Search or ask ابحث او اسأل
April 29, 2023

العدد الثاني

 

الافتتاحية
عز الأمة بما عز به أولها

المتطلع إلى حال الأمة اليوم بعين المخلص المشفق، يتأكد له أن لا عِزَّ لها إلا بما عزَّ به أوَّلها، ولا فلاح لأبنائها إلى بالعودة إلى الجذور الضاربة في عمق التاريخ، الذي بدأ مع إشراقة القرون الثلاثة الأولى ببعثة النبي  وهو القائل »خير القرون قَرْني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلونهم«.
وبالوقوف على مواطن الداء وأسباب الضعف والوهن الذي أصابها، والذي جعل عدوها يستفحل في غِيه ويتمادى في طغيانه بعد أن هان عليه أمرها، ندرك أن ذلك عائد إلى التخلي عن أسباب عزة الأوائل. وليجدنَّ المنصفُ أن رسول الله  حين بعثه اللهُ بشيراً ونذيراً كان الناس فوضى لا سراة لهم، قد فرَّقتهم الأهواء والفتن، وشرذمتهم العقائد الفاسدة، إذ هم بعيدون عن الإيمان، فقام بما ءاتاه الله من الحكمة والموعظة الحسنة يدعوهم إلى الإيمان والدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، وجعله شرطاً لقبول الأعمال الصالحة، ويعلمهم العقيدة الصحيحة المبنية على توحيد الله تعالى وعدم الاشراك به شيئاً، ونبذِ العقائد المضلّلة الفاسدة. وخلال ثلاث عشرة سنة لم يترك رسول الله  جهداً إلا بذله في جمع الكلمة على الايمان وتوحيد الرب، وجرى بذلك مجرى الأنبياء من قبله، من ءادمَ أولِ الأنبياء عليه السلام إلى عيسى بن مريم عليه السلام، فمَنَّ الله عليه بدخول الناس أفواجاً في الإسلام، وأيَّده بأصحابه الكرام الذين اهتدوا بهدي نبيهم، واقتدوا به واقتفوا ءاثاره، واستمروا على ذلك بعد وفاته، فتوحدوا بوحدة العقيدة، يناصرون الدين، ويبذلون في سبيل إعلاء راية التوحيد الغالي والنفيس، لا يثنيهم عن مقصدهم مشوّشٌ ولا مغرضٌ، ولا يخافون في الله لومة لائم، فنصرهم الله وأعزَّهم، وتوسعت على أيديهم رقعة الخير، وعمَّ النور بقاعاً كثيرة، وازداد عدد المؤمنين، فامتدّ الإسلام شرقاً وغرباً، حتى وصل أسوار الصين بالكلمة الطيبة والبرهان المؤيد والتوفيق الربَّاني؛ فنعموا بالحب والإخاء في ظل وحدة العقيدة، والالتفاف حول نهج النبوة، والابتعادِ عن الأهواء المردية والعقائد الردية، فوقاهم ربُّهم مصارع السوء، وجنبهم أسبابَ الفرقة والشرذمة وإشعال فتيل الخصومة وزرع بذور الشقاق.

ولما برزت في أواخر زمن الصحابة رضوان الله عليهم أهواءُ ونحلٌ رديئة تخالف المنهج السليم، كعقيدة القدرية والجبرية والمرجئة، قام من كان بقي من الصحابة بالرد عليهم والإنكار، ونصرة الدين، بإمالة أسباب الهوان والذل، ففي الأمر بالمعروف وإنكار المنكر حياة الدين وحفظه. هكذا حافظ الصدر الأول على التماسك والوحدة حول العقيدة الحقة، رغم بروزِ أدعياء ضلال، وذلك بنصرة الدين، والرد على المخالفين ووأد الفتنة في المهد.
وتوالت السِنون والعلماء الأعلام يحافظون على أسباب الوحدة والنصرة والعزة، يذودون عن هذا الدين، فها هو الإمام أبو حنيفة يسافر عشرين سنة ونيفاً إلى مجالس المبتدعة يفضهم بالبراهين نصرةً للدين، وكذلك فعل الشافعي وسائر الأعلام.
ولما ضعف الالتزام بهدي القرءان وتواني الناس عن العمل بالتنزيل إلا من رحم الله، وتركوا العمل بقوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، توسّع أصحابُ العقائد الرديئة وتعددوا فبرزت الأفكار الهدامة، والعقائد الفاسدة، والأهواء، وظهر أمر المعتزلة والجبرية والمشبهة والجهمية والمرجئة، وأظهروا أسباب الخلاف، وبذروا بذور التفرقة، وشتتوا جهد الأمة، وتوسع أمرهم وازداد إفسادهم، وهم فيما هم فيه بين ازدياد ونقصان بحسب الأزمان ورجالها وأعلام العلماء فيها المجاهدين المناصرين للدين، المحاربين للفساد وأهله، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم مما ذكرناه في مقدمة الكلام من حالٍ الكلُّ يعلمه، ولا يخفى أمره على ذي بصيرة.
فما أحوجنا اليوم إلى التمسك بسيرة الأوائل، والالتفاف حول نهج القرءان والعملِ على نشر المفاهيم السليمة، وتقويضِ أسباب الذل والهوان بذور التفرقة والخلاف، بالجد والاجتهاد في بيان الحق ونشر الهدى والتمسك بالعمل بالمهمة العظيمة التي فيها نصر الدين. وبذلك يكون عزُّنا ونصرنا، فنستعيد أمجاد الماضي لنبني أمجاد المستقبل. قال الله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
وكفانا دعوات مستجدة متسترة بعناوين الإصلاح والتغيير والتجديد. فالإصلاح لا يكون برد ما تمسكّ به الأوائلُ، والذي نحتاجه اليوم هو الإصلاح بالعودة إلى الجذور والتمسك بالأصول الراسخة المتصلة سنداً إلى رسول الله.
وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 

 

    

الحج والعمرة
    

الحمد لله المعبود بحق، ولا معبود بحق سواه. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم. أما بعد،
يقول الله تبارك وتعالى: وأتِمّوا الحجَّ والعمرةَ لله وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  قال: «بُني الإسلامُ على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت وصوم رمضان». وقال العالم الجليل عبد الله الحضرمي الملقب بالفقيه المقدّم: “إن من تكلّف الحج شوقاً إلى بيت الله وحرصاً على إقامة الفريضة إيمانُهُ أكملُ وثوابهُ أعظمُ وأجزل، لكن بشرط أن لا يضيع بسببه شيئاً من الفرائض، وإلا كان ءاثماً واقعاً في الحرج كمن بنى قصراً وهدم مصراً”.

