أقوال يجب الحذر منها
ويجب التحذير من قول بعض أدعياء التصوف عن الله (حضرة الحق وحضرة الله وجناب الحق وجناب الله) فقد منع منها العلماء كما ذكر ذلك شهاب الدين الرملي صاحب حاشية كتاب أسنى المطالب شرح روض الطالب للشيخ زكريا الأنصاري، قال أهل اللغة الجناب بالفتح الفناء وما قرب من محلة القوم وقالوا حضرة الرجل قربه وفناؤه. وفناء الدار ما امتد من جوانبها وجمعها أفنية، فظهر لك علة المنع من قول (جناب الله أو حضرة الله) لأن الحضرة والجناب من صفات الأجسام.
ومما يجب الحذر منه قول بعض الناس (كله شغله) يعنون أن كل شىءٍ شغل الله تعالى والله تعالى لا يوصف بالشغل إنما الشغل من صفة المخلوق والصواب أن يقال في الله “لا يشغله شأن عن شأنٍ” كما قال الطحاوي في عقيدته المشهورة. ويجوز أن يقال كله بفعل الله أي بخلقه، وأما قوله تعالى “كل يومٍ هو في شأنٍ” فليس معناه أن الله تعالى يتغير كل يومٍ لأن التغير أقوى علامات الحدوث وتفسير الآية الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم “يغفر ذنبًا ويكشف كربًا ويرفع قومًا ويضع ءاخرين” معناه الله تعالى كل يومٍ يغير في خلقه على حسب ما شاء في الأزل.
ويجب التحذير من قول بعض الجهال (الذي لا يصلي في الدنيا يصلي في الآخرة على بلاط جهنم) فإنه من أشنع الكذب. ويجب الحذر من قول بعض جهلة العوام لمن يرمي قليلاً من الملح (تلمه في الآخرة برموش عيونك) فهذا كذب لأن من رمى شيئًا لا قيمة مالية له ككسرة خبزٍ أو قطعة خبزٍ متعفنةٍ وقليل من الملح أو السكر ليس عليه إثم.ومن إعتقد ان عليه إثم فقد كفر والعياذ بالله.
ويجب تحذير الناس من قول بعض الجهال (حرام أن تقوم عن الطعام وأنت جائع) فإن هذا مخالف لسنن الأنبياء والصالحين الذين من شأنهم أنهم يجوعون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ ابن ءادم وعاءً شرًا من بطنه بحسب ابن ءادم لقيمات يقمن صلبه”.
ومن حرم على من ترك ألأكل وهو جائع فقد كفر. ومما يجب التحذير منه قول بعض العوام (اخلق لي كذا كما خلقك ربك) وهذا من الكفر الصريح لأنه يعارض قول الله تعالى “قل الله خالق كل شىءٍ”.
ومما يجب التحذير منه قول بعض المتصوفة (إن الطريقة فرض) فهذا قول فاسد لأن فيه إيجاب شىءٍ ليس واجبًا بإجماع المسلمين وفيه نسبة الإثم لأصحاب النبي ومن كان بعدهم من المسلمين إلى يومنا هذا ممن لم يأخذوا الطريقة، وهذا ردة والعياذ بالله تعالى.
ويجب التحذير من قول بعضهم (يلعن جنس حواء) لأن هذا الكلام فيه إطلاق لعن كل ذرية حواء من النساء وفي النساء من مدحهن القرءان الكريم كمريم وءاسية، فهذا اللعن المطلق يعد معارضةً للمدح الوارد لبعض النساء في القرءان فيكون كفرًا.
ويجب الحذر من قول (إن المني فيه روح) أو (حيوان منوي) فهذا الكلام فاسد مخالف لقول الله تعالى: “كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم”، أي كنتم نطفًا ميتةً لا روح فيها.
ويجب الحذر من قول بعض العوام (يسلم لي ربك) لأن معناه الدعاء لله بالسلامة والله تعالى هو السلام أزلاً وأبدًا، ومعنى السلام المنزه عن كل عيبٍ ونقصٍ كالعجز والجهل والتغير وكل ما هو من صفات الخلق، فالله لا يدعى له بل هو يدعى أي عباده يدعونه ويسألونه.
ومما يجب التحذير منه قول بعض الناس (كل الناس خير وبركة) فإن إطلاق هذا القول على وجه التعميم بمعنى أن المؤمنين والكافرين كل خير وبركة أي أنهم على حالٍ حسنٍ فهو كفر. لأن هذا تكذيب لقوله تعالى “قل لا يستوي الخبيث والطيب” ولقوله تعالى: “لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة”.
ومما يجب الحذر منه قول بعض الناس (الغلاء كفر) فمن كان يفهم منه أن الغلاء قد يؤدي ببعض الناس إلى الكفر لا يكفر، أما من كان يعني أن ذلك كفر على الإطلاق أي خروج من الدين فقائله كافر. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما البيع عن تراضٍ”.
ويجب التحذير من قول بعض العوام (إسع يا عبدي وأنا أسعى معك) هذه العبارة إن كانوا لا يفهمون منها الحركة إنما يفهمون اعمل بالأسباب أساعدك في الحصول على الرزق لا يكفرون لكنها لا تجوز.
ويجب التحذير من قول (لا حول الله من أمر الله) ومن قول (لا حول الله يا رب) ومن قول (لا حول الله) فإن الحول معناه القوة، فتكون هذه الكلمة ليست ذات معنًى حلوٍ حسنٍ فتركها خير، والذي ورد في الحديث “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
ومما يجب التحذير منه قول بعض الناس في مؤلفاتهم (الكافر إذا أراد أن يسلم يغتسل ثم يتشهد) فهذا باطل بل الواجب عليه أن يتشهد فورًا للدخول في الإسلام ولا يجوز أن يتأخر ولا لحظةً، قال الفقهاء “من أشار لمن يريد الدخول في الإسلام وطلب أن يلقن الشهادة بأن ينتظر ولو لحظةً كفر” لأن الإشارة له بالانتظار رضًى ببقائه على الكفر والرضى بالكفر كفر.
**
ورد في صحيفة 487 من الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية لعبد الرحمن السيوطي رحمه الله تعالى طبع دار كتب علمية ما نصّه:كتاب الردّة
قال النووي في تهذيبه:الكفر أربعة أنواع فر إنكار ،وكفر جحود ،وكفر عناد،وكفر نفاق مَن أتى اللهَ بواحد منها لايغفر له،ولا يخرُج من النار.
قال الشافعي :لايكفر أحد من أهل القبلة واستثنى من ذلك: المُجسّم، ومنكر علم الجزئيات.
والله أعلم.