Search or ask ابحث او اسأل

العدد الرابع

الافتتاحية

 
ذكرى المولد النبوي الشريف ودور الدعاة

بسم الله الذي ارتضى لنا الإسلام ديناً، وبعث سيدنا محمداً هادياً ومعلماً ورسولاً، ومنّ علينا ببعثته (هو الذي بعث في الأُميين رسولاً منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإنْ كانوا من قَبْلُ لفي ضلال مبين).
لقد ختم الله سبحانه وتعالى برسالة سيدنا محمد الرسالات، وجعل شريعته ءاخر الشرائع، وأوجب العمل بها واتّباعها دون غيرها، وجمّل رسوله المجتبى محمداً بأجمل الخصائص وأطيب الصفات، وشرّفه بآيات كثيرة منها ما يدل على مكارم أخلاقه وشرف حاله وهو قوله تعالى (وإنك لعلى خلقٍ عظيم) ومنها ما أبان سبحانه وتعالى به شرف نسبه وعظيم قدره قال تعالى (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنِتُم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم). ومنها ما كشف عن ثنائه تعالى عليه في كتبه المنـزلة على أنبيائه وهو قوله سبحانه وتعالى (محمدٌ رسولُ الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم رُكَّعاً سُجَّداُ يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مَثَلُهُم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كَزَرْعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعْجِب الزراع ليغيظ بهم الكفار) ومنها ما يدل على أنه مقدّم على النبيين وذلك في قوله عز وجل (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَماَ ءاتيتُكُم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدّقٌ لما معكم لتؤمننَّ به ولَتَنْصُرنَّه قال ءأقررتم وأخذتم على ذْلكم إصرِى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين). ومنها ما يدل على دوام تعظيمه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم  وهو أنه تعالى جعل أزواجه الكريمات أمهات المؤمنين قال تعالى (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم). ومنها أنه تعالى أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم  فقال عزَّ وجلَّ: (لَعَمْرُكَ إنهم لَفِى سَكْرتهم يعمهون).

ولقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم  بما ءاتاه الله من صفات وخصائص ومزايا أن يبث معاني التوحيد، ويرفع كلمة الإسلام، ويؤاخي بين المؤمنين ويجعلهم كالجسد الواحد، وأن يربي أصحابه تربية راقية سامية حوّلتهم من أناس تفرقهم جاهلية الهوى والعادات إلى قوم سَمَتْ نفوسهم بالتقوى، وارتقت بمحبة الله ومحبة رسوله. قوم رحماء فيما بينهم أشداء على أعداء الدين، يعاملون خالقهم بما يحبه ويرضاه، ويعاملون البشر بالعدل والإحسان.
إن حلول ذكرى المولد النبوي الشريف يجعلنا نقف مستذكرين عظمة الرسالة التي حملها هذا النبي العظيم، والمبادئ التي وضعها صلى الله عليه وسلم  وحدَّدها نبراساً في مسيرة الدعوة الإسلامية. فالدعوة إلى الله مهمة ذات شأن تتطلب فهم أساليبها، كما تتطلب وعياً مميزاً يتيح للداعية أن يمارس هذه المهمة بنجاح.
إن على الدعاة أن يعوا بعمق وفهم دقيق كبر المسئولية الملقاة على عواتقهم، ودقة الموقف الذي يقفونه، وأهمية تبيانهم لحقائق الإسلام وأموره وأحكامه، وكشف الشوائب التي ليست هي من الدين بل هي صنيعة المشوشين المغرضين. كما أن على الدعاة أن يمارسوا مسئولياتهم بكل أمانة وإخلاص وصدق. وأن ينتهوا عما ينهون الناس عنه، وأن يفعلوا ما يأمرونهم به من الخير، وأن يبنوا عملهم على أساس متين من النقل الواضح الصريح، وأن ينظروا عمن يأخذون دينهم وعلومهم. فقراءة العلم في الكتب والمطبوعات دون أخذه وتلقيه عن أهله الثقات ليست هي سبيل المتعلمين المتنورين، ولا تخرّج عالماً أو تفقه داعية، ولو كان ذلك مجزئاً كافياً لما أرسل الله الرسل وأمر أتباعَهُم بالتلقي عنهم والاقتداء بهم. وقد قال ابن مبارك رضي الله عنه: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل. وقال محمد بن سيرين رضي الله عنه: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
كما يجدر بالداعية أن يتلمس أمراض مجتمعه كما يتفحص الطبيب الحاذق علة السقيم، وأن يباشر العلاج بما ءاتاه الله من علم ومعرفة، وأن يكون عوناً للناس على الشيطان، وأن لا يكون عوناً للشيطان على الناس.
كما أنه ينبغي للداعية أن يكون رقيقاً، لطيفاً، حسن المعاشرة، طيب السريرة، بشوشاً، ذا عفو وحلم وتواضع وأدب، وأن يبيّن للناس وبالطريقة المناسبة محاسن الشريعة، ويمحّص لهم الخطأ والخطل، والزيف والباطل. وأن يكون بعيداً كل البعد عن التزلّف والمداهنة، وعن العنف فإن اتباع الرفق أجدى وأنفع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  «إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».
إن الحكمة هي ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها وعمل بمقتضاها. والأولى بالداعية أن لا يترك جانب الحكمة فهي سبيله للنجاح في إيصال الكلمة الطيبة والنصيحة النافعة، وربنا سبحانه وتعالى يقول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). ولنا في صنيع موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون مَثَلٌ حسن، فقد ذهبا إليه لينصحاه بالخطاب الحسن والقول اللين رجاءَ أن يقبل دعوتهم ويميل إلى نصحهم، ولكن الله يفعل ما يشاء.
وما قوله تعالى مخاطباً نبيّه المصطفى (ولو كنت فظاً غليظَ القلب لانفضوا من حولك) إلا تعليم لأمة النبي صلى الله عليه وسلم  وإرشاد، ولا سيما الدعاة منهم، كي يسلكوا سبيل الخلق القويم ويبتعدوا عن الفظاظة في القول والغلظة وكل ما من شأنه إشاعة أسباب البعد والجفاء وتنفير الناس.
إن الخطر كل الخطر أن يصبح الدعاةُ في وادٍ والناسً في واد ءاخر، وأن ينفضّ هؤلاء الناس عن مجالس الدعاة ويتحولوا عنها إلى مجالس أخرى، وينشغلوا بأمور لا تؤمن مسالكُها ولا تُحمد عواقبها، فتتسع الهوّة وتبعد المسافة. وهذا هو ما يريده أعداء الإسلام حتى يخلو لهم المطاف فيصولوا ويجولوا ويمعنوا في الإفساد.
في ذكر المولد النبوي الشريف لا بد للدعاة أن يقفوا وقفة تأمل ومراجعة، وأن يعملوا على دراسة الواقع، وأسباب النجاح والفشل، ومواطن القوة والضعف، وأن يخططوا للمستقبل، فالدعوة مسئولية كبيرة كبيرة لا يقدر على حملها إلا الرِجال الرجال.
 
