من أصحاب رسول الله أبو أيوب الأنصاري
أَبُو أَيُّوْب الأَنْصَارِيُّ
نسبه
خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبٍ مِنْ بَني النَّجَّار الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، البَدْرِيُّ، السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، أُمُّهُ هِنْدٌ بِنْتُ سَعْدِ بنِ عمْرٍو بنِ امرىءِ القيْس الخَزْرَجِيِّ.
أَبُو أَيُّوْب الأَنْصَارِيُّ الَّذِي خَصَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّزُوْلِ عَلَيْهِ فِي بَنِي النَّجَّارِ، إِلَى أَنْ بُنِيَتْ لَهُ حُجْرَةُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ سَوْدَةَ، وَبَنَى المَسْجِدَ الشَّرِيْفَ.
رواياته للحديث
حَدَّثَ عَنْهُ: البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَآخَرُوْنَ.
وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا فِي (البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ): سَبْعَةٌ، وَفِي (البُخَارِيِّ): حَدِيْثٌ، وَفِي (مُسْلِمٍ): خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ.
استضافته للرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة
وعَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْخُلِ المَدِيْنَةَ رَاشِداً مَهْدِيّاً. فَدَخَلَهَا، وَخَرَجَ النَّاسُ يَنْظُرُوْنَ إِلَيْهِ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ، قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، هَا هُنَا.
فَقَالَ: (دَعُوْهَا، فَإِنَّهَا مَأُمُوْرَةٌ)- يَعْنِي النَّاقَةَ -.
حَتَّى بَرَكَتْ عَلَى بَابِ أَبِي أَيُّوْب.
حَدَّثَ أَبو أَيُّوْب: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الغُرْفَةِ، فَأُهْرِيْقَ مَاءٌ فِي الغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوْب بِقَطِيْفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ المَاءَ، وَنَزَلْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، لاَ يَنْبِغِي أَنْ نَكُوْنَ فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الغُرْفَةِ.
فَأَمَرَ بِمَتَاعِهِ، فَنُقِلَ – وَمَتَاعُهُ قَلِيْلٌ -.
قُلْتُ: يَارَسُوْلَ اللهِ،كُنْتَ تُرْسِلُ بِالطَّعَامِ، فَأَنْظُرُ، فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ،وضَعْتُ فِيْهِ يَدِي.
وعَنْ أَبِي أَيُّوْبَ، قَالَ: أَقْرَعَتِ الأَنْصَارُ: أَيُّهُمْ يُؤْوِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَرَعَهُمْ أَبُو أَيُّوْبَ، فَكَانَ إِذَا أُهْدِيَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ، أُهْدِيَ لأَبِي أَيُّوْبَ.
وقد روي أَنَّ أَبَا أَيُّوْبَ قَدِمَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ البَصْرَةَ، فَفَرَّغَ لَهُ بَيْتَهُ، وَقَالَ: لأَصْنَعَنَّ بِكَ كَمَا صَنَعْتَ بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ عَلَيْكَ؟
قَالَ: عِشْرُوْنَ أَلْفاً. فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً، وَعِشْرِيْنَ مَمْلُوْكاً، وَمَتَاعَ البَيْتِ.
وَعنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْن أَبِي أَيُّوْبَ، وَمُصْعَبِ ابنِ عُمَيْرٍ.
زيارته للقبر الشريف
وعَنْ داودَ بنِ أبي صالحٍ قالَ: أقبلَ مروانُ يومًا، فَوَجَدَ رَجُلاً واضِعًا وَجْهَه على القبرِ، فأَخَذ بِرَقَبَتِهِ.
وقالَ: أتدري ما تَصْنَع؟
قالَ: نَعَمْ.
فَأقْبَل عليه، فإذا هو: أبو أيوبٍ الأنصاريُّ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ.
فقال: جئتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم، ولمْ آتِ الحَجَر.
سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقولُ: (لا تبكوا على الدينِ إذا وَلِيَهُ أهلُهُ، ولكنْ ابْكُوا عليه إذا وَلِيَهُ غَيرُ أَهلِهِ). رواهُ أحمدُ والحاكمُ وقالَ هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، وأَقَرَّهُ الذَّهَبيُ.
وفاته
الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: أَغْزَى أَبُو أَيُّوْبَ، فَمَرِضَ، فَقَالَ: إِذَا مِتُّ، فَاحْمِلُوْنِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ العَدُوَّ، فَارْمُوْنِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُم بِحَدِيْثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ مَاتَ لاَ يُشرِكُ بِاللهِ شَيْئاً، دَخَلَ الجَنَّةَ).إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ أَبُو أَيُّوْبَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، وقيل مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَدُفِنَ بِأَصْلِ حِصْنِ القُسْطنْطِيْنِيَّةِ.
وقالَ الخازنُ في تفسيرِ لُبابِ التَّأويلِ في معاني التنـزيلِ: ” ماتَ أبو أيوبٍ في آخرِ غزوةٍ غزاها بأرضِ قُسْطَنْطِينية ودُفِنَ في أصْلِ سُورِها فَهُمْ يَتبرَّكونَ بقبرِه ويَسْتَسْقونَ بِهِ ” اهـ.
رضي الله عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاه.