التحذير من الكفر فرض مؤكد
التحذير من الكفر فرض مؤكد – الرِّدة
الردة اي قطع الإسلام بالكفر والعياذ بالله تعالى وقد قسم العلماء الردة الى ثلاثة اقسام كما قسمها النووى وغيره من شافعية وحنفية وغيرهم وهي
اعتقادات وافعال واقوال.
اعتقادات وافعال واقوال.
وقد استدلوا على هذا التقسيم بالقرءان الكريم كقوله تعالى *(ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلمهم)*سورة التوبة74
فان هذه الاية يفهم منها ان الكفر منه قولي. وقوله تعالى *(انما المؤمنون الذين امنوابالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * اي لم يشكوا سورة الحجرات 15
يفهم منه ان الكفر منه اعتقادي لان الارتياب اي الشك يكون بالقلب
فان هذه الاية يفهم منها ان الكفر منه قولي. وقوله تعالى *(انما المؤمنون الذين امنوابالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * اي لم يشكوا سورة الحجرات 15
يفهم منه ان الكفر منه اعتقادي لان الارتياب اي الشك يكون بالقلب
وقوله تعالى *(ومن ءايته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر )*سورة فصلت37 يفهم منه ان الكفر منه فعلي
وهذا التقسيم مُجمعٌ عليه اتفق عليه علماء المذاهب الاربعة
وقد عدّ كثير من الفقهاء كالفقيه الحنفي بدر الرشيد والقاضي عياض المالكي رحمهما الله أشياء كثيرة فينبغي الاطلاع عليها وأكثرهم تعدادا الحنفية أما بدر الرشيد فهو فقيه حنفي من أهل القرن الثامن الهجري ألف رسالة سمّاها((رسالة في ألفاظ الكفر))وأما القاضي عياض فهو مالكي توفي في القرن السادس وقال الحافظ الفقيه اللغويّ الحنفيّ محمد مرتضى الزبيديّ في شرح الاحياء ما نصه(( وقد ألف فيها غير واحد من الأئمة من المذاهب الأربعة رسائل وأكثروا في أحكامها)) ا.هـ. كل من المذاهب الأربعة ألّف بعض فقهائهم رسائل في بيان الكفريات لأنه ظهر في عصورهم كلمات بين الناس هي كفر ,فأرادوا انقاذ الناس من خطرها فألفوا تلك الرسائل , وهذا من أفضل الأعمال لأن في ذلك انقاذا لمن حصلت منه تلك الكلمات من الكفر الى الايمان وتحذيرا لمن لم يقع فيها حتى لا يقع فيها.
وهذا التقسيم مُجمعٌ عليه اتفق عليه علماء المذاهب الاربعة
وقد عدّ كثير من الفقهاء كالفقيه الحنفي بدر الرشيد والقاضي عياض المالكي رحمهما الله أشياء كثيرة فينبغي الاطلاع عليها وأكثرهم تعدادا الحنفية أما بدر الرشيد فهو فقيه حنفي من أهل القرن الثامن الهجري ألف رسالة سمّاها((رسالة في ألفاظ الكفر))وأما القاضي عياض فهو مالكي توفي في القرن السادس وقال الحافظ الفقيه اللغويّ الحنفيّ محمد مرتضى الزبيديّ في شرح الاحياء ما نصه(( وقد ألف فيها غير واحد من الأئمة من المذاهب الأربعة رسائل وأكثروا في أحكامها)) ا.هـ. كل من المذاهب الأربعة ألّف بعض فقهائهم رسائل في بيان الكفريات لأنه ظهر في عصورهم كلمات بين الناس هي كفر ,فأرادوا انقاذ الناس من خطرها فألفوا تلك الرسائل , وهذا من أفضل الأعمال لأن في ذلك انقاذا لمن حصلت منه تلك الكلمات من الكفر الى الايمان وتحذيرا لمن لم يقع فيها حتى لا يقع فيها.
