ما جرى بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وسلم
قال الحافظ المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله: وبعد، فإني أكتب هذه الرسالة لبيان ما أقول في دروسي مما يتعلق بما جرى بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية ومن كان معه وإني أقرر في دروسي هذه المسئلة وِفقَ مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة حيث نَقَلَ الإمام الكبير عبد القاهر بن طاهر أبو منصور البغدادي الشافعي الأشعري إجماع أهل السنة على أن الصواب كان في صفين مع سيدنا عليّ رضي الله عنه وقال إن معاوية وأصحابه بَغَوا على سيدنا علي رضي الله عنه . اهـ .
وقد ذَكَرَ ذلك في كتابه الفَرق بين الفِرق في ءاخرِه عند ذكر ما أجمع عليه أهل السنة، وهذا الإمام أبو منصور قد قال فيه ابن حجر الفقيه : الأستاذ الكبير، إمام أصحابنا، وكذا أقرر في دروسي ما ذكره الحافظ البيهقي في كتاب الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة حيث قال : وكلُّ من نازع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في إمارته فهو باغٍ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن ادريس يعني الشافعي رضي الله عنه . اهـ .
فهذا ما أقوله وما أقرره في دروسي أما لفظ فاسق فأنا لم أقل عن معاويةٍ فاسق إنما نقرأ أثناء الدراسة في كتب الحديث ما رواه البيهقي في السنن الكبرى أن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا . اهـ .
ونقرأ كذلك في كتب الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عند ذِكر فضائل سيدنا عليّ رضي الله عنه ان معاوية أَمَرَ سيدنَا سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة فقال معاوية له : ما منعك أن تسب أبا التّراب فقال سعد : أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبَّه، لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حُمُر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له لما خلَّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوّة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأُعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعُ لي عليّاً فأُتِيَ به أرمدَ فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية : فَقُل تعالَوا ندع أبناءَنَا وأبناءكم، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّا وفاطمَة وحسناً وحسيناً فقال اللهم هؤلاء أهلي . اهـ .
فمعاوية كان يأمر بسبِّ سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كما هو ظاهرٌ في حديث مسلم الذي مرَّ ذِكره وقد ثبت في الحديث من سبَّ عليا فقد سبَّني رواه الحاكم .
ونقرأ كذلك في أثناء الدراسة الحديث الذي رواه أربعة وعشرون من الصحابة وهو حديث متواتر رواه البخاريّ ومسلم وغيرهما أعني حديثَ وَيحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار . اهـ .
فنقول لأجل هذا : لا يكون من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويدعونه إلى النار مأجورين بل هم ءاثمون بلا شك، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة كما تقدم بيانه، وقد روى الحاكم وغيره ان سيدنا عليا قال لسيدنا الزبير رضي الله عنهما نشدتُك بالله يا زبير أما سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك تقاتلني وأنت ظالم لي قال بلى ولكن نسيتُ فذهب منصرفا . اهـ .
فإذا كان سيدنا الزبير رضي الله عنه عصى بمخالفته لسيدنا علي رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة فكيف لا يعصي الذين قاتلوه ثلاثة أشهر، معاوية قاتل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه ثلاثة أشهر وقتل عشرين ألف نفس وزيادة، هذا الذي أقرره في دروسي وهو من باب تبليغ العلم، المحدِّثون ذكروا هذه الأحاديث وهي تُقرأ عند المحدثين في مجالس التحديث من أجل تبليغ العلم وكذلك الفقهاء ذكروا هذه الأحاديث وكتب أهل السنة طافحة بما ذكرنا وأمثاله وقد ذكر الإمام البخاري حديث ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، في أكثر من موضع في الجامع الصحيح وهو يُقرأ إلى يومنا هذا ونحن نعلّم علم أهل السنة نُعلِـّم الحديث والفقه الشافعي وقد قال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه : إن مقاتلي علي ءاثمون لكنَّ ثلاثةً منهم مغفور لهم طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم، أما البقيّة فيجوز أن يغفر الله لهم على قاعدة أهل السنة في جواز الغفران للمذنب ما لم يكفر.
