من العارف ومن الصوفي
عن أبي الحسن الفرغاني قال: سألت أبا بكر الشبلي ما علامة العارف؟
فقال: صدره مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح، قلت: هذه علامة العارف، فمن العارف؟ قال: العارف الذي عرف الله عز وجل، وعرف مراد الله عز وجل على ما ورد في كتاب الله، وعمل بما أمر الله، وأعرض عما نهى الله، ودعا عباد الله إلى الله عز وجل.
فقلت: هذا العارف، فمن الصوفي؟
فقال: من صفا قلبه فصفى، وسلك طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، ورمى الدنيا خلف القفا، وأذاق الهوى طعم الجفا. قلت له: هذا الصوفي، ما التصوف، قال: تصفية القلوب لعلام الغيوب. قلت له: أحسن من هذا ما التصوف؟ قال تعظيم أمر الله، والشفقة على عباد الله. فقلت له: أحسن من هذا من الصوفي؟ قال: من جفا عن الكدر، وخلص من العكر، وامتلأ من الفكر، وتساوى عنده الذهب والمدر (أي التراب).
فائدة عقيدية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كان الله ولم يكن شىء غيره”. رواه البخاري والحاكم وإبن الجارود والبيهقي. وقال البيهقي في كتابه الاعتقاد في بيان معنى هذا الحديث ما نصه “يدل على أنه لم يكن شىء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما, وكل ذلك أغيار”.
وقال صلَّى الله عليه وسلَّم “أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيىء وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىء”رواه مسلم. قال الإمام البيهقي “استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه” أي عن الله عز وجل بِقَوْلِ النَبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم “أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيىء وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيىء” وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان”. ذكر القول في كتابه الأسماء والصفات ص/ 400
قال عليه الصلاة والسلام “أقربُ ما يكونُ العبدُ مِن ربّه وهو ساجد، فأكثروا الدُّعاء” قال الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي قال البدر بن الصاحب في تذكرته في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى