رد أهل السنّة على فرقة الوهابية الشاذة
الحمد لله الرحيم الرحمن، المنـزه عن الشبيه والمثيل والزوجة والولد والإخوان، الموجود بلا جهة ولا مكان، المنـزه عن كل ما لا يليق به من الصفات والنعوت، والملك القهار ذي الجلال والجبروت، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا محمد خير الأنام، وخاتم أنبياء الإسلام، وعلى ءاله الطاهرين، وصحبه الغر الميامين، ومن اتبع منهاجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“حتى متى ترعون عن ذكر الظالم اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس”.
حقيـــــقة ابــن تيميــــة
الحمد لله الرحيم الرحمن، المنـزه عن الشبيه والمثيل والزوجة والولد والإخوان، الموجود بلا جهة ولا مكان، المنـزه عن كل ما لا يليق به من الصفات والنعوت، والملك القهار ذي الجلال والجبروت، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا محمد خير الأنام، وخاتم أنبياء الإسلام، وعلى ءاله الطاهرين، وصحبه الغر الميامين، ومن اتبع منهاجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. كان في جملة المثنين على ابن تيمية التاج الفزاري المعروف بالفركاح، وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية ولم ينتبه الى الباعث على ثناهم، فبدأ يذيع بدعاً بين حين وءاخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا نطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلماوا أنه فاتن بالمعنى الصحيح، فتخلُوا عنه واحداً اثر واحدعلى توالي فتنه، إلا أنه استطاع أن يموّه ويضر بعض من صحبه كما ذكر تاج الدين السبكي تلميذ الذهبي، فقد قال في كتابه طبقات الشافعية (10/400) محذراً من ابن تيمية ما نصه: “واعلم أن هذه الرفقة أعني المزي والذهبي والبرزالي وكثيراً من أتباعهم، أضرَّ بهم أبو العباس بن تيمية إضراراً بيّنا وحمّلهم من عظائم الأمور أمراً ليس هيناً وجرّهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم، وأوقفهم في دكادك من نار، المرجوّ من الله أن يتجاوزها لهم ولأصحابهم” اهـ.
فإذا كان هذا هو حال هؤلاء فلا يهولنك أيها الطالب للعلم ما يشيعه الفرق الوهابية عن ابن تيمية أنه شيخ الإسلام وناصر السنة، ورسالة الذهبي هذه شاهدة لكلام السبكي مع أنه أي الذهبي كان متأثراً بشيخه ابن تيمية لكنه مع ذلك لم يستطع إلا أن يوجه نصيحة له بعدما كثُر طعنه وتجريحه للمسلمين بالباطل. ثم ان ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدّث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحفاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية: “علمــه أكبر من عقله”، وقال أيضاً: “إنه خرق الاجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الاجماع” اهـ. وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم، فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه، منهم: الإمام الحافظ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي قال في الدرة المضية (مقدمة الدرة المضية للإمام السبكي) ما نصه: “أما بعد، فإنه لمّا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستتراً بتبعية الكتاب والسنة، مظهراً أنه داع إلى الحق هادٍ إلى الجنة، فخرج عن الاتباع إلى الابتداع، وشذّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدّس، وأن الافتقار إلى الجزء -أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال (معنى هذا الكلام الفاسد أن الله مركب من أجزاء ويحتاج إلى تلك الأجزاء والعياذ بالله)، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرءان محدَث تلكم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدّى في ذلك إلى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أوّل للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لـــــــــــها، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملّة من الملل ولا نِحلة من النحل، لم يدخل في فرقة من الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم هِمة، وكل ذلك وإن كان كفراً شنيعاً مما تَقِل جملته بالنسبة لما أَحدث في الفروع” اهـ.
وقد أورد كثيراً من هذه المسائل الحافظ أبو سعيد العلائي شيخ الحافظ العراقي، نقل ذلك المحدث الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في ذخائر القصر (ص/69، مخطوط) قال ما نصه: “ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع، فمنها ما خالف فيها الإجماع، ومنمها ما خالف فيها الراجح من المذاهب، فمن ذلك: يمين الطلاق، قال بأنه لا يقع عند وقوع المحلوف عليه بل عليه فيها كفارة يمين، ولم يقل قبله بالكفارة أحد من المسلمين البتة، ودام إفتاؤه بذلك زماناً طويلاً وعظم الخطب، ووقع في تقليده جم غفير من العوام وعم البلاء. وأن طلاق الحائض لا يقع وكذلك الطلاق في طهر جامع فيه زوجته، وأن الطلاق الثلاث يردّ إلى واحدة، وكان قبل ذلك قد نقل إجماع المسلمين في هذه المسألة على خلاف ذلك وأن من خالفه فقد كفر، ثم إنه أفتى بخلافه وأوقع خلقاً كثيراً من الناس فيه. وأن الحائض تطوف في البيت من غير كفارة وهو مُباح لها… وأن الصلاة اذا تركت عمداً لا يشرع قضاؤها… ومن المسائل المنفرد بها في الأصول مسألة الحسن والقبح التي يقول بها المعتزلة، فقال بها ونصرها وصنف فيها وجعلها دين الله بل ألزم كل ما يبنى عليه كالموازنة في الأعمال…
وأما مقالاته في أصول الدين فمنها:
إن الله سبحانه محل الحوادث، تعالى الله عما يقول علواً كبيراً. وإنه مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء. وإن القرءان محدث في ذاته تعالى. وإن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوق دائماً، فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار، بسحانه ما أحلَمه. ومنها قوله بالجســــــمية والجهــــــة والانتقــــــال وهو مـــــــــردود. وصرح في بعض تصانيفه بأن الله تعالى بقدر العرض لا أكبر منه ولا أصغر، تعالى الله عن ذلك، وصنف جزءاً في أنه علم الله لا يتعلق بما لا يتناهى كنعيم أهل الجنة، وأنه لا يحيط بالمتناهي، وهي التي زلق فيها بعضهم، ومنها أن الانبياء غير معصومين، وأن نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ليس له جاه ولا يتوسل به أحد إلا يكون مخطئاً، وصنف في ذلك عدة أوراق. وأن انشاء السفر لزيارة نبينا معصية لا يقصر فيها الصلاة، وبالغ في ذلك ولم يقل بها أحد من المسلمين قبله. وأن عذاب أهل النار ينقطع ولا يتأبد حكاه بعض الفقهاء عن تصانيفه. ومن أفراده أيضاً أن التوراة والإنجيل لم تبدل أفاظهما بل هي باقةي على ما أنزلت وإنما وقع التحريف في تأويلها، وله فيه مصنف، هذا ءاخر ما رأيت، وأستغفر الله من كتابة مثل هذا فضلاً عن اعتقاده”. اهـــــ. ابن تيمية استتيب مرات وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حبس بفتوى من القضاة الأربعة الذين أحدهم شافعي والآخر مالكي والآخر حنفي والآخر حنبلي، وحكموا عليه بأنه ضال يجب التحذير منه كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية، واصدر الملك محمد بن قلاوون منشوراً ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه. قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي في أعيان العصر وأعوان النصر (1/66، مخطوط) ما نصه: ” انفرد -اي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها أقولاً ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة…” اهـ.
قال ذلك فيه بعد مدحه مدحاً كثيراً. ولمن أردا المزيد فيما قيل في ترجمة ابن تيمية وفي حبوسه وقيام العلماء وولاة الأمر عليه فليقرأ كلام ابن حجر في الدرر الكمنة (1/144) وبعض ما ذكر فيها انه “ذكروا أنه ذكر حديث النـزول فنـزل عن المنبر درجتين فقال كنـولي هذا، (يعني على زعم ابن تيمية الله ينـزل كنـوله والعياذ بالله) فنسب إلى التجسيم..” وقال: “وافترق الناس فيه شيعاً فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وإنه مستوٍ على العرش بذاته، فقيل له: يلزم من ذلك التحيز والانقسام، فقال: أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام، فألزم بأنه يقول بالتحيز في ذات الله. ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبي لا يستغاث به.. ومنهم من يسنب إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله: انه كان مخذولاً..” انتهى كلام ابن حجر. ومن أراد فليقرأ كلام ابن الوردي في تاريخه (تتمة المختصر في أخبار البشر -تاريخ ابن الوردي) 2/318)…
وقال تقي الدين الحصني في كتباه دفع شبه من شبه وتمر (ص 41/42) بعد ذكره مرسوم الملك ابن قلاوون (ونذكرها لمن أراد) في ابن تيمية مانصه: “وأزيد على ذلك ما ذكره صاحب عيون التواريخ وهو ابن شاكر ويعرف بصلاح الدين الكتبي وتالتريكي وكان من أتباع ابن تيمية وضرب الضرب البليغ لكونه قال لمؤذن في مئذنة العروس وقت السحر أشـــــــركـــت حيـــن قـال: ألا يــا رسول اللـــــه أنــت وسيـــلتي —————– إلى الله فــي غفــــران ذنــــبي وزلتــــي وأرادوا ضرب عنقه ثم جددوا اسلامه، وإنما أذكر ما قاله لأنه ألبغ في حق ابن تيمية في إقامة الحجة عليه مع أنه أهمل أشياء من خبثه ولؤمه لما فيها من المبالغة في إهانة قدتوته والعجب أن ابن تيمية ذكرها وهو ساكت عنها” اهـــ. أما كلام ابن تيمية في الاستواء ووثوب الناس عليه، فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن علي الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال: كنا جلوساً في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال: “واستوى اللهعلى عرشه كاستوائي هذا” قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكام، واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم فقالوا: ما الدليل على ما صدر منك، فقال: قوله تعالى: “الرحمن على العرش استوى” فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره فقالوا: ما تقول في قوله تعالى “فأينما تولوا فثم وجه الله” فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق وأنه لا يدري ما يقول وكان قد غره بنفسه ثناء العوام عليه وكذا الجامدون من الفقهاء العارون عن العلوم التي بها يجتمع شمل الأدلة على الوجه المرضي…” اهــ. فسبحان الله وبعحمده والله تعالى أعلم وأحكم.