وقد أكثر يوسف الأردبيليّ الشافعيّ في كتابه (( الانوار لأعمال الأبرار)) من تعداد الالفاظ المكفّرة بعضها بالعربية وبعضها بالفارسية لأن كثيرا من الشافعية فارسيون. وقد نقل تاج الدين السبكي في مقدمة الطبقات الاجماع على تكفير ساب الله.
و الامام القاضي عياض اليحصبى في كتاب الشفا نقل الاجماع على من تلفظ بلفظ كفري من المسلمين أنه كافر فقال
(( لا خلاف أن ساب الله من المسلمين كافر حلال الدم)) . ا.هـ
(( لا خلاف أن ساب الله من المسلمين كافر حلال الدم)) . ا.هـ
الاجتهاد ليس في كل موضع عذرا يمنع التكفير
بل شرطه أن لا يكون في القطعيات فالاجتهاد في القطعيات اذا أدّى بصاحبه الى الكفر لا يعذر أي لا يقال اجتهد فأخطأ فلا يكفر لأن كثيرين من المنتسبين الى الاسلام اجتهدوا في القطعيات فدخلوا في الكفر فلا يعذرون بل يكفرون ويجري عليهم أحكام المرتد كالفلاسفة المنتسبين الى الاسلام وهم خارجون من الاسلام كأبي علي بن سينا والفارابيّ وابن رشد الحفيد, هؤلاء مالوا الى القول بقدم العالم فلا يعذرون(جعلوا العالم شريك لله بالازليّة) بل يجري عليهم أحكام المرتد , ومعنى تسميتهم اسلاميين ادعاء الاسلام منهم لأنهم لم يعلنوا عن أنفسهم أنهم ينتمون الى دين غير الاسلام وقد أوقعهم في الكفر اجتهادهم الفاسد .
بل شرطه أن لا يكون في القطعيات فالاجتهاد في القطعيات اذا أدّى بصاحبه الى الكفر لا يعذر أي لا يقال اجتهد فأخطأ فلا يكفر لأن كثيرين من المنتسبين الى الاسلام اجتهدوا في القطعيات فدخلوا في الكفر فلا يعذرون بل يكفرون ويجري عليهم أحكام المرتد كالفلاسفة المنتسبين الى الاسلام وهم خارجون من الاسلام كأبي علي بن سينا والفارابيّ وابن رشد الحفيد, هؤلاء مالوا الى القول بقدم العالم فلا يعذرون(جعلوا العالم شريك لله بالازليّة) بل يجري عليهم أحكام المرتد , ومعنى تسميتهم اسلاميين ادعاء الاسلام منهم لأنهم لم يعلنوا عن أنفسهم أنهم ينتمون الى دين غير الاسلام وقد أوقعهم في الكفر اجتهادهم الفاسد .
وقد كفرهم أبو حامد الغزالي في ثلاثة أشياء لقولهم بأزلية العالم ولانكارهم حشر الأجساد يوم القيامة ولقولهم الله لا يعلم الجزئيات الا الكليات فمن خالف أصلا من أصول الدين فهو كافر ولو كان يصلي ويصوم ويقول الشهادتين بلسانه.
وقال الفقيه المشهور عند المالكية حبيبُ ابنُ الرَّبيع : (( ادّعاءُ التأويل في لفظٍ صُراح ٍ لا يُقْبَلُ )).
ومن هنا يعلم انه ليس كل متأوّل يمنع عنه تأويله التكفير .لأنَّ التأوّل مع قيام الدليل القاطع لا يمنع التكفير عن صاحبه و إلا للزم ترك تكفير اليهود لأنهم على حسب زعمهم اجتهدوا , والبوذيّون أيضا اجتهدوا على حسب زعمهم فرأوا أن ما هم عليه حق فدانوا به , فالذي يعتقد أن كلَّ متأول يُعذر مهما كان تأوّله فقد كذب الشريعة.
