الصبر على المصيبة
الحمد لله ربِّ العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلواتُ اللهِ البرِّ الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرفِ المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيّين والمرسلين.
أما بعد فإن من جملة الصبر الصبر على المصيبة الذي فيه كفارة خطايا ورفع درجات، كالصبر على الفقر. فالذي لا يمد يده إلى الحرام من أجل الفقر بل يصبر فله أجر عظيم، والذي كان في سعة وغنى ثم افتقر إن صبر ولم يمد يده لجلب المال من حرام له أجر كبير، يمحو الله عنه الخطايا ويرفعه درجات. لكنَّ بعض الناس إن أصابهم الفقر يمدون أيديهم إلى الحرام هؤلاء هلكوا، الصبر أمر عظيم وفيه خير كثير، الصبر عن المعاصي هذا شديد والصبر على مشقات العبادات ومشقات الفقر وعلى أذى الناس هذا أيضًا فيه فائدة للمسلم.
الصبر هو حَبسُ النفس وقهرُها على مكروهٍ تتحمله أو لذيذٍ تفارقه. مثالٌ على تحمل المكروه أن النفس تكره الغَسل بالماء الشديد البرودة. فيتحمل الشخص هذا المكروهَ فيُسبغُ وضوءَه على هذا المكروه لينالَ الثوابَ الموعود في الحديث: ”ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفعُ به الدرجات. قالوا : بلى يا رسول الله. قال: إسباغُ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخُطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة. فذلكمُ الرباطُ فذلكمُ الرباطُ.“ رواه مسلم. ومثالٌ على مفارَقة اللذة أن شخصًا يلتذُّ بالنوم بعد دخول الفجر فيوجّه نفسَه بعيدا عن هذه اللَّذة، يمنع نفسَه من هذه اللذة فيقومُ (مفارقا إياها) ليؤدىَ الواجب.
اللهُ مَوجودٌ بِلا مَكان
قَالَ اللهُ تعالى:”وَللهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى”
أَيْ للهِ الْوَصْفُ الَّذي لا يُشْبِهُ وَصْفَ غَيْرِهِ
قَالَ اللهُ تعالى:”وَللهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى”
أَيْ للهِ الْوَصْفُ الَّذي لا يُشْبِهُ وَصْفَ غَيْرِهِ