استقبال رمضان
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفوا أحد. أحمده تعالى وأستهديه وأسترشده و أتوب إليه وأستغفره وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقرّة أعيننا محمد من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه سراجًا وهاجًا وقمرًا منيرا، فهدى الله به الأمة وكشف به عنها الغمة وبلّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه.
وأشهد أن لا إلـه إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أنّ محمدا رسول الله الصادق الوعد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد فيا أيها المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم.
يقول الله تعالى: {72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74} سورة الزمر ءاية 73، 74.
يقول الله تعالى: {72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74} سورة الزمر ءاية 73، 74.
إخوة الإيمان، هي أيام معدودة قصيرة تمضي كالخيال ويُقبل علينا شهرُ التوبة والرحمة والإحسان والزهد والخيرات والبركات، أيام معدودة تمضي كالخيال ويقبل علينا بإذن الله ربِّ العالمين أفضل الشهور رمضان.
إخوة الإيمان، شهر رمضان شهر ينتظره العباد الصالحون، ينتظرون أيامَه ولياليه ليزدادوا بالطاعات نساءً ورجالا فهذه زُبيدة رحمها الله وهي امرأة هارون الرشيد رحمه الله عملت عملاً كبيرًا أجرت الماء من أرض بعيدة إلى عرفات يقال له ماء زُبيدة لولا هذا الماء لهلك كثير من الحجاج ، هي عملت ذلك لوجه الله تعالى، رأت منامًا ، فقصت لمعبّر علم يعرف التعبير فقال لها تعملين عملاً ينتفع به الناس فأجرت هذا الماء من أرض بعيدة تحت الأرض، إلى الآن هذا الماء موجود، في الماضي نساء الملوك كُنَّ يعملن مبرات فيها خدمة كبيرة للمسلمين ، أما اليوم صار التنافس بينهن في بناء القصور وما أشبه ذلك .
إخوة الإيمان، شهر رمضان شهر ينتظره العباد الصالحون، ينتظرون أيامَه ولياليه ليزدادوا بالطاعات نساءً ورجالا فهذه زُبيدة رحمها الله وهي امرأة هارون الرشيد رحمه الله عملت عملاً كبيرًا أجرت الماء من أرض بعيدة إلى عرفات يقال له ماء زُبيدة لولا هذا الماء لهلك كثير من الحجاج ، هي عملت ذلك لوجه الله تعالى، رأت منامًا ، فقصت لمعبّر علم يعرف التعبير فقال لها تعملين عملاً ينتفع به الناس فأجرت هذا الماء من أرض بعيدة تحت الأرض، إلى الآن هذا الماء موجود، في الماضي نساء الملوك كُنَّ يعملن مبرات فيها خدمة كبيرة للمسلمين ، أما اليوم صار التنافس بينهن في بناء القصور وما أشبه ذلك .
وهذا أيضا عبد الرحمن بن أبي نُعم الذي كان من السلف الصالح لو قيل له غدًا القيامة ما كان عنده ما يزيده على ما يفعله من الطاعات ملأ وقته بالخير والنافع والمفيد، كان في الصيف يقوم الليل، يصلي داخل بيته ليبقى مستيقظًا من الحر وفي الشتاء يصلي على ظهر بيته ليبقيه البرد مستيقظًا ، هكذا يغتنمون الأوقات والأنفاس، فاستفد أخي المؤمن من شهر الخيرات والبركات واسأل ربك أن تكون من عتقاء هذا الشهر الكريم فهذا شهر الصفاء والخير والبر، طوبى لأقوام صاموا عن الشهوات وقاموا في الخلوات يتلون من ءايات ذكره، فهذا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه كان يقوم الليل وإذا صلى الوتر ختم القرءان في ركعة الوتر، فشهر رمضان أقبل بأنواره وذكرياته الطيبة حيث تفرح به القلوب وتستبشر به النفوس ولكن كيف كان يغتنمه الصالحون، ماذا كانوا هم فاعلين في هذا الشهر الكريم فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرءان ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرّج العلماء في شهر رمضان يعتكفون في المسجد ويَدرسون ويدرّسون، هذا شأنهم.
إخوة الإيمان إن الصيام عبادةٌ لا يطّلع على صدق صاحبها إلا اللهُ علاّم الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” كلُّ عمَلِ ابنِ ءادمَ يُضاعَف، الحسنةُ بعشرِ أمثالها إلى سبعِمائة ضِعْفٍ قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدعُ شهوتَه وطعامَه من أجلي ” فدع شهوتك وطعامك من أجل الثواب من الله تبارك وتعالى .
إخوة الإيمان ، إن أيام الدنيا قصار وأيام الآخرة طوال ومهما أكثر الإنسان من الحسنات فإنه ينتفع بها في الآخرة الباقية التي ليس لها نهاية فأقبلوا في شهر رمضان شهر التوبة والرحمة والمغفرة، شهر القراءن، شهر الفتوحات والبطولات إلى الخيرات والبركات وأعمال البر والطاعات وتذكروا أن النبي صلى الله عله وسلم كان أجود ما يكون في رمضان .
نسأل الله أن لا يحرمنا من نبيه الشفاعة وأن يجعل التقوى لنا أربح بضاعة ونسأله أن لا يجعلنا في شهر رمضان لهذا العام من أهل التفريط والإضاعة
هذا وأستغفر الله لي ولكم .