Search or ask ابحث او اسأل
April 28, 2023

مواعظ وعبر لمن اعتبر

موعظة وعبرة
قال الامام الشافعي رضي الله عنه:
سهرت أعين ونامت عيون               في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس            فحملانك الهموم جنون
ان ربا كفاك بالأمس ما كان                سيكفيك في غد ما يكون
 
 
اغتنم وقتك في طاعة الله – من صمت نجا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صمت نجا” رواه الترمذي. وفي الحديث الذي رواه ابنُ حِبان “عليك بطولِ الصمت إلا من خير فإنهُ مطْرَدةٌ للشيطان عنك و عونٌ لك على أمر دينك”
 
 
عبر من أمير المؤمنين سيدنا عمر
روى ابنُ الجوزيِّ من مَناقبِ عمر بنِ الخطّاب أنه قال :[واعتَزِلْ صَديقَكَ إلا الأمِين ولا أمينَ إلا مَن يخشَى اللهَ عزّ وجَلّ ولا تَمشِ معَ الفَاجرِ فيُعلِّمَك مِن فُجُورِه ولا تُفْشِ إليهِ سِرّكَ واستَشِر في أَمرِكَ الذينَ يخشَونَ اللهَ عَزّ وجَل]. وروى إبراهيم بنُ الأزرق في كتاب تسهيل المنافع في الطبّ والحكمَة أنّ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه قال :[ما أُصِبتُ بمصِيبةٍ إلا ورأيتُ لله عليّ فيهَا ثلاثَ نِعَم الأُولى أنّ الله هوَّنها عليّ فَلم يُصِبني بأعظَمَ منها وهو قَادرٌ على ذلكَ،الثّانيةُ أنّ الله جعَلَها في دُنيَاي ولم يجعَلها في دِيني وهو قَادرٌ على ذلكَ ، والثّالثةُ أنّ الله يؤجِرُني بها يومَ القيامة].
 
 
لا أمين إلاّ من يخشى
وعن وديعة الأنصاري قال:سمعت عمر بن الخطاب يقول وهو يعظ رجلاً: “لا تكلّم فيما لايعنيك واعْرف عدوّك ، واحذر صديقك إلاّ الأمين ، ولا أمين إلاّ من يخشى الله ،ولا تمشِ مع الفاجر فيُعلّمك من فجوره ،ولا تُطْلعْه على سرّك ، ولا تُشاورْ في أمرك إلاّ الذين يخشون الله عزّ وجلّ”. 1/287 من صفة الصفوة لابن الجوزي.
 

 

 
تفكر وتدبر
قال مالك بن دينار رضي الله عنه:
عجبا لمن يعلم أنّ الموت مصيره والقبر مورده كيف تقرّ بالدنيا عينُه؟ وكيف يطيب فيها عيشه ؟قال:ثمّ يبكي مالك حتى يسقط مغشيا عليه
(3/277 من صفة الصفوة لإبن الجوزي توفي رحمه الله تعالى سنة 130 هجرية
 
 
 
