بسم الله الرحمن الرحيم
التأويل هو أخراج النص عن ظاهره منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم.
الممدوح منه ما هو تأويل إجمالي وشهر في عهد السلف, ومنه ما هو تأويل تفصيلي شهر في عهد الخلف. ترك التأويل الإجمالي والتفصيلي أمر خطير لأنه يؤدي إلى القول بتعارض القران وتضارب الآيات , وهذا لا يجوز في كتاب الله.ا.هـ
الوهابية تُنكر التأويل مطلقاً مهما حسُن مَقصد الذي يؤول , بل يسمون الذين يؤولون (معاول التأويل والهدم) كما قال الألباني في شرح الطحاوية صحيفة 18, وكتاب التنبيهات صحيفة 34-71 لابن باز.
وأين الوهابية حين قالت ما قالت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابن عباس تُرجمان القران: اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب. رواه ابن ماجه. يُقال لهم هل كان النبي يدعوا له أم عليه!!!؟
يقول ابن باز في فتوى رقم ( 19606) تاريخ 24 شهر 4 -1418 هجري: إنّ تأويل النصوص الواردة في القران والسنة في صفات الله جلّ وعلا (يقول ابن باز على زعمه) هو خلاف ما أجمع عليه المسلمون من لدن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يومنا هذا.
ولا ندري أي إجماعٍ ينقله ابن باز الوهابي, والنووي ينقل في شرحه على مسلم المجلد ال5 صحيفة 24 طبع دار الفكر بيروت قول القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبةً فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى : “أأمنتم من في السماء ” ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم. انتهى بحروفه.
فهذا اجماع اهل السنة والجماعه في اثبات التأويل أما الاجماع الذي يدعيه ابن باز في نفيه التأويل فما هو الا إجماع اهل التشبيه والتجسيم من لدن نشأتهم الى يومنا هذا.
ومن عجيب جهل هذا الرجل بعد أن ينقل الاجماعاً مكذوبا ادعاه, فها هو في مجلة الحج-جمادة الأولى 1415 ص:74 يؤول قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم (بالعلم)!!!
ويا ويل من فقد بصره عندك يا ابن باز فأنت حين ادعيت الاجماع على نفي التأويل نسيت قوله تعالى:” ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا “.سورة الاسراء72.
قال الالباني في كتابه الفتاوى ص:523 : من أوّل قوله تعالى : (كلّ شئ هالك الا وجهه) فهو تأويل لا يقوله مسلم .اهـ بينما ثبت أن البخاري السلفي أوّل هذه الاية فقال : إلا مُلكَهُ .صحيح البخاري – كتاب التفسير-سورة القصص.
هذا يعني أن الألباني الوهابي يُكفر البخاري السلفي بقوله: لا يقوله مسلم- اي عن من يؤول الآية: كلّ شئ هالك إلا ملكه!
للفائدة : الإمام النووي من أئمة أهل السنة والجماعة صاحب الكتاب المشهور رياض الصالحين توفي سنة 676 للهجرة , يعني كان قبل ابن تيمية الذي توفي سنة 728 للهجرة. يعني آن ما نقله النووي كان نقلا عن من سبقه من السلف والخلف , وما كان يرد على ابن تيمية لأنه لم يكن بعد عرف.
ًلطف الله بنا وعصمنا من الكفر ومن التكفير الشمولي وغفر الله لنا وثبتنا على عقيدة جمهور الأمة الاسلامية – عقيدة مئات الملايين من المسلمين اليوم وهي تنزيه الله عن الجسم والحد والمثيل والمكان. والله أعلم.