عقيدة إمامنا الشافعي: كان الله ولا مكان
عقيدة إمامنا الشافعي: كان الله ولا مكان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد، وعلى ءاله وصحبه وسلم وبعد،أخي القارئ،
اعلم أن العقيدة المنجية هي اعتقاد أن الله موجود بلا مكان ولا يسكن السماء ولا يجلس على العرش كما تقول اليهود والنصارى والمشبهة من الذين يدعون الاسلام. فاعتقاد اهل الحق، ان الله منزه عن التغير والحدوث. فالله كان موجوداً قبل خلق المخلوقات، كان موجوداً قبل المكان، قبل السماء وقبل الجهات، وقبل العرش وقبل الماء، وقبل كل شىء. وهذا مصداق قول رسول الله: “كان الله ولم يكن شىء غيره”. فالله لا يتغير، موجود قبل الخلق بلا مكان وهو الآن على ما عليه كان. قال سيدنا علي كرم الله وجهه: “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان”. أما أهل الحق، فقد أجمعوا على تنزيه الله عن المكان والجهات والحد والتغير والحدوث والجلوس والقعود وغيرها من العقائد التي تبثها المشبهة بين المسلمين.
وقد ثبت عن الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه إمامنا امام المذهب الشافعي (204 ص) انه قال ما نصه : “إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته” اهـ المصدر: إتحاف السادة المتقين 2/ 24.
وقال الامام احمد بن حنبل عن استواء الله على العرش “استوى كما اخبر لا كما يخطر للبشر” فاستواء الله على العرش ليس بجلوس ولا استقرار ولا تغير انما استواء يليق به ويجوز قول استواء قهر لأن الله وصف نفسه بالقاهر والقهار بقوله (وهو القاهر فوق عباده) سبحانه وتعالى والفوقية هذه فوقية قدر وعظمة لا فوقية المكان كما يتوهم البعض لأن الله موجود بلا مكان. ويقول الامام المجتهد السبكي في كتاب تشنيف المسامع ما نصه: “قال أحمد بن حنبل: من قال عن الله جسم لا كالأجسام كفر.”
ومثله قال الامام مالك والامام أبو حنيفة رضي الله عنهم أجمعين وهو تنزيه الله عن الجهة والحد والمكان وأن من نسب لله الجسم والحد والاعضاء يكفر لأنه يكون شبّه الله بخلقه وهذا تكذيب للقرءان فعليه الرجوع للاسلام بترك الردة والنطق بالشهادتين بقول: أشهد ان لا اله الا الله وأشهد
أن محمّدا رسول الله.
هذا والله أعلم وأحكم.