Search or ask ابحث او اسأل

من أعيان الصوفية

الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل على النهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار، الذي هدى من خلقه من اصطفاهم فزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار والادكار، وملازمة الاتعاظ والأذكار، ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار، والمحافظة على ذلك مع تغير الأحوال والأطوار. والصلاة والسلام على محمد النبي العربي المختار، وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين أهل المحبة والأسرار، والصوفية الأخيار.

ليعلم أن حقيقة التصوف هو اتباع الشريعة، والعمل بالكتاب والسنة، ومجاهدة النفس، ومخالفة الهوى.. وكثير منهم بلغوا الولاية والعناية الربانية أمثال الشيخ أحمد الرفاعي والجنيد البغدادي والجيلاني وغيرهم. أما أدعياء التصوف اليوم، الذين يقولون بالحلول وبأفضلية أحد من عامة الناس على الأنبياء، فهم شاذون منحرفون عن الحق. لقد جعل الله هذه الطائفة سادة الأمة، وفضلهم على سائر خلقه بعد أنبيائه ورسله، وجعلهم للناس هداة ورحمة، فكان منهم الأولياء والعلماء والسادة الأئمة.

وأهل هذه الطائفة الأفاضل قد ذهب أكثرهم ولم يبقَ إلا رسمهم إلا ما ندر من أهل التقوى والسلامة، إذ الحق باقٍ إلى يوم القيامة. وقد فرَّق كثير من جهلة التصوف بين الشريعة والحقيقة، وتوهموا أن الحقيقة تخالف الشريعة، وأن الباطن يخالف الظاهر، وهذا خطر محدق، وجهل مطبق لأن الشريعة كلها حقائق.

ينبغي أن يفهم من ذلك أن:
* التصوف الإسلامي علم وعمل مستقى من كتاب الله وسنة النبي
* التصوف الحقيقي بريء من الشعوذة والخرافات
* التصوف هو علم وعمل وزهد في الدنيا
* كثير من أدعياء التصوف تركوا العلم وشذوا
* الشيخ أحمد الرفاعي الكبير إمام علم وعمل وتقوى وورع وزهد
* كرامات الأولياء ثابتة ودلالة على صدقهم لاتباع النبي محمد

لما ظهرت البدع وكثر من ابتدع، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أنّ فيهم زهادا وعبادا، انفرد خواص السنة الحافظون قلوبهم عن طوارق الفتنة فهم ودائع مدد الله وخزائن أسراره اليه يرجعون وبه يهيمون وعليه يتوكلون وإلى غيره لا يلتفتون، وهم رضي الله عنهم على مشارب وأطوار، منهم المتحلي بالتجرّد عن الآثار، ومنهم المتطيلس بطليسان الذل لله والانكسار، ومنهم الذين سلكوا طريق الفقر والافتقار، واشتهروا باسم الصوفية والفقراء.
ونحن نذكر في هذا الفصل أسماء جماعة من شيوخ هذه الطريقة العلية من الطبقة الأولى:

رويم بن أحمد (توفي سنة 303هـ) هو أبو أحمد رويم بن أحمد بغدادي من أعظم المشايخ، كان مقرئا وفقيها على مذهب داود.

ومن كلامه رحمه الله: “من حكم الحكيم أنّه يوسع على إخوانه في الأحكام ويضيق على نفسه فيها، فان التوسعة من اتباع العلم، والتضييق على نفسه من حكم الورع”.

ابراهيم بن أدهم (توفي سنة 161هـ) هو أبو إسحاق ابراهيم بن أدهم بن منصور، من بلخ كان من أبناء الملوك فخرج يوما يتصيّد فأثار ثعلبا أو أرنبا وهو في طلبه فهتف به هاتف: يا ابراهيم ألهذا خلقت أم بهذا أمرت؟

ثمّ هتف به: ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت فنزل عن دابته وصادف راعيا لأبيه فأخذ جبة للراعي من صوف ولبسها وأعطاه فرسه وما معه، ثمّ إنّه دخل البادية ثم دخل مكة وصحب سفيان الثوري والفضيل بن عياض، ثم دخل الشام ومات فيها، وكان يأكل من عمل يده كالحصاد والعمل في البساتين وغير ذلك.

ومن كلامه رحمه الله: إعلم أنّك لن تنال درجة الصالحين حتى تجتاز ست عقبات:

أولاها: تغلق باب النعمة وتفتح باب الشدة.

