الحافظ السيوطي وابن عقيل
الحافظ السيوطي لو وزعت أوراق مؤلفاته على عمره لزادت مع أنه كان عنده أشغال غير التأليف ومع أنه وأمثاله كانوا يبرون الأقلام بريا، اليوم نحن مع تيسر الأسباب المسهلة لا يبلغ جهدنا عشر جهد أولئك، واحد اسمه أبو الوفاء بن عقيل ألف ثمانمائة مجلد من الأجزاء الصغيرة وله كتب أخرى وكان له أشغال يدرس ويعمل لمعيشته كغيره من الناس، أولئك كان الوقت عندهم ممتدا، اليوم الواحد لهم كألف يوم بالنسبة لنا.
فائدة: السيوطي ألف في عمل المولد النبوي الشريف رسالة سماها “حسن المقصد في عمل المولد”، قال: “فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون”.ا.هـ.