إثبات أن التأويل التفصيلي ورد عن السلف
التأويل التفصيلي معناه:تعيين معنىً للفظ المتشابه الذي ورد في القرءان أو في الحديث , وزعم بعضهم أن التأويل التفصيلي لم يرد على السلف مردود بما في صحيح البخاري في كتاب تفسير القرءان وعبارته هناك : سورة القصص:{كل شئ هالك إلا وجهه} إلا ملكه ويقال ما يتقرب به إليه ا.هـ فملك الله صفة من صفاته الأزليه ليس كالملك الذي يعطيه للمخلوقين .
وفيه غير هذا الموضع كتأويل الضحك الوارد في الحديث بالرحمة.
وصح أيضا التأويل التفصيلي عن الإمام أحمد وهو من السلف فقد ثبت عنه أنه قال في قوله تعالى:{ وجاء ربك} إنما جاءت قدرته , صحح سنده الحافظ البيهقي الذي قال فيه الحافظ صلاح الدين العلائي: لم يأت بعد البيهقي والدارقطني مثلهما ولا من يقاربهما. أما قول البيهقي ذلك ففي كتاب مناقب أحمد وأما قول الحافظ أبي سعيد العلائي في البيهقي والدارقطني فذلك في كتابه (الوشي المعلم), وأما الحافظ أبو سعيدٍ فهو الذي يقول فيه الحافظ ابن حجر شيخ مشايخنا وكان من أهل القرن السابع الهجري .
وهناك خلق كثير من العلماء ذكروا في تآليفهم أن أحمد أوّل منهم الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي الذي هو أحد أساطين المذهب الحنبلي لكثرة إطلاعه على نصوص المذهب وأحوال أحمد. وأما معنى قول أحمد وجاءت قدرته أي تظهر الأهوال العظيمة يوم القيامة التي هي أثر من ءاثار قدرة الله .
أحمد بن حنبلٍ يجوّز التّأويل الّذي هو موافق لكتاب الله وسنّة رسوله ولغة العرب لذلك أوّل قوله تعالى: وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا . قال: “جاء أمره”، و في روايةٍ: “جاءت قدرته”، معناه الله يظهر يوم القيامة أهوالاً عظيمةً، هي ءاثار قدرة الله، ولو كان الإمام أحمد مجسّمًا كأدعياء السّلفيّة في هذا الزّمان لما أوّل الآية ولكان أخذ بظاهرها. أمّا المجسّمة أدعياء السّلفيّة فيقولون: “التّأويل تعطيل” اهـ والتّعطيل هو نفي وجود الله تعالى أو صفاته فيكونون بذلك حكموا على أحمد بالكفر لأنّهم جعلوه معطّلاً، فكيف بعد ذلك يدّعون الانتساب إليه. وقد حصل لمفتي المجسّمة أدعياء السّلفيّة الّذي مات في هذا العصر وهو أعمى البصر والبصيرة أن دخل عليه رجل وقال له: “أنت ضدّ التّأويل وتضلّل من يؤوّل فما تقول في قوله تعالى: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا. فإن أوّلت هذا فقد وقعت فيما حرّمت وإن تركت الآية على ظاهرها فقد حكمت على نفسك بأنّك كما أنت في هذه الحياة الدّنيا أعمى فأنت في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، فلم يجد هذا المشبّه جوابًا وما كان منه إلاّ أن شتمه وأمر بإخراجه.
وقد بين أبو نصرٍ القشيري رحمه الله الشناعة التي تلزم نفاة التأويل وأبو نصرٍ القشيري هو الذي وصفه الحافظ عبد الرزاق الطبسي بإمام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه (تبيين كذب المفتري) .
فالنصيحة أن يرجع من كان انطلى عليه كلام المشبهة المجسمة نفاة التوسل الذين زعموا أن السلف لم يأولوا بالمرة فما ذكر يدحض ما زعموه.