ومن هنا يعلم انه ليس كل متأوّل يمنع عنه تأويله التكفير .لأنَّ التأوّل مع قيام الدليل القاطع لا يمنع التكفير عن صاحبه و إلا للزم ترك تكفير اليهود لأنهم على حسب زعمهم اجتهدوا , والبوذيّون أيضا اجتهدوا على حسب زعمهم فرأوا أن ما هم عليه حق فدانوا به , فالذي يعتقد أن كلَّ متأول يُعذر مهما كان تأوّله فقد كذب الشريعة.
الالفاظ الكفرية
وهي كثيرة جدا لا تنحصر. وقد كثرُ في هذا الزمان التَساهِلُ في الكلام حتى إنه يخرجُ من بعضهم الفاظ تُخرجهم عن الإسلام ولا يرونَ ذلك ذنباً فضلاً عن كونهِ كفراً وذلك مصداقُ قوله (صلى الله عليه وسلم)<< إن العبدَ لَيتكلمُ بالكلمةِ لا يرىَ بها بأساً يهوي بها في النار ِسبعين خريفا>> اي مسافة سبعين عاما في النزولِ وذلك منتهى جهنم وهو خاصٌ بالكفار. رواه الترمذي وحسنه (كتاب الزهد) .
في هذا الزمان كثير من الناس يطلقون ألسنتهم بالكلام الفاسد المُخرج من الإسلام ولا يَرونَ ذلك خروجا من الإسلام بل ولا يرونهُ ذنباً ويظنون أنَهم بَعدُ مسلمون وهذا الذي يحصل من بعض الناس مصداق قوله (صلى الله عليه وسلم)<< ان العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا >> اي الانسان قد يتكلم بكلمةٍ لا يراها ضارة لهُ ولا يعتبرها معصية يستوجِبُ بها النزول الى قعر ِجهنّم الذي هو محل الكفار لأنه لا يصلُ الى قعر جهنم الذي هو مسافة سبعين عاماً في النزول عصاة المسلمين.
وفي معناه حديث رواه البخاري في صحيحه
(كتاب الرقاق) ومسلم في صحيحه(كتاب الزهد والرقائق) الحديث هو << ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُ بها في النار أبعد مما بين المشرق ِوالمغرب>> رواه الشيخان البخاري ومسلم فحديث الترمذي مفسر لحديث الشيخين.
وهذا الحديث دليل على انه لا يشترط في الوقوع في الكفرِ ِمعرفة ُالحكم ولا شَرح ُالصدر بهِ ولا اعتقاد معنى اللفظ كما يقولُ كتاب
(فقه السنة)2/453
وكذلك لا يشترط ُفي الوقوعِ ِفي الكفر عدم الغضب كما أشار الى ذلك النووي قال(لو غَضِبَ رجل ٌعلى ولدهِ أو غُلامِهِ فَضَربه ضربا شديدا فقال له رجل ألست مسلما؟ فقال لا متعمدا كَفرَ ) وقاله غيره من حنفية وغيرهم.
هذا معناه أن الانسان قد يخرج من الاسلام من غير أن يقصد الخروج منه ومن غير ان يستبدل به دينا غيره أي إن كان الشخص يعرف أن هذا القول الكفري الذي قاله كفر أو لا يعرف يُحكَم ُعليه بالكفر إنما الشرط معرفة معنى اللفظ وكذلك ليس شرطا أن يعتقد بقلبه معنى هذا اللفظ بل بمجرد أنه قال ذلك بإراداة وهو يفهم المعنى كَفرَ وخرج من الاسلام.