جعل الله للحج مزية ليست للصلاة ولا للزكاة وهي أنه يكفِر الكبائر والصغائر لقوله : «من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيومَ ولدته أمه»

والحج فرضٌ بالإجماع على المستطيع، ومن أنكر وجوبَه فقد كفر إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نحوه. وأما تركه مع الاستطاعة واعتقاد وجوبه وفرضيته فلا يكون كفراً. وأما العمرة فقد اختلف فيه، فذهب بعض الأئمة كالإمام الشافعي إلى فرضيتها، وذهب بعضٌ إلى أنها سنة وليست فرضاً.
وللحج شرائطُ وجوبٍ وهي:
1. الإسلام.
2. البلوغ.
3. العقل.
4. الحرية.
5. الاستطاعة.
ولا يجب الحج على المرأة إن لم تجد مَحْرَماً يذهب معها أو زوجاً أو نسوة ثقات.
ويجوز لها أن تذهب وحدها للحج الفرض، لا لحج النفل وزيارة قبر النبي  وغيره من قبور الصالحين.
وللحج أركانٌ وواجبات وسنن:
والركن لا يصح الحج بدونه ولا يُجْبَرُ بالدم. والواجب يصح الحج بدونه مع المعصية ويجبر بالدم. والسُنة يصح الحج بدونها بغير معصية، ¬ولكن يفوت ثوابها.
وأركان الحج ستة:
1. الإحرام.
2. والوقوف بعرفة.
3. الطواف بالبيت سبع مرات.
4. السعي بين الصفا والمروة سبع مرات.
5. الحلق أو التقصير.
6. الترتيب في معظم الأركان.
وواجبات الحج منها:
1. الإحرام من الميقات.
2. الجمع بين الليل والنهار بعرفة على قول.
3. المبيت بمزدلفة على قول.
4. المبيت بمنى على قول.
5. رمي الجمرات الثلاث.
6. وطواف الوداع على قول.
كيفية أداء الحج والعمرة
الإحرام: أي نية الدخول في النسك. على من أراد الحج أن ينوي بقلبه ولو في لبنان مثلاً أو بعده ولكن قبل مجاوزة الميقات (ءابار عليّ) وهو بعد المدينة بحوالي خمسة عشر كيلومتراً على طريق مكة؛ هذا بالنسبة لأهل (لبنان) الذين يسلكون طريق المدينة بالبّر، أما بالنسبة للذي يسافر من ألبرتا بالطائرة مثلاً فيُحْرِم في ألبرتا أو في الطائرة قبل مجاوزة الميقات.
ويُسَنُّ الاغتسال قبل الإحرام، ويتجرد الحاجُّ عن الملبوس الذي يحرم لبسه ويلبس إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين جديدين أو نظيفين، ويسن للرجل والمرأة الطيبُ في البدن دون الثوب.
ويسن أيضاً صلاة ركعتين ينوي بهما سنة الإحرام يقرأ فيهما بعد الفاتحة سورتي “الكافرون” و “الإخلاص”، ثم يستقبل القبلة ويقول في نفسه: “دخلت في عمل الحج” ويقول بلسانه: “لبيك اللَّهم بحجٍ”.
ثم بعد ذلك يُسنُّ للرجل أن يجهر بالتلبية، وللمرأة أن تخفض صوتها قائلين: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
ويستحب أن يصلي على النبي  بعد التلبية، ويسألَ اللهَ رضوانه والجنة، ويستعيذ بالله من النار، ثم يدعو بما أحب لنفسه ولمن أحب، ويستحب الإكثار من التلبية. ويُسَنُّ للحاج إذا رأى ما يعجبه أو يكرهه أن يقول: “لبيك إن العيشَ عيشُ الآخرة”
دخول مكة:
ثم إذا بلغ الحرم يستحب أن يقول: “اللَّهم هذا حرمك وأمنك فحرّمني على النار وءامني عذابَك يومَ تبعث عبادَكَ واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك”.
ويسن له أن يغتسل، وينبغي أن يتحفظ في دخوله من إيذاء الناس ويتلطف بمن يزاحمه. فإذا وقع بصره على البيت يرفع يديه ويقول: “اللهمّ زِدْ هذا البيتَ تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومَهابة، وزِدْ من شرَّفه وعظَّمَه ممن حجَّه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً، اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام فحَيّنَا ربنا بالسلام” ويدعو بما أحب من مهمات الآخرة والدنيا، فقد جاء أنه يستجاب دعاءُ المسلم عند رؤية الكعبة.ثم يدخل المسجد برجله اليمنى ويقول: “بسم الله والحمد لله اللّهمّ صلّ على محمد وعلى ءاله وسلم، اللهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك”.
طواف القدوم:
ويُسنُّ طوافُ القدوم بدلَ تحية المسجد. وإذا خرج قَدّم رجله اليسرى وقال: “بسم الله والحمد لله اللهمّ صلّ على محمّد وعلى ءاله وسلّم، اللَّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلِك.
الوقوف بعرفة:
قال رسول الله : «الحج عرفة». ووقته من زوال الشمس يوم التاسع من ذي الحجة إلى طلوع فجر اليوم العاشر (يوم العيد). ويحصل الفرض بالوقوف ولو لحظة في ذلك الوقت، وقد استحسن بعض العلماء أن يقول في مسيره لعرفة: “اللَّهم إليك توجهتُ ولوجهك الكريم أردتُ، فاجعل ذنبي مغفوراً وحجي مبروراً وارحمني ولا تخيبني إنك على كل شيء قدير”. ويُكثر من التلبية.
ومن السنة أن يغتسل، وأن يجمع بين الليل والنهار فيدخل بعد الزوال ويصلي صلاة الظهر والعصر جمع تقديم ولا يخرج منها قبل المغرب، ويصح وقوف الحائض والجنب.
والأفضل للرجال أن يقفوا في موقف رسول الله  عند الصخرات الكبار المفترشة أسفل جبل الرحمة، وللنساء الأطراف حتى لا يزاحمن الرجال.
ويسن كون كلٍّ متطهراً خاشعاً فارغَ القلب مستقبلاً القبلة مكثراً من التهليل والتسبيح والتكبير والصلاة على النبي والاستغفار والدعاء والتلاوة لا سيما سورة الحشر، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ويفتتح دعاءه بالحمد والتمجيد لله تعالى والتسبيح والصلاة والسلام على النبي ويختمه بمثل ذلك.
 

