مخالفة الفرقة القاديانية لعقيدة المسلمين
مخالفة الفرقة القاديانية لعقيدة المسلمين
قال الله عز وجل في كتابه العزيز:قل ءامنّا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمونذكر الله تعالى في هذه الآية عددًا من الأنبياء وأمرنا أن لا نفرّق بينهم من حيث الإيمان بهم، فإنه أصل من أصول الإيمان الإيمان برسل الله أي أنبيائه أجمعين، فلا يجوز لنا أن نجحد نبوة نبي مجمع على نبوته ولا يجوز لنا أن ندخل في مقامهم من ليس منهم، فأول الأنبياء ءادم عليه السلام وهو أول البشر وءاخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله.
والنبوة تكون بنزول الوحي على من اختاره الله تعالى واصطفاه ولا تكون بالاكتساب والاجتهاد بالطاعات، وقد أيّد الله أنبياءه بالمعجزات الباهرات تصديقًا لهم، والمعجزة هي أمر خارق للعادة، موافق لدعوى من ادّعى النبوة، لا يمكن معارضته بالمثل، فليس كل أمر خارق للعادة معجزة، كالسحر فإنه يعارض بسحر مثله لأن السحر قائم على الخداع والتلبيس وأما المعجزة فأمر حقيقي ثابت، ولذلك لما شاهد السحرة عصا موسى عليه السلام تنقلب حية حقيقية علموا أن هذا حق يقين وليس تمويهًا ولا تلبيسًا وأعلنوا إيمانهم، وكذلك ما حصل مع مسيلمة الكذاب الذي ادّعى النبوة في حياة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه أتى رجلا أعورًا فوضع يده على عينه فعميت الأخرى، فهذا ليس موافقًا لدعواه النبوة، إنما الله أظهر كذبه وأهانه بهذا الأمر وإن كان خارقًا للعادة، وكذلك من الأمور الخارقة ما يظهر على يد أعور الدجال الذي ظهوره هو أول علامات الساعة الكبرى، فإنه يقول للسماء أمطري فتمطر، يصادف قوله مشيئة الله تعالى، فهذه ليست معجزة إنما تسمى استدراجًا فالدجال لا يدّعي أنه نبي إنما يدّعي الألوهية، وينفتن به خلق كثير ولا ينجو من فتنته إلا من عصمه الله تعالى.
وقد أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه سيأتي بعده كذابون كل منهم يزعم أنه رسول الله، وذكر أنهم ثلاثون، منهم اثنان ظهروا في حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهم الأسود العنسي ومسيلمة الكذاب، ثم من الذين ظهروا بعد ذلك رجل من قاديان بباكستان اسمه غلام أحمد القادياني، ادّعى النبوة وقال عن نفسه إنه نبي رسول وقال إنها نبوة تجديدية وقال إنها نبوة ظلية أي تحت ظل محمد صلى الله عليه وسلم كما في كتاب له سماه “الخطبة الإلهامية”، وطائفته اليوم كثرة في أوروبا وأميركا وفي إنكلترا يعملون باسم الإسلام، فيطبعون الكتب وينشرونها بين المسلمين وأحيانًا يغرون الناس الفقراء بالمال ليوقعوهم بالكفر والضلال ولينشروا لهم هذه العقيدة الفاسدة، وقد مضى على دعوتهم نحو مائة وعشرين سنة أيام الاستعمار البريطاني لبلاد الهند، ثم هذا الرجل غلام أحمد، الله تعالى أذلّه وأهانه فإنه بحضور جمع من العلماء صار يقول: (اللهم من كان منا على الضلال فأهلكه) ثم بعد ذلك بسنة أصيب بمرض إسهال البطن حتى إنه كان يمكث في الخلاء أربعين مرة في اليوم حتى مات بعد عشرين يوم فوجد ميتًا في الخلاء حيث النجاسة والخبث وكان مضى عليه ثلاثة أيام وهو ميت حتى عرفوا به.
وقد رد العلماء على هذه الطائفة بأن الله تعالى قال :ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وأن المراد بقوله تعالى وخاتم النبيين ءاخر النبيين وليس المراد أن الرسول زينة النبيين كالخاتم الذي يزين يد صاحبه كما زعمت القاديانية، فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم:وختم بي النبيون وروى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال:ذهبت النبوة وبقيت المبشراتقيل: “وما المبشرات يا رسول الله؟” قال:الرؤيا الصالحة.
فمن اعتقد أنه يجوز أن يأتي نبي يوحى إليه بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كذّب القرءان والحديث الصحيح وما عليه جميع المسلمين، فيكون كافرًا بالله وبرسوله محمد وقد قال عزّ وجل :ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرًاوالأنبياء لهم خصائص خصهم الله بها منها قوله عليه الصلاة والسلام: “الأنبياء يدفنون حيث يموتون” وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها ودفن حيث توفي، وذلك تكريمًا لمقامهم عليهم أفضل الصلاة والسلام.
إخوة الإيمان… إن ربنا عز وجل جعل النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم ءاخر الأنبياء وأمّته ءاخر الأمم فأكمل لها دينها وجعل أمرها قائمًا إلى يوم القيامة، وإن على المؤمن أن يحذر من فتن المفسدين الذين يسعون لخراب هذا الدين، ذلك بأن يتعلم ما افترض الله عليه من علم الدين ليحصّن نفسه وأهله من تلبيس شياطين الإنس والجن، حفطنا الله وإياكم في ديننا ودنيانا وسلمنا في الآخرة من الأهوال.