تبركوا بآثار سيد الخلق محمد
تبركوا بآثار سيد الخلق محمد
أخرج البخاري في صحيحه كتاب الوضوء: باب الماء الذي يغسل به شعر الانسان بإسناده الى ابن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم من قِبل انس أو من قِبل اهل انس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها… وأخرجه الإسماعيلي،وفي روايته:أحب الي من كل صفراء وبيضاء.
وروى مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب قرب النبي من الناس وتبركهم به عن أنس قال: قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به اصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل…انتهى
اخرج مسلم في صحيحه عن انس بن مالك رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء،فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه، فربما جاؤوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها
صحيح مسلم كتاب الفضائل باب قرب النبي عليه الصلاة والسلام من الناس وتبركهم به
عن محمد بن عبد الله الانصاري قال:حدثني أبي عن ثمامة عن انس أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا، فيقيل عندها على ذلك النطع، قال:فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك،قال: فلما حضر انس بن مالك الوفاة اوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك،قال:فجعل في حنوطه…انتهى
رواه البخاري في صحيحه كتاب الاستئذان باب من زار قوما فقال عندهم
السكّ بضم السين المهملة نوع من الطيب.
والظاهر -والله تعالى اعلم- أن ام سليم كانت تخلط عرق النبي بنوع من الطيب المعروف في ذلك العصر للتبرك.فسيدنا انس بن مالك رضي الله تعالى عنه اوصى ان يجعل في حنوطه عند تكفينه من ذلك السك المخلوط بعرق النبي فجعل في حنوطه تبركا وحبا برسول الله.
روى الامام احمد في مسنده (5422)والطبراني في المعجم الكبير (4189)والحاكم النيسابوري في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي ان ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وهو من مشاهير الصحابة وأوّل من نزل الرسول عنده لما هاجر الى المدينة، جاء ذات يوم الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوضع وجهه الشريف على القبر تبركا وشوقا.روى ذلك الامام احمد عن داوود بن ابي صالح قال: اقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال:أتدري ما تصنع؟فأقبل عليه ابو ايوب فقال:ن عم جئت رسول الله ولم ءات الحجر،سمعت رسول الله يقول:لا تبكو على الدين إذا وليه اهله بل ابكوا عليه اذا وليه غير اهله…اه
قال الخازن في تفسيره جزء الاول ص 171: فمات ابو ايوب في ءاخر غزوة غزاها بأرض قسطنطينية ودفن في اصل سورها فهم يتبركون بقبره ويستشفعون به.
وقال الخازن في تفسيره جزء 3 ص 319: وذلك انه لما مات يوسف عليه السلام تشاحّ الناس فيه،فطلب اهل كل محلة أن يدفن في محلتهم رجاء بركته حتى هموا بالقتال،فراوا ان يدفنوه في النيل حيث يتفرق الماء بمصر ليجري عليه وتصل بركته الى جميعهم.وقال عكرمة:دفن في الجانب الأيمن من النيل فأخصب وأجدب الجانب الأيسر فدفنوه في وسط النيل وقدروه بسلسلة فأخصب الجانبان جميعا إلى ان اخرجه موسى فدفنه بقرب ءابائه بالشام.
هذا شىء من الأدلة على جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ولو بعد مماته وأن الصحابة كانوا يتبركون به وبآثاره فلا عبرة لكلام المشبهة المجسمة الوهابية الذين يكفرون المسلمين بغير حق لمجرد تبركهم وتوسلهم بأفضل الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هذا والله أعلم وأحكم.