جَواز الاحتفال بمولِد النبي صلى الله عليه وسلم
تطلّ علينا هذه الأيام ذكرى طيبة ألا وهي ذكرى مولد حبيب الحق وخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم . ويا لها من مناسبة عظيمة يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شكراً لله تعالى على بروز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  إلى هذه الدنيا… إلا أهل الغلو يصرّون على رأيهم الفاسد بتحريم الاحتفال بمولد النبي الأعظم، فكان لا بد من بيان جواز هذا الاحتفال بإقامة الأدلة الشافية ونصب البراهين الوافية.
الحمد لله الذي أنعم علينا بإظهار سيد البشر وفخر ربيعة ومُضَر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد من انشق له القمر، وسلّم عليه الحجر، وسعى إلى خدمته الشجر.
إن أول من أحدث عمل الاحتفال بذكرى ولادة حبيب الله صلى الله عليه وسلم  صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمّر الجامع المظفري بسفح قاسيون. ويذكر سبط ابن الجوزي في “مرءاة الزمان” أنه كان يحضر عنده أي (الملك المظفر) في المولد أعيان العلماء والصوفية.
البدع الحسنة:
واعلموا، رحمكم الله، أن الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم  من البدع الحسنة، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم  ولا فيما يليه إنما احدث في أوائل القرن السابع للهجرة. وذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.
وللحافظ السيوطي رسالة سمّاها “حسن المقصد في عمل المولد” قال: “إن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرءان ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم  وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمدّ لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم  وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف”.
وذلك موافق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء” رواه مسلم في الصحيح.
فقد رخّص الرسول عليه السلام لأمته أي للمجتهدين منهم أن يحدثوا في الدين ما رأوه حسناً. وما رءاه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فمِنْ ذلك ما أحدثه عثمان بن عفان رضي الله عنه من زيادة أذان ثانٍ يوم الجمعة لصلاة الجمعة. إذاً فلا يطلق القول بأن كل محدث سواء كان موافقاً لكتاب الله أو السنة أو الأثر أو الإجماع أو مخالفاً لهم فهو ضلالة، إنما يقال كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
“المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أُحْدِث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة، والثانية ما أُحْدِث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه محدثة غير مذمومة”. وقد روى ذلك عنه البيهقي بالإسناد في “مناقب الشافعي”.
 