قصَّة فيها عبرة وموعظة
ذكرَ اليافعيُّ عن أحدِ الصالِحينَ مِنْ ذُريةِ الحُسين رضي الله عنه وهو صبِيٌّ دونَ البلوغ؛ عن أحدِ الصَّالحين رضي الله عنه قال: بينما أنا ذاتَ يومٍ في بعضِ شوارِعِ البصرة وإذا بصُبيانٍ يلعبونَ بالجوزِ واللَّوزِ وإذا بصبِيٍّ ينظرُ إليهم ويبكي، قال الرَّاوي: فقلتُ هذا الصبيُّ يتحسَّرُ على ما في أيدي الصُّبيان ولا شىءَ معه فيلعبُ به، فقلتُ له: أي بُنَيَّ ما يُبكيكَ، أشتري لكَ من الجوزِ واللوزِ ما تلعبُ به مع الصبيان؟ فقال الصَّبيُّ وقد رفعَ بصرَهُ إلى السَّماءِ وهو يبكي: يا عمّ ما للّعبِ خُلقنا، فقلتُ: أي بُنيَّ فلماذا إذًا خُلقنا؟ قال: خُلقنا للعِلْمِ والعبادةِ، قلتُ: مِنْ أينَ لكَ هذا باركَ اللهُ فيك؟ قال: مِنْ قولِهِ عزَّ وجل: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾، قلتُ له: أي بُنَيَّ إني أراكَ حكيمًا فعِظنِي وأوجِز، فأنشأَ يقول:
أرى الدُّنيـا تُجهَّزُ  بانطـلاقِ … ُشمّرةً على قـدَمٍ  و سـاقِ
فـلا الدُّنيـا بباقيـةٍ  لِحـيٍّ … و لا حيٌّ على الدُّنيـا ببـاقي
كأنَّ الْموتَ  و الْحَدثـانِ فيها … إلَى نفسِ  الفتَى  فرسا سبـاقِ

فقامَ رضي الله عنه ثم رمَقَ السَّماءَ بعينِهِ وأشارَ إليها بكفِّهِ ودموعُهُ تنحَدِرُ على خدَّيهِ وهو يقول: يا مَنْ إليه المُبتَهل يا مَنْ عليه المُتَّكَل، قال: فلمّا أتمَّ كلامَهُ خرَّ مَغشِيًّا عليه فرفعتُ رأسَهُ إلى حِجري ونفضتُ الترابَ عن وجهِهِ بكُمّي فلمَّا أفاقَ قلتُ له: أي بُنَيَّ ما نزَلَ بك وأنتَ صبِيٌّ صغير لَم يُكتَب عليكَ ذنبٌ؟ قال: إليكَ عنّي إني رأيتُ والدتِي توقِدُ النارَ بالحطَبِ الكبارِ فلا يتَّقِدُ لَها إلا بالصّغارِ وأنا أخشى أن أكونَ مِمَّن أبلُغُ على الحرام وموتِي على الحرام (يخاف على أي حالٍ يبلغ، ليس لأن عليه معصية قبل البلوغ.). فوقعَ الرَّجُلُ على الأرضِ مَغشيًّا عليه وانصَرفَ الصبِيّ، فلما أفقتُ نظرتُ إلى الصُّبيان فلَم أرَهُ معهم فقلتُ لهم: مَنْ يكونُ ذلكَ الغُلام؟ قالوا: ما عرَفتَهُ؟! قلتُ: لا، قالوا: ذلكَ مِنْ أولادِ الحُسينِ بنِ عليّ بنِ أبي طالِبٍ رضي الله عنهم، فقلتُ: قد عَجِبتُ مِنْ أينَ تكونُ هذهِ الثَّمَرَةُ إلا مِنْ تلكَ الشَّجرة. ا.هـ. نفعنا الله تعالى به وبآبائهِ ونفعنا الله بعبادهِ الصالحين والحمدُ لله ربّ العالمين.
 
 
مِنْ كلامِ الإمامِ الرفاعيّ رضي الله عنه:
أي سادة لا تُضيّعوا أوقاتَكُم بِمَا ليسَ لكُم بهِ راحة فمَا مضَى نَفَسٌ إلا وهو مَعدودٌ عليكُم، إحفظوا أوقاتَكُم فإنَّ الوقتَ مِنْ أعزّ الأشياء وكذلكَ القَلب فإذا أهملتُم الوقتَ وضيَّعتُمُ القلبَ فقد ذَهبَت مِنكُم الفوائد، واعلموا أنَّ الذُّنوبَ تُعمِي القلوبَ وتُسَوِّدُهَا وتَسُوؤُها وتُمرِضُها، إذا أحبَّ اللهُ عبدًا بصَّرَهُ بعُيوبِ نفسِهِ وإذا أحبَّ اللهُ عبدًا جَعَلَ في قلبِهِ الرَّأفَةَ والشّفَقَةَ وعَوَّدَ كفَّهُ السَّخاء وقلبَهُ الرَّأفَة ونفسَهُ السَّماحَة، العارف فرَحهُ قليل وبُكاؤهُ طويل، العارِف إذا أرادَ أنْ يتكلَّمَ بكلامٍ تفَكَّرَ فيه قبلَ أن يُخرِجَهُ مِنْ فِيه، فإنْ رأى فيهِ صلاحًا أخرَجَهُ وإلا ضَمَّ فمَهُ عليه.