مبيت مزدلفة ورمي جمرة العقبة:
وبعد عرفات يرحل إلى مزدلفة ملبياً ويلتقط الحصيات بالليل استحباباً.
*من أراد أن يبيت ليلة الثالث من أيام التشريق في مِنى يلتقط سبعين حصاة ومن أراد الخروج منها قبل غروب شمس اليوم الثاني يلتقط تسعاً وأربعين.
ويقف مستقبلاً القبلة فيدعو ويكثر من قول: “اللهمّ ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”. ويبيت الحجاج في مزدلفة، ثم يخرجون منها فجر يوم العيد إلى مِنى لرمي جمرة العقبة (وهي الجمرة الكبرى) بسبع حصيات، ويشترط أن يرميها حصاة حصاة بيده في الحوض المخصص لها، ويسن أن يكّبِر عند الرجم.
ويدخل وقت هذا الرمي بمنتصف ليلة العيد. ثم ينحرون الهدي في مِنى بعد الرمي يوم العيد.
الحلق أو التقصير.
بعد ذلك يحلق الرجل أو يقصر، وإن شاء قدَّم هذا الركن على الرمي، ووقت إجزاء الحلق أو التقصير من النصف الثاني من ليلة العيد، وقبل ذلك حرام أن يزيل الحاج والحاجة شعرة واحدة من بدنهما.
وأقل واجب الحلق ثلاث شعرات حلقاً أو تقصيراً من شعر الرأس، ومن لا شعر على رأسه يستحب أن يمر الموسى عليه. والحلق للرجل أفضل من التقصير بالمقصّ لحديث رسول الله : «اللهم اغفر للمحلِّقين، قالوا: والمقصّرين يا رسول الله؟ قال: اللهم اغفر للمحلقين، قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ ثم قال: وللمقصرين». رواه البخاري.
والسنة أن يكون الحلق أو التقصير يوم النحر، والأفضل بعد طلوع الشمس وقبل طواف الركن والسعي، ويسن حلق جميعه للذكر، وأما المرأة فتقصر، ويستحب من جميع جوانب رأسها.
طواف الإفاضة:
ولا يصح طواف الركن هذا إلا بعد نصف ليلة العيد قبل رمي جمرة العقبة أو بعده وقبل الحلق أو بعده، والأحسن أن يكون بعد الرمي والحلق أو التقصير، ويشترط له الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس ومن الحدث الأصغر ومن النجاسة التي لا يعفى عنها، وستُرُ العورة. والمرأة الحائض تؤخر هذا الطواف إلى وقت النقاء من الحيض والاغتسال منه ولا يجوز لها تركه.
والطواف بالبيت سبع مرات يبدأ الحاج بالحجر الأسود وتكون الكعبة عن يسار الطائف في جميع طوافه، فلو تحوَّل صدره بحيث صارت مواجهة له أو خلفه بسبب الزحمة وجب عليه أن يعود إلى المكان الذي تحول صدره عنده، ويتم طوافه، وإن لم يستطع الرجوع أتى بشوط بدله، ولو تلفّت برأسه لم يضرّ، ولو شكَّ في العدد أخذ بالأقل كالصلاة. ويسن في الطواف المشي وإن كان الركوب جائزاً.
وتسن الأذكار المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن المأثور: «اللهم ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار» فقد ثبت أنه كان أكثر دعاء رسول الله ، ويدعو فيما بين طوفاته بما أحب من دين ودنيا لنفسه ولمن أحب وللمسلمين عامّة، ومن شغل وقت طوافه بقراءة القرءان كان حسناً.
ويُسنُّ للرجال الرَّمَلُ أي الإسراع مع تقارب الخطى في الأشواط الثلاثة الأُوَل، والاضطباع وهو أن يخرج أحد جانبي ردائه من تحت إبطه الأيمن ويلقيه على الكتف الأيسر. والنساء يمشين كالعادة في جميع الطواف، ويسن لهن أن يلبسن فوق ثيابهم الجلباب. ويسن صلاة ركعتين بعد الطواف.

لسعي بين الصفا والمروة:
لا يصح السعي إلا بعد طواف، فمن شاء سعى بنية الفرض بعد طواف القدوم، ومن لم يطف طواف القدوم انتظر فسعى بعد أن يطوف طواف الافاضة سبع مرات. ويبدأ بالصفا ويختم بالمروة، والذهاب يُعدَّ مرة والرجوع مرة، ويصح السعي من الحائض والجنب. ويستحب أن يقول في سعيه ومشيه بين الصفا والمروة: “رب أغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، ويقرأ القرءان.
مبيت مِنى ورمي الجمرات أيام التشريق:
ثم يذهب الحاج إلى مِنى ليلة أول يوم من أيام التشريق ويبيت فيها، وبعد دخول الظهر من أول أيام التشريق يرمي الجمرات الثلاث ويبدأ بالجمرة الصغرى وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات، ثم يرمي الوسطى بسبع، ثم يرمي الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة بسبع أيضاً، ويشترط أن يرميها حصاة حصاة في الحوض المخصص لها، ويستحب التكبير مع الرمي. وفي الثاني من أيام التشريق يفعل مثلما فعل في اليوم الأول، ثم إذا غربت عليه شمس ثاني أيام التشريق وهو بمِنى وجب عليه رمي اليوم الثالث. ومن خاف على نفسه من الزحمة فله أن يؤخر كلَّ الرمي إلى اليوم الثالث من أيام التشريق إن شاء، ولا يوكل بالرمي إلا إذا كان عاجزاً عن الرمي بنفسه إلى نهاية اليوم الثالث من أيام التشريق.
أعمال العمرة:
العمرة فرض على قول مرة واحدة في العمر ولكن يستحب الإكثار منها ولا سيما في رمضان. ومن حجَّ فأراد أن يعتمر يخرج إلى خارج الحرم كمنطقة “التنعيم” حيث مسجد السيدة عائشة وينوي العمرة بقلبه، فيقول “نويتُ العمرةَ وأحرمتُ بها لله تعالى”. ثم يدخل مكة فيطوف سبعاً ويسعى بعده سبعاً ثم يحلق الرجل أو يقصر، والمرأة تقصر، والترتيب هنا في جميع أركان العمرة واجب أي يبتدىء بالإحرام ثم الطواف ثم السعي ثم الحلق أو التقصير.
وبهذا تنتهي جميع أعمال العمرة.
اللهم تقبل منا صلاتنا وحجَّنا وجميع طاعاتنا يا أرحم الراحمين.
 

