الخل الوفـي والصديق الأمين
أخِلاّءُ الرخاءِ هُمُ كثيرٌ ولكن في البلاءِ هُم قليلُ
فلا تغررك خِلَّةُ من تُواخي فما لكَ عندَ نائبةٍ خليلُ
وكلُ أخٍ يقولُ أنا وفـيٌّ ولكن ليسَ يفعلُ ما يقولُ
سوى خِلٍّ له حَسَبٌ ودينٌ فذاكَ لما يقولُ هو الفَعول
يروى عن الإمام محمَّد بن إدريس الشّافعيّ رضي اللّه عنه:
1 – إِذَا الْمَرْءُ لاَ يَرْعَاكَ إِلاَّ تَكَلُّفًَا * فَدَعْهُ وَلاَ تُكْثرْ عَلَيْهِ التَّأَسُّفَا
2 – فَفِي النَّاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَةٌ * وَفِي القَلْبِ صَبْرٌ لِلْحَبِيبِ وَلَوْ جَفَا
3 – فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ * وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا
4 – إِذَا لَمْ يَكُن صَفْوُ الوِدَادِ طَبِيعَةً * فَلاَ خَيْرَ فِي وُدٍّ يَجِيءُ تَكَلُّفَا
5 – وَلاَ خَيْرَ فِي خِلّ يَخُونُ خَلِيلَهُ * وَيَلقَاهُ مِنْ بَعْدِ المودَّةِ بِالجَفَا
6 – وَينْكِرُ عَيشًا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * وَيُظْهِر سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَى
7 – سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا لَم يَكنْ بِهَا * صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
قال الخطيب البغدادي (أحمد بن علي بن ثابت) المُتوفّى سنة 463 هجرية رحمه الله تعالى
لو قيل لي ما تمنّى قلتُ في عجلِ أخًا صدوقًا أمينًا غير خوّان
إذا فعلتُ جميلاً ظلّ يشكرني وإنْ أسأتُ تلقّاني بغفرانِ
ويسترُ العيبَ في سُخْط وحال رضى ويحفظ الغيبَ في سِرّ وإعلان
وأين في هذا الخَلْقِ عزّ مطلبُه فليس يوجد ما كرّ الجديدان
الجديدان: الليل والنّهار