News:

:D أوصيكم بالتحاب والتواد والتناصح والتزاور، يبذل هذا لأخيه سواكا أو شيئا سهلا، ثم الآخر يبذل ما تيسر له

Main Menu

كلامُ اللهِ لا يُشبهُ كلامَ العالمين

Started by Alsunna Teacher, 11, 17

Previous topic - Next topic

Alsunna Teacher

كلامُ اللهِ لا يُشبهُ كلامَ العالمين

 

قالَ اللهُ تعالى "وللهِ الْمَثَلُ الأَعْلى" أَيْ للهِ الوَصْفُ الَّذِي لا يُشْبِهُ وَصْفَ غَيْرِهِ، وَمِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى الْكَلامُ قَال تعالى "وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيمًا" أَيْ أَسْمَعَ اللهُ مُوسى كَلامَهُ الأَزَلِيَّ الأَبَدِيَّ الَّذِي لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلا صَوْتٍ فَكُلُّ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ وَهِيَ مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ كُلُّهَا لَيْسَ اللهُ قَرَأَها كَمَا نَحْنُ نَقْرَأُ إِنَّما هيَ أَلْفَاظٌ أَخَذَهَا جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ المحْفُوظِ ونَزَلَ بِهَا على الأَنْبِياءِ فَجِبْرِيلُ هُوَ الَّذي قَرَأَ على الرَّسُولِ الْقُرْءانَ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تعالى "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ" أَيْ فَإِذَا قَرَأَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْكَ بِأَمْرِنَا فَاتَّبِعْ قِرَاءَتَهُ، فَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللهُ قَرَأَ كَمَا نَحْنُ نَقْرَأُ الْبَاءَ ثُمَّ السِّينَ ثُمَّ الْمِيمَ في بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ، لأَنَّ هَذَا تَعَاقُبٌ، وَمَعْنَى التَّعَاقَب أَنَّهُ يُوجَدُ شَىءٌ فَيَنْتَفِي الآخَرُ الَّذي قَبْلَه وهكذا فَالْعَبْدُ حِينَ يَنْطِقُ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ لَمَّا نَطَقَ بِالْسِّينِ انْتَفَتِ الْبَاءُ وَلَمَّا نَطَقَ بِالْمِيمِ انْتَفَتِ الْسِّينُ وَهَذَا عَلامَةُ الْحُدُوثِ لِذَلِكَ قَالَ الْعُلَمَاءُ لا يُسَمَّى اللهُ نَاطِقًا إِنَّمَا يُسَمَّى مُتَكَلِّمًا فَلَوْ كَانَ اللهُ نَاطِقًا بِالْقُرْءَانِ كَنُطْقِ الْخَلْقِ كَمَا يَعْتَقِدُ الْمُشَبِّهَةُ لِكَانَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَامَتْ بِهِ صِفَةٌ حَادِثَةٌ أَيْ مَخْلُوقَةٌ وَقِيامُ الصِّفَةِ الْمَخْلُوقَةِ في شَىْءٍ دَلِيلٌ عَلى تَغَيُّرِهِ وَأَقْوى عَلامَاتِ الْحُدُوثِ التَّغَيُّرُ وَلا يَقُولُ عَاقِلٌ مُؤْمِنٌ انَّ اللهَ مُتَغَيِّرٌ.

وكَلامُ اللهِ لَيْسَ شَيْئًا لَهُ مُفْتَتَحٌ وَمُخْتَتَمٌ، كَلامُنَا لَهُ ابْتِدَاءٌ وَانْتِهَاءٌ، اللهُ لا يَتَكَلَّمُ هَكَذَا، اللهُ لَهُ صِفَةُ الْكَلامِ الَّذي لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ وَعُبِّرَ عَنْهُ بِمَا جَاءِ في الْقُرْءانِ والْكُتُبِ الَّتي نَزَلَتْ عَلى الأَنْبِيَاءِ، فَالْعِبَارَةُ شَىْءٌ وَالْمُعَبَّرُ عَنْهُ شَىْءٌ ءاخَرُ، كَمَا إِذَا قَالَ الْقَائِلُ لَفْظَ الْجَلالَةِ "اللهُ" فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ الْخَالِقَ حَلَّ في لِسَانِهِ إِنَّما هَذَا اللَّفْظُ "اللهُ" هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْخَالِقِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ، فَجِبْرِيلُ أَخَذَ أَلْفَاظَ القُرْءانِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفوظِ لَيْسَ هُوَ أَلَّفَهُ. وَجِبْريلُ يَسْمَعُ كَلامَ اللهِ الَّذي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا لَيْسَ شَيْئًا يُتَصَوَّرُ، فَيَفْهَمُ مِنْهُ قُلْ لِمُحَمَّدٍ كَذَا قُلْ لِعِيسى كَذَا فَيُنَفِّذُ. فَالْقُرْءانُ لَهُ إِطْلاقَانِ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ اللَّفْظُ الْمُنَزَّلُ وَهَذَا مَا أَخَذَهُ جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفوظِ وَقَرَأَهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَيُطْلَقُ الْقُرْءانُ عَلَى مَعْنَى صِفَةِ اللهِ الْكَلامِ الَّذي لَيْسَ هُوَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ، هَذِهِ عَقِيدَةُ الْمُسْلِمينَ الَّتي تُفْهَمُ مِنْ قَوْلِ اللهِ تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ" مَنِ اعْتَقَدَهَا نَجا وَمَنِ اعْتَقَدَ خِلافَهَا ضَلَّ وَهَلَكَ.