News:

عليكم بالثبات على طلب العلم ، ورد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يشبع مؤمنٌ من خير يسمعُهُ حتىيكون منتهاهُ الجنة، معناه المؤمن ينبغي أن لا يشبع من العلم لا يقل أنا تعلمت كذا وكذا ويترك طلب المزيد ، ثم العلم الديني يؤخذ من أفواه العلماء ليس بمطالعة الكتب كما يفعل كثير من أهل هذا الزمن علوم الدنيا يتلقونها من أفواه العارفين بها وعلم الدين أولى بأن يؤخذ من أفواه العلماء للأمن من الغلطِ والتحريف، بارك الله بكم اهتموا وزيدوا اهتماما وعناية بعلم الدين ، المتعبدُ بلا علم فهو على خطر كبير لا يعرف صلاتهُ صحيحةٌ أو حجُه صحيحٌ وزكاته وصيامه صحيحٌ أم لا ، عملٌ قليلٌ مع معرفةٍ بالعلمِ خيرٌ من كثيرمع الجهل.

Main Menu

نمرود بن كنعان

Started by Alsunna Teacher, 02, 15

Previous topic - Next topic

Alsunna Teacher

نمرود بن كنعان

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (سورة ءال عمران /ءاية 21)

من الكافرين الذين بشرهم الله تعالى بالعذاب الأليم في الآخرة نمرود بن كنعان حاكم بابل في العراق وكان ملكا متسلطا مستبداً برأيه، بغى في الأرض وتكبر وادعى الألوهية والعياذ بالله ودعا الناس إلى عبادته، وقيل إنه كان أحد ملوك الدنيا الذين حكموا طويلا وكان طغى وبغى وتكبر وتجبر وءاثر الحياة الدنيا

لما دعا نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام وأقام الحجة عليهم بعد أن حطم أصنامهم التي لا تضر ولا تنفع، اغتاظ قومه منه وأخبروا ملكهم نمرود أنه يسفه أصنامهم، وأخذت نمرود العزة بالإثم وصار ينكر على نبي الله إبراهيم عليه السلام دعوته إلى دين الإسلام وعبادته الله تعالى وحده الذي يستحق العبادة ولا رب سواه

وأخذ نمرود بن كنعان يدعي أمام قومه وأمام إبراهيم أنه هو الإله الذي يستحق العبادة وصار ينكر أمام الملأ وجود الله سبحانه وتعالى الخالق العلي القدير، ثم قال لإبراهيم عليه السلام: أرأيت الذي تعبد وتدعو إلى عبادته ماهو؟ فقال إبراهيم عليه السلام بلسان اليقين: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ} (سورة البقرة / ءاية 258) فقال نمرود: أنا أحيي وأميت، أحيي من أشاء بالعفو عنه بعد أن أصدر الحكم عليه بالقتل فينعم بالحياة، وأميت من أشاء بأمري وأقضي عليه

ثم أتى برجلين فأمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر، ثم قال مستكبراً: لقد أحييت هذا وأمت الآخر

لقد ظن هذا نمرود الجهول بمقالته هذه البعيدة عن الصواب والحقيقة أنه على صواب وهدى ولكن نبي الله إبراهيم، وقف أمام هذا الملك الجبار بالمرصاد وأراد أن يفحمه بالحجة القوية ويضيق عليه الخناق، ويظهر له أمام قومه ورعيته جهله وسخف عقله، فأعطاه دليلا قويًا على أن الله عز وجل هو الخالق الصانع المدبر لهذا العالم بأسره وأن ما ادعاه هذا الكافر باطل فأخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه أنه قال {فإنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} (سورة البقرة/ءاية 258) أي أن هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها الله تعالى بقدرته فهو خالقها وخالق كل شئ، فإن كنت كما زعمت باطلا تحيي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإن الذي يحيي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء فلا يمانع ولا يغالب

أمام هذه الحجة الساطعة وقف نمرود مبهوتًا مبغوتًا وظهر له وللملأ حوله بطلان ما ادعاه وتبجح به فانقطع وسكت عن الكلام، وظهر عليه الخزي وباء بالهزيمة، قال الله عز وجل: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (سورة البقرة/ءاية 258)

وورد أن الله عز وجل بعث إلى نمرود ملكا يأمره بالإيمان بالله تعالى والدخول في دين الإسلام فأبى وعاند ثم ثانية فأبى عليه، ثم دعاه الثالثة فأبى عليه وعاند ثم قال نمرود له: اجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع نمرود جيشه وقت طلوع الشمس وأرسل الله عز وجل ذبابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس من كثرته، وسلط الله تعالى هذه الحشرات عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظامًا

وأما نمرود فقد دخلت ذبابة في منخره فمكثت فيه زمانًا طويلا يعذبه الله تعالى بها في الدنيا فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها جزاء جحوده وكفره وادعائه الألوهية، وله في الآخرة الخلود الأبدي في النار