الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين، سيدنا مولانا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله رحمة وهدى للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين.
قال البخاري بَاب الشُّرْبِ مِنْ قَدَحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآنِيَتِهِ وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ أَلَا أَسْقِيكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ .اهـ
روى البخاري في الصحيح عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ اسْقِنَا يَا سَهْلُ فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ، قال : فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا مِنْهُ قَالَ ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ فَوَهَبَهُ لَهُ .اهـ
وروى البزار في كشف الأستار تحت باب دفن الآثار الصالحة مع الميت : عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أنه كان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فدفنت معه بين جنبيه وبين قميصه ” ورجاله موثوقون. ( وذكر هذا أيضا في أسد الغابة لابن الأثير وفي مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر وفي كنز العمال للمتقي الهندي ).
عن ثابت قال: كنت إذا أتيت أنساً يخبر بمكاني، فأدخل عليه، فآخذ بيديه فأقبلهما، وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبّل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ثقة.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: رَأَيْتُ أَبِي يَأْخُذُ شَعرةً مِن شَعرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَضَعُهَا عَلَى فِيْهِ يُقبِّلُهَا.وَأَحسِبُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَغْمِسُهَا فِي المَاءِ وَيَشرَبُه يَسْتَشفِي بِهِ.ورَأَيْتُهُ أَخذَ قَصْعَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَغَسلهَا فِي حُبِّ المَاءِ، ثُمَّ شَرِبَ فِيْهَا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ يَسْتَشفِي بِهِ، وَيَمسحُ بِهِ يَدَيْهِ وَوَجهَه. قُلْتُ: أَيْنَ المُتَنَطِّعُ المُنْكِرُ عَلَى أَحْمَدَ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ سَأَلَ أَبَاهُ عَمَّنْ يَلمَسُ رُمَّانَةَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَمَسُّ الحُجْرَةَ النَّبَوِيَّةَ، فَقَالَ: لاَ أَرَى بِذَلِكَ بَأْساً. أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِنْ رَأْيِ الخَوَارِجِ وَمِنَ البِدَعِ. اهـ
ونقل البهوتي الحنبلي في كشاف القناع عن الإمام المجتهد إبراهيم الحربي وهو من علماء السلف أنه قال : يستحب تقبيل حجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهاكم نصه:
وروى البخاري عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ قُلْتُ لِعَبِيدَةَ عِنْدَنَا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَبْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ أَنَسٍ فَقَالَ لَأَنْ تَكُونَ عِنْدِي شَعَرَةٌ مِنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . اهـ
وقد ثبت ان ابن عمر أنه كان يصلي في الأماكن التي صلى فيه الرسول تبركاً بها. ذكر الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يتحرى الصلاة في الأماكن التي كان يصلي فيها رسول الله . قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف : وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك .
وذكر النووي في كتاب تهذيب الصفات ج3ص24: وأوصى عمر بن عبد العزيز أن يدفن معه شىء كان عنده من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وأظفار من أظفاره وقال: إذا مت فاجعلوه في كفني. ففعلوا ذلك.
ثم تبع الصحابة في خُطتهم في التبرك بآثاره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أسعده الله وتوارد ذلك الخلف عن السلف واستمر ذلك إلى هذا الوقت .
ثبت عن الامام أحمدأنه أجاز التبرك بمس قبر النبي ورمانة منبره، بل هو كان يتبرك بشعرة النبي يضعها في الماء ويشربها لأن الله جعل النبي كله بركة. موضع كفه بركة فكيف كفه؟ وثبت عن ابراهيم الحربي قوله استحباب التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وهاكم نصه:
وجمهور الأمة الاسلامية اجتمعت على هذا الأمر، التبرك والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتجرأ أحد أن يزعم أن هذا الفعل شرك أو كفر الا الوهابية التكفيرية التجيرية، جعلوا جمهور الأمة عباد قبور. الساكت عن الحق شيطان أخرس.
إخوة الإيمان والإسلام هذا قليل من كثير فالتبرك بالنبي وءاثاره أمر يحبه الله ورسوله لا كما تقول الوهابية إنه من عادات الوثنيين ، ومعنى التبرك أن يخلق الله لنا البركة بسبب ذلك . كيف لا ، ومحمد خير خلق الله كلهم ، ذاك محمد وله الحوض الأكبر ، ذاك محمد وله نهر الكوثر ولواء الحمد المرفوع وكلام الحق المسموع ، محمد شمس الدنيا بدر الكون الأنور ، محمد نور الدهر وأكثر ، قائد ركب الحق وسيد كل الخلق ، حبيب الله محمد رسول الله محمد .