ابن تيمية خالف الإجماع في العديد من المسائل
ابـــن تيـــميـــــــة ومخالفتــــه للإجمـــاع من بغض ابن تيمية للإمام علي رضي الله عنه قال في منهاجه (ج3 / 9 – 10 ) عن حديث :”من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني ” كذب . والعياذ بالله ، مع ان الحافظ الهيثمي قال :اسناده حسن . في مختصر طبقات الحنابلة للشيخ محمد جميل بن عمر البغدادي المعروف بابن شطي طبع دار الكتاب العربي ص 53 :”ان الشيخ الموفق كان على حافة النهر يتوضأ فلما توضأ اخذ قبقابه ومشى على الماء إلى الجانب الآخر “.وهذا الكتاب للوهابية فيا لها من فضيحة ؟؟ في مختصر طبقات الحنابلة للشيخ محمد جميل بن عمر البغدادي المعروف بابن شطي طبع دار الكتاب العربي ص 16 :أن الإمام الشافعي كان يتبرك بقميص الإمام احمد “.وهذا الكتاب للوهابية فيا لها من فضيحة ؟؟ في مختصر طبقات الحنابلة للشيخ محمد جميل بن عمر البغدادي المعروف بابن شطي طبع دار الكتاب العربي ص63 عن ابن تيمية :”وافتى قضاة مصر الأربعة بحبسه فحبس بقلعة دمشق “.وهذا الكتاب للوهابية فيا لها من فضيحة ؟؟ في مختصر طبقات الحنابلة للشيخ محمد جميل بن عمر البغدادي المعروف بابن شطي طبع دار الكتاب العربي ص 61 :” ان ابن تيمية نظر في الكلام والفلسفة وبرز في ذلك “.
وهذا الكتاب للوهابية فيا لها من فضيحة ؟؟ الوهابية حرموا كلمة “صدق الله العظيم بعد القراءة وذلك في مجلة البحوث الفتوى رقم 3303 ورقم 4310 و رقم 7306 الوهابية كفروا الشيخ حسن البنا رحمه الله واعتبروه من الدعاة إلى الشرك كما في مجلة المجلة العدد 830 كانون الثاني 1996 ابن باز في كتاب فتاوى مهمة ص 32 يقول ما نصه ” قراءة القرءان عند القبور للأموات ضلال “. أثبت الحافظ الثقة تقي الدين السبكي على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم هذا القول بفناء النار ورد عليهما برسالته المشهورة : ” الاعتبار ببقاء الجنة والنار ” والحافظ السبكي من معاصري ابن تيمية ، وقد أشاد الحافظ العسقلاني برسالة السبكي وذلك في فتح الباري كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار. نقل ذلك عنه تلميذه ابن القيم الجوزية في كتابة ( حادي الارواح ) ص 260 أثبت محمد بن اسماعيل الامير الصنعاني في ” رفع الاستار لابطال أدلة القائلين بفناء النار ( ص 111 ) ومحمد بن احمد السفاريني في ” لوامع الانوار البهية ” ج2/235 ، ونعمان بن محمد الالوسي في ” جلاء العينين في محاكمة الاحمدين ” ص 421 ، ومحمد رشيد رضا في مجلته المنار الجزء الاول والثاني – المجلد الثاني والعشرون ، ومحمد ناصر الدين الالباني في تعليقه على كتاب ( رفع الاستار ) ص 28 وغيرهم على ابن تيمية وابن القيم هذا القول الفاسد مع ان هؤلاء الخمسة من المتعصبين جدا لابن تيمية ، والعجيب من الالباني الذي اثبت هذا القول القاسد على ابن تيمية وابن القيم الجوزية ، جعل لهما ثوابا في هذا كما في تعليقه على رفع الاستار ص 32 والعياذ بالله من سخافة العقل ، حتى إن الوهابية تدرس ان عقيدة اهل السنة والجماعة القول بفناء النار وانتهاء عذاب الكفار – والعياذ بالله من الكذب والافتراء – حيث إنهم قرروا تدريس شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز المجسم في معاهدهم كما ذكر ناشر الكتاب في المقدمة ص 9 فقال : وقد تلقى العلماء طبعتنا بالقبول ، كما قرر تدريسها في المعاهد والكليات بالرياض والجامعة الاسلامية بالمدينة ، وذكر هذه العقيدة الفاسدة ابن ابي العز في شرحه على الطحاوية ( ص 427) فهل لكم ايها الوهابية ان تجيبوا على هذا السؤال : لو كانت النار تفنى والكفار يخرجون منها فأين بزعمكم يذهب الكفار ؟ وقد حرم الله الجنة على الكافرين ؟ إذ في الاخرة لا يوجد الا منزلتان إما جنة وإما نار .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح “فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شىء” ونقل إجماع أهل السنة على تنزيه الله عن الحركة والسكون الإمام المقدم أبو منصور البغدادي في الفرق بين الفرق نقل الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه والإمام التقي الحصني الشافعي في دفع شبه من شبه وتمرد وغيرهما ان الإمام أحمد نزه الله عن الحركة . قال المجسم ابن تيمية في كتاب مجموعة تفسير ص 354 و355 وتلبيس الجهمية ج1 /568 :إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد نقل صاحب الخصال من الحنابلة عن أحمد عن من قال عن الله جسم لا كالأجسام كفر ” انظر كتاب تشنيف المسامع ص 346 قال ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 373 ما نصه : ما يروى من ان قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي أو قبور غيره من الصالحين وان سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك فهذا كله حق ثم قال وكذلك ايضا ما يروى ان رجلا جاء إلى قبر النبي فشكا إليه الجدب عام الرمادة فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج فيستسقى بالناس ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي وأعرف من هذه الوقائع كثيرا قال الإمام النسفي المتوفى سنة 537 هـ في عقيدته السنية التى تدرس في الأزهر : وكرامات الأولياء حق ، فيظهر الكرامة على طريق نقض العادة للولي من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة ، وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والمشي على الماء والطيران في الهواء وكلام الجماد والعجماء وغير ذلك من الأشياء في كشاف القناع على المذهب الحنبلي ما نصه : وقال السامري وصاحب التلخيص لا بأس بالتوسل للاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين وقال في المذهب : يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح وقيل يستحب ، وفي الإنصاف للشيخ علاء الدين المرداوي الحنبلي وهو من مشاهير علماء الحنابلة ما نصه : ومنها يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب وفي ذلك يقول شيخ الاسلام الحافظ البيهقي رحمه الله : وفي الجملة يجب ان يعلم ان استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ، ولا استقرار في مكان ، ولا مماسة لشيء من خلقه ، لكنه مستو على عرشه كما اخبر بلا كيف بلا اين ، قال ذلك الامام ابو سليمان الخطابي ، رواه عنه الحافظ البيهقي في كتاب الاسماء والصفات إن الذي علينا وعلى كل مسلم ان يعلمه : أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة لان الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية وابن الاعرابي لا يقول مثلكم استقر فابن الاعرابي من الذين يؤلون الاحاديث المتشابهة كما فسر الحديث ( حتى يضع رب العزة فيها قدمه ) القدم المتقدم وككل قادم عليها يسمى قدما والقدم جمع قادم أ.هـ كما في كتاب دفع شبه من شبه وتمرد صفحة 12 وقال صاحب القاموس في بصائر ذوي التمييز وابو القاسم الاصبهاني اللغوي المشهور في مفردات القرءان الاستواء اذا عدي بعلى كان معناه الاستيلاء بعض علماء اهل السنة والجماعة من السلف والخلف الذين اولوا الاستواء بالاستيلاء والقهر .الامام ابو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك المتوفى سنة 237 هـ في كتاب غريب القرءان وتفسيره الامام المجتهد المفسر اوبو جعفر محمد بن جرير الطبري المولود سنة 224 هـ المتوفى سنة 310هـ في كتاب جامع القرءان عن تأويل آي القرءان اللغوي ابراهيم بن سهل الزجاج المولود سنة 241 هـ والمتوفى سنة 311 هـ في معاني القرءان وإعرابه الامام ابو منصور محمد بن محمد الماتريدي الحنفي المتوفى سنة 333هـ في كتاب تأويلات أهل السنة اللغوي ابو القاسم عبد الرحمن الزجاج ي المتوفى سنة 340هـ في كتاب اشتقاق اسمءا الله اللغوي ابو منصور محمد بن احمد الازهري المولود سنة 282هـ المتوفى سنة 370هـ في تهذيب اللغة . اللغوي اسماعيل بن حماد الجوهري المتوفى سنة 393هـ وماذا يقول هؤلاء فيما رواه البخاري في الادب المفرد بإسناد صحيح لا علة فيه قال البخاري باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله : حدثنا ابو نعيم محدثنا سفيان عن ابي اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس اليك فقال : يا محمد .