 
وكان يقولُ رضي الله عنه ناصِحًا وواعِظًا أحدَ مُريديهِ: عَوّد نفسَكَ القِيامَ في اللَّيل وسلّمها مِنَ الرّياءِ في العمَل وابكِ في خَلَواتِك وجَلَواتِكَ على ذنوبِكَ الماضية واعلَم أنَّ الدُّنيا خيَالٌ وما فيها زوَال، هِمّةُ أبناءِ الدُّنيا دُنياهُم وهِمَّةِ أبناءِ الآخِرَةِ ءاخرتُهُم، وإيـَّاكَ والتَّقرُّبَ إلى أهلِ الدُّنيا فإنَّ التَّقربَ منهُم يُقَسّي القلب، واشغَل ذِهنَكَ عنِ الوَسواسِ، واحذَر نفسَكَ مِنْ مُصاحَبَةِ صديقِ السّوء فإنَّ عاقبةَ مُصاحَبتِهِ الندامة والتأسُّفُ يومَ القيامِةِ كما قالَ اللهُ تعالى مُخبِرًا عمَّن هذا حالُهُ: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢۷) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (٢٨)﴾ فبئسَ القرين، فاحفَظ نفسَكَ مِنْ القرينِ السّوء، يا ولدي تَمسَّك بسَببٍ لمعيشَتِكَ بطريقِ الشَّرعِ مِنْ كَسْبٍ حلال وأكثِر التردُّدَ لزِيارَةِ المتروكينَ مِنَ الفقراء، ووجّه قلبكَ لرسولِ الله r، وعَمّر قلبَكَ بالذّكر وجَمّل قالَبَكَ بالفِكْر، واستعَن بالله وقُل على كُلِّ حالٍ الحمدُ لله، وأكرِم ضيفَك وارحَم أهلَك وولدَكَ وزوجتَكَ وخادِمَك. قال رضي الله عنه أيضًا: تركُ الوَسواسُ يكونُ في تَركِ الحرام، وحُسنُ الإخلاصِ يكونُ مِنْ خَوفِ الله، والتّجرُّدُ عنِ الناسِ يكونُ مِنْ ذِكْرِ الموت، والأدَبُ على أحسَنِ قِيَاسٍ يكونُ مِنَ النَّدَمِ على الماضِي مِنَ الذُّنوب، والفِكرُ نورُ العَقلِ والذِّكرُ نورُ القلبِ والإخلاصُ نورُ السّر والتّقوى نورُ الوجه.
 
