الوهابية تحرم تأويل المتشابهات فماذا تقولون؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عساكم بخير. أرى في قسم العقيدة أنكم تنشرون أقوال العلماء كالرازي والطبري في تأويل الآيات المتشابهة آيات الصفات، كصفة اليد والوجه والعين في حق الله. والوهابية تحرم تأويل المتشابهات فماذا تقولون؟ علماً أن البعض يزعم التأويل تعطيل!
الجواب:
الوهابية تُنكر التأويل مطلقاً مهما حسُن مَقصد الذي يؤول، بل يسمون الذين يؤولون (معاول التأويل والهدم) كما قال الألباني في شرح الطحاوية صحيفة 18، وكتاب التنبيهات صحيفة 34-71 لابن باز. وأين الوهابية حين قالت ما قالت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابن عباس تُرجمان القران [اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب]. رواه ابن ماجه.
يقول ابن باز في فتوى رقم ( 19606) تاريخ 24 شهر 4 -1418 هجري [إنّ تأويل النصوص الواردة في القران والسنة في صفات الله جلّ وعلا هو خلاف ما أجمع عليه المسلمون من لدن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم الى يومنا هذا]. ولا ندري أي إجماعٍ ينقله ابن باز الوهابي، والنووي ينقل في شرحه على مسلم المجلد ال5 صحيفة 24 طبع دار الفكر بيروت قول القاضي عياض [لا خلاف بين المسلمين قاطبةً فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى {أأمنتم من في السماء} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم]. انتهى بحروفه.
فهذا اجماع اعل السنة والجماعه في اثبات التأويل أما الاجماع الذي يدعيه ابن باز في نفيه التأويل فما هو الا إجماع اهل التشبيه والتجسيم من لدن نشأتهم الى يومنا هذا. ومن عجيب جهل هذا الرجل بعد أن نقل إجماعاً مكذوبا ادعاه أن يأول قوله تعالى {وهو معكم اينما كنتم} (بالعلم)!!! ذكر هذا في مجلة الحج -جمادة الاولى 1415 – ص 74 وياويل من فقد بصره عندك يا ابن باز فأنت حين ادعيت الإجماع على نفي التاويل نسيت قوله تعالى {ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا}.سورة الاسراء/ءاية 72.
وها هو الألباني الوهابي يقول في كتابه الفتاوى ص 523 [من أول قوه تعالى {كلّ شئ هالك الا وجهه}. فهو تأويل لا يقوله مسلم].اه…. بينما ثبت أن البخاري السلفي أوّل هذه الاية فقال [إلا مُلكَهُ].صحيح البخاري – كتاب التفسير-سورة القصص.
هذا يعني ان الالباني الوهابي يُكفر البخاري السلفي بقوله: لا يقوله مسلم – اي عن من يؤول الاية: كلّ شئ هالك الا ملكه
للفائدة: الامام النووي من ائمة اهل السنة والجماعة صاحب الكتاب المشهور رياض الصالحين توفي سنة 676 للهجرة، يعني كان قبل ابن تيمية الوهابي الذي توفي سنة 728 للهجرة. يعني ان ما نقله النووي كان نقلا عن من سبقه من السلف والخلف، وما كان يرد على ابن تيمية لانه لم يكن بعد عرف.
وكذلك ما قاله الشيخ سليم البشري المصري (1335 هـ) شيخ الجامع الأزهر في فرقان القرءان (مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي) وذلك صفحة/ 74 ما نصه: “إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقه، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية”ا.هـ
وما يقوله الحافظ البيهقي رحمه الله: “وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى: ليس كمثله شىء ، وقال: ولم يكن له كفواً أحد، وقال: هل تعلم له سمياً ، انتهى من كتابه الاعتقاد والهداية. والله أعلم.