 

    

الآيات المحكمات والآيات المتشابهات
    

الحمد لله الذي رفع أهل العلم درجات وأنزل الكتاب منه ءايات محكمات واُخَرُ متشابهات وخفض أهل الزيغ والجهل والضلالات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي ميزه الله بختم الرسالات، وعلى ءاله وأصحابه الذين نصروا بأفعالهم وأقوالهم الصريحة شواهد الدين والواضحات. أما بعد،
فإن معتقد أهل الحق من السلف والخلف هو تنـزيه الله عن مشابهة خلقه المأخوذ من الآية المحكمة ليس كمثله شىء فمهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك كما قال الإمام ذو النون المصري رضي الله عنه، وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وءامنت بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.
إن المعتقد الحق ليس مبنياً على ما تذهب إليه الأوهام والظنون، كما حصل لأناس أهملوا العقل واتبعوا الوهم فشذوا عن معتقد أهل الحق، فعمدوا إلى الآيات والأحاديث المتشابهة فحملوها على ظواهرها فوقعوا في التجسيم والتشبيه ونسبوا إلى الخالق تعالى الجلوس والاستقرار على العرش والجهة والمكان والحركة ونحو ذلك من صفات المخلوقات الحادثات، تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً. تمسكوا بتعليم الناس حمل الآيات المتشابهة والأحاديث المتشابهة على ظواهرهها ليفتنوهم عن دينهم، وبدأوا بتوزيع المنشورات والكتيبات التي فيها عن هذه الآيات، فيقولون “هذا باب في الوجه” و “باب في اليد” و “باب في الإصبع” و “باب في العين” و “باب في المشي” و “باب في المجيء” ونحو ذلك، ثم يقولون “هذه هي صفات الله تعالى على ظاهرها لا يجوز تأويلها ومن أوّلها فهو ضال”، لذلك يجب أن نبين أن منهج السلف والخلف هو التنـزيه مع اعتقاد أن هذه المتشابهات لا تحمل على ظواهرها.
في بيان معنى الآيات المتشابهة والآيات المحكمة
لفهم الموضوع كما ينبغي يجب معرفة أن القرءان توجد فيه ءايات محكمات وءايات متشابهات قال الله تعالى هو الذى أَنزلَ عليكَ الكتابَ منه ءاياتٌ محكماتٌ هنَّ أمُّ الكتاب وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذّكر إلا أولوا الألباب [سورة ءال عمران/ءاية 7 هو الذي أنزل عليك يا محمد الكتاب أي القرءان منه من الكتاب ءايت محكمات أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه هن أم الكتاب أصل الكتاب الذي يرجع إليه، فتحمل المتشابهات عليها وترد إليها وأُخَرُ وءايات أخر متشابهات متشابهات، محتملات.
فأما الذين في قلوبهم زيغ ميل عن الحق وهو أهل البدع فيتبعون ما تشابه فيتعلقون بالمتشابه الذي يحتمل ما يذهب إليه المبتدع مما لا يطابق المحكم ويحتمل ما يطابقه من قول أهل الحق، وفسر بعض العلماء فأما الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه باليهود الذين كانوا يأخذون فواتح السور كـ: الم-كهيعص وغيرهما فيستعملونها في حساب الجمل على زعمهم حتى يعلموا متى زوال هذه الأمة المحمدية، وحساب الجمل على: “أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ”.ابتغاء الفتنة طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم ويضلوهم معناه الإيقاع في الأمر المحظور لأن المشبهة غرضهم في جدالهم أن يوقعوا الناس باعتقادهم الباطل.
وقد حصل في زمن عمر رضي الله عنه أن رجلاً يقال له صبيغ بن عِسْل كان يسأل عن المتشابه على وجه يخشى منه الفتنة، فضربه عمر ثم نفاه وأمر أن لا يختلط الناس به. أخرج مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: تلى رسول الله هو الذي أنزل عليك الكتاب إلى وما يذّكر إلا أولوا الألباب قالت قال رسول الله  «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّاهم الله فاحذروهم».
قال الإمام النووي رحمه الله: “وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فأما من سأل عما أشكل عليه وجوابه واجب وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغ بن عِسْل. حين كان يتبع المتشابه.
و ما يعلم تأويله إلا الله وأما المتشابه الذي أريد بقوله تعالى: وما يعلم تأويله إلى الله على قراءة الوقف على لفظ الجلالة، فهو كوجبة القيامة وخروج الدجال على التحديد، وليس من قبيل ءاية الاستواء.