 
وقالَ رضي الله عنه: هذهِ نصيحَتِي لكَ ولِكُلِّ مَنْ سَلَكَ بطريقَتِي ولإخوانِي ولِجَميعِ المسلمينَ والمُحبّينَ كثَّرهُم الله تعالى:
أي أخي؛ عليكَ بِمُلازَمَةِ الشَّرعِ بأمرِ الظَّاهِرِ والبَاطِنِ وبِحِفْظِ القَلْبِ مِنْ نِسيَانِ ذِكْرِ الله وبِخِدمَةِ الفُقراءِ والغُرباء وبادِر دائمًا بالسُّرعةِ للعَمَلِ الصَّالِحِ مِنْ غيرِ كَسَلٍ ولا مَلَل، سِلّّم في جميعِ أحوالِكِ لله وإيـَّاكَ مِنْ كَسْرِ خواطِرِ الفُقَراء، وصِلِ الرَّحم وأكرِم الأقارِب واعفُ عمَّنْ ظلَمَك وتواضَع لِمَن تكبَّرَ عليك، وأكثِر مِنْ زيارَةِ الفُقراء وزيارةِ القبور، ولَيّن كلامَكَ للخَلْقِ وقُمْ بقضَاءِ حوائجِ اليتَامى وبادِر لِخدمَةِ الأرامِل، واجعَل الإخلاصَ رفيقَكَ في سائِرِ الأقوالِ والأفعال، واجتهِد لِهدايةِ الخلقِ إلى طريقِ الحقّ، وقُمْ بنصيحَةِ الإخوان وألّف بينَ قلوبِهم، وأكثِر مِنْ الصَّلواتِ على الرّسولِ الأكرَم صلى الله عليه وسلم، وإن تَحرَّكت نفسُكَ بالشَّهوَةِ أو بالكِبْر فصُمْ تطوّعًا لله واجلِسْ في بيتِكَ ولا تُكثِرِ الخروجَ للأسواق وأخلِصْ للهِ في السرّ والجهَر، واجعَل عمَلَكَ في الدُّنيا عمَلاً للآخرة، وإيـَّاكَ والاشتِغالَ بِما لا يَعنِيكَ مِنَ الكلامِ والأعمَالِ وغيرِها وارجِع بنَفسِكَ عن طريقِ الغَفلَةِ وادخُل مِنْ بابِ اليقَظَةِ وقِفْ بِمَيدانِ الذلِّ والانكسَار واخرُج مِنْ مقَامِ العَظَمَةِ والاستِكْبَار فإنكَ مِنْ مُضْغَةٍ ابتِداؤك وجيفَةٌ انتهاؤك فقِف بينَ الابتداءِ والانتهاءِ بِما يليقُ لِمَقامِها، وإيـَّاك يا ولَدي مِنَ الحسَد واعلَم بأنَّ الرّزقَ مَقسوم وأنكَ ميّتٌ ومُحاسَب وكمَا أنَّ لكَ عَينًا فلِغيرِكَ عُيون، نظرُكَ فيكَ يكفيك، فحاسِبْ نفسَكَ في كُلّ يومٍ فإنَّ مَنْ لَم يكُن لهُ مِنْ نفسِهِ واعِظ لَمْ تنفعهُ المواعظ 
 
  
 قال الشافعي رضي الله عنه:
“من كَثُرَ لغَطُهُ كَثرَ غلطه ومن طاب ريحه زاد عقله و من نظُفَ ثوبُه قل همُهُ.” اللغط هو الكلام الذي لا خير فيه .
 
يُروى أنّ الشافعي قال
والمرءُ إنْ كان عاقلا ورعا         يشغلُه عن عيوبهم ورعُه
كما العليلُ السّقيم يشغله           عن وجع الناس كلّهم وجعُه
2/88 من مناقب الشافعي للبيهقي

 

 
احتساب الأحبة
روى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي رحمه الله أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله مات له ابن فجزع عليه عبد الرحمن جزعًا شديدًا، فبعث إليه الشافعي رحمه الله: يا أخي عزّ نفسك بما تـَعَزّى به غيرُك، واستقبِحُ مِن فِعلِك ما تستقبحُه من فعل غيرك. واعلم أن أمضّ المصائب فقدُ سرورٍ وحِرمانُ أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر؟ فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه وقد نأى عنك، ألهمك الله عند المصائب صبرًا، وأحرزَ لنا ولك بالصبر أجرًا، وكتب إليه:
إني معزيك لا أني على ثقةٍ ~ من الخلود ولكن سنةُ الدين
فما المُعَزّى بباقٍ بعد ميتهِ ~ ولا المعزي ولو عاشا إلى حينِ
 
 
هنيئا لمن اعتبر.
Prev Post

Learn the Arabic Letters – تعلم الحرف

Next Post

The Oneness of Allah (Tawheed)

post-bars