والثانية: نغلق باب العز وتفتح باب الذل.

والثالثة: تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد.

والرابعة: تغلق باب النوم وتفتح باب السهر.

والخامسة: تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر.

والسادسة: تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت.

حاتم الأصم: هو أبو عبد الرحمن حاتم بن علوان المعروف بالأصم من أكابر مشايخ خرسان، كان تلميذ شقيق البلخي وأستاذ أحمد بن خضرويه، ويقال: إنّه لم يكن أصم وإنّما تصامم مرة فسمي بذلك.

قال الأستاذ أبو الدقاق رحمه الله تعالى: “جاءت امرأة فسألت حاتمًا عن مسألة فاتفق أنّه خرج منها في تلك الحالة صوت فخجلت فقال حاتم: ارفعي صوتك، فأرى من نفسه أنّه أصم، فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنّه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الأصم”.

أحمد الأنطاكي: هو أبو علي أحمد بن عاصم الأنطاكي من أقران بشر بن الحارث وسري السقطي والحارث المحاسبي، وكان أبو سليمان الداراني يسميه جاسوس القلوب لحدة فراسته.

ومن كلامه رضي الله عنه: اذا طلبت قلبك فاستن عليه بحفظ اللسان.

أبو حمزة البزار (توفي 289هـ) كان من أقران الجنيد ومات قبله، وصحب سري السقطي والحسن المسوحي، وكان فقيها عالما بالقراءات، وكان أحمد بن حنبل يقول له في المسائل: ما تقول يا صوفي.

ومن كلامه رضي الله عنه:

“من رزق ثلاثة أشياء فقد نجا من الآفات: بطن خالٍ مع قلب قانع، وفقر دائم مع زهد حاضر، وصبر كامل مع ذكر دائم”.

أبو يزيد البسطامي (188-261هـ) هو طيفور بن عيسى البسطامي كان جدّه مجوسيا وقد أسلم، وكانوا ثلاثة أخوة: ءادم وطيفور وعلي وكانوا زهادًا عبادًا، أما أبو يزيد فكان أجلّهم حالا.

من كلامه رضي الله عنه:

“لو نظرتم إلى رجل يرتقي في الهواء فلا تقتدوا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة”.

شقيق البلخي (توفي 194) هو أبو علي شقيق بن إبراهيم البلخي من مشايخ خرسان وكان أستاذ حاتم الأصم قيل: كان سبب زهده أنّه كان من أبناء الأغنياء خرج للتجارة إلى أرض الترك وهو حدث فدخل بيتا للأصنام فرأى خادما للأصنام قد حلق رأسه ولحيته ولبس ثيابا أرجوانية، فقال شقيق للخادم: إن لك صانعًا حيًا عالمًا قادرًا فاعبده ولا تعبد هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع فقال: إن كان كما تقول فهو قادر على أن يرزقك ببلدك، فلماذا أتعبت نفسك بالمجيء إلى ههنا للتجارة فانتبه شقيق وأخذ في طريق الزهد.

من كلامه رضي الله عنه: “إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر إلى ما وعده الله ووعده الناس فبأيهما يكون قلبه أوثق”.

وقال أيضًا: “تُعرف تقوى الرجل في ثلاثة أشياء: في أخذه ومنعه وكلامه”.

محمد بن الفضل البلخي (توفي سنة 319هـ) هو أبو عبد الله محمد بن الفضل البلخي سكن سمرقند ومات فيها صحب أحمد ابن خضرويه وغيره، وكان أبو عثمان الحيري يميل اليه جدًا.

من كلامه رضي الله عنه: “إذا رأيت المريد يستزيد من الدنيا فذلك من علامات إدباره”.

وسئل عن الزهد فقال: “النظر إلى الدنيا بعين النقص، والإعراض عنها تعززا وتشرفا”.

سهل التستري (200-283هـ)

هو أبو محمد سهل بن عبد الله التستري أحد أئمة القوم، لم يكن في وقته نظير في المعاملات والورع، وكان صاحب كرامات، ولقي ذا النون المصري بمكة وقال: قال: كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم الليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار وكان يقوم الليل، فربما كان يقول: إذهب يا سهل فنم فقد شغلت قلبي.