وقال النووي في كتاب “تهذيب الأسماء واللغات” ما نصه: “البِدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة، يعني أن البدعة تنقسم إلى قسمين من حيث الإجمال:
بدعة ضلالة: وهي المحدثة المخالفة للقرءان والسنة.
وبدعة هدى: وهي المحدثة الموافقة للقرءان والسنة.
وهذا التقسيم مفهوم من حديث البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، فقد قالت: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». فأفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  بقوله: «ما ليس منه» أن المحْدَثَ إنما يكون ردّاً أي مردوداً إذا كان خلاف الشريعة، وأن المحدث الموافق للشريعة ليس مردوداً، وهو مفهوم أيضاً مما رواه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البلجي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة..» الحديث. وكذلك ما رواه مسلم وغيره من أن علياً رضي الله عنه قال عن جَلْدِ الرسول وأبي بكر لشارب الخمر أربعين إنه سُنّة، وعن جَلْدِ عمر لشارب الخمر ثمانين إنه سُنَّة. فهل يُنكر على سيدنا عمر لأنه جلد شارب الخمر ثمانين مع أن الرسول وأبا بكر جلدا شارب الخمر أربعين ولم يقل الرسول اجلدوه ثمانين؟! وهل يُنكر على علي رضي الله عنه تسميته ما حصل مع عمر “سُنَّة” مع أنه حصل بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! وكذلك ما رواه البخاري من أن عمر رضي الله عنه قال عن جمعه الناس على التراويح جماعة: “نِعْمَ البدعة هذه”. وفي الموطأ للإمام مالك بلَفظ “نِعْمَت البدعةُ هذه”.
ونقول لهؤلاء المشوشين: هل كان معروفاً في الصدر الأول تسمية العالِم بلقب الشيخ أو شيخ الإسلام؟ فجوابهم: لا، لم يكن. فيقال لهم: إن حرّمتم ذلك بدعوى أنه لم يكن في الصدر الأول فقد ناقضتم أنفسكم فأنتم تسمون “شيخ الإسلام”. وإن أجزتم ذلك انتقض قولكم إن كل ما لم يفعله الرسول فهو بدعة ضلالة.
ويقال لهم: ما المانع من استحداث اصطلاح لا يعارض الشرع، وقد اصطلح النحاة على: “لا يجوز كذا”، و”يجب كذا” في أمور الإعراب.
فيتبين لك بذلك يا أخي المسلم أنهم مذبذبون، الأمر الذي يعجبهم يُحلّونه، والأمر الذي لا يعجبهم يحرّمونه فإن قيل: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  فيما رواه أبو داود عن العرباض بن سارية: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»، فالجواب: أن هذا الحديث لفظه عام ومعناه مخصوص بدليل الأحاديث السابق ذكرها، فيقال: إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم  ما أُحدِث وكان على خلاف الكتاب أو السنة أو الإجماع أو الأثر، وقال النووي في شرح مسلم ما نصه: “قوله صلى الله عليه وسلم : «وكل بدعة ضلالة» هذا عام مخصوص والمراد به غالب البدع”. ثم قال: “ولا يمنع من كون الحديث عاماً مخصوصاً قوله «كل بدعة» مؤكداً بـ”كل” بل يدخله التخصيص مع ذلك كقوله تعالى (تُدمِّرُ كل شىء) اهـ. فهل دمرت الرياح السموات والأرض الجنة والنار؟!.
وماذا يقول هؤلاء المشوشون فيما فعله عبد الله ابن عمر من أنه زاد في التشهد: “وحده لا شريك له” وقال: “أنا زدتها” رواه أبو داود.
فإن قال هؤلاء المشوشون إن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم  فهو بدعة ضلالة يقال لهم هل قرأتم في القرءان أو الحديث نصاً فيه أن كل ما لم يفعله الرسول هو بدعة ضلالة؟! ويقال لهم إن الصحابة الذين كتبوا الوحي الذي أملاه عليهم الرسول كانوا يكتبون الباء والتاء ونحوهما بلا نقط، وكذلك عثمان بن عفان لما كتب المصاحف الخمسة أو الستة لم تكن منقطة وإنما أول من نقط المصاحف رجلٌ من التابعين من أهل العلم والفضل والتقوى يقال له يحيى بن يعمر.
ففي كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني ما نصه: “حدثنا عبد الله حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي، حدثنا أحمد بن نصر بن مالك، حدثنا الحسين بن الوليد، عن هارون بن موسى قال: أول من نقط المصاحف يحيى بن يعمر”. اهـ.
وكان قبل ذلك يكتب بلا نقط، فلما فعل ذلك لم ينكر العلماء عليه ذلك مع أن الرسول ما أمر بنقط المصحف فهل يقال إنه بدعة ضلالة لأن الرسول لم يفعله ولم يأمر به!! فإن كان الأمر كذلك فليتركوا التنقيط من المصاحف حتى تعود مجرّدة كما في أيام عثمان بن عفان!!.
 
 
عمل المولد
وعمل الموالد من البدع المستحبة لأنها لا تحتوي على ما يخالف الكتاب أو السنة، إنما فيها إظهار الفرح بولادة سيد العالمين صلى الله عليه وسلم  بالطريق المشروع.
قال السيوطي: “وقد سُئل شيخ الإسلام حافظ عصره أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب ما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكن مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، من جرّد في عمله المحاسن وتجنّب ضدها، كان بدعة حسنة، ومن لا فلا، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قدم المدينة فوجد اليهود -لعنهم الله- يصومون  يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: “هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجّى موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى”، فقال صلى الله عليه وسلم : «نحن أولى بموسى منكم». فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم مُعيَّن، من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، الشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأيّ نعمة أعظم من بروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم. وعليه ينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء. ومن لم يلاحظ ذلك لا يبال بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى أي يوم من السنة وفيه ما فيه. فهذا ما تعلق بأصل عمله وما يعمل فيه، فينبغي أن يقتصر فيه على ما يُفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية الزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة”.اهـ.
ومما نلفت إليه نظر القراء أن هناك كتباً ألفت في المولد فيها الكذب الصريح المفترى، منها كتاب نسب إلى ابن حجر وليس له، وكتاب نسب إلى ابن الجوزي وليس له، وهو المسمى “مولد العروس” فيجب اجتناب هْذين وما أشبههما.
نسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذه المناسبة باليمن والبركات وقد عمّ الخير وانتصر الحق وزهق الباطل.
 