واما ابو نعيم فهو الفضل بن دكين وهو امام ثقة مجمع على ثقته وسفيان هو سفيان الثوري امام من ائمة الاسلام بلا شك وابو اسحاق وهو السبيعي ثقة وثقة احمد ويحيى والنسائي وابو حاتم والعجلي ، وعبد الرحمن بن سعد وثقه النسائي وابن حبان وغيرهما . هل يكفرونه لهذا النداء ام ماذا يفعلون ؟ وماذا يقولون في ايراد البخاري لهذا هل يحكمون عليه أنه وضع في كتابه الشرك ليعمل به ؟ هذا وقد استحسن العلماء هذا الكلام عندما يصيب الرجل الخدر فذكروه في كتبهم كالامام النووي في الاذكار والحافظ ابن السني في عمل اليوم والليلة والحافظ ابن الجزري في الحصن الحصين بل وقبلهم الامام البخاري والحافظ المزي في تهذيب الكمال الذي تمدح بروايته عاليا من طريق عبد الرحمن بن سعد بل وغيرهم كثير وأما اعتراض الوهابية على سند هذا الاثر لكون ابي اسحاق السبيعي احد رواته فهو في غير محله بدليل أن الامام العلم سفيان الثوري روى عند ذلك . وعلى فرض ضعفه يكفي استحسان العلماء له لجواز العمل به ، بل واستحسن ابن تيمية الحراني المتناقض ذلك ورغب به بإيراده لاثر ابن عمر حيث سمى كتابه ( الكلم الطيب ) ولم يعقّب عليه بل اورده كما اورد سائر الاذكار ، انظر الكتاب ص 120 طبع ما يسمى بالمكتب الاسلامي وبتحقيق محمد ناصر الدين الالباني الوهابي ونسخة اخرى لهذا الكتاب باعتناء ما يسمى رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية التي يرأسها ابن باز الوهابي وفيها اثر ابن عمر وانه قال : يا محمد ( ص 88 ) فهذا كله حجة على نفاة التوسل قساة القلوب الذين يحكمون بأن نداء الغائب او الميت ب ( يا محمد ) هو كفر فيقال لهم : أنتم تكفرون من استحسن نداء الغائب او الميت بلفظ ( يا محمد ) وزعيمكم الحراني استحسن ذلك ورغب فيه ومع ذلك انتم تسمونه شيخ الاسلام ، فهذا تذبذب في العقيدة ، فأنتم الخصم لابن تيمية في هذا وقد كفرتموه معنى وإن لم تشعروا ، أما نحن نقول إيراد ابن تيمية لهذا الاثر وافق عليه من كان قبله من اهل العلم .. ذلك انتم تسمونه شيخ الاسلام ، فهذا تذبذب في العقيدة ، فأنتم الخصم لابن تيمية في هذا وقد كفرتموه معنى وإن لم تشعروا ، أما نحن نقول إيراد ابن تيمية لهذا الاثر وافق عليه من كان قبله من اهل العلم .. ولو كان سفيان يعتقد في السبيعي أنه مختلط أثناء تلقيه الأثر منه ما كان أخذ منه هذا هذا طعن في سفيان قال الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب ج 4 ص 357 : إن سفيان الثوري ممن روى عن أبي اسحاق السبيعي وانه اثبت الناس فيه . قولك يا وهابي عن اثر ابن عمر باطل وضعيف هذا فيه ان ابن تيمية زعيمكم الذي رواه في كتابه الكلم الطيب يروي الاباطيل فكيف تسمونه شيخ الاسلام قولك يا وهابي عن اثر ابن عمر باطل وضعيف هذا فيه ان ابن تيمية زعيمكم الذي رواه في كتابه الكلم الطيب يروي الاباطيل فكيف تسمونه شيخ الاسلام وابن عمر ما قال يا محمد الا ليخلص من الخدر الذي فيه روى البزار والدار قطني باسنادهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي . رواه ابن خزيمة وصححه جماعة كالحافظ عبد الحق والحافظ شيخ الاسلام تقي الدين السبكي وذكر السيوطي في مناهل الصفاء ان هذا الحديث قال الذهبي فيه انه يتقوى بتعدد الطرق روى الطبراني باسناد صححه الحافظ ابن السكن وعبد الحق الاشبيلي والحافظ السبكي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من جاءني زائرا لا تعمله حاجة الا زيارتي كنت له شفيعا يوم القيامة . في كتاب ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) تأليف احمد بن تيمية طبع مطبعة المنار المصرية سنة 1327 صفحة رقم 109 يقول : وقد ذكر بعض هذه الحكايات من جمع في الا دعية وروي في ذلك أثرا عن بعض السلف مثل ما رواه بن أبي الدنيا في كتاب ( مجاني الدعاء ) قال حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول : جاء رجل الى عبد الملك ابن سعيد بن ابجر فجس بطنه فقال بك داء لا يبرأ . قال ما هو قال الدبيله ، قال فتحول الرجل فقال : الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تسليما يا محمد إني أتوجه بك الى ربك وربي يرحمني مما بي . قال فجس بطنه فقال قد برئت ما بك علة قلتُ فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ونقل عن أحمد بن حنبل في ( منسك المروذي ) التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء . كما ذكر ذلك ابن تيمية بحرفه في نفس الكتاب ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) طبعة منشورات دار الافاق الجديدة – بيروت في صفحة رقم 94 . والله من وراء القصد.
الوهابية خالفوا الأمة والمذاهب الأربعة
حقيقة الفرقة الوهابية وشذوذها عن أهل السنة والجماعة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حتى متى ترعون عن ذكر الظالم اذكرونه بما فيه حتى يحذره الناس” -الوهابية يحرمون قول يا محمد يا رسول الله. وقد فعل ذلك عبد الله بن عمر قال يا محمد كما في البخاري. -الوهابية يحرمون التوسل برسول الله ويقولون المتوسل بغير الله مشرك. والرسول علم الأعمى دعاءً في توسل برسول الله كما في المعجم الكبير والصغير للطبراني. -الوهابية يحرمون التبرك بآثار النبي ويعتبرونه شرك. النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه التبرك بآثاره -بشعره وأظفاره وثيابه…- كما فعل صلى الله عليه وسلم في حجة الجعرانة حيث حلق شعره وقسمه بين الصحابة للتبرك كما في البخاري. وكذلك لما قلم أظفاره ووزع قلامة أظفاره على الصحابة كما في مسند الإمام أحمد. -الوهابية يحرمون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبري وجبت له شفاعتي” رواه الدارقطني. -الوهابية يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف علماً بأن المسلمين علمائهم وعوامهم منذ استحدث هذا العمل في أوائل الستمائة للهجرة يقيمون الاحتفالات في المدن الكبيرة والصغيرة في كل العالم الإسلامي ولم يحرم ذلك عالم واحد معتبر. واستحسن العلماء عمل المولد منهم أحمد بن حجر العسقلاني وتلميذه الحافظ السخاوي كذلك الحافظ السيوطي وله كتاب اسمه حسن المقصد في عمل المولد وكذلك ابن دحية ألف كتاباً للملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين ابن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون وهو أول من استحدث عمل المولد ووافقه على ذلك كل علماء أهل السنة بما فيهم من محدثين وفقهاء وصوفية صادقين, وكان له ءاثار حسنة كما قال ابن كثير. -الوهابية يحرمون الصلاة على النبي بعد الآذان جهراً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذكرني فليصلِ علي” أخرجه الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع في الصلاة على النبي الشفيع وقال لا بأس بإسناده. وقال عليه الصلاة والسلام: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي” أخرجه مسلم في الصحيح. وأما شطحاتهم وشذوذهم في العقيدة فكثيرة نذكر بعضا منها: -الوهابية ينسبون إلى الله الشكل والصورة وهذا من الكفر البغيض، وينسبون إلى الله الوجه الجارحة وهذا تشبيه وكفر والعياذ بالله، وينسبون الفم واللسان إلى الله، وينسبون التغير والحدوث إلى الله والى صفاته والحركة والسكون والارتفاع والنزول الحسي والكلام المخلوق والسكوت… والعياذ بالله من هذا الكفر، وينسبون إلى الله اليد والساعد والكف والأصابع واليمين والشمال وعلى زعمهم هي جوارح حقيقية لله والعياذ بالله تعالى، وينسبون إلى الله الرِجل والعين على معنى الجارحة. ينسبون المكان والجهة والحد والتحيز إلى الله والعياذ بالله. الوهابية ينسبون الوصف القبيح والنعت الشنيع إلى ربهم تبارك وتعالى. – يكفي في الرد عليهم من كتاب الله: -قول الله تعالى: (ليس كمثله شىء) وقوله تعالى: (هل تعلم له سمياً). ومن الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: “كان الله ولم يكن شىء غيره” رواه البخاري وابن الجارود والبيهقي من حديث عمران ابن حصين. وقال عليه الصلاة والسلام: “ليس كهو شيء” رواه البيهقي. والأدلة من أقوال أئمة الهدى على فساد عقيدتهم: -قال الإمام السجاد زين العابدين في الصحيفة السجادية : “سبحانك أنت الله لا يحويك مكان” وقال عن الله : “لا يمس ولا يُحس ولا يجس” . رواه مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين -قال الإمام علي رضي الله عنه: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان -قال الإمام علي رضي الله عنه :”إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته “رواه الإمام أبو منصور البغدادي -قال الإمام ذو النون المصري: مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك -قال الإمام أبو الحسن الأشعري: من زعم أن الله جسم فهو غير عارف بربه وإنه كافر به -نقل صاحب الخصال من الحنابلة عن أحمد عن من قال عن الله جسم لا كالأجسام كفر. -يقول شيخ الإسلام الحافظ البيهقي رحمه الله : وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما اخبر بلا كيف بلا أين. -ذكر الإمام المتكلم ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي (ق/287)نقلا عن الشيخ الإمام أقضي القضاة نجم الدين في كتابه المسمى “كفاية النبيه في شرح التنبيه ” أن القاضي حسين حكى عن نص الشافعي رضي الله عنه تكفير من يعتقد أن الله جالس على العرش .ا.هـ -قال الإمام الطحاوي في كتابه المشهور العقيدة الطحاوية: تعالى _يعني الله_ عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات- قال الإمام الطحاوي في العقيدة. معنى هذا أن الله موجود بلا مكان. نسأل الله السلامة وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والله تعالى أعلم.
