عقيدة الشيخ محي الدين بن العربي
عقيدة الشيخ محي الدين بن العربي
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وءاله وصحبه وبعد
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وءاله وصحبه وبعد
فإن الشيخ محي الدين ابن عربي من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم ، وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم ، وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم . والحمد لله الذي سخر من أمة محمد صلى الله عليه وءاله وسلم من يرد عن حياض الدين ويكشف زيغ الزائغين . وقد نال الكثيرُ من الشيخ ابن عربي رحمه الله بسبب ما وجدوا في بعض الكتب من الإفتراء عليه والتزوير والعياذ بالله . وهنا أذكر عقيدة الشيخ التي بينها هو في كتابه ( الفتوحات المكية ) مما يؤيد ما نقول من أن كل ما نسب إليه من الضلال فهو بريء منه . وهذا نص ما كتب رحمه الله :
يا إخواني ويا أحبابي أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه ومن حضر أو سمع أني أقول قولاً جازماً بقلبي إن الله تعالى واحد لا ثاني له منزه عن الصاحبة والولد . مالكٌ لا شريك له ، ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده ، بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده . فالعالم كله موجود به ( أي وجد بإيجاد الله له )
يا إخواني ويا أحبابي أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه ومن حضر أو سمع أني أقول قولاً جازماً بقلبي إن الله تعالى واحد لا ثاني له منزه عن الصاحبة والولد . مالكٌ لا شريك له ، ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجده ، بل كل موجود مفتقر إليه في وجوده . فالعالم كله موجود به ( أي وجد بإيجاد الله له )
وهو تعالى موجود بنفسه لا افتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه بل وجوده مطلق قائم بنفسه ، ليس بجوهر فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات والأقطار . استوى على عرشه كما قاله وعلى المعنى الذي أراده كما أن العرش وما حواه به استوى وله الآخرة والأولى . لا يحده زمان ولا يحويه مكان بل كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان لأنه خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان .
تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها
تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها
بل يقال كان ولا شيء معه إذ القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه ، فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء ، اخترع اللوح والقلم الأعلى وأجراه كما يشاء بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء ، أبدع العالم كله على غير مثال سبق .
ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما أرادوه ، أو أن يفعلوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما أرادوه ، أو أن يفعلوا شيئاً لم يرد الله ايجاده وأرادوه ما فعلوه ولا استطاعوا ذلك ولا أقدرهم عليه ، فالكفر والإيمان والطاعة والعصيان من مشيئته .
وكما أشهدتُ الله وملائكته وجميع خلقه وإياكم على نفسي بتوحيده ، فكذلك أشهد الله تعالى وملائكته وجميع خلقه وإياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه الله واختاره واجتباه من خلقه وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة ، وبشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، فبلغ صلى الله عليه وسلم ما أنزل من ربه إليه وأدى أمانته ونصح أمته ووقف في حجة الوداع على من حضره من الأتباع ، فخطب وذكر وخوف وحذر ووعد وأوعد وأمطر وأرعد وما خص بذلك التذكير أحداً دون أحد ، عن إذن الواحد الصمد ، ثم قال : ألا هل بلغت ؟ قالوا بلغت يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد .
وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء ، اخترع اللوح والقلم الأعلى وأجراه كما يشاء بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء ، أبدع العالم كله على غير مثال سبق .
ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما أرادوه ، أو أن يفعلوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما أرادوه ، أو أن يفعلوا شيئاً لم يرد الله ايجاده وأرادوه ما فعلوه ولا استطاعوا ذلك ولا أقدرهم عليه ، فالكفر والإيمان والطاعة والعصيان من مشيئته .
وكما أشهدتُ الله وملائكته وجميع خلقه وإياكم على نفسي بتوحيده ، فكذلك أشهد الله تعالى وملائكته وجميع خلقه وإياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه الله واختاره واجتباه من خلقه وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة ، وبشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، فبلغ صلى الله عليه وسلم ما أنزل من ربه إليه وأدى أمانته ونصح أمته ووقف في حجة الوداع على من حضره من الأتباع ، فخطب وذكر وخوف وحذر ووعد وأوعد وأمطر وأرعد وما خص بذلك التذكير أحداً دون أحد ، عن إذن الواحد الصمد ، ثم قال : ألا هل بلغت ؟ قالوا بلغت يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد .
وإني مؤمن بما جاء به صلى الله عليه وسلم مما علمتُ به ومما لم أعلم ، فمما جاء به وقرر : الموت عن أجل مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر ، فأنا مؤمن بهذا إيماناً لا ريب فيه ولا شك ، كما ْامنت أن سؤال ملكي السؤال في القبر حق والعرض على الله حق ، والحوض حق وعذاب القبر حق ، ونصب الميزان حق وتطاير الصحف حق والصراط والجنة حق والنار حق ، وفريقاً في الجنة وفريقاً في السعير ، وكرب ذلك اليوم على طائفة حق ، وطائفة أخرى لا يحزنهم الفزع الأكبر حق ، وشفاعة الملائكة والنبيين حق . وجماعة من أهل الكبائر من المؤمنين يدخلون جهنم ثم يخرجون منها بالشفاعة حق .
التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق .
وكل ما جاءت به الكتب والرسل من عند الله حق .
التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق .
وكل ما جاءت به الكتب والرسل من عند الله حق .
فهذه شهادتي على نفسي أمانة عند كل من وصلت إليه يؤديها إذا سئلها حيثما كان .
نفعنا الله وإياكم بهذا الإيمان وثبتنا عليه عند الإنتقال إلى الدار الحيوان ، وأحلنا دار الكرامة والرضوان ، وحال بيننا وبين دارٍ سرابيلُ أهلها قطران ، وجعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان وممن انقلب من الحوض وهو ريان ، وثقل له الميزان وثبت منه على الصراط القدمان .ءامين ءامين
إنتهى ما أردت نقله من عقيدة الشيخ أقول : من تمعن في قراءة هذه الكلمات من أهل السنة عرف أنها عقيدة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وليس فيها كدر ، وعلم من قول الشيخ ( تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها ) ومن قوله في مكان آخر ( ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول ) أن الشيخ رحمه الله بريء من عقيدة الوحدة المطلقة ومن عقيدة الحلول الخبيثتين خلافاً لما يظنه البعض .
نفعنا الله وإياكم بهذا الإيمان وثبتنا عليه عند الإنتقال إلى الدار الحيوان ، وأحلنا دار الكرامة والرضوان ، وحال بيننا وبين دارٍ سرابيلُ أهلها قطران ، وجعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان وممن انقلب من الحوض وهو ريان ، وثقل له الميزان وثبت منه على الصراط القدمان .ءامين ءامين
إنتهى ما أردت نقله من عقيدة الشيخ أقول : من تمعن في قراءة هذه الكلمات من أهل السنة عرف أنها عقيدة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وليس فيها كدر ، وعلم من قول الشيخ ( تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحلها أو تكون قبله أو يكون بعدها ) ومن قوله في مكان آخر ( ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول ) أن الشيخ رحمه الله بريء من عقيدة الوحدة المطلقة ومن عقيدة الحلول الخبيثتين خلافاً لما يظنه البعض .
وكذلك في قوله ( التأبيد للمؤمنين في النعيم المقيم والتأبيد للكافرين والمنافقين في العذاب الأليم حق ) يعلم القارئ أن الشيخ كان بريئاً من القول أن عباد الأوثان من قوم نوح كانوا على حالة مرضية .
هذا باختصار ما شهد به ابن عربي على نفسه والحمد لله رب العالمين
والله من وراء القصد