وأما السور التي تبدأ بـ الم ونحو ذلك فلا تدخل تحت الآية وما يعلم تأويله إلا الله بعض العلماء يقولون هذه أوائل أسماء إلهية. وبعضهم يقولون أنها أسماء هذه السور التي صدّرت بهذه الحروف، وبعضهم يقولون إنها أقسام أقسم الله بها. يقولون ءامنا به كل من عند ربنا أي كل من المحكم والمتشابه وما يذّكر أي يتعظ بالمحكم والمتشابه إلا أولوا الألباب أي ذوو العقول السليمة الناظرون في وجوه التأويلات والاحتمالات، الحاملون ذلك على ما اقتضاه لسان العرب في الحقيقة والمجاز مع النظر فيما يجوز وما يستحيل.
فيتبين مما سبق أن ءايات القرءان نوعان
1. الآيات المحكمة: هي ما لا يحتمل من التأويل بحسب وضع اللغة إلا وجهاً واحداً أو ما عرف بوضوح المعنى المراد منه كقوله تعالى ليس كمثله شىء [سورة الشورى وقوله: ولم يكن له كفواً أحد [سورة الإخلاص وقوله تعالى هل تعلم له سميًا [سورة مريم سمياً أي مِثلا.
2. الآيات المتشابهة: المتشابه هو ما لم تتضح دلالته، أو يحتمل أوجهاً عديدة من حيث اللغة واحتيج إلى النظر لحمله على الوجه المطابق كقوله تعالى : الرحمن على العرش استوى [سورة طه وقوله تعالى إليه يصعدُ الكَلِمُ الطيبُ والعملُ الصالح [سورة فاطر أي أن العمل الصالح يصعد إلى محل كرامته وهو السماء وهذا منطبق ومنسجم مع الآية الكريمة المحكمة ليس كمثله شىء فتفسير الآيات المتشابهة بجب أن يرد إلى الآيات المحكمة. هذا من المتشابه الذي يجوز للعلماء أن يعلموه كآية الرحمن على العرش استوى.
فالاستواء هنا بمعنى الاستيلاء والقهر كما نص كثير من العلماء. وقد ورد عنه  «اعملوا بمحكمه وءامنوا بمتشابهه» ضعيف ضعفاً خفيفاً.
وهاكم بعض كتب التفسير التي تشهد بصحة ما ذكرنا.
1- ففي تفسير الجامع لأحكام القرءان للقرطبي ج4 ص 13-14 ما نصه: قوله تعالى: فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله متبعو المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلباً للتشكيك في القرءان وإضلال العوام أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابهة كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وإصبع، تعالى الله عن ذلك.
ثم قال القرطبي بتكفير هؤلاء إذ لا فرق بينهم وبين عبّاد الأصنام والصور.
ثم قال في تفسير وما يعلم تأويله إلا الله ما نصه: يقال إن جماعة من اليهود منهم حيي بن أخطب دخلوا على رسول الله  وقالوا: بلغنا أنه نزل عليك ألم فإن كنت صادقاً في مقالتك فإن ملك أمتك يكون إحدى وسبعين سنة لأن الألف في حساب الجمل واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فنـزل وما يعلم تأويله إلا الله.
ثم قال في تفسير الراسخون في العلم: فقد روى ابن عباس أن الراسخون معطوف على اسم الله عز وجل وأنهم داخلون في علم المتشابه وأنهم مع علمهم به يقولون ءامنا به وقاله الربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن محمد وغيرهم، واحتج قائلوا هذه المقالة أيضاً بأن الله سبحانه مدحهم بالرسوخ في العلم فكيف يمدحهم وهم جهال! وقد قال ابن عباس “أنا ممن يعلم تأويله” حكاه عنه إمام الحرمين أبو المعالي.
قال القرطبي: ورجح ابن فورك أن الراسخين يعلمون التأويل وأطنب في ذلك. وفي قوله عليه السلام لابن عباس «اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل» ما بيّن ذلك أي علمه معاني كتابك، والوقف على هذا يكون عند قوله والراسخون في العلم قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر وهو الصحيح أن تسميتهم راسخين يقتضي أنهم يعلمون أكثر من المحكم الذي يستوي في علمه جميع من يفهم كلام العرب وأي شيء هو رسوخهم إذا لم يعلموا إلا ما يعلم الجميع. لكن المتشابه يتنوع، فمنه لا يُعلم البتة كأمر الروح والساعة مما استأثر الله بغيبه وهذا لا يتعاطى علمه أحد لا ابن عباس ولا غيره.
فمن قال من العلماء الحذاق بأن الراسخين لا يعلمون علم المتشابه فإنما أراد هذا النوع، وأما ما يمكن حمله على وجوه في اللغة ومناح في كلام العرب فيتأول ويُعلم تأويله المستقيم ويُزال ما فيه مما عسى أن يتعلق من تأويل غير مستقيم كقوله في عيسى وروحٌ منه إلى غير ذلك فلا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قُدّر له. اهـ.
 

