Search or ask ابحث او اسأل
April 28, 2023

أخلاق الحبيب الطاهرة

أخلاق الحبيب محمد الطاهرة صلى الله عليه وسلم
وأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد دلت عليها الآية الكريمة (وإنك لعلى خلق عظيم) [سورة القلم]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت عندما سُئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم:”فإن خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرءان” رواه مسلم في الصحيح([88]).

وعن عبد الله بن الزبير في قوله عز وجل (خُذ العفو) [سورة الأعراف] قال: أمرَ الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. أخرجه البخاري في الصحيح([89]) وغيرُه.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما خُيّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تُنْتَهَكَ حُرمة الله تعالى”، وزاد القطان في روايته: “فينتقم لله بها” أخرجه الشيخان والبيهقي وغيرهم([90]).

وعن عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: “لم يكن فاحشًا ولا مفتحشًا، ولا سخَّابًا في الأسواق، ولا يَجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح أو قالت: يعفو ويغفر”، شك أبو داود([91]).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خِدْرِهَا، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه” أخرجه الشيخان([92]).

وعن المغيرة بن شعبة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل: يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: “أفلا أكون عبدًا شكورًا” أخرجاه في الصحيح([93]).

وإلى جانب هذه الصفات الحميدة كان شديدًا في أمر الله، شجاعًا، فقد روى أحمد([94]) بإسناده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أشد الناس بأسًا”.

أما أخبار كرمه وسخائه فعديدة منها ما رواه مسلم([95]) عن أنس رضي الله عنه أنه قال: “ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا قط إلا أعطاه، فأتاه رجل فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين، فأتى قومه فقال: أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة”.

أما أخبار زهده وتواضعه واختياره الدار الآخرة فكثيرة منها ما رواه البيهقي والترمذي وابن ماجه([96]) عن عبد الله أنه قال: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثَّر الحصير بجلده، فجعلتُ أمسحه عنه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ألا أَذِنْتَنَا فنبسط لك شيئًا يقيك منه تنام عليه، فقال: “ما لي وللدنيا، ما أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها”.

فقد كان صلى الله عليه وسلم متصفًا بصفات حسنة من الصدق، والأمانة، والصلة، والعفاف، والكرم، والشجاعة، وطاعة الله في كل حال وأوانٍ ولحظة ونفس، مع الفصاحة الباهرة والنصح التام، والرأفة والرحمة، والشفقة والإحسان، ومواساة الفقراء والأيتام والأرامل والضعفاء، وكان أشد الناس تواضعًا، يحب المساكين ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، هذا كله مع حسن السَّمت والصورة، والنسب العظيم، قال الله تعالى: }الله أعلمُ حيث يجعل رسالته{ [سورة الأنعام].

 
_____________________________
[88] – أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين: باب جامع صلاة الليل.

[89] – أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير: ءاخر تفسير سورة الأعراف، وأبو داود في سننه: كتاب الأدب: باب في التجاوز في الأمر، والبيهقي في الدلائل (1/310).

[90] – أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأدب: باب قول النبي: “يسروا ولا تعسروا”، وفي الحدود : باب إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله، ومسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، والبيهقي في الدلائل (1/311)، ومالك في الموطأ: كتاب حسن الخلق: باب ما جاء في حسن الخلق.

[91] – أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص/214)، والبيهقي بإسناده عنه في الدلائل (1/315).

[92] – أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب الأدب: باب الحياء، ومسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، والبيهقي في الدلائل (1/316).

[93] – أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التهجد: باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل، وفي كتاب التفسير: باب ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ومسلم في صحيحه: كتاب المنافقين: باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، والترمذي في سننه: كتاب الصلاة: باب ما جاء في الاجتهاد في الصلاة، وابن ماجه في سننه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما جاء في طول القيام.

[94] – أخرجه أحمد في مسنده (1/86).

[95] – أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: باب ما سئل رسول الله شيئاً قط فقال: لا، وأخرجه أحمد في مسنده (3/108،175).

[96] – أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الزهد: باب منه (2377)، وابن ماجه في سننه: كتاب الزهد: باب مثل الدنيا، والبيهقي في الدلائل (1/337 – 338).

Prev Post

قصة خلق نبي الله ءادم عليه السلام

Next Post

التحذير من غلو بعض الناس

post-bars