قال لي خالي (محمد بن سوار) يوما: ألا تذكر الله تعالى الذي خلقك، فقلت كيف أذكره، فقال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي الله ناظر إلي، الله شاهدي فقلت ذلك ثلاث ليال، ثمّ أعلمته. فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات فقلت ذلك ثم أعلمته فقال لي: قل في كل ليلة احدى عشر مرة، فقلت ذلك فوقع في قلبي حلاوة، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: إحفظ ما علمتك

وداوم عليه إلى أن تدخل القبر فانّه ينغعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سري.

أحمد بن الجلاء: هو أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء بغدادي الأصل أقام بالرملة ودمشق وكان من أكابر مشايخ الشام صحب ذا النون المصري وأباه الجلاء، من كلامه رضي الله عنه: “من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله عز وجل فهو موحّد”.

بنان الجمال (توفي سنة 316هـ)

هو أبو الحسن بُنان بن محمد الجمال واسطي الأصل، أقام بمصر وكان عظيم الشأن وصاحب كرامات.

يقول أبو علي الروذباري: “ألقي بنان الجمال بين يدي السبع يشمه ولا يضره،  فلما أخرج قيل له: ما الذي كان في قلبك حين شمّك السبع، قال كنت أفكر في اختلاف العلماء في سؤر السباع”.

بشر الحافي (150-227هـ)

هو أبو نصر بشر بن الحارث الحافي: أصله من مرو، وقد سكن بغداد ومات فيها، وكان كبير الشأن.

وسبب توبته أنه أصاب في الطريق ورقة مكتوب فيها اسم الله عز وجل وقد وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدرهم كان معه غالية (نوع من الطيب) فطيب بها الورقة وجعلها في شق حائط، فرأى فيما يرى النائم كأنّ قائلا يقول: يقول لك إلهك: يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة.

ومن كلامه رضي الله عنه: “لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس”.

عمر الحداد (توفي سنة260هـ)

هو أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد من قرية يقال لها: كوردا باذ في طريق بخارى، وكان أحد الأئمة والسادة.

قال: “من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال”.

سمنون بن حمزة (توفي سنة 290هـ)

هو أبو الحسن سمنون ابن حمزة، صحب السري السقطي وأبا أحمد القلانسي ومحمد بن علي القصاب، وكان سمنون ظريف الخلق، أكثر كلامه في المحبة، كما كان كبير الشأن.

سعيد الحيري (توفي سنة 298هـ)

هو أبو عثمان سعيد بن اسماعيل الحيري كان من الري ويقيم في نيسابور، صحب شاه الكرماني ويحيى بن معاذ الرازي، ثم ورد نيسابور مع شاه الكرماني على أبي حفص الحداد وأقام عنده وتخرج به، وزوجه أبو حفص ابنته.

عبد الله بن خبيق: هو أبو محمد عبد الله بن خبيق من زهاد الصوفية، كوفي الأصل وسكن أنطاكية وصحب يوسف بن أسباط.

ومن كلامه رضي الله عنه: “أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال منك الحزن على ما فاتك، وألزمك الفكر بقية عمرك، وأنفع الرجاء ما سهل عليك العمل”.

وقال: “طول الاستماع الى الباطل يطفىء حلاوة الطاعة من القلب”.

أحمد الخرّاز (توفي سنة 277هـ) هو أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز من أهل بغداد، صحب ذا النون المصري والسري السقطي وبشر بن الحارث.

قال: “صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال، لأني كنت معهم على نفسي”.

أحمد بن خضرويه (توفي سنة 240هـ)

من كبار مشايخ خرسان وكان كبيرًا في الفتوة، صحب أبا تراب النخشبي، قدم نيسابور وزار أبا حفص، وخرج إلى بسطام في زيارة أبي يزيد البسطامي وكان أبو يزيد يقول عنه: “أستاذ أحمد”.

ومن كلامه رضي الله عنه: “لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رِق أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة عليك لما ظفرت بك الشهوة”.

ابراهيم الخواص (توفي سنة 291هـ)

هو أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن اسماعيل الخواص، من أقران الجنيد والنوري وله في التوكل والرياضات حظ كبير.

من كلامه رضي الله عنه: “دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرءان الكريم بالتدير، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرّع عند السّحَر، ومجالسة الصالحين”.

عبد الحمن الداراني (توفي سنة 215هـ) هو أبو سليمان عبد الرحمن بن عطية الداراني من قرية داران إحدى قرى دمشق.