 
الروائح الزكية في مولد خير البرية
الحمد لله رب العالمين، الذي أنعم علينا ببعثة سيدنا محمد وجعله سراجاً وإماماً للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وإمام الأنبياء الحاشر العاقب الأمين.
أما بعد، فإن الله عزّ وجلّ قد كرّم النبي محمداً وكرّم أمته ورفع قدرها فوق الأمم السابقة. قال الله تعالى: ]كنتم خير أمة أخرجت للناس) وما ارتفعت هذه الأمة إلا بنبيّها وما شَرُفت إلا به.
لذلك كان الاعتناء ببيان مولد هذا النبي الكريم وما ظهر من الآيات عند ذلك وما أعطاه لله من المواهب والشمائل من مهمات الأمور، إذ يزداد المؤمن بذلك تعظيماً ومعرفة بفضله صلى الله عليه وسلم .
ولما كان أغلب ما خُصِص من المصنفات للمولد مشتملاً على الكثير من الضعيف بل ويحوي أحياناً الموضوعات، صنَّفْنا هذا الكتاب مستخرجاً من الكتب الستة وغيرها كدلائل النبوة للبيهقي، فجاء فيه زبدة المرويات في مشهور مصنفات الأئمة الحفّاظ، طلباً للثواب ورغبة فيما عند الله من جزيل الثواب.
فصل في ذِكْر ما شرّف الله به نبيَّه صلى الله عليه وسلم  من الآيات
إن الله عز وجل شرّف نبيه المصطفى بآيات كثيرة فمنها ما يدل على مكارم أخلاقه وشرف حاله وهو قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم(. ومنها ما أبان سبحانه وتعالى به علوَّ شرف نسبه وعظيم قدره بقوله عزَّ وجلَّ: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُم حريص عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيم).
ومنها ما كشف عن ثنائه تعالى عليه في كتبه المنزلة على أنبيائه وهو قوله عز وجل: (محمدٌ رسول الله والذين معه أشداءُ على الكفار رحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذْلك مَثَلُهُم في التوراة ومَثَلُهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوىْ علىْ سوقه يُعْجِبُ الزُرَّاع ليغيظ بهم الكفار).
ومنها ما أوضح سبحانه أنه مقدم على النبيين وذلك في قوله عز وجل: (وإذ أخذ اللهُ ميثاقَ النبيين لما ءاتيتُكُم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتؤمنُنَّ به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذْلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).
ومنها ما يدل على وجوب احترامه وتوقيره وإجلاله كقوله تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء الحُجُراتِ أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم)، وقوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، وقوله تعالى: (لا تجعلوا دعاءَ الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً).
ومنها ما يدل على دوام تعظيمه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم  وهو أنه تعالى جعل أزوجه الكريمات أمهاتِ المؤمنين قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)، وقال تعالى (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً).
ومنها أنه تعالى أقسم بحياته فقال عز وجل: (لَعَمْرُك إنهم لفي سَكرَتِهِم يَعْمَهون).
فصل في ذِكرِ نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم
هو محمد بنُ عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر به مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدرِكَة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، أبو القاسم سيد ولد ءادم صلى الله عليه وسلم  كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
وجده الأعلى عدنان من سلالة إسماعيل نبي الله وهو الذبيح على الصحيح، ابن نبي الله إبراهيم خليل الرحمـْن صلى الله على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين.
فهو صلى الله عليه وسلم  صاحبُ هذا النسب الشريف نخبةُ بني هاشم وعظيمُها، روى الإمام مسلم وغيره عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسمْعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».
وروى الترمذي بإسناده عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسمْعيل، واصطفى من ولد إسمْعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهو صلى الله عليه وسلم  خيار من خيار من خيار كما دلَّت عليه النقول والآثار.
فصل في حَمل ءامنة برسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوج أبوه عبد الله من سيدة نساء بني زُهرة وهي ءامنة بنتُ وهبٍ بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب، فحملت بسيد الخلائق والأمم، وتفضل الله بإبرازه صلى الله عليه وسلم  إلى الوجود نعمة على سائر العرب والعجم، وكان حمله الشريف أول تباشير الأنوار لأهل البادية والحضر.
روى ابن سعد عن عمة يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة أنها قالت “كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  لما حملت به ءامنة بنت وهب كانت تقول: ما شعرتُ أني حملتُ به، ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي وربما كانت ترفعني وتعود، وأتاني ءاتٍ وأنا بين النائم واليقظان فقال: هل شعرتِ أنك حملت بسيد هذه الأمة ونبيّها، وذلك يوم الاثنين، قالت: فكان ذلك مما يقّن عندي الحمل، ثم أمهلني حتى إذا دنا وقت ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال: قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد، قالت: فكنت أقول ذلك”.
وروى أيضاً عن محمد بن عمر الأسلمي أنه قال: “لم تلِد ءامنةُ بنت وهب ولا عبد الله بن عبد المطلب غيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فصل في ذِكْرِ مولده الشريف

روى أحمد والبيهقي وغيرهما عن العرباض بن سارية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «إني عبد الله وخاتم النبيين، وإن ءادم لَمُنْجَدِلٌ في طينته، وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين». وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم  رأت حين وضعته نوراً أضاءت له قصور الشام. قال البيهقي عقبه: قوله صلى الله عليه وسلم : «إني عبد الله وخاتم النبيين، وإن ءادم لمنجدل في طينته» يريد به أنه كان كذلك في قضاء الله وتقديره قبل أن يكون أبو البشر وأول الأنبياء صلوات الله عليهم.اهـ.

وروى أحمد والبيهقي والطيالسي بإسنادهم عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام».
وروى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «رأت أمي حين وضعتني سطَعَ منها نور أضاءت له قصور بُصرى».
ويروى أنه صلى الله عليه وسلم  حين وضعته ءامنة وقع جاثياً على ركبته، رافعاً رأسه إلى السماء، وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام، حتى رأت أمه أعناق الإبل ببصرى.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: «دعوة أبي إبراهيم» فهو أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت دعا ربه فقال (رب اجعل هذا بلداً ءامناً وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الآخر)، ثم قال (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا صلى الله عليه وسلم  وجعله الرسولَ الذي سأله إبراهيم عليه السلام.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: «وبشرى عيسى ابن مريم» فهو أن سيدنا عيسى عليه السلام بشَّر قومَه بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  كما أخبر القرءان الكريم حكايةً عن عيسى عليه السلام (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد).
والمقصود أن ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  ليلة شريفة عظيمة مباركة، ظاهرة الأنوار، جليلة المقدار، أبرز الله تعالى فيها سيدنا محمداً إلى الوجود، فولدته ءامنة في هذه الليلة الشريفة من نِكاحٍ لا من سفاحٍ فظهر له من الفضل والخير والبركة ما بهر العقول والأبصار، كما شهدت بذلك الأحاديث والأخبار.
 
