عقيدتنا عقيدة السلف – تنزيه الله عن المكان والحد
بسم الله الحمد لله وصلى الله على رسول الله وبعد
الوهابية يزعمون أنهم سلفية وينسبون لله ما لا يليق به كالجسم والحد والمكان والجوارح وهذا كفر. والسلف الصالح بريء من هذه العقيدة. وهاكم من الأدلة على تبرئة السلف من عقيدة التجسيم التي تنشرها فرقة الوهابية اليوم.
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر : ” والله تعالى يُرى
في الآخرة ، يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رءوسهم بلا تشبيه ولا كيفية
ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة”.
في الآخرة ، يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رءوسهم بلا تشبيه ولا كيفية
ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة”.
وقال الإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر الطحاوي:
“ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر” ا.هـ
قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري (449هـ) ما نصه فتح الباري (13/416): ((غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان، وانما أضاف المعارج اليه إضافة تشريف، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه- أي تعاليه- مع تنزيهه عن المكان)) أ.هـ
وقال ابن حجر العسقلاني الأشعري في الفتح (شرح صحيح البخاري) “فوقية الله هي فوقية مكانة لا فوقية مكان لأن عقيدة السلف والخلف تنزيه الله عن الجهة والحد والمكان”
هؤلاء من أئمة السلف الصالح يصرحون بتنزيه الله عن الحد والجهة والمكان ونحن ندرس ونعلم عقيدتهم التي هي عقيدة جمهور الأمة من أهل السنة والجماعة والحمد لله.
قال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه : “وأجمعوا- أي أهل السنة- على أنه- أي الله- لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ” اهـ. فهذا اجماع على أن هذه هي عقيدة كل أهل السنة.
وأما من نسب لله الجسم والجهة فقد أجمع العلماء على تكفيرهم. ومنهم من كان يعتقد الجهة في حق الله فتاب عن ذلك. قال أبو القاسم القشيري ما نصه: “سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا” اهـ.
وتخليصا لعقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات عقيدتنا هي كما قال الحافظ البيهقي رحمه الله:
“وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء قالاعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى: ليس كمثله شىء ، وقال: ولم يكن له كفواً أحد، وقال: هل تعلم له سمياً ، انتهى من كتابه الاعتقاد والهداية.
والله أعلم.