وقد شذ سيد سابق فان له كتابا سماه فقه السنة يقول فيه في كتاب الردّة(إن المسلم لا يعتبر خارجا عن الاسلام ولا يحكم ُعليه بالردّة إلا إذا انشرح صدره بالكفر واطمأن قلبه ودخل في دين غير دين الاسلام بالفعل) ويكفي في الردِّ عليه الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وقد مرّ ذكر حديث الترمذي ءانفا وموضع الشاهد فيه قوله (صلى الله عليه وسلم)<< لا يرى بها بأسا>> اي لأنه يدل أن الكلام منه ما يخرج الانسان من الإسلام من غير فرق بين أن يكون منشرح البال أو يكون غير منشرح البال لذلك القول. ويجوز على مقتضى قوله(اي سيد سابق) أن يقول الرّجل ايّ قول من اقوال الكفر ويدافع عن نفسه بقوله:(أنا ما كنت منشرح البال انما نطقت بذلك باللسان فقط) فيعفى من الاستتابة والقتل فيكون ذلك هدما ِلباب من أبواب الشرع وهو أحكام المرتدين وما يترتب عليها من انقطاع النّكاح بين الزوجين وانقطاع التوارث ومن قَتلِهم بعد الاستبابة إن لم يرجعوا فانه يجب على الحاكم ذلك كما قتل ابو بكر امرأة ارتدت(اخرجه البيهقي) وكما قتل رجل من أصحاب رسول الله أم ولدٍ له ُكانت تَقَع ُفي رسول الله (أي تَشتِمُه ُ) فيزجرها فلا تنزجر فأخبر رسول الله بِقتلِها َقال الرجل أنا قتلتها يا رسول الله كانت تَقعُ فيك فأزجُرها فلا تنزجر فقال الرّسول
<<اشهدوا أن دَمَها هَدر>> أي لا قيمة له.
اخرجه البيهقي ورواه ابو داود في سننه
(كتاب الحدود).
وليس في قول الله تعالى* من كفربالله من بعد إيمانه إلا مَن أكُرهَ وَقلبهُ مطمئن ٌبالإيمان ولكن من شَرحَ بالكفر ِصدراً فعليهم غَضَب ٌمِنَ الله* سورة النحل 106. دليل على ما ادعاه سيد سابق لأن هذا ورد في المكره على كلمة الكفر فإنه لا يكفر إن كان نطقه بالكفر بدون انشراح صدر لذلك الكفر وانما يكفر هذا المكره ان انشرح صدره حالة النطق بالكفر لما قاله من الكفر كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أنه قال لعمار بن ياسر << هل كنت شارحا صدرك حين قلت ما قلت أم لا؟>> فقال لا رواه الامام ابن المنذرفي كتابه الاشراف . فحرّف هذا الرّجل سيد سابق كلام الله تعالى وقال ما لم يقلهُ عالم ٌقط. فالضميرُ في قوله ِتعالى * ولكن من شرح* يعود الى المكرَه الذي انشرح صدره حين النطق فهذا الذي يكفر. فهذا الذي يشترط فيه الانشراح أما غير المكره فليس محلَّ هذه الاية.
ومن الالفاظ الكفرية والعياذ بالله : التي يخرج قائلها من دين الاسلام
– الذي يقول أنا عايف الله ( أي كرهت). كفر
-الذي يقول أنا قدّ الله (يقصد المماثلة). كفر
-الذي يسب دين الإسلام
-والذي يقول الكذب ملح الرجال وعيب على اللي بيصدق (كلا العبارتين كفر والعياذ بالله )( ولفظ الرجال فيه اطلاق فيشمل الانبياء فلذلك هو كفر ولا ينفع قول كنت أمزح.
-ويكفر من يقول أخت ربك والعياذ بالله من الكفر حتى لو قال أنا لا اعتقد ان لله أختا . كقول ابن تيمية مستشهدا بما في الإنجيل المحرف ابوكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم. هذه عقيدة النصارى ومن اشنع الكفر والعياذ بالله
-والذي يقول لزوجته أعبدك كفر
ان كان يفهم معنى العبادة.
-والذي يقول اخلق لي هيدا الغرض مثل ما الله خلقك كفر (الله وحده مبرز الاشياء من العدم للوجود.أما لو قال اخلق لي هيدا الغرض فقط وفهمه ان يحضره لا يكفر ولكن العبارة الاولى كفر صريح)
-والذي يسمي دور الشرك ببيت الله كفر ايضا.