من كلامه رضي الله عنه: “ربما تقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة”.

وقال: “إذا سكنت الدنيا في القلب رحلت منه الآخرة، وأفضل الأعمال خلاف هوى النفس، ولكل شىء صدأ وصدأ نور القلب شبع البطن”.

أحمد الدينوري (توفي سنة 340هـ)

هو أبو العباس أحمد بن عمر الدينوري صحب يوسف بن الحسين وابن عطاء والجريري، وكان عالمًا فاضلا، ورد نيسابور وكان يعظ الناس، ويتكلم على لسان المعرفة، ثمّ ذهب الى سمرقند ومات بها.

ومن كلامه رضي الله عنه: “لسان الظاهر لا يفيد حكم الباطن”.

يحيى بن معاذ الرازي (توفي سنة 258ه) هو أبو زكريا يحيى ابن معاذ الرازي الواعظ فريد عصره، له لسان في الرجاء وكلام في المعرفة، خرج الى بلخ وأقام فيها مدة، ثمّ رجع الى نيسابور.

ومن كلامه رضي الله عنه: “كيف يكون زاهدا من لا ورع له، تورّع عما ليس لك ثم ازهد فيما لك”.

وقال: “الزهد ثلاثة أشياء: القلة والخلوة والجوع”.

يوسف بن الحسين الرازي (توفي سنة 304هـ)

هو أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي كان شيخ الري والجبال في وقته عالمًا أديبًا، وصحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي ورافق أبا سعيد الخراز.

قال: “رأيت ءافات الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، ومرافقة النساء”.

أحمد بن محمد الروذباري (توفي سنة 322) هو أبو علي أحمد بن محمد الروذباري بغدادي أقام بمصر ومات فيها، صحب الجنيد والنوري، وكان أعلم المشايخ في الطريقة. وكان أستاذه في التصوف الجنيد، وفي الفقه أبو العباس بن شريح، وفي الأدب ثعلب، وفي الحديث ابراهيم الحربي.

من كلامه رضي الله عنه: “من علامة الاغترار أن تسيء فيحسن الله اليك فتترك التوبة والإنابة توهّما أنّك تُسامح في الهفوات وترى أن ذلك من بسط الحق لك”.

وسئل عن التصوف فقال: “هذا مذهب كله جدّ فلا تخلطوه بشىء من الهزل”.

دلف الشبلي (247-334ه) وهو أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي، بغدادي المولد، صحب الجنيد ومن في عصره من العلماء، وكان شيخ وقته حالا وظرفًا وعلمًا، مالكي المذهب وقبره ببغداد.

كانت مجاهداته في بدايته فوق العادة، وقال أبو علي الدقاق عنه: “بلغني أنّه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم”.

محمد بن خفيف الشيرازي (276-371هـ)

هو أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي، صحب رويما والحريري وأحمد بن عطاء وغيرهم، كان شيخ الشيوخ وواحد زمانه.

وسئل عن القرب فقال: “قربك منه تعالى (أي القرب المعنوي) بملازمة الموافقات”.

ودخل فقير على الشيخ أبي عبد الله بن خفيف الشيرازي فقال الفقير: بي وسوسة فقال الشيخ: عهدي بالصوفية يسخرون من الشيطان.

عبد الله المرتعش (توفي سنة 329هـ) هو أبو محمد عبدالله بن محمد المرتعش النيسابوري من محلة الحيرة، صحب أبا حفص وأبا عثمان ولقي الجنيد وكان كبير الشأن، وكان يقيم في مسجد الشونيزية، وقد مات ببغداد.

ومن كلامه رضي الله عنه: “الإرادة حبس النفس عن مرادها، والإقبال على أوامر الله تعالى، والرضا بموارد القضاء عليه”.

الفضيل بن عياض (105- 187هـ)

هو أبو علي الفضيل بن عياض من ناحية مرو، وقيل ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد، ومات بمكة المكرمة في شهر المحرم.

قال الفضيل بن موسى: “كان الفضيل ابن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينما هو يرتقي الجدار إليها سمع قارئًا يتلو قوله تعالى: {ألَم يأنِ للّذينَ ءامنوا أن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللهِ(16)} [سورة الحديد] فقال: يا رب قد ءان، فرجع فآواه الليل إلى خربة فاذا فيهم رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: حتى نصبح فان فضيلا على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمنهم، وجاور الحرم حتى مات”.

