قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ} قال علي بن أبي طالب في تفسير هذه الآية: علموا أنفسكم وأهليكم الخير أي علم الدين. فقوله تعالى{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} أي احفظوا أنفسكم وأهليكم من هذه النار، الله تعالى أمرنا بأن نحفظ أنفسنا وأهلينا من هذه النار الشديدة التي وصفها الله تعالى، فطريق حفظ النفس والأهل من هذه النار هو أن يَعلم الإنسان أمور دين الله ويُعلّم أهله فبذلك يكون الإنسان حفظ نفسه وأهله من نار جهنمّ. إذا علّم نفسه وأهله، أي إذا تعلم لنفسه وعلّم أهله بنفسه أو بواسطة غيره أمور الدين يكون حفظ نفسه وأهله من نار جهنم، حتى إنه لا يُستغنى عن معرفة كيف يصح النكاح وكيف يكون الطلاق. على الإنسان أن يتعلم ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم محمد من أمور الدين ليس أمور الصلاة والعقيدة فقط، فإذا لم يتعلم هذه الأشياء يؤاخذه الله تعالى يوم القيامة، يعذبه. ليس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله تعالى ليعلم الناس كيف يؤمنون بالله وكيف يصلون وكيف يصومون وكيف يحجون وكيف يزكون فقط، بل أمره الله تعالى أن يعلمّ الناس كيف يبيعون ويشترون، وكيف يتزوجون وكيف يطلقون، فمن لم يتعلم هذه الأشياء وقع في نار جهنم وذلك أن كثيرًا من الناس يتزوجون زواجًا غير شرعي ولا يدرون أنهم يعيشون بنكاح شرعي أم بنكاح غير شرعي، وهؤلاء يوم القيامة يُسألون. مثلا إذا تزوج إنسان امرأة هي في عدة زوج غيره، كان بقي عليها من عدة زوج غيره شىء من العدة، ما أنهت العدة هذا الزّواج فاسد.
الإنسان يُسأل عن أمرين: إذا لم يتعلم يقال له لِمَ لَمْ تتعلم؟ وإن كان تعلم ثم لم يطبق ما تعلمه ليتجنب الحرام، تعلم الحلال والحرام ثم لَم يتجنب الحرام أو ترك الفرض، تعلم ما فرض الله تعالى على عباده ثم أهمل الفرائض أو بعضًا منها، فهذا يسأل، فيعاقب لأنه ما أدى كما تعلّم، ما عمل كما تعلم. الذي لم يتعلم يُسأل والذي تعلم ثم أهمل يسأل، فكلاهما يستحقان العذاب.