-ومن الكفر اللفظي الذي يقول : يلعن ربك والعياذ بالله
_ وكذلك يكفر من يقول : فلان زاح ربي والعياذ بالله
_ وكذلك يكفر من نسب الى الله جارحة من الجوارح كقول بعض السفهاء : ( يا زب الله ) وهو لفظ صريح بالكفر لا يقبل فيه التأويل وهذه الكلمة يقولها بعض أهالي قرى سورية ولبنانية حتى إن شخصا منهم لمّا نهي عنها قال : أليس له هذا الشىء والعياذ بالله من الكفر.
وكذلك من الكفر القول للكافر الله يغفر لك ،إن قصد أن الله تعالى يغفر له وهو على كفره إلى الموت
وكذلك يكفر من يقول لمن مات على الكفر الله يرحمه بقصد أن يريحه في قبره.(لأن من مات على الكفر لا يغفر الله له ).
ويكفر من يشتم عزرائيل أو أي مَلَك من الملائكة عليهم السلام كما قال ابن فرحون في (تبصرة الحكام)
_وكذلك يكفر الذي يقول الله لا يتحمل فلانا إذا فهم العجز أو أن الله ينزعج منه ،أما إذا كان يفهم من هذه الكلمة أن الله يكرهه فلا يكفر .
_ ويكفر من يقول يلعن سماء ربك والعياذ بالله .
_ومن الكفر أيضا من حدث حديثاً كذباً وهو يعلم أنه كذب فقال : الله شهيدً على ما أقولُ) بقصد أن الله يعلم أن الأمر كما قلت لأنه نسب الجهل لله تعالى لأن الله يعلم أنه كاذبٌ ليس صادقاً.
_ وكذلك لا يجوز القول : (كل واحد على دينه الله يعينه) يكفر إن قصد الدعاء بأن يعين الكافرين على الكفر ، أما إذا أراد الإخبار فلا يكفر لأن الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، ولا يسأل عما يفعل لأنه ليس عليه محكومية ولا ناهي له.
_ويكفر من يقول معماً كلامهُ :
( الكلب أحسن من بني ءادم).
ويكفر من يقول : العرب جرب أمّا أذا خصّصَ كلامه لفظا أو بقرينةِ الحال ِ كقوله : اليوم العرب فسدوا ، ثم قال العرب جرب فلا يكفر.
ويكفر من يسمي الشيطان ب(بسم الله الرحمن الرحيم) لا إن ذكرَ البسملة بنية التعوذ بالله من شّره.
ويكفر من استحسن الكفر من غيره أو رضي به . فمن وقع بأي نوع من انواع الكفر عليه فورا الاقلاع عما وقعت منه الردة (اي الكفر) والعودة فورا للإسلام بالنطق بالشهادتين:
اشهد ان لا اله الا الله واشهد انَّ محمدا رسول الله.
والله اعلم واحكم
وفي معناه حديث رواه البخاري في صحيحه
(كتاب الرقاق) ومسلم في صحيحه(كتاب الزهد والرقائق) الحديث هو << ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُ بها في النار أبعد مما بين المشرق ِوالمغرب>> رواه الشيخان البخاري ومسلم فحديث الترمذي مفسر لحديث الشيخين.
وهذا الحديث دليل على انه لا يشترط في الوقوع في الكفرِ ِمعرفة ُالحكم ولا شَرح ُالصدر بهِ ولا اعتقاد معنى اللفظ كما يقولُ كتاب
(فقه السنة)2/453
وكذلك لا يشترط ُفي الوقوعِ ِفي الكفر عدم الغضب كما أشار الى ذلك النووي قال(لو غَضِبَ رجل ٌعلى ولدهِ أو غُلامِهِ فَضَربه ضربا شديدا فقال له رجل ألست مسلما؟ فقال لا متعمدا كَفرَ ) وقاله غيره من حنفية وغيرهم.