حمدون القصار (توفي سنة 271) هو أبو صالح حمدون ابن أحمد بن عمارة القصار النيسابوري، صحب أبا تراب النخشبي.

قال رجل لأبي صالح أوصني فقال: “إن استطعت أن لا تغضب لشىء من الدنيا فافعل”.

وقال: “لا تُفش على أحد ما تحب أن يكون مستورا منك”.

الحارث المحاسبي (توفي سنة 243هـ)

هو أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي لا نظير له في زمانه علمًا وورعًا ومعاملة وحالا، بصري الأصل مات ببغداد.

قال الأستاذ أبو علي الدقاق: “كان الحارث المحاسبي إذا مدّ يده الى طعام فيه شبهة تحرّك على إصبعه عرق فكان يمتنع منه”.

وقال الحارث: “من صحح باطنه بالمراقبة والاخلاص زيّن الله ظاهره بالمجاهدة واتباع السنة”.

أحمد بن مسروق (توفي سنة 298هـ) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، من أهل طوس، سكن بغداد وصحب الحارث المحاسبي وسري السقطي، وتوفي في بغداد.

ومن كلامه رضي الله عنه: “من راقب الله تعالى في خطرات قلبه عصمه الله تعالى في حركات جوارحه”.

وقال: “شجرة المعرفة تسقى بماء الفكر، وشجرة الغفلة تسقى بماء الجهل، وشجرة التوبة تسقى بماء الندامة، وشجرة المحبة تسقى بماء الاتفاق والموافقة”.

ذو النون المصري (توفي سنة 245هـ)

هو أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم المصري، كان أبوه نوبيّا من نواحي مصر فائق الشأن وأوحد زمانه علمًا وورعًا وحالا وأدبا، سعوا به إلى المتوكل فاستحضره من مصر فلما دخل عليه وعظه فبكى المتوكل وردّه إلى مصر مكرمًا، وكان المتوكل إذا ذكر بين يديه أهل الورع يبكي ويقول: “إذا ذكر إليّ الورع فحيهلا لي بذي النون”، وكان ذو النون رجلا نحيفا تعلوه حمرة.

ومن كلامه رضي الله عنه: “حب الجليل، واتباع التنزيل، وخوف التحويل والاستعداد للرحيل”.

وقال: “من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه”.

وسئل عن السفلة فقال: “من لا يعرفون الطريق إلى الله تعالى ولا يتعرفونه”.

وقال: “لا تسكن الحكمة معدة ملئت طعاما”.

سعيد المغربي (توفي سنة 373هـ)

هو أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي واحد زمانه، صحب ابن الكاتب وحبيب المغربي وأبا عمرو الزجاجي وغيرهم. مات بنيسابور، وأوصى بأن يصلي عليه أبو بكر بن فورك.

ومن كلامه رضي الله عنه: “التقوى هي الوقوف على الحدود، لا يقصر فيها ولا يتعداها”.

وقال: “من ءاثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله تعالى بموت القلب”.

عسكر النخشبي (توفي سنة 245هـ) هو أبو تراب عسكر بن حصين النخشبي صحب حاتما الأصم، وأبا حاتم العطار المصري.

ومن كلامه رضي الله عنه: “الفقير قوته ما وجده، ولباسه ما ستره، ومسكنه حيث نزل”.

وقال: “إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمله، فاذا أخلص وجد حلاوته ولذته وقت مباشرة العمل”.

جعفر بن نصر (253- 348هـ) هو أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر ولد ونشأ في بغداد، صحب الجنيد، وانتمى اليه، وصحب النوري ورويما وسمنون وغيرهم، ومات ببغداد.

ومن كلامه رضي الله عنه: “إنما بين العبد والوجود أن تسكن التقوى قلبه، فإذا سكنت التقوى قلبه نزلت عليه بركات العلم وزالت عنه رغبة الدنيا”.

ابراهيم النصر ءاباذي (توفي سنة 369) هو أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصر ءاباذي شيخ خرسان في وقته صحب دلف الشبلي وأبا علي الروذباري والمرتعش وجاور بمكة المكرمة حرسها الله تعالى، وكان عالمًا بالحديث كثير الرواية.

ومن كلامه رضي الله عنه: “إعلم أن الأمر والنهي باق، والتحليل والتحريم مخاطبون به، ولن يجترىء على الشبهات إلا من تعرّض للمحرمات”.