الألباني ومخالفته لأهل السنة والجماعة
الرد على الألباني على: نفيه عن الجهات إخبار عن عدمه وأما إنكار الألباني على من يقول لا يقال إنه خارج العالم ولا داخله زاعما بأن اعتقاد صحة هذه العبارة يلزم منه إنكار وجود الله تعالى، وذلك قياسا منه على الأجسام وقد صرح الألباني بهذه العبارة التي سيطر بها على قلوب جلف وعقول غلف مثله في إحدى مدن المانيا مُتَّبِعا في ذلك سلفه ابن تيمية فهو يقول أي ابن تيمية في الرسالة التدمرية ما نصه: فيقال لمن نفى الجهة أتريد بالجهة أنها شئ موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات، أم تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب أن الله فوق العالم مباين للمخلوقات.اهـ اعلم وفقني الله وإياك إلى سبيل الرشاد أنه لا شك أن المعتَقَدَ هو أن الله تعالى سبحانه ليس في جهة من الجهات فهو سبحانه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه كما صرح بذلك كبار أهل العلم وأوضحوا تقريره في الكتب الكلامية بما لا مزيد عنه. وهاكم نصوص أهل العلم بذلك فقد قال الحافظ الزبيدي: فإن قيل نفيه عن الجهات الست إخبار عن عدمه إذ لا عدم أشد تحقيقا من نفي المذكور عن الجهات الست. قلت: النفي عن الجهات الست لا يكون ذلك إخبارا عن عدم ما لو كان لكان في جهة من النافي لا نفي ما يستحيل عليه أن يكون في جهة منه، ألا ترى أن من نفى نفسه عن الجهات الست لا يكون ذلك إخبارا عن عدمه لأن نفسه ليست بجهة منه.اهـ وقال الإمام بدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ما نصه: فإن قيل نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة: قلنا: الموجود قسمان موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال وموجود يتصرف فيه ذلك ويقبله فالأول ممنوع لاستحالته والرب لا يتصرف فيه ذلك إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه فوجب تصديقه عقلا وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي لـه فكذلك دل على نفي الجهة والحيز مع بعد فهم الحس له.اهـ وقال الإمام القشيري فيما نقله الزبيدي في الاتحاف: وقصارى الجهلة قولهم: كيف يعقل موجود لا في محل، والذي يدحض شبههم أن يقال لهم: قبل أن يخلق العالم أو المكان هل كان موجودا أم لا؟ فمن ضرورة العقل أن يقولوا بلى. فيلزمه لو صح قوله: لا يعلم موجود إلا في مكان أحد أمرين: إما أن يقول المكان والعرش والعالم قديم، وإما أن يقول الرب محدث. وهذا مآل الجهلة الحشوية ليس القديم بالمحدث والمحدث بالقديم.اهـ وقد سئل العلامة أبو عبد الله محمد بن جلاّل هل يقال المولى تبارك وتعالى لا داخل العالم ولا خارج العالم؟؟ فأجاب بأنا نقول ذلك ونجزم به ونعتقد أنه لا داخل العالم ولا خارج العالم والعجز عن الادراك إدراك لقيام الدلائل الواضحة على ذلك عقلا ونقلا أما النقل فالكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى: {ليس كمثله شىء} فلو كان في العالم أو خارجا عنه لكان مماثلا وبيان المماثلة واضح، أما في الأول فلأنه إنه كان فيه صار من جنسه فيجب لـه ما وجب لـه. وأما الثاني فلأنه إن كان خاجا لزم إما اتصاله وإما إنفصاله إما بمسافة متناهية أو غير متناهية وذلك كله يؤدي لافتقاره إلى مخصص.
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شىء معه وهو الآن على ما عليه كان وأما الإجماع فأجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف. وأما العقل فقد اتضح لك اتضاحا كليا مما مر في بيان الملازمة في قوله تعالى:{ليس كمثله شىء} والاعتراض بأنه رفع للنقيضين ساقط إنما يعتبر حيث يتصف المحل بأحد النقيضين ويتواردان عليه وأما حيث لا يصح تواردهما على المحل ولا يمكن الاتصاف بأحدهما فلا تناقض كما يقال مثلا: الحائط لا أعمى ولا بصير فلا تناقض لصدق النقيضين فيه لعدم قبوله لهما على البداية وكما يقال في الباري أيضا لا فوق ولا تحت وقس على ذلك. اهـ وقال الإمام الغزالي في الإحياء: إن الله مقدس عن المكان ومنـزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل به ولا هو منفصل عنه، قد حيَّر عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته.اهـ وقال الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله في كتابه القواعد: إن من جملة العقائد التي لا تستطيع العامة فهمها هو أنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا منفصل عن العالم ولا متصل به.اهـ وقال الإمام أبو المظفر الإسفرايني في التبصير: وأن تعلم أن الحركة والسكون ثم قال والاتصال والانفصال كلها لا تجوز عليه لأن جميعها يوجب الحد والنهاية.اهـ وقال الإمام المتولي ووافقه النووي في الروضة: من اعتقد قدم العالَم أو حدوث الصانع أو أثبت لـه الاتصال أو الانفصال كان كافرا.اهـ وقال الشيخ أبي المحاسن محمد القاوقجي الطرابلسي الحنفي: فإذا قال لك أين الله؟ فقل مع كل أحد بعلمه لا بذاته، وفوق كل أحد بقدرته، وظاهر بكل شىء بآثار صفاته، وباطن بحقيقة ذاته أي لا يمكن تصويره في النفس منـزَّه عن الجهة والجسمية، فلا يقال له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا فوقَ العرش ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه، ولا يقال: لا يعلم مكانه إلا هو.اهـ وقال الإمام العلامة البياضي في إشارات المرام ممزوجا بالشرح ما نصه:ـ الخامس: ما أشار إليه وقال في الفقه الأبسط: [كان الله تعالى ولا مكان كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين] أي مكان [ولا خلْقٌ ولا شئ، وهو خالقُ كل شئ] مُوجِد له بعد العدم فلا يكون شئ من المكان والجهة قديما وفيه إشارات:ـ الأولى: الاستدلال بأنه تعالى لو كان في مكان وجهة لزم قدمهما، وأن يكون تعالى جسما، لأن المكان هو الفراغ الذي يشغله الجسم، والجهة اسم لمنتهى مأخذ الإشارة ومقصد المتحرك فلا يكونان إلا للجسم والجسماني، وكل ذلك مستحيل كما مر بيانه، وإليه أشار بقوله: [كان ولم يكن أين ولا خَلْقٌ ولا شئ وهو خالق كل شىء] وبطل ما زعمه ابن تيمية منهم من قدم العرش كما في شرح العضدية. الثاني: الجواب بأن لا يكون البارئ تعالى داخل العالم لامتناع أن يكون الخالق داخلا في الأشياء المخلوقة، ولا خارجا عنه بأن يكون في جهة منه لوجوده تعالى قبل خلق المخلوقات وتحقق الأمكنة والجهات، وإليه أشار بقوله: {هو خالق كل شئ} [سورة الأنعام] وهو خروج عن الموهوم دون المعقول.اهـ وقال شيخنا المحقق الحافظ عبد الله الهرري في شرحه على الطحاوية ما نصه: وقال الإمام أبو منصور المحدث الفقيه الشافعي البغدادي في تفسير الأسماء والصفات: وأجمع أصحابنا على إحالة القول بأنه في مكان أو في كل مكان، ولم يجيزوا عليه مماسة ولا ملاقاة بوجه من الوجوه، ولكن اختلفت عباراتهم في ذلك فقال أبو الحسن الأشعري: إن الله عز وجل لا يجوز أن يقال إنه في مكان، ولا يقال إنه مباين للعالم، ولا إنه في جوف العالم لأن قولنا إنه في العالم يقتضي أن يكون محدودا متناهيا، وقولنا إنه مباين لـه وخارج عنه يقتضي أن يكون بينه وبين العالم مسافة والمسافة مكان، وقد أطلقنا القول بأنه غير مماس لمكان.اهـ. قال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه: فإن قيل نفي الجهات يحيل وجوده قلنا إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقت فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال فإن قيل أنتم تلزموننا أن نقر بما لا يدخل تحت الفهم قلنا إن أردت بالفهم التخيل والتصور فإن الخالق لا يدخل تحت ذلك إذ ليس بمحس ولا يدخل تحته إلا جسم لـه لون وقدر فإن الخيال قد أنس بالمبصرات فهو لا يتوهم شىء إلا على وفق ما رآه لأن الوهم من نتائج الحس وإن أردت أنه لا يُعلَمُ بالعقل فقد دللنا أنه ثابت بالعقل لأن العقل مضطر إلى التصديق بموجب الدليل، واعلم أنك لما لم تجد إلا جسما أو عَرَضاً وعلمت تنزيه الخالق عن ذلك بدليل العقل الذي صرفك عن ذلك فينبغي أن يصرفك عن كونه متحيزا أو متحركا أو منتقلا. فكما صح عقلا وجوده قبل المكان بلا مكان صح وجوده بعد المكان بلا مكان. فبطل تمويههم على ضعفاء العقول إذا لم تقل أنه في مكان فقد نفيت ربك.اهـ وقال ابن الجوزي أيضا في دفع شبهة أبي حامد المجسم حيث قال أبو حامد: وقد ثبت أن الأماكن ليست في ذاته ولا ذاته فيها فثبت انفصاله عنها ولا بد من بدء يحصل به الفصل، فلما قال استوى علمنا اختصاصه بتلك الجهة، قال: ولا بد أن يكون لذاته نهاية وغاية يعلمها. قلت هذا رجل لا يدري ما يقول لأنه إذا قَدّر غايةً وفصل بين الخالق والمخلوق فقد حدده وأقر بأنه جسم وهو يقول في كتابه إنه ليس بجوهر لأن الجوهر ما له تحيز، ثم يُثبت له مكانا يتحيز فيه. قلت وهذا كلام جهل من قائله وتشبيه محض فما عرف هذا الشيخ ما يجب للخالق تعالى وما يستحيل عليه، فإن وجوده تعالى ليس كوجود الجواهر والأجسام التي لا بد لها من حيِّز والتحت والفوق إنما يكون فيما يقابل ويحاذى، ومن ضرورة المحاذى أن يكون أكبر من المحاذي أو أصغر أو مثله وأن هذا ومثله إنما يكون في الأجسام وكل ما يحاذي الأجسام يجوز أن يمسها وما جاز عليه مماسة الأجسام ومباينتها فهو حادث إذ قد ثبت أن الدليل على حدوث الجواهر قبولها المماسة والمباينة فإن أجازوا هذا عليه قالوا بجواز حَدَثِهِ وإن منعوا جواز هذا عليه لم يبق لنا طريق لإثبات حدث الجواهر ومتى قدرنا مستغنيا عن المحل والحيز ومحتاجا إلى الحيز ثم قلنا إما أن يكونا متجاورين أو متباينين كان ذلك محالا فإن التجاور والتباين من لوازم التحيز في المتحيزات قد ثبت أن الاجتماع والافتراق من لوازم الحيز والحق سبحانه وتعالى لا يوصف بالتحيز لأنه لو كان متحيزا لم يخل إما أن يكون ساكنا في حيزه أو متحركا عنه ولا يجوز أن يوصف بحركة ولا سكون ولا اجتماع ولا افتراق ومن جاور أو باين فقد تناهى ذاتا والتناهي اذا اختص بمقدار استدعى مخصصا، وكذا ينبغي أن يقال ليس بداخل في العالم وليس بخارج منه لأن الدخول والخروج من لوازم المتحيزات فهما كالحركة والسكون وسائر الأعراض التي تُحَسُّ بالأجرام. وأما قولهم خلق الأماكن لا في ذاته فثبت انفصاله عنها، قلنا: ذاته المقدس لا يقبل أن يُخْلَقَ فيه شئ ولا أن يحل فيه شئ، وقد حملهم الحس على التشبيه والتخليط حتى قال بعضهم إنما ذكر الاستواء على العرش لأنه أقرب الموجودات إليه، وهذا جهل أيضا لأن قرب المسافة لا يتصور إلا في جسم، ويّعِزُّ علينا كيف ينسب هذا القائل إلى مذهبنا.اهـ وفي كتاب مناهل العرفان في علوم القرءان للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ما نصه: يقولون إن القولَ بأن الله لا جهة له، وأنه ليس فوقا ولا تحتا ولا شمالا إلى غير ذلك، يستلزم أن الله غير موجود، أو هو قول بأن الله غير موجود، فإن التجرد من الاتصاف بهذه المتقابلات جملة أمر لا يوسم به إلا المعدوم ومن لم يتشرف بشرف الوجود.