هذا معناه أن الانسان قد يخرج من الاسلام من غير أن يقصد الخروج منه ومن غير ان يستبدل به دينا غيره أي إن كان الشخص يعرف أن هذا القول الكفري الذي قاله كفر أو لا يعرف يُحكَم ُعليه بالكفر إنما الشرط معرفة معنى اللفظ وكذلك ليس شرطا أن يعتقد بقلبه معنى هذا اللفظ بل بمجرد أنه قال ذلك بإراداة وهو يفهم المعنى كَفرَ وخرج من الاسلام.
وقد شذ سيد سابق فان له كتابا سماه فقه السنة يقول فيه في كتاب الردّة(إن المسلم لا يعتبر خارجا عن الاسلام ولا يحكم ُعليه بالردّة إلا إذا انشرح صدره بالكفر واطمأن قلبه ودخل في دين غير دين الاسلام بالفعل) ويكفي في الردِّ عليه الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وقد مرّ ذكر حديث الترمذي ءانفا وموضع الشاهد فيه قوله (صلى الله عليه وسلم)<< لا يرى بها بأسا>> اي لأنه يدل أن الكلام منه ما يخرج الانسان من الإسلام من غير فرق بين أن يكون منشرح البال أو يكون غير منشرح البال لذلك القول. ويجوز على مقتضى قوله(اي سيد سابق) أن يقول الرّجل ايّ قول من اقوال الكفر ويدافع عن نفسه بقوله:(أنا ما كنت منشرح البال انما نطقت بذلك باللسان فقط) فيعفى من الاستتابة والقتل فيكون ذلك هدما ِلباب من أبواب الشرع وهو أحكام المرتدين وما يترتب عليها من انقطاع النّكاح بين الزوجين وانقطاع التوارث ومن قَتلِهم بعد الاستبابة إن لم يرجعوا فانه يجب على الحاكم ذلك كما قتل ابو بكر امرأة ارتدت(اخرجه البيهقي) وكما قتل رجل من أصحاب رسول الله أم ولدٍ له ُكانت تَقَع ُفي رسول الله (أي تَشتِمُه ُ) فيزجرها فلا تنزجر فأخبر رسول الله بِقتلِها َقال الرجل أنا قتلتها يا رسول الله كانت تَقعُ فيك فأزجُرها فلا تنزجر فقال الرّسول
<<اشهدوا أن دَمَها هَدر>> أي لا قيمة له.
اخرجه البيهقي ورواه ابو داود في سننه
(كتاب الحدود).
وليس في قول الله تعالى* من كفربالله من بعد إيمانه إلا مَن أكُرهَ وَقلبهُ مطمئن ٌبالإيمان ولكن من شَرحَ بالكفر ِصدراً فعليهم غَضَب ٌمِنَ الله* سورة النحل 106. دليل على ما ادعاه سيد سابق لأن هذا ورد في المكره على كلمة الكفر فإنه لا يكفر إن كان نطقه بالكفر بدون انشراح صدر لذلك الكفر وانما يكفر هذا المكره ان انشرح صدره حالة النطق بالكفر لما قاله من الكفر كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أنه قال لعمار بن ياسر << هل كنت شارحا صدرك حين قلت ما قلت أم لا؟>> فقال لا رواه الامام ابن المنذرفي كتابه الاشراف . فحرّف هذا الرّجل سيد سابق كلام الله تعالى وقال ما لم يقلهُ عالم ٌقط. فالضميرُ في قوله ِتعالى * ولكن من شرح* يعود الى المكرَه الذي انشرح صدره حين النطق فهذا الذي يكفر. فهذا الذي يشترط فيه الانشراح أما غير المكره فليس محلَّ هذه الاية.