اسحاق النهرجوري (توفي سنة 330) هو أبو يعقوب إسحاق بن محمد النهرجوري (والنهرجور قرية قرب الأهواز) صحب أبا عمرو المكي وأبا يعقوب السوسي والجنيد وغيرهم، مات بمكة مجاورا.

ومن كلامه رضي الله عنه: “الدنيا بحر، والآخرة ساحل، والمركب هو التقوى، والناس سفر”، وقال: “أفضل الأحوال ما قارن العلم”.

أحمد النوري (توفي سنة 295هـ)

هو أبو الحسين أحمد بن محمد النوري، ولد ونشأ في بغداد، صحب سري السقطي وابن أبي الحواري وكان من أقران الجنيد رحمه الله، وكان كبير الشأن حسن المعاملة واللسان.

ومن كلامه رضي الله عنه: “أعز الأشياء في زماننا شيئان: عالم يعمل بعمله، وعارف ينطق عن حقيقة”.

وقال: “من رأيته يدّعي مع الله تعالى حالة تخرجه عن حد العلم الشرعي فلا تقربنّ منه”.

محمد الواسطي (توفي سنة 331هـ) هو أبو بكر محمد بن موسى الواسطي، خراساني الأصل من فرغانة، صحب الجنيد والنوري، وكان عالما كبيرا وقد أقام بمرو.

ومن كلامه رضي الله عنه: “الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب”.

محمد الوراق: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو الوراق الترمذي أقام ببلخ وصحب أحمد خضرويه وغيره، له تصانيف في الرياضة.

من كلامه: “من أرضى الجوارح بالشهوات غرس في قلبه شجر الندامات”.

شعيب بن حرب (توفي سنة 297هـ) هو أبو صالح شعيب بن حزب نزل المدائن واعتزل ثم خرج إلى مكة فنزل بها إلى أن مات بها، وكان قد بنى كوخًا على شط دجلة.

وبلغ أحمد بن حنبل زهده وورعه فقال عنه: “شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع”،

سمع شعيب بن حرب من شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وغيرهم.

من كلامه رضي الله عنه: “من أراد الدنيا فليتهيأ للذل”.

وقال لرجل: “إذا دخلت القبر ومعك الإسلام فأبشر”.

وقال: “لا تحقرن فلسا تطيع الله في كسبه ليس الفلس يراد إنّما الطاعة تراد”.

هشيم بن بشير بن أبي خازم (توفي سنة 183هـ)

هو أبو معاوية السلمي واسم أبي خازم القاسم بن دينار، كان يكتب الحديث وجالس أبو شيبة القاضي.

وقال إبراهيم الحربي: “كان حفاظ الحديث أربعة هشيم شيخهم”،

سمع الحديث من عمرو بن دينار والزهري ويونس بن عبيد وأيوب السختياني وابن عون ومنصور بن زاذان وغيرهم.

أويس بن عامر: من التابعين

هو أويس بن عامر بن جَزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد.

أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يلتقه، وقد ورد فيه أحاديث صحيحة منها ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن خير التابعين أويسًا القرني”. كان بارًا بأمه متزودا بالعمل الصالح، وقد ذكره الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: “فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد وعلم الأصفياء الزهاد أويس بن عامر القرني بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى به”.

ومن كلامه رضي الله عنه: “أن رجلا مرّ عليه فقال له: كيف أصبحت قال: أصبحت أحمد الله عز وجل، فقال: كيف الزمان عليك قال: كيف الزمان على رجل ان أصبح ظنّ أنه لا يمسي، وان أمسى ظنّ أنه لا يصبح، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار، يا أخا مراد ان الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه لله بالحق لم يترك له صديقا”.

الربيع بن خثيم: من التابعين هو أبو يزيد الربيع بن خثيم رأى عبد الله بن مسعود وأسند عنه وكان عبد الله يقول للربيع بن خثيم: لو رءاك رسول الله لأحبك، قالت له ابنته مرة: يا أبتاه مالي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام فقال لها: جهنم لا تدعني أنام.

من كلامه رضي الله عنه: “أما بعد فأدِّ زادك وخذ في جهازك وكن وصي نفسك”، وقال: “كل ما لا يُبتغى به وجه الله يضمحل”، وقال مرة لأصحابه: “الداء الذنوب والدواء الاستغفار والشفاء أن تتوب فلا تعود”.

وقيل له مرة كيف أصبحت يا أبا يزيد قال: “أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل رزقنا وننظر ءاجالنا”.

سليمان بن مهران الأعمش (58-147) هو أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش مولى لبني كاهل،  وأدرك جماعة من الصحابة وعاصرهم ورأى أنس بن مالك وكان يحيى بن القطان إذا ذكر الأعمش قال: “كان من النساك”

وعن عيسى بن يونس قال: “ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، ما رأيت الأغنياء والسلاطين في مجلس أحد أحقر منهم في مجلس الأعمش وهو محتاج إلى درهم”.

مسعر بن كدام بن ظهير (توفي سنة 155هـ) هو أبو سلمة مسعر بن كدام بن ظهير أسند عن أعلام التابعين، وتوفي بالكوفة، وعن ابنه محمد بن مسعر قال كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرءان، فإذا فرغ من ورده لف رداءه ثم هجع عليه هجعة خفيفة، ثم يثب كالرجل الذي قد ضل شيئا فهو يطلبه فإنما هو السواك والطهور، ثم يستقبل المحراب كذلك إلى الفجر، وكان يجهد في إخفاء ذلك جيدا.

وعن سفيان الثوري قال: لم يكن في زماننا مثله (يعني) مسعرًا ومن شعره:

الا  قـد فـسد iiالدهرُ      فـأضحى  حـلوه مر
وقد جربت من أهوى      فـقد أنـكرتهم iiطـر
فـألزم  نفسك iiاليأسَ      مـن الناس تعش iiحر

ويقول أيضا:

تفنى اللذاذة ممن نال iiصفوتها      من الحرام ويبقى الاثم iiوالعارُ
تبقى  عواقب سوء من مغبتها      لا خير في لذة من بعدها النارُ
محمد بن صبيح بن السماك (توفي سنة 183هـ)

هو أبو العباس محمد بن صبيح بن السماك، كوفي قدم بغداد فمكث بها مدة ثم عاد إلى الكوفة فتوفي فيها، وكان الخليفة هارون الرشيد يختلف إليه وابن السماك يعظه حتى يبكي هارون، أسند عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهم وروى عنه يحيى بن يحيى النيسابوري وأحمد بن حنبل و غيرهم.

من كلامه رضي الله عنه: “من امتطى العبر قوي على العبادة، ومن أجمع اليأس استغنى عن الناس، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر جنبه، ومن رضي الدنيا من الآخرة فقد أخطأ حظ نفسه”.

وقال: “من أذاقته الدنيا حلاوتها لميله اليها، جرعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها”.

عامر بن عبد الله: هو أبو عمرو وقيل أبو عبد الله من بني تميم وهو الذي يقال له ابن عبد قيس، أدرك عمر بن الخطاب لكنه اشتغل بالعبادة عن الرواية وكان كعب يقول عنه هذا راهب الأمة.

وكان مشهورا بالزهد والورع، وهو الذي مرّ بقافلة قد حبسهم الأسد على طريقهم فنزل عن دابته فقالوا له: إنّا نخاف عليك الأسد، فقال: إنما هو كلب من كلاب الله عزوجل إن شاء أن يسلطه سلطه، وإن شاء أن يكفه كفه فمشى إليه حتى أخذ بيديه أذني الأسد فنحاه عن الطريق وقال: إني لأستحي من ربي تبارك وتعالى أن يرى في قلبي أني أخاف غيره.

ومن كلامه: “اني أحببت الله عز وجل حبّا سهل عليّ كل مصيبة ورضاني كل قضية، فما أبالي مع حبي اياه ما أصبحت عليه وما أمسيته”.

وقال لأبي المتوكل الناجي: “عليك بما يرغبك في الآخرة ويزهدك في الدنيا ويقربك إلى الله عزوجل، فقال أبو المتوكل: ما هو فقال: تقصر عن الدنيا همك، وتشحذ إلى الآخرة نيتك، وتصدق ذلك بفعلك، فاذا كانت كذلك لم يكن شىء أحب إليك من الموت ولا شىء أبغض اليك من الحياة”.

الرفيع الرياحي (توفي سنة 90هـ)

هو أبو العالية الرياحي أعتقته امرأة بني رياح، أسند عن أبي بكر وعمر وعلي وأبيّ بن كعب وأبي موسى وأبي هريرة وابن عباس في جماعة من الصحابة، وكان إذا جلس اليه أكثر من أربعة قام ومن كلامه: “كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام فأول ما أتفقده من أمره صلاته، فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه،

وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه، وقلت هو لغير الصلاة أضيع”.