فصل فيما ظهر من الآيات لمولده صلى الله عليه وسلم
ظهرت لمولد النبي صلى الله عليه وسلم  ءاياتُ كثيرة، منها ما رواه البيهقي وابن عساكر وغيرهما بإسنادهم إلى هانئ المخزومي قال: “لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ارتجس إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نارُ فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة…”.
وفي سقوط أربع عشرة شرفة إشارة إلى أنه لم يبق من ملوك الفرس إلا أربعة عشر ملكاً، وكان ءاخرهم في خلافة عثمان رضي الله عنه.
وأما نار فارس التي كانوا يعبدونها من دون الله والتي كانت تُوقد وتُضرم ليلاً ونهاراً فانطفأت. وأما بحيرة “ساوة” التي كانت تسير فيها السفن فقد جف ماؤها.
ومن الآيات التي ظهرت  لمولده صلى الله عليه وسلم  أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم .
ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنّ رنة عظيمة كما رن حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين ولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وحين نزلت الفاتحة، ذكر ذلك الحافظ العراقي في “المورد الهني” عن بقيّ بنِ مَخْلَد.
ومنها ما سمع من أجواف الأصنام، ومن أصوات الهواتف بالبشارة بظهور الحق في وقت الزوال.
 
فصل في بيانِ زمانِ مولده صلى الله عليه وسلم  ومكانه
اختلف في عام ولادته صلى الله عليه وسلم  والأكثر أنه عام الفيل، قال ابن عبد البرّ: “وُلِد بعد قدوم الفيل بشهر، وقيل بأربعين يوماً، وقيل بخمسين يوماً”.
وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: وُلِدَ النبي صلى الله عليه وسلم  عام الفيل.
أما شهر مولده فهو شهر ربيع الأول، وأما يوم مولده من الشهر فالمعتمد أنه كان لثنتي عشرة ليلة خَلَت من الشهر المذكور.
أما يوم مولده فهو يوم الاثنين بلا خلاف، فقد روى مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم وُلِدتُ فيه، وأُنزِل عليَّ فيه».
وأما مكان مولده فالصحيح المحفوظ أنه كان بمكة المشرفة والأكثر أنه كان في المحل المشهور بسوق الليل، وقد جعلته أم هارون الرشيد مسجداً، ذكر ذلك الحافظ العراقي وغيره، وقال الأزرقي: “إنه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند أهل مكة” اهـ. ويُعرف المكان اليوم بمحلة المولد.  والله تعالى أعلم
 
 
حُكمُ الدِين
قال الله تعالى (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”رواه ابن ماجه.
    “حكم الدين” محطة علمية شرعية نلتقي فيها مع القراء فنجيبهم على استفساراتهم وأسئلتهم حول مختلف الشئون والمسائل والقضايا التي تعرض لهم مبينين الحكم الشرعي المستقى من كتاب الله وسنة نبيهصلى الله عليه وسلم  وأقوال الأئمة المجتهدين.
    “حكم الدين” واحة خضراء يتعرف فيها القارئ المسلم إلى أمور دينه ويستطلع الأحكام الشرعية التي يحتاج إليها في شئون معيشته.
من أحكام النذر

nامرأة نذرت بعد موت أمها أن تقرأ القرءان عن روحها خلال أربعين يوماً وهي لم تتعلم قرءاة القرءان فماذا تفعل؟

– الأصل أنه يجب الوفاء بالنذر، والنذر لا يصح إلا فيما كان طاعة لله، وقراءة القرءان لإهداء الثواب للميت المسلم طاعة، ولكن في حالة السائلة لا تقرأ بلا تعلّم من أهل المعرفة، فالحكم أن تتعلم من أهل المعرفة القراءة الصحيحة وبعد ذلك توفي نذرها، ولا تقرأ قبل التلقي من أهل المعرفة.

من أحكام الطلاق

nرجل طلق زوجته ولم يُرْجعها وبقي معها بالحرام، ثم طلقها ثانية فهل يُحْسَبُ الطلاق الثاني؟

– من طلق زوجته لا يجوز له أن يمكث معها دون أن يُرجعها، وله أن يرجعها إن طلقها طلقة أو طلقتين وقبل انتهاء العدة، والعدة هي ثلاثة أطهار، والطهر هي الفترة التي تكون بين الحيضتين، أما بعد انتهاء العدة فلا ترجع له إلا بعقد جديد. وإن طلقها ضمن العدة فيحسب الطلاق الجديد لأن الرجعية في حكم الزوجة في هذه المسئلة.

المسلمة لا يتزوجها إلا مسلم

nما حكم زواج المسلمة من غير المسلم؟

– لا يصح زواج المسلمة من غير المسلم، ومن أحلَّ ذلك فقد كذّب القرءان وخرج من الإسلام. قال تعالى: ]فإن علمتموهنَّ مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هنَّ حِلّ لهم ولا هم يحلون لهنّ[ [سورة الممتحنة].