قال العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني (توفي سنة 1268)عن الله:
“ولا يوصف بالصغر ولا بالكبر (أي حجماً) ولا بالحلول في الأمكنة ولا بالاتحاد ولا بالاتصال ولا بالانفعال”.
 

 

    

الأضحيــــــــة سنة مؤكدة
    

الإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده، وأمرهم باتباعه، وهو دين جميع الأنبياء من ءادم إلى محمد عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام. وهو دين الملائكة الكرام، ويحث على مكارم الأخلاق وكثرة الإنفاق والخيرات والمبرات.
ومن الخيرات التي حثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأضحية.
وحكم الأضحية في الشرع أنها سنة لما رواه أنس رضي الله عنه أن رسول الله  كان يُضَحّي بكبشين، قال أنس: وأنا أضحي بهما.
وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء في حقّ الموسر، وممن قال بذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبلال وأبو مسعود البدري وسعيد بن المسيب وعطاء والأسود والشافعي ومالك وأحمد وأبو يوسف وإسحق وأبو ثور والمزني وداود وابن المنذر. وسنيّة الأضحية تشمل من كان في مكة للحج ومن كان في سائر بلاد الدنيا.
فضل الأضحية
ومما جاء في فضل الأضحية ما روته عائشة رضي الله عنها أن النبي  قال: «ضحّوا وطيبوا أنفسكم فإنه ما من مسلم يستقبل بذبيحته القِبلَة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات في ميزانه يوم القيامة».
فيستحب أن يوجه الذبيحة إلى القبلة وأن يسمي الله تعالى ويكبّر ويقول: اللهم تقبّل مني، وإذا نحر يستحب إن كان متطوعاً أن يأكل الثلث ويهدي الثلث ويتصدق بالثلث، ولو دفع الكل إلى الفقراء صح.
وأما حديث: «من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا» فغير ثابت كما قال النووي في “المجموع”.
ما يجزئ في الأضحية وأحكامها
ولا يُجزىء في الأضحية إلاّ الجذعة من الضأن والثنية من المعز والإبل والبقر، لما رواه جابر أن رسول الله  قال: «لا تذبحوا إلا مُسِنَّة إلا إن تعسَّر عليكم فاذبحوا جذعة من الضأن».
والجذع من الضأن ما استكمل سنة، وأما الثنيُّ من الإبل فما استكملت خمس سنين، والثني من البقر هو ما استكمل سنتين ودخل في الثالثة، والثني من المعز ما استكمل سنتين.
ولا يجزئ في الأضاحي العوراءُ البَيّنُ عَوَرُها، والمريضةُ البيّنُ مَرَضُها، والعرجاء التي تعجز عن المشي في المرعى.
ويدخل وقت الأضحية إذا مضى بعد دخول وقت صلاة عيد الأضحى قدرُ ركعتين وخطبتين، فإن ذبح قبل ذلك لم يجزئه لحديث الشيخين عن البراء رضي الله عنه قال: خطب رسول الله  يوم النحر بعد الصلاة فقال: «من صلّى صلاتنا هذه ونَسك نُسكنا فقد أصاب سنتنا، ومن نسك قبل صلاتنا فتلك شاة لحم فليذبح مكانه» ويبقى وقتها إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
ولا يجوز بيع شيء من الهدي والأضحية نذراً كان أو تطوعاً، لما رواه البخاري ومسلم عن علي: “أمرني رسول الله  أن أقوم على بُدْنِهِ فأُقَسّمَ جِلالها وجلودها وأمرني أن لا أعطي الجازر منها شيئاً وقال نحن نعطيه من عندنا”.
واتفقت نصوص الشافعية والأصحاب على أنه لا يجوز بيع شيء من الهدي والأضحية نذراً كان أو تطوعاً سواء في ذلك اللحم والشحم والجلد والقرن والصوف وغيره.
ولا يجوز جعل الجلد وغيره أجرة للجزار بل يتصدق به المضحي أو يتخذ منه ما يُنتفع به. وأما محل التضحية فهو موضع المُضَحّي سواء كان بلده من السفر، بخلاف الهدي فإنه يختص بالحَرَم. والأفضل أن يضحي في داره في مشهد من أهله.
الحكمة من الأضحية
وأما الحكمة من الأضحية فهي سنة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقد قال رسول الله  عن الأضحية: «سنة أبيكم إبراهيم».
والقصة أن سيدنا إبراهيم أُتي في المنام أن يذبح ابنه إسماعيل، قال تعالى إخباراً عن سيدنا إبراهيم انه قال لابنه إني أرى في المنام أني أذبحك [سورة الصافات/102 قال قتادة: ورؤيا الأنبياء حق إذا رأوا شيئاً فعلوه.
وذكر أهل العلم بالسّيَر والتفسير أن إبراهيم عليه السلام لما أراد ذبح ولده، قال له: “انطلق فنُقرب قرباناً إلى الله عز وجل”، فأخذ سكيناً وحبلاً، ثم انطلقا حتى إذا ذهبا بين الجبال قال الغلام: يا أبت أين قربانك، قال: يا بني إني رأيت في المنام أني أذبحك، فقال له: “اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عنّي ثيابك حتى لا ينتضح عليك من دمي فتراه أمي فتحزن، وأسرِع مرَّ السكين على حلقي، فإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني”، فأقبل إبراهيم يُقَبّله ويبكي ويقول “نِعْمَ العون أنت يا بنيَّ على أمر الله عز وجل”، ثم إنه أمرَّ السكين على حلقه فلم يَحْكِ شيئاً، وقال مجاهد: لما أمرَّها على حلقه انقلبت فقال: مَالك؟ قال انقلبت، قال اطعن بها طعناً. ولقد علم الله بعلمه الأزلي الصدقَ في تسليمهما.
ونودي: يا إبراهيم قد صدَّقت الرؤيا هذا فداء ابنك، فنظر إبراهيم، فإذا جبريل معه كبش. قال الله تعالى: وفديناه بذبح عظيم [سورة الصافات/107، أيّ ان الله خلَّصَه من الذبح بأن جعل فداءً له كبشاً أقرن عظيم الحجم والبركة.

إنها قصة وعبرة فطوبى لمن اعتبر بها واتقى الله تعالى وسلّم أمره له وتوكل عليه مطيعاً له في جميع أحواله، إنها قصة تزيد يقيناً بعظمة الأنبياء الذين مدحهم الله تعالى في القرءان الكريم بقوله
وكلاً فضَّلنا على العالمين [سورة الأنعام/68.
 

 

    

إسمعيل عليه السلام
وقصة ماء زمزم

    

 

نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام هو ابن نبي الله إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه، وأمه السيدة الجليلة هاجر، وقد رَزقَ اللهُ تعالى خليلَهُ إبراهيم عليه السلام إسماعيلَ على الكِبَر، وقد بلغ من العمر عِتياً.
وسيدنا إسماعيل عليه السلام عربي المنشأ تعلم اللغة العربية من قبيلة جُرهم، فإليه ينتسب عرب الحجاز، وقد أثنى الله جلَّ جلاله على نبيه إسماعيل عليه السلام في القرءان الكريم ثناء حسناً ووصفه بالصفات الحميدة والخلال السديدة، فوصفه بالنبوة والرسالة والحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة.. وأكرم بها من صفات وأخلاق وخلال وهو كغيره من إخوانه الأنبياء الأطهار كان يدعو إلى عبادة الله عز وجل خالق كل شيء وأن لا يشرك به شيء وأنه لا أحد يَستَحِقُ أن يُعبَدَ إلا الله سبحانه وتعالى الذي ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.
ظهور ماء زمزم
لما وَلَدت السيدة الجليلة هاجر عليها السلام ابنَها إسماعيلَ غارت منها سارة زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام للطبيعة التي فيها، ولأنها كانت في أول أمرها إمرأة عقيماً لا تلد، فقالت لزوجها إبراهيم عليه السلام: “لا يجمعني وإياها بيت”، وطلبت منه أن يُغَيَّب وجهها عنها، فأمَر الله عزّ وجلّ نبيَّه وخليله إبراهيم عليه السلام بإسكان هاجر وابنها إسماعيل في بلاد الحجاز، لما سيترتب على ذلك من مصالح كبرى، فامتثل إبراهيم الخليل عليه السلام لأمر ربه وسافر بهاجر وولدها إسماعيل وهو ما زال طفلاً رضيعاً، إلى أرض مكة المكرمة حيث وضعها عند مكان الكعبة المشرفة، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة المشرفة يومئذ أحد، وليس بها ماء عذب، ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء عذب وأمر عليه السلام أمَ إسماعيل أن تتخذ لها ولابنها عريشاً يقيها الحر والبرد، ثم ولّى راجعاً من حيث أتى وكله ثقة ويقين وتوكل واعتماد على مولاه وخالقه الذي لا تضيع ودائعه…ومفوضاً الأمر إليه…فقامت إليه أم إسماعيل هاجر عليها السلام وتعلقت بثيابه وقالت له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس وليس معنا ما يكفينا؟ وصارت تكرر عليه ذلك مراراً وهو لا يجيبها ولا يلتفت إليها.. فلمّا ألحت عليه وهو لا يجيبها، فقالت له: ءالله أمرك بهذا؟ قال لها “نعم” فقالت وكلها ثقة وتوكل على الله تعالى: إذاً لا يُضيّعنا، ثم رجعت إلى طفلها الرضيع إسماعيل عليه السلام عند مكان الدوحة المباركة.
وانطلق نبي الله إبراهيم عليه السلام راجعاً حتى إذا كان في مكان عند الثنية..استقبل بوجهه الشريف مكان البيت الحرام ثم رفع يديه الشريفتين وصار يدعو بهؤلاء الدعوات التي ذكرها الله تعالى في القرءان: ربَّنآ إني أسكَنتُ من ذُريتِى بوادٍ غيرِ ذِى زَرعٍ عند بيتِكَ المحرَّم رَبَّنا لِيُقيموا الصلاة فاجعل أفئدةً من الناسِ تهوى إليهم وارزقهم من الثَّمَرات لعلهُم يَشكرون [سورة إبراهيم/37.
ورجعت السيدة الجليلة هاجر ترضع ولدها إسماعيل وتشرب من ذلك الماء الذي كان معها، حتى إذا نفد ما في السقاء من الماء الذي كان معها، عطشت عطشاً شديداً وعطش طفلها الرضيع..ثم انطلقت كراهية أن تنظر إليه وهو على هذه الحالة الصعبة، فوجدت في الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم ترَ أحداً، فهبطت من جبل الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ليساعدها على سرعة المشي فصارت تسعى سعي الإنسان المُتعب المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها تنظر بلهفة علّها ترى أحداً، فلم تر أحداً، ثم فعلت ذلك سبع مرات صابرة متوكلة على الله عزّ وجلّ. فلما أشرفت بعد ذلك على جبل المروة سمعت صوتاً..فقالت لنفسها: صه (أي اسكت، مبالغة الاهتمام) ثم أنصتت فسمعت ذلك الصوت أيضاً، فقالت: قد أسمعت، إن كان عندك غِواث فأغث، فَظَهر لها الملَك جبريل عليه السلام عند موضع زمزم المبارك، وكَشَف الله عزّ وجلّ كُربة هاجر عليها السلام وفرَّج عنها شدتها فجعلت تغرف من ماء زمزم في سقائها وهو يغور كلما تَغْرف، فشربت وارتوت وأرضعت ولدها إسماعيل، فقال لها الملَك جبريل عليه السلام مطمئناً إياها: لا تخافي الضيعة، فإنّ هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه.
فَضْلُ ماء زمزم
لا خلاف بين المؤرخين أن أول من أظهر ماء زمزم على وجه الأرض هو الملَك جبريل عليه السلام، والله جلّ جلاله جعل في ماء زمزم الشفاء والبركة وجعله ذا خواص ومزايا وفوائد ليست في غيره ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيّ  قال: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم» رواه ابن حبان. وقد ذكر الإمام الحافظ العراقي رضي الله عنه: إنَّ حكمة غسل صدر النبي  بماء زمزم لِيَقْوى به  على رؤية ملكوت السموات والأرض والجنة والنار؛ لأن من خواص ماء زمزم أنه يُقوي القلب ويُسكن الروع.
ومما يدل على عظيم فضل ماء زمزم وما فيه من منافع ومزايا ما رُوي عن ابن عباس ترجمان القرءان رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله  : «ماء زمزم لما شُرب له إن شربته تسْتشفي به شَفَاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله».

 
ومن الذين شربوا من ماء زمزم لقصد طيَّب فنالوه بإذن الله عزّ وجلّ ومشيئته، الإمام الشافعي رضي الله عنه، فقد ثبت أنه شرب ماء زمزم للعِلْم فكان فيه غايته.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يكرمنا بأداء مناسك الحج المباركة وزيارة قبر نبيه الأعظم ، وأن يكرمنا بالشرب من ماء زمزم المبارك وينفعنا ببركاته. والحمد لله رب العامين.
 

صلاة العيد
    

يوم عيد الأضحى هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وقد نهى الله عن صيامه وعن صيام يوم الفطر لحديث عائشة رضي الله عنها “نهى رسول الله  عن صوم يومي الفطر والأضحى”. ويسمى يوم عيد الأضحى يومَ النحر.
 

صلاة العيد وسننها
وصلاة العيد سنةٌ مؤكّدة، وهي ركعتان، ويدخل وقتها بطلوع شمس يومها وينتهي بالزوال، والزوال هو ميل الشمس عن وسط السماء إلى جهة الغروب وبذلك يدخل وقت الظهر.
ويسن تأخيرها عن الشروق إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح أي بعد نحو ثلث ساعة من شروقها.
ويُسن لصلاة العيد أن يكبر في الركعة الأولى سبعَ تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات وتكون هذه التكبيرات قبل التعوذ والقراءة، وتصح الصلاة بدون التكبيرات.
ويُسن أيضاً أن يخطب خطبتين أمام جماعة كخطبتي الجمعة، ويكبّر في الخطبة الأولى تسع تكبيرات وفي الثانية سبعاً وأن يعلمهم في الخطبة أحكام الأضحية.
ويُسن للعيد الغسل، والتطيب، والتزين بأحسن الثياب، والإكثار من الخيرات، وتتأكد صلة الأرحام والتحلل من التبعات.
تكبيرات العيد
ويسن التكبير في الأسواق والطرق والمنازل ويبتدئ المرء بالتكبير يوم النحر بعد صلاة الظهر، ثم يسن ذلك عقب كل صلاة إلى أن يصلي الصبح في ءاخر أيام التشريق في أصح الأقوال (وهو الثالث عشر من ذي الحجة).
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مُخْلِصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى ءال محمد، وعلى أصحاب محمد، وعلى أنصار محمد، وعلى أزواج محمد، وعى ذرية محمد وسلم تسليماً كثيراً. ربِّ اغفر لي ولوالديَّ ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً.
ويصح لو اقتصر على قوله: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد”.
 

   

 

حكم الدين
    

قال الله تعالى قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال رسول الله : “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”رواه ابن ماجه.
“حكم الدين” محطة علمية شرعية نلتقي فيها مع القراء فنجيبهم على استفساراتهم وأسئلتهم حول مختلف الشئون والمسائل والقضايا التي تعرض لهم مبينين الحكم الشرعي المستقى من كتاب الله وسنة نبيه وأقوال الأئمة المجتهدين.
“حكم الدين” واحة خضراء يتعرف فيها القارىء المسلم إلى أمور دينه ويستطلع الأحكام الشرعية التي يحتاج إليها في شئون معيشته.
 