وقال: “قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تعمل لغير الله فيكلك الله عز وجل إلى ما عملت له”.

هرم بن حيان العبدي

كان عاملا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن الحسن قال: “مات هرم بن حيان في يوم صائف شديد الحر، فلما نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابة تسير حتى قامت على قبره فلم تكن أطول منه ولا أقصر فرشته حتى روته ثم انصرفت”.

وعن قتادة قال: “أمطر قبر هرم بن حيان من يومه وأنبت العشب من يومه”.

ومن كلامه: “ما رأيت كالنار نام هاربها، ولا كالجنة نام طالبها”.

وقال: “ما ءاثر الدنيا على الآخرة حكيم”.

مطرف بن عبد الله بن الشخير (توفي سنة 87هـ)

هو أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير، وكان يسكن البادية.

أسند عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبيّ بن كعب وغيرهم، وتوفي في زمن الحجاج بعد الطاعون الجارف.

وعن سليمان بن المغيرة قال: “كان مطرف بن عبد الله إذا دخل بيته سبّحت معه ءانية بيته”.

وعن ثابت بن مطرف أن أباه أقبل من البادية فجعل يسير بالليل فأضاء له سوطه.

ومن كلامه: “إن هذا الموت أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيما لا موت فيه”.

وقال: “انّ أقبح ما طلب به الدنيا عمل الآخرة”. (أي الرياء).

وقال مرة لبعض اخوانه: “يا فلان إذا كانت لك حاجة فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها في رقعة ثمّ ارفعها اليّ، فانني أكره أن أرى في وجهك ذلّ السؤال”.

صفوان بن محرز المازني:

من التابعين من بني تميم، أسند عن ابن عمر وأبي موسى الأشعري وعمران بن حصين وحكيم بن حزام في ءاخرين، وتوفي في البصرة،

وكان يجتمع مع إخوانه فيقولون: يا صفوان حدث أصحابك فيقول: الحمد لله فيرق القوم وتسيل دموعهم.

من كلامه: “إذا أكلت رغيفا أشد به صلبي، وشربت كوز ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء”.

مالك بن دينار (130هـ)

هو أبو يحيى مالك بن دينار، مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي وكان يكتب المصاحف،

أسند مالك عن أنس بن مالك وعن جماعة من التابعين كالحسن وابن سيرين.

من كلامه: “ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى”.

وقال: “لا تجعلوا بطونكم جربًا للشياطين يوعي فيها إبليس ما شاء”.

وقال: “لقد هممت أن ءامر إذا مت أن أُغلّ فأدفع إلى ربي مغلولا كما يُدفع الآبق إلى مولاه”.

وقال: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره مذمتهم قيل: ولم ذاك؟ قال: لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط”.

وقال: “عجبا ممن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقر بالدنيا عينه وكيف يطيب بها عيشه”.

وقال: “كان الإبرار يتواصون: بسجن اللسان وكثرة الاستغفار والعزلة”.

وقال: “إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب”.

وقال: “أخذ السبع صبيا لامرأة فتصدقت بلقمة فألقاه فنوديت لقمة بلقمة”.

وقال: إن الله جعل الدنيا دار مفر والآخرة دار مقر، فخذوا لمقركم من مفركم،

وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم،

ففي الدنيا حييتم ولغيرها خلفتم، إنما مثل الدنيا كالسم، أكله من لا يعرفه واجتنبه من يعرفه،

مثل الدنيا مثل الحية مسها لين وفي جوفها السم القاتل، يحذرها ذوو العقول، ويهوى إليها الصبيان بأيديهم.

وقيل لمالك بن دينار: “لا تستسقي؟ فقال: أنتم تستبطئون المطر لكني استبطىء الحجارة”.

وقيل: دخل اللصوص إلى بيت مالك بن دينار فلم يجدوا في البيت شيئًا فأرادوا الخروج من داره فقال مالك: ما عليكم لو صليتم ركعتين!.

Prev Post

أدعية من القرآن الكريم | السورة والاية

Next Post

Mawlid – Story of Prophet Muhammad’s Birth – فيديو قصة…

post-bars