الربا أنواع

nسمعت من بعض أهل العلم أن الربا ليس نوعاً واحداً فلو تكرمتم وبينتم لنا أنواعه؟

– الربا حرام بكل أنواعه، وأشهر أنواع الربا هو ربا القرض وهو كل قرض جرَّ منفعة للمقرض أو لهما فهو ربا محرم، لأن القرض شرعه الله للمواساة بين العباد. أما النوع الثاني فهو ربا النسيئة وهو: بيع أحد النقدين أي الذهب والفضة بجنسه أو بالنقد الآخر مع التأجيل أو بلا تقابض في مجلس العقد؛ وربا الفضل وهو: بيع أحد النقدين بجنسه مع التفاضل أي الزيادة في أحد الجانبين، والمطعومات إذا بيعت بجنسها كذلك كالقمح بالقمح، والشعير بالشعير يشترط التساوي في الجانبين والقبض في مجلس العقد. فيتلخص أن الربا ثلاثة أنواع: ربا القرض، وربا الفضل، وربا النسيئة، وقد صح الحديث: «لعن الله ءاكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه».

جمال الأنبياء

n قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما بعث الله نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت، وإن نبيكم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتاً». فهلاً تكرمتم وشرحتم لنا معنى هذا الحديث الشريف؟

– إن هذا الحديث من الأحاديث الثابتة التي رواها العديد من المحدثين، منهم الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”، ورواه الترمذي من حديث أنس بن مالك.

ومعنى هذا الحديث أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا جميلي الوجه والخلقة؛ إذ ان الله تعالى قد أعطاهم من الجمال الشيء الكثير.

وقد ثبت أن سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام قد أُعطي شطر الحسن، وكذلك كان الأنبياء جميعهم جميلي الشكل والصورة، إلا أن نبيناً محمداً صلى الله عليه وسلم  كان أجملهم شكلاً وصوتاً، فقد روى الترمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “ما رأيت شيئاً أحسن من النبي صلى الله عليه وسلم ، كأن الشمس تجري في وجهه”، وجاء عن الصحابي الجليل جبير بن مطعم أنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقرأ: والطور، فكاد قلبي يطير” وما ذلك إلا أنه صلى الله عليه وسلم  كان جميل الصوت.

ومن هنا يعلم فساد النظرية المسماة بـ “نظرية النشوء والارتقاء” التي ابتدعها “داروين” اليهودي، إذ زعم أن أصل الإنسان قرد، وهذا فيه مخالفة وتكذيب للشرع، فسيدنا ءادم عليه السلام هو أبو البشر جميعهم وأول رسول أرسله الله تعالى إلى البشر، فلم يكن منحني الظهر قريباً من شكل القرود، ولا عاري الجسد ظاهر العورة كما يزعم البعض، بل كان أسمر جميل الشكل حسن الوجه والصوت، فصيح اللسان، يتكلم اللغة السريانية ويعرف غيرها من اللغات، قال الله تعالى: ]وعلّم ءادمَ الأسماء كلها[ [البقرة/31]. أي أن الله تعالى علم ءادم عليه السلام أسماء الأشياء من جبل وشجر وسماء وحجر وغيرها.

ليس كل ما يذاع يستمع له

 سمعت منشداً يقول “الله فوق عرشه”

_ لا يجوز اعتقاد أن الله فوق العرش بذاته، ومن اعتقد ذلك فقد كفر لأنه جعل لله كمية وحدّاً، وقد قال الإمام الطحاوي في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة: “تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات”، فمن قال: “الله جالس على العرش: فقد جعل لله حدّاً وكمية، ومن كان له حدٌّ وكمية لا يكون إلا حادثاً مخلوقاً. وقد قال الله تعالى: ]ليس كمثله شىء[. وأما معنى قوله تعالى: ]الرحمْن على العرش استوى[ فهو الإخبار عن أن الله قاهر العرش ومسيطر عليه، ولا يصح ولا يجوز تفسيره بالجلوس لأن الجلوس من صفات المخلوقين. من هنا يتبين لكم أنه لا يستمع لكل من أنشد؛ لأن كثيرين لا يراعون الشريعة حين ينشدون، نسأل الله السلامة.

 
 
من أقوال علماء أهل السنة
في تنزيه الله عن الحيز والمكان
اعلم يا أخي المسلم أن عقيدة أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى لا يشبه العالم بوجه من الوجوه وأنه سبحانه موجود بلا كيف ولا مكان. وأنه تعالى غني عن العالمين أي مستغن عن كل ما سواه أزلاً وأبداً، فلا يحتاج سبحانه وتعالى إلى مكان يقوم به أو شيء يحل به أو جهة يحل بها لأنه سبحانه ليس جسماً محدوداً له كمية ومساحة، ويكفي في تنـزيه الله سبحانه عن المكان والحيز والجهة قوله تعالى: (ليس كمثله شىء) [سورة الشورى/11]، فلو كان لله مكان لكان له أمثال وأبعاد، طول وعرض وعمق.. ولكان له كمية وحجم ومساحة ومن كان كذلك كان محدثاً مخلوقاً محتاجاً لمن حده بهذا الطول وبهذا العرض وبهذا العمق ولمن جعله وخصصه بهذه الكمية والمساحة والله سبحانه وتعالى هو الخالق البارىء الذي كوَّن الأكوان والعوالم كلها وجعلها على ما هي عليه من كيفيات وهيئات وأجسام وحدود، فهو سبحانه خلقها كلها فلا يشبهها ولا يحتاج إليها. وأما الدليل من الحديث الشريف على أن الله سبحانه موجود بلا مكان فهو قوله r: «كان الله ولم يكن شىء غيره» رواه البخاري وغيره، معناه أن الله عز وجل كان في الأزل موجوداً ليس معه غيره لا ماء ولا هواء ولا أرض ولا سماء ولا كرسي ولا عرش ولا إنس ولا جن ولا ملائكة ولا زمان ولا مكان فهو سبحانه وتعالى موجود قبل المكان بلا مكان وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه، وقد قال الإمام البيهقي في كتابه الأسماء والصفات: استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي r: «أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء» ثم قال رضي الله عنه: وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان.