ومن الالفاظ الكفرية والعياذ بالله : التي يخرج قائلها من دين الاسلام
– الذي يقول أنا عايف الله ( أي كرهت). كفر
-الذي يقول أنا قدّ الله (يقصد المماثلة). كفر
-الذي يسب دين الإسلام
-والذي يقول الكذب ملح الرجال وعيب على اللي بيصدق (كلا العبارتين كفر والعياذ بالله )( ولفظ الرجال فيه اطلاق فيشمل الانبياء فلذلك هو كفر ولا ينفع قول كنت أمزح.
-ويكفر من يقول أخت ربك والعياذ بالله من الكفر حتى لو قال أنا لا اعتقد ان لله أختا . كقول ابن تيمية مستشهدا بما في الإنجيل المحرف ابوكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم. هذه عقيدة النصارى ومن اشنع الكفر والعياذ بالله
-والذي يقول لزوجته أعبدك كفر
ان كان يفهم معنى العبادة.
-والذي يقول اخلق لي هيدا الغرض مثل ما الله خلقك كفر (الله وحده مبرز الاشياء من العدم للوجود.أما لو قال اخلق لي هيدا الغرض فقط وفهمه ان يحضره لا يكفر ولكن العبارة الاولى كفر صريح)
-والذي يسمي دور الشرك ببيت الله كفر ايضا.
-ومن الكفر اللفظي الذي يقول : يلعن ربك والعياذ بالله
_ وكذلك يكفر من يقول : فلان زاح ربي والعياذ بالله
_ وكذلك يكفر من نسب الى الله جارحة من الجوارح كقول بعض السفهاء : ( يا زب الله ) وهو لفظ صريح بالكفر لا يقبل فيه التأويل وهذه الكلمة يقولها بعض أهالي قرى سورية ولبنانية حتى إن شخصا منهم لمّا نهي عنها قال : أليس له هذا الشىء والعياذ بالله من الكفر.
وكذلك من الكفر القول للكافر الله يغفر لك ،إن قصد أن الله تعالى يغفر له وهو على كفره إلى الموت
وكذلك يكفر من يقول لمن مات على الكفر الله يرحمه بقصد أن يريحه في قبره.(لأن من مات على الكفر لا يغفر الله له ).
ويكفر من يشتم عزرائيل أو أي مَلَك من الملائكة عليهم السلام كما قال ابن فرحون في (تبصرة الحكام)
_وكذلك يكفر الذي يقول الله لا يتحمل فلانا إذا فهم العجز أو أن الله ينزعج منه ،أما إذا كان يفهم من هذه الكلمة أن الله يكرهه فلا يكفر .
_ ويكفر من يقول يلعن سماء ربك والعياذ بالله .
_ومن الكفر أيضا من حدث حديثاً كذباً وهو يعلم أنه كذب فقال : الله شهيدً على ما أقولُ) بقصد أن الله يعلم أن الأمر كما قلت لأنه نسب الجهل لله تعالى لأن الله يعلم أنه كاذبٌ ليس صادقاً.
_ وكذلك لا يجوز القول : (كل واحد على دينه الله يعينه) يكفر إن قصد الدعاء بأن يعين الكافرين على الكفر ، أما إذا أراد الإخبار فلا يكفر لأن الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، ولا يسأل عما يفعل لأنه ليس عليه محكومية ولا ناهي له.
_ويكفر من يقول معماً كلامهُ :
( الكلب أحسن من بني ءادم).
ويكفر من يقول : العرب جرب أمّا أذا خصّصَ كلامه لفظا أو بقرينةِ الحال ِ كقوله : اليوم العرب فسدوا ، ثم قال العرب جرب فلا يكفر.
ويكفر من يسمي الشيطان ب(بسم الله الرحمن الرحيم) لا إن ذكرَ البسملة بنية التعوذ بالله من شّره.
ويكفر من استحسن الكفر من غيره أو رضي به . فمن وقع بأي نوع من انواع الكفر عليه فورا الاقلاع عما وقعت منه الردة (اي الكفر) والعودة فورا للإسلام بالنطق بالشهادتين:
اشهد ان لا اله الا الله واشهد انَّ محمدا رسول الله.
والله اعلم واحكم