وندفع هذه الشبهة بأمور:ـ أولها: أن هذا قياس للغائب ـ ومراده بذلك الغير محدود ـ على الشاهد ـ وهو المحدود ـ وقياس الغائب على الشاهد فاسد، ذلك أن الله تعالى لا يشبه خلقه حتى يكون حكمه كحكمهم في وجوب أن يكون له جهة من الجهات الست ما دام موجودا وكيف يقاس المجرد عن المادة بما هو مادي؟ ثم كيف يستوي الخالق وخلقه في جريان أحكام الخلق على خالقه؟ إن المادي هو الذي يجب أن يتصف بشىء من هذه المتقابلات، وأن تكون له جهة من تلك الجهات. أما غير المادي فترتفع عنه هذه الصفات كلها، ولا يمكن أن تكون له أية جهة من هذه الجهات جميعها. ونظير ذلك أن الإنسان لا بد أن يكون له أحد الوصفين، فإما جاهل وإما عالم. أما الحجر فلا يتصف بواحدة منها البتة، فلا يقال إنه جاهل ولا إنه عالم، بل العلم والجهل مرتفعان عنه، بل هما ممتنعان عليه لامحالة، لأن طبيعته تأبى قابليته لكليهما. وهكذا تنتفى المتقابلات كلها بإنتفاء قابلية المحل لها، أيّاً كانت هذه المتقابلات، وأيّاً كان هذا المحل الذي ليس قابلا لها. فيمتنع مثلا أن توصف الدار بأنها سميعة أو صماء، وأن توصف الأرض بأنها متكلمة أو خرساء، وأن توصف السماء بأنها متزوجة أو أيِّمٌ، وهلم جرا. ثانيا: نقول لهؤلاء: أين كان الله قبل أن يخلق العرش والفرش والسماء والأرض؟ وقبل أن يخلق الزمان والمكان وقبل أن تكون هناك جهات ست؟ فإن قالوا: لم يكن له جهة ولا مكان، نقول: قد اعترفتم بما نقول نحن به، وهو الآن على ما عليه كان، ولا جهة له ولا مكان. وإن زعموا أن العالم قديم بقدم الله، فقد تداووا من داء بداء، واستجاروا من الرمضاء بالنار، ووجب أن ننتقل بهم إلى إثبات حدوث العالم، والله هو ولي الهداية والتوفيق. ثالثا: نقول لهؤلاء: إذا كنتم تأخذون بظواهر النصوص على حقيقتها، فماذا تفعلون بمثل قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} مع قوله: {وهو الله في السموات وفي الأرض}؟ أتقولون إنه في السماء حقيقة، أم في الأرض حقيقة، أم فيهما حقيقة؟ وإذا كان في الأرض وحدها حقيقة فكيف تكون له جهة فوق؟ وإذا كان فيهما معا حقيقة فلماذا يقال له جهة فوق ولا يقال له جهة تحت؟ ولماذا يُشار إليه فوق ولا يشار إليه تحت؟ ثم الا يعلمون أن الجهات أمور نسبية فما هو فوق بالنسبة إلينا يكون تحتا بالنسبة إلى غيرنا؟ فأين يذهبون؟ رابعا: نقول لهؤلاء :ماذا تقولون في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} بإفراد اليد مع قوله: {لما خلقت بيدي} بتثنيتها ومع قوله:{والسماء بنيناها بأييد} بجمعها. فإذاكنتم تعلمون النصوص على ظواهرها حقيقة فأخبرونا أله يد واحدة بناء على الآية الأولى؟ أم له يدان اثنان بناء على الآية الثانية؟ أم له أيد أكثر من اثنتين بناء على الآية الثالثة؟ اهـ. وقال العلامة محمد بن أحمد المشهور بميّارة المالكي في كتابه الدر الثمين [ص29 ] ما نصه: مسألة: سئل الإمام العالم أبو عبد الله سيدي محمد بن جلال هل يقال المولى تبارك وتعالى لا داخلَ العالم ولا خارجَ العالم فأجاب السائلَ: هكذا نسمعه من بعض شيوخنا واعترضه بعضهم بأن هذا رفع للنقيضين وقال بعض فقهائنا في هذه المسألة هو الكل أي الذي قام به كل شىء وزعم أنه للإمام الغزالي وأجاب بعضهم ان هذا السؤال معضِل ولا يجوز السؤال عنه وزعم أن ابن مِقْلاش هكذا أجاب عنه في شرحه على الرسالة فأجاب بأنّ نقول ذلك ونجزُم به ونعتقد انه لا داخل العالم ولا خارج العالم والعجز عن الإدراك إدْراك لقيام الدلائل الواضحة على ذلك عقلاً ونقلاً أما النقل فالكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى: {ليس كمثله شىء وهو السميع البصير} فلو كان في العالم أو خارجًا عنه لكان مُماثلاً وبيان الملازمة واضح أما في الأول فلأنه إن كان فيه صار من جنسه فيجب لـه ما وجب لـه. وأما الثاني فلأنه إن كان خارجًا لزم إما اتصاله وإما انفصاله وانفصاله إما بمسافة متناهية أو غير متناهية وذلك كله يؤدي لافتقاره إلى مخصص.
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولا شىء معه وهو الآن على ما كان عليه وأما الإجماع فأجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة لـه فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف. وأما العقل فقد اتضح لك اتضاحًا كليًا مما مر في بيان الملازمة في قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} والإعتراض بأنه رفع للنقيضين ساقط لأن التناقض إنما يعتبر حيث يتصف المحل بأحد النقيضين ويتواردان عليه وأما حيث لا يصح تواردهما على المحل ولا يمكن الإتصاف بأحدهما فلا تناقض كما يقال مثلاً الحائط لا أعمى ولا بصير فلا تناقض لصدق النقيضين فيه لعدم قبوله لهما على البدلية وكما يقال في البارىء أيضًا لا فوق ولا تحت وقس على ذلك. وقول من قال إنه الكل زاعمًا أنه للغزالي فقضية تنحو منحى الفلسفة أخذ بها بعض المتصوفة وذلك بعيد من اللفظ وما أجاب به بعضهم انه معضل لا يجوز السؤال عنه ليس كما زعم لوضوح الدليل على ذلك وإن صح ذلك عن ابن مقلاش فلا يلتفت إليه في هذا لعدم اتقانه طريق المتكلمين إذ كثير من الفقهاء ليس لـه خبرة به فضلاً عن اتقانه.اهـ وفي متن الخريدة البهية في العقائد التوحيدية لأبي البركات الدرديري، منـزه عن الحلول والجهة والاتصال والانفصال والسفه. وقال الشيخ أبو بكر محمد الكلاباذي في كتابه التعرف لمذهب أهل التصوف:لم يزل سابقا متقدما للمحدثات موجودا قبل كل شئ لا قديم غيره ولا إله سواه ليس بجسم ولا شبح ولا صورة ولا شخص ولا جوهر ولا عرض لا اجتماع له ولا افتراق لا يتحرك ولا يسكن ولا ينقص ولا يزداد ليس بذي أبعاض ولا أجزاء ولا جوارح ولا أعضاء ولا بذي جهات ولا أماكن لا تجري عليه الأفات ولا تأخذه السنات ولا تداوله الأوقات ولا تعينه الإشارات لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان لا تجوز عليه المماسة ولا العزلة ولا الحلول في الأماكن.اهـ وفي كتاب التبصير في الدين للإمام أبي المظفر الإسفرايني ما نصه: وأن تعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكَون في مكان والاجتماع والافتراق والقرب والبعد من طريق المسافة والاتصال والانفصال والحجم والجرم والجثة والصورة والحيز والمقدار والنواحي والاقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية، وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شئ من الحد والنهاية والمكان والجهة والسكون والحركة فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى.اهـ قال الرازي في أساس التقديس: البرهان الثالث في بيان أنه يمتنع أن يكون تعالى مختصا بالجهة والحيز: هو أنه لو كان مختصاً بحيز وجهة لكان لا يخلو إما أن يقال إنه غير متناه من جميع الجوانب أو يقال إنه غير متناه من بعض الجوانب، ومتناه من سائر الجوانب أو يقال إنه متناه من كل الجوانب، والأقسام الثلاثة باطلة فالقول بكونه مختصاً بجهة وحيز باطل، أما قولنا إنه يمتنع أن يكون غير متناه من جميع الجوانب فيدل عليه وجوه:ـ الأول: أن وجود بُعدٍ لا نهاية لـه محال، والدليل عليه إن فرض بُعد غير متناه يفضي إلى المحال، فوجب أن يكون محالا، وإنما قلنا أنه يفضي إلى المحال لأنا إذا فرضنا بُعداً غير متناه وفرضنا بُعدا ءاخر متناهياً موازياً له ثم زال الخط المتناهي الموازي من الموازاة إلى المسامتة، فنقول هذا يقتضي أن يحصل في الخط الأول الذي هو غير متناه نقطة هي أول نقطة المسامتة، وذلك الخط المتناهي ما كان مسامتا للخط الغير المتناهي ثم صار مسامتا لـه فكانت هذه المسامتة في أول أوان حدوثها لا بد وأن تكون مع نقطة معينة فتكون تلك النقطة هي أول نقط المسامتة لكن كون ذلك الخط غير متناه يمنع من ذلك لأن المسامتة مع النقطة الفوقانية يحصل قبل المسامتة مع النقطة التحتانية فإذا كان الخط غير متناه فلا نقطة فيها إلا وفوقها نقطة أخرى وذلك يمنع من حصول المسامتة في المرة الأولى مع نقطة معينة فثبت أن هذا يقتضي أن يحصل في خط الغير المتناهي نقطة هي أول نقط المسامتة وأن لا يحصل وهذا المحال إنما لزم من فرضنا أن ذلك الخط غير متناه فوجب أن يكون ذلك محالا فثبت أن القول بوجود بُعد غير متناه محال. الوجه الثاني: هو أنه إذا كان القول بوجود بُعد غير متناه ليس محالاً فعند هذا لا يمكن إقامة الدليل على أن العالم متناه بكليته وذلك باطل بالاجماع. الوجه الثالث: أنه تعالى لو كان غير متناه من جميع الجوانب وجب أن لا يخلو شىء من الجهات والأحياز عن ذاته فحينئذ يلزم أن يكون العالم مخالطا لأجزاء ذاته وأن تكون القاذورات والنجاسات كذلك، وهذا لا يقوله عاقل. أما القسم الثاني: وهو أن يقال إنه غير متناه من بعض الجوانب ومتناه من سائر الجوانب فهو أيضا باطل لوجهين:ـ الأول: أن البرهان الذي ذكرناه على امتناع بُعد غير متناه قائم سواء قيل إنه غير متناه من كل الجوانب أو من بعض الجوانب. الثاني: أن الجانب الذي فُرض أنه غير متناه والجانب الذي فُرض أنه متناه إما أن يكونا متساويين في الحقيقة والماهية وإما أن لا يكونا كذلك. أما القسم الأول: فإنه يقتضي أن يصح على كل واحد من هذين الجانبين ما صح على الجانب الآخر وذلك يقتضي أن ينقلب الجانب المتناهي غير متناه والجانب الغير المتناهي متناهيا وذلك يقتضي جواز الفصل والوصل والزيادة والنقصان في ذات الله تعالى وهو محال. وأما القسم الثاني: وهو القول بأن أحد الجانبين مخالف للجانب الثاني في الحقيقة والماهية فنقول: إن هذا محال من وجوه:ـ الأول: أن هذا يقتضي كون ذاته مركبا وهو باطل لما بينا. الثاني: إنا بيَّنا أنه لا معنى للمتحيز إلا الشىء الممتد في الجهات المختص بالأحياز وبينا أن المقدار يمتنع أن يكون صفة بل يجب أن يكون ذاتا وبينا أنه متى كان الأمر كذلك كان جميع المتحيزات متساوية وإذا كان كذلك امتنع القول بأن أحد جانبي ذلك الشىء مخالف للجانب الآخر في الحقيقة والماهية. وأما القسم الثالث: وهو أن يقال إنه متناه من كل الجوانب فهذا أيضا باطل من وجهين:ـ الأول: أن كل ما كان متناهيا من جميع الجوانب كانت حقيقته قابلة للزيادة والنقصان وكل ما كان كذلك كان محدثا على ما بيناه. الثاني: أنه لما كان متناهيا من جميع الجوانب فحينئذ يُفرض فوقه أحياز خالية وجهات فارغة فلا يكون الله تعالى فوق جميع الأشياء بل تكون تلك الأحياز أشد فوقية من الله تعالى، وأيضا فهو تعالى قادر على خلق الجسم في الحيز الفارغ فلو فُرض حيّز خال لكان قادرا على أن يخلق فيه جسما وعلى هذا التقدير يكون ذلك الجسم فوق الله تعالى وذلك عند الخصم محال.
فثبت أنه تعالى لو كان في جهة لم يخل الأمر عن أحد هذه الأقسام الثلاثة وثبت أن كل واحد منها باطل محال فكان القول بأن الله تعالى في الحيّز والجهة محال فإن قيل ألستم تقولون إنه تعالى غير متناه في ذاته فيلزمكم جميع ما ألزمتموه علينا. قلنا الشىء الذي يقال له إنه غير متناه على وجهين :ـ أحدهما: أنه غير مختص بحيّز وجهة ومتى كان كذلك امتنع أن يكون له طرف ونهاية وحد. والثاني: أنه مختص بجهة وحيّز إلا أنه مع ذلك ليس لذاته مقطع وحد فنحن إذا قلنا إنه لا نهاية لذات الله تعالى عنينا به التفسير الأول فإن كان مرادكم ذلك فقد ارتفع الخلاف بيننا وإن كان مرادكم هذا الوجه الثاني فحينئذ يتوجه عليكم ما ذكرناه من الدليل ولا ينقلب ذلك علينا لأنا لا نقول إنه تعالى غير متناه بهذا التفسير حتى يلزمنا الإلزام فظهر الفرق والله أعلم. اهـ قال حافظ عصرنا الشيخ عبد الله الهرري ما نصه: قال أهل الحق العالم جواهر أو أعراض فالجوهر ما لـه حجم وهو قسمان قسم متناه في القلة بحيث لا ينقسم وقسم ينقسم ويسمى جسما والأول يسمى الجوهر الفرد الجزء الذي لا يتجزأ وأما العرض فهو ما يقوم بالجوهر أي ما كان صفة لـه كحركة الجسم وسكونه وتحيزه في حيز، فأما الله تبارك تعالى فهو غير ذلك كله يستحيل أن يكون جوهرا فردا أو جوهرا متألفا بحيث صار جسما وهذا معنى قول بعضهم إن الله منـزه عن الكمية والكيفية ولا شئ سوى الله تعالى كذلك وأما أصحاب الهيولي الذين جعلوا الهيولي ما لا كمية له ولا كيفية فهو باطل، وقول أهل الحق إن الله منزه عن الحد فهذا معناه لأن الله لو كان جوهراً فردا لكان الجوهر الفرد مثلاً له ولو كان زائداً على ذلك الحد الى حد أكبر الأجرام وهو العرش أو أزيد الى قدر يتناهى أو الى قدر يُفترض أنه لا يتناهى للزم كونه مؤلفاً أي مركباً والمُؤَلَّفُ يحتاج الى المؤلِّف والمحتاج الى غيره حادث لا بد، وهذا قول علي رضي الله عنه: [من زعم أن الهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود] وقول زين العابدين: [إن الله ليس بمحدود] وقول الطحاوي: [تعالى ـ اي الله ـ عن الحدود] ولذلك استحال على الله أن يكون متصلاً بالعالم أو حالا فيه او مباينا لـه بالمسافة وهذا هو الحق الذي لا يصح غيره لانه على كلا الوجهين يلزم اثبات المثل لله وهو تبارك وتعالى نفى عنه المثل على الإطلاق. فإن قال الحشوية المجسمة المثبتون لله الحد هذا نفي لوجود الله يقال لهم انتم بنيتم اعتقادكم على ما يصل اليه الوهم ولا عبرة بالوهم انما العبرة بالعقل والدليل الشرعي وهذا الذي قررناه هو ما يقتضيه النقل والعقل فإن قلتم لا نؤمن بما لا يصل اليه وهمنا فقد انكرتم مخلوقا لا يصل اليه وهمكم ما اثبته القرءان كقوله تعالى: {وجعل الظلمات والنور} فالنور والظلام مخلوقان حادثان بشهادة القرءان فهل يفهم تصوركم وقتا لم يكن فيه نور ولا ظلام وقد ثبت ذلك بهذه الآية: {وجعل الظلمات والنور} معناه الله خلق الظلمات والنور بعد ان لم يكونا اوجدهما بعد ان كانا معدومين وهذا لا يصل اليه اوهامنا ولا أوهامكم ولا يتطرق اليه تصورنا ولا تصوركم ولا يستطيع ان يتصور وقتا لم يكن فيه نور ولا ظلام ومع ذلك يجب ان نؤمن انه كان وقت لم يكن فيه نور ولا ظلام لانه بعد خلق الماء والعرش خلق الله النور والظلام اول الخلق الماء والعرش فاذا النور والظلام ما كانا الا بعد وجود الماء والعرش.اهـ والله تعالى من وراء القصد.
الألباني يضلل الإمام البخاري!
