الهرري في كتابه "بغية الطالب" أن المذاهب الأربعة اختلفوا في ذلك فقال مالك وأحمد والشافعي إنها لا تجب، وقال أبو حنيفة إنها تجب. ثمّ قال المحدّث الهرري في كتابه "بغية الطالب" (ص207) ما نصّه: "ومن أخذ بمذهب أبي حنيفة فزكّاها أخذ بالاحتياط".
وقال المحدّث الشيخ الهرري :"أما من قلَّب هذه العملة الورقية فى البيع والشراء لغرض الربح فهذا تجارة فيقوّم ما عنده ءاخر الحول فإن بلغ قيمته بأحد النقدين نصابًا أخرج زكاة التجارة".
وهذا الكلام للشيخ الهرري يوافق المذاهب الأربعة، والاعتراض عليه هو في الواقع اعتراض على هذه المذاهب.
17 – نسبتم إلينا أننا نجيز أكل الربا.
الرد: هذا كلام غير صحيح فنحن نقول بتحريم الربا، يقول المحدث الشيخ الهرري في كتابه "بغية الطالب": "يحرم الربا فعله وأكله وأخذه وكتابته وشهادته". كما يقول ذلك في عدة مواضع من كتبه، وهذا دليل على بطلان هذه الفرية.
18 – قلتم إننا نقول بصحة الصلاة مع وجود النجاسة.
الرد: إن الشيخ عبد الله الهرري ينص على أن من شروط صحة الصلاة الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، والطهارة عن النجاسة في البدن والثوب والمكان والمحمول له، وهذا في كتابه =;مختصر عبد الله الهرري الكافل بعلم الدين الضروري", وهذا هو مذهب الإمام الشافعي = رضي الله عنه. أما مذهب الإمام مالك ففيه تفصيل معروف منصوص عليه في كتب المذهب.
19– ادعيتم أننا نصلي إلى عكس اتجاه القبلة في اميركا وكندا
الرد: إن هذا غير صحيح، والصحيح أن المتطرفين الجهلة هم الذين حرفوا اتجاه القبلة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وصاروا يأمرون الناس بالتوجه إلى الشمال الشرقي، أما اتجاه القبلة الصحيح في تلك البلاد فهو الجنوب الشرقي، والأدلة الشــرعية على ذلــك كثيرة جدًا، وقد قال أبو حنيفة رضي الله عنه: "وقبلة أهل الشمال إلى الجنوب، وقبلة أهل الجنوب إلى الشمال" وقد أصدر شيخ الأزهر آنذاك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بيانًا بتـاريخ 7 / 2 / 1994 يؤكد أن اتجاه القبلة في أمريكا الشمالية وكندا هو إلى الجنوب الشرقي كما نحن نقول، ولكن هذه الفتوى لم تعجب خوارج هذا العصر. ومما جاء في البيان :"وبإعادة النظر فيما كتب في موضوع اتجاه القبلة في كندا تقضي القواعد بأن الاتجاه الصحيح للقبلة في هذا الموضوع هو اتجاه الجنوب الشرقي فإنه الامتداد الصحيح لخط القبلة من الموقع الذي فيه المسجد، فأما قصر خط الشمال الشرقي فذلك يستخدم في السير إليها لا في اتخاذه قبلة".
20- قلتم إننا نعتقد أن الأرض نصف كروية على شكل برتقالة.
الرد: إن هذا غير صحيح، وما يقوله الشيخ عبد الله الهرري هو أنه يجوز أن يقال إن الأرض كروية بمعنى أنها تشبه الكرة
21 – زعمتم أننا نبيح سرقة أموال غيرنا وندعو إلى إباحية النساء.
الرد: هذا محض افتراء فنحن نعلم الناس ما معنى السرقة وأن يحفظوا أنفسهم من المال الحرام، ونعلمهم أن يحافظوا على الأمانة. كما أننا ندعو النساء إلى التزام الحجاب الشرعي، وندعو الرجال والنساء إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والبعد عن المفاتن والمفاسد الإباحية التي يدعو إليها المتفلتون وأعداء الدين.
22 – زعمتم أننا نصلي بغير طهارة
الرد: هذا كلام غير صحيح وكتبنا شاهدة على ذلك فارجعوا إليها إن كنتم تبحثون عن الحقيقة، والمسلم الصغير كما الكبير يعرف أن الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة. وقد أفرد الشيخ عبد الله الهرري في كتابه "بغية الطالب" بابا خاصا لشروط صحة الصلاة ومنها الوضوء، وشرح فرائض الوضوء ومبطلاته
23 – ختمتم الحلقة الأولى بالاستشهاد بكلام منسوب إلى دكتور في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر يتضمن هجوما ضدنا، فنحن لا ندري صحة نسبة هذا الكلام إلى هذا الدكتور، فلعله قاله مفتريا علينا ابتداء، أو لعلكم أنتم سألتموه أسئلة موجهة تتضمن نسبة الافتراءات إلينا فأجابكم مستنكرا هذه الفتاوى المزعومة دون أن يكون قد ذكرنا بالاسم فعمدتم أنتم إلى التدليس، والله أعلم بحقيقة الأمر، وعلى كل حال نحن بريئون من هذه الافتراءات.
