الوهابية ينكرون التبرك بآثار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ها نحن نقول لكم كلُّ الشموسِ لها غُروبٌ في الدُّجى*** إلا شموسُ الحقّ ليستْ تَغْرُبُ وقد صحّ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم بصق في فِي الطفل المعتوه, وكان يعتريه الشيطان كلّ يوم مرتين وقال :"أخرج عدوّ الله أنا رسول الله ". رواه الحاكم في المستدرك وصحّحه وأقره الذهبي في تلخيصه. وقد روى الذهبيّ في كتاب السيَر أنّ عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قال :"رأيت أبي يأخذ شعرةً من شعر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ,فيضعها على فِيه يقبّلها ,وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه ,ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به,ورأيته أخذ قصعة النبيّ عليه الصلاة والسلام فغمسها في جُبّ الماء ثمّ شرب منها ,ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ,ويمسح به يديه ووجهه".وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال :" سألت أبي عن مسّ الرجل رمّانة المنبر بقصد التبرّك ,وكذلك عن مسّ القبر", فقال :"لا بأس بذلك".أحد الحنابلة اسمه الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد كانت خرجت له دمَّلةٌ تداوى منها فأعياه علاجُها ما كان يتعافى ,فذهب إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل مسحها فتعافى. وروى البيهقيّ في دلائل النبوّة والحاكم في مستدركه وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقَد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها ,فلم يجدوها ثمّ طلبوها فوجدوها ,فقال خالدٌ: اعتمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحَلَق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالاً وهي معي إلاّ ورزقت النصر .
وهذا الذين ينسبون إليه محمد بن عبد الوهاب لم يكن من الفقهاء ولا المحدثين ,وعلماء عصره ومنهم أخوه سليمان بن عبد الوهاب وعالم اليمن محمد بن الأمير الصنعانيّ فقد ذمّاه وغيرهما ,وأخوه سليمان بن عبد الوهاب ألّف في الردّ عليه تأليفا سماه :"فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب "وأما عالم اليمن محمد بن الأمير الصنعاني كان بلغه في بدء الأمر عن ابن عبد الوهاب أنّه رجل يؤيد السنة فمدحه في أبيات منها هذا البيت :سلامٌ على نجدٍ ومن حلّ في نجدٍ***وان كان سلامي على البُعدِ لا يجدي ثمّ جاءه الخبر اليقين بأنه عكس ما بلغه عنه فنقض تلك القصيدة بقصيدة أخرى أولها : رَجعتُ عن القول الذي قلت في النّجدي ***فقد صحّ لي عنه خلافُ الذي عندي والوهابية اليوم يذكرون المدح الذي مدحه الأمير الصنعانيّ ولا يذكرون النقض الذي نقضَ به مدحه الأول من شدّة تعصّبهم لزعيمهم