الألباني يضلل ويكفر الإمام البخاري انظروا كيف ان الوهابية مجددا تخالف اهل السنة والجماعة وتكفر علماء اهل السنة والجماعة فقد ذكر الالباني الذي تعتد به الفرقة الوهابية في كتابه فتاوى الالباني صفحة 523 ان تأويل البخاري في سورة القصص( كل شيء هالك الا وجهه) بالملك, قال الالباني ان هذا التأويل لا يقول به مؤمن مسلم وقال ان هذه التأويل هو عين التعطيل. هذه صورة من طبعتين من صحيح البخاري, النسخة الاولى هي من دار ابن كثير اليمامة الجزء الرابع صفحة 1788 والنسخة الثانية هي صفحة من رابط للوهابية فيه ايضا هذا التأويل وكل النسخات المطبوعة فيها هذا التأويل فلينظرها من شاء… صحيح البخاري كتاب التفسير تفسير سورة القصص صفحة 1788 الجزء الرابع مطبعة ابن كثير اليمامة الطبعة الثالثة بيروت::::: 261 باب تفسير سورة النمل و الخبء ما خبأت لا قبل لا طاقة الصرح كل ملاط اتخذ من القوارير والصرح القصر وجماعته صروح وقال بن عباس ولها عرش عظيم سرير كريم حسن الصنعة وغلاء الثمن مسلمين طائعين ردف اقترب جامدة قائمة أوزعني اجعلني وقال مجاهد نكروا غيروا وأوتينا العلم يقوله سليمان الصرح بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها إياها 262 باب تفسير سورة القصص كل شيء هالك إلا وجهه إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله وقال مجاهد الأنباء الحجج 263 باب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء 4494 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال ثم لما عملا أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها ءاخر سطر من هذه االصفحة ترى نص البخاري وهذه نسخة من الرابط الوهابي فيها هذا التأويل البخاري كتاب التفسير 27 ـ سورة النَّمْلِ حذف التشكيل وَالْخَبْءُ مَا خَبَأْتَ . {لاَ قِبَلَ} لاَ طَاقَةَ . الصَّرْحُ كُلُّ مِلاَطٍ اتُّخِذَ مِنَ الْقَوَارِيرِ، وَالصَّرْحُ الْقَصْرُ، وَجَمَاعَتُهُ صُرُوحٌ . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {وَلَهَا عَرْشٌ} سَرِيرٌ {كَرِيمٌ} حُسْنُ الصَّنْعَةِ، وَغَلاَءُ الثَّمَنِ {مُسْلِمِينَ} طَائِعِينَ . {رَدِفَ} اقْتَرَبَ {جَامِدَةً} قَائِمَةً {أَوْزِعْنِي} اجْعَلْنِي . وَقَالَ مُجَاهِدٌ {نَكِّرُوا} غَيِّرُوا {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} يَقُولُهُ سُلَيْمَانُ . الصَّرْحُ بِرْكَةُ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ، أَلْبَسَهَا إِيَّاهُ . 141 28 ـ سورة الْقَصَصِ حذف التشكيل {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} إِلاَّ مُلْكَهُ، وَيُقَالُ إِلاَّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ {الأَنْبَاءُ} الْحُجَجُ . وهذا كلام أهل الحق، أن الوجه إذا أطلق على الله ليس معناه الجارحة لأن الله منزه عن المثيل والشبيه بل تؤول كما أولها الإمام الحافظ المجتهد البخاري رحمه الله، قال الوجه أي الملك، أي ملك الله. والله تعالى أعلم وأحكم.
من شذوذ الوهابية..
الوهابية وشطحاتهم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حتى متى ترعون عن ذكر الظالم اذكرونه بما فيه حتى يحذره الناس” – الوهابية يحرمون قول يا محمد يا رسول الله. وقد فعل ذلك عبد الله بن عمر قال يا محمد كما في البخاري. – الوهابية يحرمون التوسل برسول الله ويقولون المتوسل بغير الله مشرك. والرسول علم الأعمى دعاءً في توسل برسول الله كما في المعجم الكبير والصغير للطبراني. – الوهابية يحرمون التبرك بآثار النبي ويعتبرونه شرك. النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه التبرك بآثاره -بشعره وأظفاره وثيابه…- كما فعل صلى الله عليه وسلم في حجة الجعرانة حيث حلق شعره وقسمه بين الصحابة للتبرك كما في البخاري. وكذلك لما قلم أظفاره ووزع قلامة أظفاره على الصحابة كما في مسند الإمام أحمد. – الوهابية يحرمون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبري وجبت له شفاعتي” رواه الدارقطني. – الوهابية يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف علماً بأن المسلمين علمائهم وعوامهم منذ استحدث هذا العمل في أوائل الستمائة للهجرة يقيمون الاحتفالات في المدن الكبيرة والصغيرة في كل العالم الإسلامي ولم يحرم ذلك عالم واحد معتبر.
واستحسن العلماء عمل المولد منهم أحمد بن حجر العسقلاني وتلميذه الحافظ السخاوي كذلك الحافظ السيوطي وله كتاب اسمه حسن المقصد في عمل المولد وكذلك ابن دحية ألف كتاباً للملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين ابن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون وهو أول من استحدث عمل المولد ووافقه على ذلك كل علماء أهل السنة بما فيهم من محدثين وفقهاء وصوفية صادقين, وكان له ءاثار حسنة كما قال ابن كثير. – الوهابية يحرمون الصلاة على النبي بعد الآذان جهراً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذكرني فليصلِ علي” أخرجه الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع في الصلاة على النبي الشفيع وقال لا بأس بإسناده. وقال عليه الصلاة والسلام: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي” أخرجه مسلم في الصحيح. وأما شطحاتهم وشذوذهم في العقيدة فكثيرة نذكر بعضا منها: – الوهابية ينسبون إلى الله الشكل والصورة وهذا من الكفر البغيض، وينسبون إلى الله الوجه الجارحة وهذا تشبيه وكفر والعياذ بالله، وينسبون الفم واللسان إلى الله، وينسبون التغير والحدوث إلى الله والى صفاته والحركة والسكون والارتفاع والنزول الحسي والكلام المخلوق والسكوت… والعياذ بالله من هذا الكفر، وينسبون إلى الله اليد والساعد والكف والأصابع واليمين والشمال وعلى زعمهم هي جوارح حقيقية لله والعياذ بالله تعالى، وينسبون إلى الله الرِجل والعين على معنى الجارحة. ينسبون المكان والجهة والحد والتحيز إلى الله والعياذ بالله. الوهابية ينسبون الوصف القبيح والنعت الشنيع إلى ربهم تبارك وتعالى. – يكفي في الرد عليهم من كتاب الله: – قول الله تعالى: (ليس كمثله شىء) وقوله تعالى: (هل تعلم له سمياً).
ومن الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: “كان الله ولم يكن شىء غيره” رواه البخاري وابن الجارود والبيهقي من حديث عمران ابن حصين. وقال عليه الصلاة والسلام: “ليس كهو شيء” رواه البيهقي. والأدلة من أقوال أئمة الهدى على فساد عقيدتهم: – قال الإمام السجاد زين العابدين في الصحيفة السجادية : “سبحانك أنت الله لا يحويك مكان” وقال عن الله : “لا يمس ولا يُحس ولا يجس” . رواه مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين – قال الإمام علي رضي الله عنه: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان – قال الإمام علي رضي الله عنه :”إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته “رواه الإمام أبو منصور البغدادي – قال الإمام ذو النون المصري: مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك – قال الإمام أبو الحسن الأشعري: من زعم أن الله جسم فهو غير عارف بربه وإنه كافر به – نقل صاحب الخصال من الحنابلة عن أحمد عن من قال عن الله جسم لا كالأجسام كفر. – يقول شيخ الإسلام الحافظ البيهقي رحمه الله : وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما اخبر بلا كيف بلا أين. – ذكر الإمام المتكلم ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي (ق/287)نقلا عن الشيخ الإمام أقضي القضاة نجم الدين في كتابه المسمى “كفاية النبيه في شرح التنبيه ” أن القاضي حسين حكى عن نص الشافعي رضي الله عنه تكفير من يعتقد أن الله جالس على العرش .ا.هـ – قال الإمام الطحاوي في كتابه المشهور العقيدة الطحاوية: تعالى _يعني الله_ عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات- قال الإمام الطحاوي في العقيدة. معنى هذا أن الله موجود بلا مكان. نسأل الله السلامة وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والله تعالى أعلم.
تناقضات الوهابية
طريق سهل لكسر الوهابية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى ءاله الطاهرين وصحابته الطيبين. يقال لهم: أنتم دينكم جديد أنشأه محمد بن عبد الوهاب بدليل أن المسلمين ما كان أحد منهم يحرم قول:[ يا محمد ] قبل ابن عبد الوهاب، حتى الذي محمد بن عبد الوهاب يسميه شيخ الإسلام وهو ابن تيمية يقر قول:[ يا محمد ] لمن أصابه في رجله خدر، فهو يقول:[ مطلوب أن يقول الذي أصابه خدر في رجله – أي مرض في رجله تتعطل حركتها وليس هذا المسمى التنميل – ( يا محمد ) ] يستدل بعبد الله بن عمر رضي الله عنه فإنه كان أصابه خدر في رجله فقيل له:[ أذكر أحب الناس إليك ، فقال:[ يا محمد.] فتعافى.
ويقال للوهابية: ابن تيمية الذي تسمونه شيخ الإسلام أجاز هذا وأنتم تسمونه كفرا؟! حتى ابن تيمية برئ منكم في هذه المسئلة، فكيف تدعون أنكم على دين الإسلام ولستم على دين الإسلام، وأنتم كفرتم الأمة، والأمة لم يكن فيهم خلاف في جواز قول:[ يا محمد ] فأنتم أول من حرم هذا، ومن كفر الأمة فهو الكافر لأن الأمة لا تزال على الإسلام فقد روى البخاري في صحيحه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ لن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله.] فإن قالوا: ابن تيمية ما قال هذا، يقال لهم: يشهد عليكم كتابه ( الكلم الطيب ) والعلماء الذين ترجموا لابن تيمية ذكروا هذا الكتاب في أسماء كتبه ومنهم صلاح الدين الصفدي وكان معاصرا لابن تيمية ويتردد عليه فقد ذكر أن هذا الكتاب من تأليف ابن تيمية.
