الأدلة على مشروعية دفن الرسول فى حجرة عائشة
الحمدلله تعالى
والصلاة والسلام على رسوله الأمين وءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين
دفن رسول الله في الموضع الذي توفي فيه وهو حجرة عائشة رضي الله عنها.
روى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد، فقال ناس يدفن عند المنبر، وقال ءاخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال سمعت رسول الله يقول ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه، فحفر له فيه، فلما كان عند غسله أرادوا نزع قميصه فسمعوا صوتا يقول :لا تنزعوا القميص، فغسّـل وهو عليه ثم حفروا له تحت فراشه ودفنوه صلى الله عليه وسلم
وكانت عائشة بنت أبي بكر، وهي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأت في منامها قبل وفاة الرسول ثلاثةَ أقمار سقطن في حجرتها فلما مات الرسول ودفن في بيتها قال لها أبو بكر هذا أحد أقمارك وهو خيرها.
(الموطأ)
وفي رواية ذكرها الحافظ ابن حجر في المطالب العالية أن أبا بكر قال لها يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما مات رسول الله ودفن قال أبو بكر يا عائشة، هذا خير أقمارك، وهو أحدها،
ثم مات أبو بكر ودفن إلى جانب الرسول، ثم بعد أن طعن عمر بن الخطاب قال له بعض الأطباء أوص، فقال استأذنوا عائشةَ في أن أدفن في بيتها، فسألوها فأذنت من طيب نفسها، فدفن إلى جانب أبي بكر رضي الله عنهما.
ففي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري بإسناده عن عمرو بن ميمون أنه سمع عمر رضي الله عنه وهو يقول لابنه عبدالله: “يا بني، لقد كنت استأذنت أم المؤمنين عائشة في أن أدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
دلّ ما سبق على مشروعيّة دفنه صلى الله عليه وسلم فى حجرة عائشة حيث قبض واستحسان كل الصحابة والمسلمين ذلك إلى يومنا هذا بلا منازع فالمسئلة محل إجماع