فائدة في الأخلاق طول الصمت وحسن الخلق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خصلتان ما إن تجمَّلَ الخلائقُ بمثلهما حُسنُ الخلق وطولُ الصمت” ، رواه عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي في كتاب الصمت.
الله تبارك وتعالى أنعمَ على عبادهِ بنعمٍ لا يُحصيها إلا هو فكان من تلك النعم اللسانُ فإنّ الله جعلَ اللسانَ للإنسانِ ليعبرَ به عن حاجاتِهِ التي تهمُّهُ لتحصيل منافعِ ومصالح دينهِ ودنياهُ، هذا اللسان نعمةٌ من الله تعالى على عبادهِ ليحصّلوا به مصالح دينهم ومصالح ءاخرتهم أي ليستعملوه فيما ينفعهم ولا يضرهم، فمن استعمل هذا اللسان فيما ينفعهُ ولا يضره فليس عليه حرج وليس عليه مؤاخذةٌ في الآخرة، وأما من استعمله فيما نهاه الله عنه فقد أهلكَ نفسهُ ولم يشكر ربه على هذه النعمة العظيمة.
ومعنى ” طول الصمت ” في الحديث الذي مرّ ذكرهُ : تقليل الكلام، فإن طول الصمت – من غير ذكر الله وسائر الحسنات – يكونُ مطلوبًا محبوبًا عند الله تعالى، أما مِن ذكر الله وسائر الحسنات فإكثار استعمال اللسان مطلوبٌ ولاسيما التهليل، فالمعنى أنّ الإنسان ينبغي له أن لا يتكلم إلا بكلام ليس عليه فيه مؤاخذة عند الله، ثم الأشياء التي ينبغي حفظُ اللسان عنها من الكلمات كثيرة ومن أكثرها وقوعًا من الناس الغيبةُ، نسأل الله السلامة وأن يحفظ لنا ألسنتنا من المهالك
وأما “حسن الخُلق” المذكور في الحديث فهو عبارة عن ثلاثة أمور:
1- كفُّ الأذى عن الناس،
2- وتحملُ أذى الناس،
3- وأن يعملَ المعروف مع الذي يعرفُ له إحسانه ومع الذي لا يعرفُ له.
ومن نال حسنَ الخُلقِ فقد نال مقامًا عاليًا، فقد يبلغُ الرجل بحسن خلقه درجةَ القائم الصائم، أي الذي لا يتركُ القيام في جوف الليل ولا يترك صيام النفل.