واعلم يا أخي المسلم.. أنه ليس محور الاعتقاد على الوهم بل على ما يقتضيه العقل الصحيح السليم الذي هو شاهد للشرع وذلك أن الجسم محدود وله مساحة وهو محتاج إلى من حده وجعله بذلك الحد والمساحة ومن كان كذلك لا يكون إلهاً، فلما صح وجود الله تعالى بلا مكان وجهة قبل خلق الأماكن بلا مكان وجهة وهذا لا يكون نفياً لوجوده سبحانه وتعالى.

واعلم يا أخي المسلم أن عقيدة تنـزيه الله سبحانه وتعالى عن الحيز والمكان هي عقيدة الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهي عقيدة السلف والخلف الصالح ومن سار على هداهم إلى يوم الدين من العلماء المعتبرين والأئمة المجتهدين الذين بيَّنوا في مجالسهم وكتبهم أحكام الدين وعقيدة النبي الأمين r كلماتٌ وأقوال في تنـزيه الله تعالى عن الحيز والمكان لأئمة معتبرين وعلماء مشهورين كانوا عاملين بعلمهم ينشرون الحق والنور والعقيدة الحقة التي جاء بها النبي r، وتبعه عليها من أسعده الله تعالى وتوارد ذلك الخلف عن السلف. قال الإمام علي ابن أبي طالب الصحابي الجليل رضي الله عنه: “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان” رواه أبو منصور البغدادي وقال أيضاً رضي الله عنه: “من زعم أن الهنْا محدود فقد جهل الخالق المعبود” رواه أبو نعيم في الحلية، قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه: “أنت الله سبحانك لا يحويك مكان” وقال أيضاً رضي الله عنه: “لست بمحدود فتُحدّ” روى ذلك الحافظ الزبيدي في الإتحاف بشرح الاحياء قال الامام أبو حنيفة رضي الله عنه المتوفي سنة 150 هـ في الفقه الأبسط: “كان الله ولا مكان.. كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين ولا خلق ولا شيء وهو خالق كل شيء”. قال القاضي إمام المتكلمين أبو بكر بن الطيب الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ في كتاب الإنصاف “لأن الله تعالى كان ولا مكان فلما خلق المكان لم يتغير عما كان”. قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المتوفي سنة 347 هـ “تعالى (أي الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات”.

قال الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه: “إن الله تعالى لا مكان له” نقلها عنه الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات. قال الإمام الجويني المتوفى سنة 487 هـ في كتابه الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد: “البارئ سبحانه وتعالى قائم بنفسه متعالٍ عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يُقلهُ”. قال الحافظ ابن حبان البستي المتوفى سنة 345 هـ في كتابه الثقات “ولا يحيط به جوامع المكان”. قال الشيخ أبو سعيد المتولي الشافعي المتوفي سنة 487 هـ في كتابه “الغنية في أصول الدين” يورد أدلة على نفي الحيز والمكان عن الله تعالى “والدليل عليه أنه لو كان على العرش على ما زعموا لكان لا يخلو إما أن يكون مثل العرش أو أصغر منه أو أكبر وفي جميع ذلك إثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر”. قال الإمام الكبير أبو منصور الإسفراييني المتوفي سنة 471 هـ في كتابه التبصير في الدين وفي بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: وأن تعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون في المكان والاجتماع والافتراق والقرب والبعد من طريق المسافة والاتصال والانفصال والحجم والجرم والجثة والصورة والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية” قال الإمام النسفي المتوفي سنة 537 هـ في رسالته في العقيدة “ولا يتمكن في مكان” ووافقه على ذلك العلامة مسعود بن عمر التفتازاني المتوفي سنة 793 هـ، قال الفقيه المفسّر الحنبلي أبو الفرج بن الجوزي المتوفي سنة 597 هـ: “لا يشغل الأمكنة ولا يحويه مكان ولا جهة من الجهات الست”. وقال رضي الله عنه أيضاً: “والحق سبحانه وتعالى لا يوصف بالتحيز لأنه لو كان متحيزاً لم يخل إما أن يكون ساكناً في حيزه أو متحركاً، ولا يجوز أن يوصف بحركة ولا سكون”. قال الشيخ العالم شيخ الشافعية في وقته فخر الدين بن عساكر الدمشقي المتوفي سنة 620 هـ “ولا يقال متى كان ولا أين كان ولا كيف كان ولا مكان كون الأكوان ودبر الزمان لا يتقيد بالزمان ولا يتخصص بالمكان”.

قال الإمام المفسر فخر الدين الرازي المتوفى سنة 606 هـ في أساس التقديس: “إن جمهور العقلاء المعتبرين اتفقوا على أنه تعالى ليس بمتحيز ولا مختص بشيء من الجهات، وأنه تعالى غير حال في العالم ولا مباين عنه في شيء من الجهات”.

قال الشيخ الإمام أبو منصور البغدادي المتوفي سنة 429 هـ في كتابه الفرق بين الفرق: “وأجمعوا -أي أهل السنة والجماعة- على أنه -تعالى- لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان”.

قال الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه المتوفى سنة 1143 هـ: “من قال إن الله ملأ السمْوات والأرض فهو كافر وإن زعم أنه مسلم”.