ثم زعيمكم الأخير الألباني اعترف وقال: هذا الكتاب ثابت لابن تيمية وعمل عليه تعليقا لكنه قال: إن إسناد قول ابن عمر ( يا محمد ) لما خدرت رجله ضعيف، وهذا لا يعكر علينا لأنه ثبت أن ابن تيمية أورده وقال:[ فصل في الرجل إذا خدرت.] وسمى الكتاب:[ الكلم الطيب] صفحة /73، ولو فرض أن إسناده ضعيف لكن ثبت أن ابن تيمية أجاز هذا، فمن الذي يكفر أهو الذي تسمونه شيخ الإسلام أم أنتم؟! لأنكم كفرتموه حكما وإن لم تشعروا، هنا لا يتجرءون أن يقولوا ابن تيمية كافر ولا يقولون عن أنفسهم نحن كفار، نقول: إذن أنتم دينكم جديد، كفرتم المسلمين من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أيامنا، ومن حيث المعنى كفرتم زعيمكم ابن تيمية لأنه استحسن قول ( يا محمد ) عند خدر الرجل ومن استحسن الكفر فهو كافر، فهل لكم من جواب، هذه تكسر ظهورهم. على أن قول الألباني ليس حجة لأنه ليس أهلاً للتضعيف والتصحيح لأنه محروم من الحفظ فهو ليس حافظا باعترافه فلا يحفظ عشرة أحاديث بأسانيدها، فإنه قال عن نفسه:[ أنا محدث كتاب لست محدث حفظ.] ولو قال أحدهم: ابن تيمية رواه من طريق راو مختلف فيه يقال لهم: مجرد إيراده لهذا في هذا الكتاب دليل على أنه استحسنه إن فرض أنه يراه صحيحا وإن فرض أنه يراه غير صحيح، لأن الذي يورد الباطل في كتابه ولا يحذر منه فهو داع إلى الشئ. وهذه القصة رواها الحافظ ابن السني والبخاري في كتاب ( الأدب المفرد ) بإسناد أخر غير إسناد ابن السني، ورواها الحافظ الكبير إبراهيم الحربي الذي كان يشبه بالإمام أحمد بن حنبل في العلم والورع في كتابه:[ غريب الحديث ] بغير إسناد ابن السني أيضا، ورواه الحافظ النووي ، والحافظ ابن الجزري في كتابه ( الحصن الحصين ) وكتابه ( عدة الحصن الحصين ) ورواها الشوكاني ، الذي هو يوافقكم في بعض الأشياء وهو غير مطعون فيه عندكم، فياوهابية أين المفر، ويالها من فضيحة عليكم وابن تيمية هو إمامكم الذي أخذ ابن عبد الوهاب بعض أفكاره التي خالف فيها المسلمين من كتبه.
فإن قلتم: نحن على صواب وابن تيمية استحل الشرك والكفر، قلنا: قد كفرتم ركنكم في عقيدة التشبيه وفي غيره من ضلالاته وتكونون اعترفتم بأنكم متبعون لرجل كافر تحتجون بكلامه في كثير من عقائدكم، فقد اتبعتموه في قوله الذي كفر بسببه وهو قوله:[ إن كلام الله ومشيئته حادث الأفراد قديم النوع أي الجنس.] وقوله:[ إن جنس العالم أزلي ليس مخلوقا] في هذا الكفر هو ركنكم فقد تبعتموه وجعلتموه قدوة لكم فيما خالف فيه الحق وخالفتموه فيما وافق فيه الصواب وهو جواز الاستغاثة بالرسول عند الضيق بقول:[ يا محمد ] ثم إنكم كاذبون في دعوى السلفية، أي سلفي أنكر قول:[ يا محمد ] عند الضيق؟ فتسميتكم أنفسكم بهذا الاسم حرام لأنها توهم أنكم على عقيدة السلف وأنتم لستم على عقيدة السلف ولا الخلف، أنتم تدينون دينا جديدا، لأن قول:[ يا محمد ] للاستغاثة جائز عند السلف والخلف في حياة الرسول وبعده بالاتفاق، وإنما حُرِّم ندائه صلى الله عليه وسلم:[ يا محمد ] في وجهه في حياته بعد نزول الأية:{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا.} سورة النور/ 63.
وكان سبب تحريم ذلك أن قوما جفاة نادوه من وراء حجراته:[ يا محمد أخرج إلينا ] فحرم الله تعالى ذلك في وجهه تشريفا له. وكان توسل الأعمى الذي طلب من الرسول أن يدعو له بالشفاء فعلمه الرسول أن يقول:[ اللهم إن أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي عز وجل في حاجتي.] خارج حضرة الرسول لأنه قال له:[ ائت الميضأة فتوضأ ثم صلي ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات ] فذهب الرجل فتوضأ وصلى ركعتين ودعا بهذا التوسل ثم رجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أبصر، وهذا دعاء في غير حضرة الرسول في حياته عليه السلام، وأنتم قد تبعتم ابن تيمية فيما قاله في كتابه ( التوسل والوسيلة ) إنه لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر، لكن بهذه الاستغاثة التي استحسنها ابن تيمية والتي هي استغاثة به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته خالفتموه وجعلتم ذلك شركا وكفرا فما أتوهكم عن الحق. ويقال أيضا في الرد عليهم في قولهم بإثبات التحيز لله في العرش: الرجل إذا كان قائما المسافة من رأسه إلى العرش أم لو كان ساجدا؟ فيقولون: أقرب إذا كان قائما فيقال لهم: أنتم جعلتم العرش حيزا لله وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ينقض عليكم ما زعمتموه فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.] وأنتم قولون:[ التأويل تعطيل.] أي نفي لوجود الله وصفاته فعلى قولكم من مَنعِ التأويل انتقض عليكم معتقدكم، أما نحن أهل السنة نؤول قول الله تعالى:{ الرحمن على العرش استوى } سورة طه / 5. ونؤول كل أية أو حديث ظاهره أن الله متحيز في الجهة والمكان أو أن له أعضاء أو حدا أو حركة وانتقالا أو أي صفة من صفات الخلق تأويلا إجماليا أو تأويلا تفصيليا كما ثبت ذلك عن السلف وتبعهم الخلف، ونقول: ليس المراد ظواهرها بل المراد بها معانٍ تليق بالله تعالى كما قال بعضهم:[ بلا كيف ولا تشبيه.] يعني أهل السنة بقولهم ( بلا كيف ) أن هذه الأيات والأحاديث ليس المراد بها الجسمية ولوازمها، هذا مراد السلف والخلف من أهل السنة بقوله:[ بلا كيف ] ليس مرادهم كما تموهون على الناس فتقولون لفظا:[ بلا كيف ] وتعتقدون الكيف.
وأما التأويل التفصيلي فقد ثبت عن السلف وإن كانوا لم يكثروا منه فقد ثبت عن الإمام أحمد بن حنبل تأويل المجئ الذي ذكر في هذه الأية:{ وجاء ربك.} سورة الفجر / 22. أنه قال :[ جاء ثوابه.] وروي عنه أنه قال:[ جاء أمره.] وأنتم قلتم:[ إن مجئ الله بالنـزول الحسي بالانتقال من العرش إلى الأرض كما أن الملائكة ينـزلون نـزولا حسيا بالانتقال من أماكنهم العلوية إلى الأرض يوم القيامة.] ولو كان الإمام أحمد يعتقد اعتقادكم ما أول الأية بل أقرها على الظاهر كما أنتم تفسرون. وهذا التأويل من الإمام أحمد ثابت صححه البيهقي في كتابه مناقب الإمام أحمد. وكذلك ثبت عن السلف تفسير الساق المذكور في أية:{ يوم يكشف عن ساق.} سورة القلم / 42. بأن الساق هي الشدة الشديدة ، وأنتم جعلتم الساق عضوا كما أن للإنسان عضو الساق، فأين أنتم من تنـزيه الله عن مشابهة الخلق، فظهر أن انتسابكم إلى الإمام أحمد انتساب كاذب. والبخاري ذكر في جامعه تأويلين لأيتين، أول أية:{ كل شئ هالك إلا وجهه.} سورة القصص / 88. أوّل الوجه بالملك ، وكذلك ذكر سفيان الثوري في تفسيره ، والموضع الثاني الذي أوّل البخاري في أية:{ ءَاخذٌ بناصيتها.} سورة هود /56. أوّلها بالملك والسلطان . ما أوّل كما تعتقدون بمعنى المس، وظاهر الأية أن الله يقبض بناصية كل دابة وهذا تشبيه لأنه لا يجوز على الله أن يَمس أو يُمس لأن المس من صفات الخلق. أما حديث مسلم هذا فنؤوله ونقول: القرب في هذا الحديث لا يراد به القرب المسافي، وكذلك في كل حديث وأية ظاهره أن الله متحيز في جهة فوق يؤوّل ولا يحمل على الظاهر، فأين أنتم من قولكم:[ التأويل تعطيل.] ومن قولكم:[ التأويل إلحاد.] ويقال لهم: حديث مسلم هذا إن لم تحملوه على الظاهر بل أوّلتموه فقد ناقضتم أنفسكم فإنكم تقولون:[ التأويل تعطيل.] ثم تفعلونه فتؤولون. والله أعلم وأحكم.
خاتمــــــة نـــافعــــــة
خاتمة نافعة ليعلم أن أهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقد أي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول: “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره”. وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره: “أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” وفيه قوله: “عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة” صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعة الواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية: “وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة”. والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاث لا يُغَل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءَهم”. قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن. ثم حَدَثَ بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعة المعتزلة وغيرهم فقيَّضَ الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أَتَم القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب إليهما أهل السنة، فصار يقال لأهل السنة أشعريون وماتريديون. فيجب الاعتناء بمعرفة عقيدة الفرقة الناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبين أصل العقيدة التي هي أصل الدين، وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر. فيا طلاب الحق لا يُهَوِّلَنَّكُم قدح المشبهة المجسمة في هذا العلم بقولهم إنه علم الكلام المذموم لدى السلف، ولم يدروا أن علم الكلام المذموم هو ما ألفه المعتزلة على اختلاف فرقهم والمشبهة على اختلاف فرقهم من كرَّامِيَّةٍ وغيرها فإنهم قد افترقوا إلى عدة فرق بيّنها من ألفوا في بيان الفرق كالإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي. والحمد لله أوَّلا وءاخرًا، وصلى الله على سيدنا محمد الأمين، وءاله الطاهرين، وصحابته الطيبين.
نسأل الله ان يحفظنا من التشبيه والتجسيم ويثبتنا على عقيدة أن الله موجود بلا مكان،
عقيدة كل المسلمين والله من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين
هذ معلومات هامة، نافعة وضرورية.. ننصح بتخزين وحفظ هذه المعلومات
* انشر هذه الصفحة لمن استطعت خدمة لهذا الدين وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر