احسان المعاملة بين الزوج والزوجة
إحسانُ الـمُعاملَةِ مطلوبٌ من الجانبينِ [الزوجُ والزوجةِ] مطلوبٌ منه ومنها، المطلوبُ أن يُحسنَ معاملَتَها وهي أيضًا مطلوبٌ أن تُحْسِنَ إليهِ، لا يتكبَّرُ عليها لأنه زوجُها ولا يتجَبَّرُ وإنما يُعاملُها بالرَّحمـةِ، بعضُ جهلَةِ المُسلمينَ يُسيئونَ معامـلَةَ أزواجهِم في أَوروبا حتى يؤديَ بتلكَ الأزواجِ اللاتي أسلَمْنَ إلى كراهيَةِ المسلمينَ ولا سيَّمـا بعضُ الجزائريينَ قُساةٌ على أزواجِهم بدلَ أن يُزودوهنَّ حُـبـًّا بالإسلامِ يُنفرونهنَّ بسوءِ الـمُعامـلةِ، هـؤلاءِ لا يعرفونَ حدودَ الإسلامِ ولا ءادابَ الإسلامِ إنما ينتسبونَ إلى الإسلامِ إنتسابًا.
بعضُ الرجالِ يَـرَونَ التَّـجبُّرَ على الزوجةِ والإهانةِ لـها كأنَّـهُ من الآدابِ والخِصالِ الطَّيبةِ والشَّهامةِ.
الرَّسولُ عليه السلامُ قال: خيرُكُمْ خيرُكُم لأَهلِهِ وأنا خيرُكُم لأهلي. معناهُ أنا أشدُّ النَّاسِ إحسانًا للأزواجِ. مَن يُريدُ أن يقتديَ بالرَّسولِ يُـعامِـلُ زوجتَهُ بالإحسانِ ليسَ بالتَّجَبُّرِ والتَّكَبُرِ، الرسولُ كـان يخدِمُ كما يخدِمُ الناسُ، يعملونَ في خدمةِ البيتِ، كان يحلِبُ الشاةَ ويرقَعُ دَلْوَهُ إن انكسَرَ الدَّلْوُ، ويخصِفُ نَعلَهُ إذا صارَ فيها خللٌ هو بيدِهِ يُصلِحُـهُ، ما يُعاملُ الناسَ مُعامَلَةَ الملوكِ للرعيَّةِ، الذي وردَ في الحديثِ قالت عائشةُ لـمَّا سُئلَت ماذا يفعلُ رسولُ الله في البيتِ؟ قالت: ما يعمَلُ الرَّجُلُ في بيتِهِ، معناهُ كانَ يخدِمُ في البيتِ.
همُ الأنبياءُ أشدُّ الناَّسِ تواضُعًا لعبادِ اللهِ لذلكَ كلُّ نبيٍّ من أنبياءِ اللهِ سبقَ لـه أن رعى الغَنَمَ، سيدُنا محمَّدٌ رعى الغنمَ بُرْهةً من الزَّمنِ في مكةَ للناسِ بأجرةٍ كذلكَ موسى رعى الغنَم لشُعيبٍ عشْرُ سِنينَ. لذلكَ رِعايةُ الغنمِ فيها تَـحَـمُّـلُ التَّعبِ، الذي يكونُ يرعى الغنمَ يكونُ مُستعدًا لرعايةِ الناسِ مع تحمُّلِ متاعِبِهم.
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم: من تواضَعَ لله درجَةً رفَعَهُ الله درجةً حتى يـجْـعَـلَـهُ في أعلى علييينَ ومن تكبَّرَ على الله درجةً وضَعَهُ الله درجةً حتى يـَجْـعَـلَـهُ في أسفلِ السَّافلين. رواه احمدُ. على حسبِ ما يكونُ الإنسانُ المؤمنُ متواضعًا اللهُ يَـرْفَـعُهُ درجاتٍ حتى يكونُ مِنْ أهلِ علِّيينَ.