يوم يوم عرفة
• ما حكم صوم يوم عرفة للمحرم بالحج؟
-صوم عرفة يُستحب لغير المُحْرم بالحج، وذلك بما ورد في الحديث الصحيح أنه  سئل عن صوم عرفة فقال: «يُكَفّر السنة الماضية والباقية». لكن قال الفقهاء: لا يُسنُّ صومه للمحرم بالحج، وذلك لأن المطلوب من الحاج أن يُكثر من الدعاء والتسبيح والتهليل وغير ذلك يوم عرفة والصوم قد يتعبه فينشغل عن ذلك.
من فضائل المسجد الحرام
• ورد في الحديث أن الصلاة في المسجد الحرام تُضاعف فما هو الحديث الذي نص على ذلك؟
-روى البيهقي في شعب الإيمان من حديث جابر عن النبي  قال: “صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة وصلاة في مسجدي ألف صلاة وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة».
الدعاء عند الكعبة
• في أي موضع من الكعبة يستجاب الدعاء؟
-جاء عن الحسن البصري رضي الله عنه في رسالته المشهورة لأهل مكة أن الدعاء يستجاب هنالك في خمسة عشر موضعاً: في الطواف، وعند الملتَزَم، وتحت الميزاب، وفي البيت، وعند زمزم، وعلى الصفا والمروة، وفي السعي وخلف المقام وفي عرفات، وفي المزدلفة، وفي منى، وعند الجمرات الثلاث.
دين الأنبياء الإسلام
حُكمُ الدِين
• لم ينـزل الله على أنبيائه سوى دين الإسلام، قال تعالى: قل إني أُمِرْتُ أن أعبد الله مخلصاً له الدينَ وأُمرتُ لأن أكون أولَ المسلمين فما هو معنى أول المسلمين. وقال تعالى: لكم دينكم ولي دين فما تفسير ذلك؟
-إن الدين الذي رضيه الله لعباده وأمرهم باتباعه هو دين الإسلام، ولم ينـزل الله على نبي من الأنبياء ديناً سواه قال تعالى إن الدين عند الله الإسلام [سورة ءال عمران/19 وقال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [سورة ءال عمران/85.
أما قوله تعالى: وأُمرت لأن أكون أول المسلمين أي بعد الانقطاع الذي حصل، فإنه حصل انقطاع بين الناس في الأرض عن الإسلام فلم يعد بينهم مسلم سوى سيدنا محمد؛ فلذلك جاء النص بهذا التعبير وأمرت لأن أكون أول المسلمين وإلا فإن الله يقول: سَمَّاكم المسلمين من قبل [سورة الحج/78.
وأما قوله تعالى لكم دينكم ولي دين فمعناه: أي الكافرون لكم دينكم الفاسد ولي ديني الصحيح فاتركوا الذي أنتم فيه من الفساد وادخلوا في دين الحق دين الإسلام.
السُنَّة المؤكدة
• يقال عن بعض العبادات سنة مؤكَّدة فما حكم تاركها؟
-لا يأثم تارك السنة ولو كانت مؤكَّدة؛ فتعريف السنة في اصطلاح العُلماء: ما في فعله ثواب وليس على تاركه عقاب. وما ادعاه بعض الجهال من أن الرسول قال “من لم يصلّ سنتي لم تنله شفاعتي” فهو كذب، وكذلك قولهم: “من لم يصل السُنَّة يأتي يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم” هو كذب أيضاً، فليُتَنبه لذلك.
من أحكام الطلاق
• رجل طلق زوجته أول مرة ولم يرجعها وبقي معها بالحرام، ثم طلقها مرة ثانية هل يُحسب الطلاق الثاني؟
-إن من طلق زوجته طلقة أو طلقتين، ثم في أثناء العدة -وهي ثلاثة أطهار- طلقها فهذه الطلقة الجديدة تُحْسب، أما إن طلقها بعد مضي العدة فلا تُحسب. وليعلم أن من طلق زوجته طلقة أو طلقتين تحرم عليه ما لم يُرْجعها، والإرجاع يكون بقوله مثلاً: أرجَعتُ زوجتي إلى نكاحي. وذلك ضمن العدة. أما إذا مضت العدة فلا ترجع إلا بعقد جديد. أي بإيجاب وقبول وولي وشاهدين عدلين.
 

 

    
صيدلية القارئ
    
الخيار
 

الخيار نبات عشبي من الفصيلة القرعية، لذيذ الطعم، طيب المذاق، ذكي الرائحة، يحتوي على نسبة كبيرة من الماء ويحتوي على فيتامين (أ) و (ج) وقليل من فيتامين (ب) والحديد والمنغنيز اليود، وهو بارد رطب منعش يدر البول، وينفع لُبُّه لجمال بشرة الوجه ومعالجة التجاعيد ويكسب البشرة نضارة وحيوية. وبذوره تستعمل لطرد الديدان من الجسم، ولإزالة الاحتقان في الوجه بمزج عصير الخيار الطازج مع بياض البيض ويوضع على الوجه.
وأفضل ما يؤكل من الخيار لبّه، لأنه أسرع انهضاماً وأكثر انحداراً، وهو يوافق الكبد والمعدة الملتهبتين ويطيب النفس، وشَمُّه يسكن الحرارة المفرطة وينشط القوة، وبزره نافع للحصى، وينفع من اليرقان، وشرب مائه مع السكر يسهل المعدة.
وقشره يسكن الصداع إذا وضع من قبل جهته الداخلية فوق الجبهة والصدغين، ويثبت برباط. والخيار المفروم مع الحليب أو اللبن يسكن العطش في الحُميَّات، ويخفف الاضطرابات العصبية، وينصح مرضى البول السكري بأكله.

أما الخيار الحامض المخلّل فيكسب الجسم دفئاً ويسهل الهضم إذا استعمل باعتدال، وهو نافع لأوجاع الرئة وقروحها، وليتجنبه من يعتريه الرياح الغليظة والبلغم.
ويُنصح بأكله كمقدمات للطعام في رمضان وغيره لترطيبه المعدة وتسهيل عملية الهضم.

 

Prev Post

ثبوت نبوة سيدنا ءادم عليه السلام

Next Post

العدد الثالث

post-bars