إمام يتبرك بإمام
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد،
إخوة الإيمان والإسلام، انظروا إلى احترام الأئمة لأبي حنيفة رضي الله عنه لتنبذوا أقوال الفئة الضالة الذين وصل تحقيرهم للعلماء إلى أن قالوا في الإمام الجليل أبي حنيفة : أبا جيفة ، ففي تاريخ بغداد للحافظ الكبير الخطيب البغدادي بإسناده إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه قال:” إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم– يعني زائرًا- فإذا عرضت لي حاجةٌ صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألتُ الله تعالى الحاجةَ عندَه فما تبعد عني حتى تقضى“. انتهى بلفظه.
فهذا اسناد الحافظ الكبير الخطيب البغدادي في كتابه المشهور تاريخ بغداد بإسناده إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه. الله خالق النفع والضر، ولا يحصل شىء في الكون الا بمشيئة الله سبحانه، لأن الله خالق كل شىء ولا يحتاج لشىء، موجود بلا مكان ولا يتصور في الأذهان سبحانه. خلق الأسباب والمسببات، فببركة الامام أبو حنيفة، الله استجاب لسيدنا الشافعي ما طلب باذن الله تعالى.
هكذا كان العلماء يجلون بعضهم. تبرك إمام عظيم بإمام عظيم. وكلاهما ورد فيهما أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم في الشافعي حيث قال رسول الله: “فتى قريش يملأ طباق الأرض علما”، وأما في الامام أبو حنيفة فقال صلى الله عليه وسلم: ” لو كان الإيمانُ عند الثُّريَّا لنالَهُ رجالٌ مِن فارِس”، ومعلوم أن الامام أبو حنيفة فارسي الأصل. هذا وقد ذكر ابن الأهدل أن أبا جعفر المنصور نقل أبا حنيفة إلى بغداد ليوليه القضاء، فأبى فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل، فأمر بحبسه وقيل إنه كان يرسل إليه في الحبس أنك إن أجبت وقبلت ما طلبت منك لأخرجنك من الحبس ولأكرمنك، فأبى، فأمر بأن يخرج كل يوم فيضرب عشرة أسواط فكان يخرج به كل يوم فيضرب، فأكثر الدعاء فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات في الحبس مبطونا سنة 150 هجرية. فأخرجت جنازته وكثر بكاء الناس عليه وصلى عليه خمسون ألفا ودفن في مقابر الخيزران في بغداد.
هذا والله أعلم.