عقيدتنا هي عقيدة علماء الأزهر الشريف
وقال (2): “خلق الله العرش إظهارا لقدرته لا مكاناً لذاته ” ا.هـ.
وقال أيضا ما نصه (3): (الحمد لله المنزه في كماله عن الكيفية والأينِيَّة، المقدس في جَلاله عن الضِّديَّة والنِّدِّية، المتعالي بألوهيته عن الفوقية والتحتية”ا.هـ.
وقال أيضا: “واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى، خلافا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام، فإن السلف والخلف متفقان على التنزيه “(6) اهـ. والدجوي أحد أعضاء كبار العلماء في الأزهر بمصر، وانظر مقالة (7) له بعنوان “تنزيه الله عن المكان والجهة “
فلا تغتَرّ بعد ذلك بالذين يسمون أنفسهم السلفية ليوهموا الناس أنهم على عقيدة السلف، والسلف بريء من عقيدة المشبهة الذين يقولون بالجلوس والاستقرار والمكان والحركة والحد في حق الله، والعياذ بالله من الكفر.
وقال أيضا (9) ما نصه “قبل أن يخَلق- الله- الزمان والمكان و قبل أن تكون هناك جهات ست لم يكن له جهة ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان، لا جهة له ولا مكان “ا.هـ.
ثم ردّ المؤلف على المدَّعين بأنهم السلفية وبين فساد اعتقادهم وزيَّف شبههم المتهافتة.
وقال وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي (1371 ها) ما نصه(10): “وتنزيه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات هو عقيدة أهل الحق رغم اغتياظ المجسمة الصرحاء والممجمجين (11) من ذلك ” ا.هـ.
وقال بعد أن ذكر الأدلة على تنزيه الله عن الجهة ما نصه (12): “فظهر بذلك بطلان التمسك بكلمة “فوق ” في الآيات والأحاديث في إثبات الجهة له تعالى، تعالى الله عن مزاعم المجسمة” ا.هـ.
وقال أيضا ما نصه (13): “قوله سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” (11/ سورة الشورى) نص في نفي الجهة عنه تعالى، إذ لو لم تنف عنه الجهة لكانت له أمثال لا تحصى، تعالى الله عن ذلك ” ا.هـ. ذكر ذلك في “تكملة الرد علىنونية ابن القيم ” وهي قصيدة نظمها ابن قيم الجوزية سفَّه فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة ووصفهم بالمعطلة والجهمية والعياذ بالله تعالى، وقد ورث هذا الحقد من شيخه ابن تيمية الحرَّاني الذي كان يدعو إلى عقيده الفلاسفة والمجسمة ويناصر الحشوية على أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية.
قال الشيخ حسين عبد الرحيم مكي المصري (14) أحد مشايخ الأزهر:”- إن الله تعالى يرى- من غير أن يكون في مكان وجهة، أو مقابلاً للرائي او محدودً او محصورا وبدون تكيف بأيّ كيفية من كيفيات رؤية الحوادث بعضهم بعضا”اهـ.
وفي كتاب “العقيدة الإسلامية”الذي يدرّس في دولة الإمارات العربية ما نصه (16): “وأنه تعالى لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تقدس عن أن يحويه مكان، كما تنزه عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان” ا.هـ.
وفيه أيضا ما نصه (17): “وإن عقيدة النجاة المنقذة من أوحال الشرك وضلالات الفرق الزائفة هي اعتقاد رؤيته تعالى في الاخرة للمؤمنين بلا كيف ولا تحديد ولا جهة ولا انحصار” ا.هـ.
وجاء في مجلة دعوة الحق تصدرها وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية بالمملكة المغربية مانصه (18) : “يتفق الجميع من علماء سلف اهل السنة وخلفهم- وكذا العقلانيون من المتكلمين- على أن ظاهر الاستواء على العرش بمعنى الجلوس على كرسي والمتمكن عليه والتحيز فيه مستحيل،لأن الأدلة القطعية تنزه الله تعالى عن أن يشبه خلقه أو أن يحتاج الى شىء مخلوق، سواء أكان مكانا يحل فيه أو غيره، وكذلك لأنه سبحانه نفى عن نفسه المماثلة لخلقه في أي شىء، فأثبت لذاته الغنى المطلق فقال تعالى:” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ”ا.هـ.
وجاء في مجلة الأزهر وهي مجلة دينية علمية خلقية تاريخية حكمية تصدرها مشيخة الأزهر بمصر، انتدب الأزهر الشريف بمصر لهؤلاء المنحرفين عن منهج أهل السنة وتصدر للرد على تلك الشرذمة التي تسمي نفسها “الوهابية” المتسترين تحت اسم “السلفية” تارة، و”جماعة أنصار السنة” تارة أخرى، فنشر أكثر من مقال (19) لإبطال مزاعمهم تحت عنوان “تنزيه الله عن المكان والجهة”. ومما جاء فيها: “والأعلى” صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار لا بالمكان والجهة، لتنزهه عن ذلك “ا.هـ.
وهذا المقال صدر عن مشيخة الأزهر منذ أكثر من ستين سنة مما يدل على حِرصه في التصدي والرد على شبهات الزائغين المنحرفين ولا سيما عند الخوف من تَزَلْزُلِ العقيدة حِفظا من التشبيه، فمن عابنا على عقيدة تنزيه الله عن الجهة والمكان. والجسمية فهو عائب على الأزهر وعلى علماء الأمة.
وأقبح هذه الاعتقادات الفاسدة اعتقاد أن الله تعالى جالس على العرش أو واقف عليه، لأن فيه جعل الله تعالى محمولا للعرش والعرش محمول للملائكة، فالملائكة على هذا الاعتقاد قد حملوا الله تعالى، فكيف يليق بالإله الذي أوجد العالم بأسره أن يحمله شىء من خلقه، فعلى قول هؤلاء يلزم أن يكون الله محمول حامل ومحفوظ حافظ، وهذا مما لا يقوله عاقل.
ثم إن من دلائل أهل الحق أن التعري عن المكان ثابت في الأزل لعدم. قدم المكان إذ هو غير المتمكن، ولو تمكن بعد خلق المكان لتغير عما كان عليه، والتغير من أمارات الحدث وذلك يستحيل على القديم، ولو كان تعالى هو والمكان موجودين في الأزل لم يكن الله خالقا للمكان ولا خالقا لشىء من الأشياء، ثم لو كان. كما يعتقدون لم يستطع الله أن يحفظ هذا العالم ولم يستطع أن يحفظ هذه الأرض التي هي مستقرة على غير أعمدة”ا.هـ.
(2) المصدر السابق (ص/ 29).
(3) ديوان خطب الشرنوبي: الخُطبة الثالثة لصفر (ص/ 16). (4) الرائية الكبرى (ص/ 3).
(6) المصدر السابق (ص/ 17).
(7) مقالات وفتاوى الدجوى (183/- 194و201–211).
(9) مناهل العرفان (2/ 190).
(10) مقالات الكوثري: مقال الإسراء والمعراج (ص/ 452).
(11) قال صاحب القاموس:”ومجمج في خبره: لم يبينه، ومجمج بفلان: ذهب في الكلام معه مذهبا غير مسنقيم، فردَّه من حال إلى حال)ا.هـ. (مادة: م ج ج- ص/ 262).
(12) تكملة الرد على نونية ابن القيم (ص/88).
(13) المصدر السابق (ص/ 102).
(18) مجلة دعوة الحق: العددان 305- 306 (ص/ 65 سنة 1415 ها-1994ر).