قال الشيخ محمد الحوت البيروتي المتوفى سنة 1276 هـ: “ولا يتصف بمكان ولا زمان ولا هيئة ولا حركة ولا سكون ولا قيام ولا قعود ولا جهة ولا بعلو ولا بسفل ولا بكونه فوق العالم أو تحته” ثم قال: “والعمدة في هذه العقيدة قوله تعالى: (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير)”، وقال أيضاً رضي الله عنه: “نزه الحق سبحانه وتعالى عن الحلول في الحادثات فإنه كان قبلها ولم يزل على ما هو عليه سبحانه”، وقال أيضاً رضي الله عنه: “نزه الحق سبحانه وتعالى عن كل ما يوهم الجسمية أو المكان أو الحدوث”.

قال الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه “غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان”.

قال مفتي بيروت الشيخ عبد اللطيف فتح الله في رسالته درر التحقيقات “الحمد لله المعبود واجب الوجود المتعالي عن الأشكال والأنداد والأضداد والجهات والحدود المنزه عن الشبيه والمثيل والنظير والشريك والمعين والوزير الذي ليس كمثله شىء وهو السميع البصير”.

قال الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في المورد الصفا في مولد المصطفى:

كان وهو الآن مع ما صـنعه  مثلما قد كان لا شيء معه

كان موجوداً وما كان الزمان  وهو لم  يحتج له أو للمكان

ويقول الشيخ الفقيه محمد بن هبة الله المكي في عقيدته التي ألّفها للسلطان صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه:

وصـانعُ العـالم لا يحويه   قـطر تعالى الله عن تشبيه

قد كان موجوداً ولا مكانا   وحكمه الآن على ما كانا

سـبحانه جل  عن المكان   وعـز  عـن تغير  الزمان

هذه عقيدة علماء أهل السنة والجماعة فيا سعد من تمسك بها ويا فوز من مات عليها.

 
 
تحذير من الكفر بأقسامه
    الحذر كل الحذر من الكفر بأقسامه الثلاثة
اعلم يا أخي المسلم أن الكفر هو أكبر ذنب يقترفه العبد وهو الذنب الذي لا يغفره الله تعالى لمن مات عليه وهو يحبط جميع الحسنات. وهو ثلاثة أقسام كما قسمها النووي وغيره من شافعيةٍ وحنفيةٍ وغيرهم: اعتقادات وأفعال وأقوال وكل يتشعب شعب كثيرة:
1. الكفر القولي ومكانه اللسان كمن يشتم الله تعالى أو الأنبياء أو الملائكة أو القرءان أو الكعبة أو دين الاسلام.
2. الكفر الفعلي كمن يُلقي المصحف أو أوراق العلوم الشرعية أو أي ورقة عليها اسم الله تعالى عامداً في القاذورات.
3. الكفر الاعتقادي ومكانه القلب كمن اعتقد ان الله تعالى يشبه شيئاً من مخلوقاته أو يعتقد أنه نور بمعنى الضوء أو أنه روح أو أنه ملأ السموات أو الأرض أو أنه جسم ساكن في السماء أو قاعد فوق العرش. فيجب على من وقعت منه ردة (أي كفر) العود فوراً إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإقلاع عمَّا وقعت به الردة، ويجب ّّ._عليه الندم على ما صدر منه والعزم على أن لا يعود لمثله.
 
 
صيدلية القارئ
الجزر

هو نبات معروف يحتوي على فيتامينات وزيوت تقتل الديدان المعوية وتدر البول وتذيب الحصاة فى المثانة. والجزء الطبي المستعمل من الجزر هو أصله. يقال إن الجزر يحتوى على السكر بنسبة تسعة بالمائة و1,2 بالمائة بروتينات و3 بالمائة من الصوديوم ودسم و42 بالمائة من الوحدات الحرارية كما يحتوى على نسبة 0,05 بالمائة من الصوديوم و0,3 من البوتاسيوم و0,15 بالمائة من المانغنيزيوم، و0,39 بالمائة من الكالسيوم، إضافة إلى فيتامينات:

A,B,B1,B2,B6,C,E,K,PP

أما فوائد الجزر الطبية فكثيرة منها أنه يستعمل في حالات نقص فيتامين A وذلك لعلاج بعض الأمراض الجلدية التي يسببها نقص هذا الفيتامين، كما أن الجزر مُلَيّن خفيف وبخاصة للأطفال، ومقوٍّ عام يزيد في نمو الطفل، وطارد لديدان الشعرية، ويستعمل لتنقية الأمعاء وبخاصة عند الصغار. كما أنه يعطى للطفل الرضيع بعد الشهر الرابع قدر نصف ملعقة صغيرة من عصير الجزر لتقوية عظامه.

وينفع الجزر لأوجاع الصدر والسعال، ويدر البول، ويساعد على تهدئة خفقان القلب، ويفتح سدد الكبد ويقطع البلغم. وإذا خلط قليل من الجزر المبشور مع نفس وزنه من بزر اللفت المسحوق وَحُشيا في فجلة وشويت ثم أُكلت فتتت الحصى وأزالت عسر البول. ويفيد عصيره في علاج حالات فقر الدم. لكن الجزر بطيء الهضم يولد رياحاً في الأحشاء ويصلحه اليانسون.

أما استعماله من الخارج فهو يمنع انتشار الآكلة “الغرغرينا” والنار الفارسية “زنار النار” وذلك لطوخاً على موضع العلة.

كما أن الجزر مهم جداً في حمية مرض السرطان، وعصير الجزر يقوي الدماغ والذاكرة، ويقوي البصر، وبزر الجزر يغلى كالشاي قدر ملعقة صغيرة لكل كوب ماء فإنها نافعة في تحليل القولنج.

Prev Post

العدد الثاني

Next Post

The 13 Perfect Attributes of Allah

post-bars