القسم الثاني: الرد على الحلقة الثانية:
24 - كررتم في هذه الحلقة ما ذكرتموه في الحلقة الأولى من افتراءات حتى بدت الحلقتان متشابهتين إلى حد كبير مع بعض الزوائد ما يؤكد ان الغرض هو الإمعان في الافتراء والتشويه ولكن الحق يبقى ناصعا مهما حاول البعض طمسه.
25 – استشهدتم في مقدمة الحلقة الثانية ووسطها بكلام دكتورين في جامعة الأزهر وردنا على هذا كما قلنا في البند رقم 24 بمعنى أنه سواء قالا ذلك افتراء علينا أم أرادا مجرد استنكار الفتاوى المزعومة فنحن بريئون من هذه الافتراءات.
26 – قلتم إننا نقيم مجالس مختلطة تكون النساء فيها كاسيات عاريات.
الرد: إن هذا الكلام يندرج في سياق التشويش والتشويه، والحقيقة أن بعض المجالس التي نقيمها يحضرها بعض النساء غير المحجبات الحجاب الشرعي، ونحن نود من حضورهن هذه المجالس أن يتعلمن علم الدين فيكون هذا مدخلا إلى ارتداء الحجاب الشرعي وصلاح أحوالهن.
27 – قلتم عنا "إنهم يزعمون أن الله آتاهم الكرامة فيدخلون في النار ويضربون أنفسهم بالرصاص ولا يؤثر ذلك فيهم" مستنكرين ذلك بدعوى أننا من أصحاب البدع والاحتيال على الله وموالاة الكافرين.
الرد: إن كان هذا الكلام من باب إنكار وجود الكرامات للأولياء فهذه طامة، فالكرامات أمر ثابت في شرع الله لا ينكرها إلا محروم. والكرامة أمر خارق للعادة يعطيه الله للأولياء. ومن الأدلة على ثبوت الكرامة للأولياء قول الله تعالى:" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلم رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي".
أما إن كان هذا الكلام من باب التهجم علينا فقط فنقول إن الله أعلم من هو الولي ومن هو غير الولي فالله لا يخفى عليه شىء، ونحن من عباد الله الذين يرجون أن يكونوا من الأولياء الصالحين، ولسنا من أصحاب الدعاوى الكاذبة. وأما ما ذكرتموه من عدم التأثر بالنار والرصاص فهذا يحصل لبعض الأولياء وهو ليس بأمر مستحيل.
28 – زعمتم أننا نقول إن الملائكة اعترضت على الله لأنه أمات أبوي النبي.
الرد: نسبة هذا الكلام إلينا محض افتراء فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم معصومون عن الكفر وسائر المعاصي، ومعلوم أن الاعتراض على الله كفر.
29 – قلتم إننا نقول بجواز أن تخرج المرأة من بيتها متى شاءت بغير رضى زوجها إذا كان لتعلم الدين واعتبرتم هذا من الفتاوى الشاذة.
الرد: إننا نقول إنه لايجوز للزوجة أن تخرج من البيت بغير إذن زوجها إلا لضرورة شرعية كما بين ذلك العلماء في كتب الفقه، وذلك كمثل الخروج لتعلم العلم الديني الواجب عليها تعلمه وهو يمنعها من الخروج لتحصيله، كتعلم أركان الصلاة ومبطلاتها ونحو ذلك.
30 - ختمتم الحلقة الثانية بكلام منسوب إلى مفتي مصر الشيخ علي جمعة فيه الكثير من التجني ونحن نتمنى أن لا يكون قد صدر عنه فعلا، كما نتمنى من جميع من يسمعون الافتراءات بحقنا أن يتصلوا بنا ويتواصلوا معنا بحيث لا يحكموا علينا من خلال افتراءات المبغضين والخصوم، وبحيث يطلعوا على حقيقة منهجنا الإسلامي النقي القائم على الاعتدال والوسطية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأخيرا، نطلب منكم نشر هذا الرد في جريدتكم مع احتفاظنا بحقنا في اللجوء إلى القضاء المختص.
--------------------------------------------------------------------------------
برج أبي حيدر- بيروت- لبنان/ تلفاكس:961-1-670000 / ص.ب. 5283-14 / E mail: media@aicp-lb.org