فهذا الذي أقوله وأقرره في دروسي ذكرته لكم راجيا منكم الدعاء . أهـ
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وسلم
قال الحافظ المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله: وبعد، فإني أكتب هذه الرسالة لبيان ما أقول في دروسي مما يتعلق بما جرى بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية ومن كان معه وإني أقرر في دروسي هذه المسئلة وِفقَ مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة حيث نَقَلَ الإمام الكبير عبد القاهر بن طاهر أبو منصور البغدادي الشافعي الأشعري إجماع أهل السنة على أن الصواب كان في صفين مع سيدنا عليّ رضي الله عنه وقال إن معاوية وأصحابه بَغَوا على سيدنا علي رضي الله عنه . اهـ .
وقد ذَكَرَ ذلك في كتابه الفَرق بين الفِرق في ءاخرِه عند ذكر ما أجمع عليه أهل السنة، وهذا الإمام أبو منصور قد قال فيه ابن حجر الفقيه : الأستاذ الكبير، إمام أصحابنا، وكذا أقرر في دروسي ما ذكره الحافظ البيهقي في كتاب الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة حيث قال : وكلُّ من نازع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في إمارته فهو باغٍ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن ادريس يعني الشافعي رضي الله عنه . اهـ .
فهذا ما أقوله وما أقرره في دروسي أما لفظ فاسق فأنا لم أقل عن معاويةٍ فاسق إنما نقرأ أثناء الدراسة في كتب الحديث ما رواه البيهقي في السنن الكبرى أن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا . اهـ .
ونقرأ كذلك في كتب الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عند ذِكر فضائل سيدنا عليّ رضي الله عنه ان معاوية أَمَرَ سيدنَا سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة فقال معاوية له : ما منعك أن تسب أبا التّراب فقال سعد : أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبَّه، لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حُمُر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له لما خلَّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوّة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأُعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعُ لي عليّاً فأُتِيَ به أرمدَ فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية : فَقُل تعالَوا ندع أبناءَنَا وأبناءكم، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّا وفاطمَة وحسناً وحسيناً فقال اللهم هؤلاء أهلي . اهـ .
فمعاوية كان يأمر بسبِّ سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كما هو ظاهرٌ في حديث مسلم الذي مرَّ ذِكره وقد ثبت في الحديث من سبَّ عليا فقد سبَّني رواه الحاكم .
ونقرأ كذلك في أثناء الدراسة الحديث الذي رواه أربعة وعشرون من الصحابة وهو حديث متواتر رواه البخاريّ ومسلم وغيرهما أعني حديثَ وَيحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار . اهـ .
فنقول لأجل هذا : لا يكون من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويدعونه إلى النار مأجورين بل هم ءاثمون بلا شك، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة كما تقدم بيانه، وقد روى الحاكم وغيره ان سيدنا عليا قال لسيدنا الزبير رضي الله عنهما نشدتُك بالله يا زبير أما سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك تقاتلني وأنت ظالم لي قال بلى ولكن نسيتُ فذهب منصرفا . اهـ .
فإذا كان سيدنا الزبير رضي الله عنه عصى بمخالفته لسيدنا علي رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة فكيف لا يعصي الذين قاتلوه ثلاثة أشهر، معاوية قاتل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه ثلاثة أشهر وقتل عشرين ألف نفس وزيادة، هذا الذي أقرره في دروسي وهو من باب تبليغ العلم، المحدِّثون ذكروا هذه الأحاديث وهي تُقرأ عند المحدثين في مجالس التحديث من أجل تبليغ العلم وكذلك الفقهاء ذكروا هذه الأحاديث وكتب أهل السنة طافحة بما ذكرنا وأمثاله وقد ذكر الإمام البخاري حديث ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، في أكثر من موضع في الجامع الصحيح وهو يُقرأ إلى يومنا هذا ونحن نعلّم علم أهل السنة نُعلِـّم الحديث والفقه الشافعي وقد قال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه : إن مقاتلي علي ءاثمون لكنَّ ثلاثةً منهم مغفور لهم طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم، أما البقيّة فيجوز أن يغفر الله لهم على قاعدة أهل السنة في جواز الغفران للمذنب ما لم يكفر.
فهذا الذي أقوله وأقرره في دروسي ذكرته لكم راجيا منكم الدعاء . أهـ
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.