السؤال: نريد أن نعرف رأيكم بالوهابية والتي تنتشر باسم السلفية وحركة الجهاد السلفي وغيرها من الأسماء. فهل هم فعلا على نهج السلف الصالح؟
الجواب:
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله وبعد
الوهابية فرقة منحرفة ضالة عن نهج أهل السنة والجماعة والسلف والصالح. تتبع ابن تيمية الحراني المجسم وابن عبد الوهاب النجدي الذي أحيا عقيدة ابن تيمية الحراني الذي قام عليه العلماء من معاصريه وكفروه (كالزركشي والسبكي وغيرهم) لخرقه اجماع علماء الاسلام في عشرات المسائل كقوله بفناء النار وقوله بأزلية العالم وأقواله بالتجسيم والتشبيه لله بخلقه والعياذ بالله والوهابية على نهجه في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم.
تفصيل:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ. رواه أحمد وغيره. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ. رواه البخاري. قال عليه الصلاة والسلام: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ وَيَكْثُرَ الزِّنَا وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ. رواه البخاري. وقَالَ: يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ رواه البخاري. والهرج القتل. قال: إن اللَّه لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وقيل لرسول الله فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ، قَالَ : نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ، قيل يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ : هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا . رواه البخاري وقالَ رَسُول اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ” اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي نَجْدِنَا قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي نَجْدِنَا ، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : هُنَاكَ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ . رواه البخاري
وفي سنن الترمذي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ فِي ءاخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنْ اللِّينِ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنْ السُّكَّرِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا. وحال زماننا هذا كما وصفه رسول الله : بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ومن الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد الناس . رواه أحمد وغيره وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ . رواه الترمذي. وقال : ” المتمسك بسنتي – أي بشريعتي – عند فساد أمتي له أجر شهيد” . رواه الطبراني وغيره.
فعليكم معشر المسلمين بالتمسك بهذا الدين العظيم الذي حمل للناس النور والعدل والوسطية والاعتدال ، الإسلام الذي ملأ الأرض حضارة عندما تمسك به الأوائل أسلوب حياة ودستور تعامل ومسلكا أخلاقيا وعقيدة حقة تجمع العقول والقلوب والسواعد. والإسلام بريء من كل تراجع وضعف وهوان تشهده الأمة . والإسلام بريء من التطرف والغلو الذي يزرع الفساد وينشر الرعب ويقتل البريء ويفرق قوى الحق ويبعثر الجهود الخيرة والثروات النافعة . فالتطرف مرض فتاك وءافة مدمرة تفتك بالمجتمعات والأوطان . وقد بتنا في هذه الأيام نسمع أحاديث كثيرة عن التطرف والاعتدال غير أن بعض من يحذرون ظاهرا بألسنتهم من التطرف هم أركانه وطابخو سمه.
فالحذر الحذر من عودة التطرف ورموزه وجماعته وقد بدلوا جلودهم ومظهرهم الخارجي وظاهر خطابهم، لأن أهدافهم هي هي، وإنه الفكر التكفيري ذاته الذي نتج عنه ما نتج من تدمير وتخريب وإجرام تحت مسمى الصحوة الاسلامية زورا وبهتانا .
ولا زالت جرائمهم تتكرر يوميا ولا تفرق بين كبير وصغير وامرأة ورجل إما عبر الخطف والترويع أو عبر التفجيرات والاغتيالات حتى انتشر ضررهم وخطرهم فعم البلدان وحصل ما حصل في نيويورك وفي مدريد وفي بالي وفي لندن وفي السعودية وفي شرم الشيخ وفي غيرها من البلدان،كل ذلك بدعوى الجهاد والاستشهاد وتحت ستار الإسلام ، والإسلام منهم ومن أفعالهم براء.
نعم كفروا الناس واستحلوا دماءهم وأموالهم، حكاما ومحكومين، أئمة ودعاة ومؤذنين وتجارا وصحفيين ومثقفين وأطباء ومهندسين وفلاحين وأصحاب المهن والحِرف والكبار والصغار والنساء والشيوخ والأطفال .
وهؤلاء الوهابية قالوا في كتبهم: ” من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل فهو كافر حلال الدم والمال “.!!
شبهوا الله بخلقه ونسبوا إليه الجسمية والجلوس والأعضاء والجوارح والفم والحركة والسكون والنـزول والصعود والمكان والجهة وغيرها من صفات المخلوقات ، وأظهروا عداوتهم لسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد حتى إن بعضهم وصفه بأنه جيفة في قبره لا ينفع ، وقال عن قبره الشريف : صنم يجب أن يزال .
وكفروا المتوسلين والمستغثين بسيدنا محمد وبالأنبياء والصالحين ومن يزور قبر النبي محمد والأنبياء والصالحين لطلب البركة من الله ، وقالوا : أبو لهب وأبو جهل أخلص إيمانا وأكثر توحيدا من هؤلاء المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وضللوا من صلى على الرسول بعد الأذان جهرا ومن عمل حلقة ذكر ومن احتفل بمولد الرسول ومن قرأ القرءان على الأموات المسلمين من حمل الحرز من القرءان ومن صلى ركعتين سنة الجمعة القبلية ومن صلى التراويح عشرين ركعة ومن حمل السبحة لذكر الله والصلاة على رسول الله وحرموا مدح رسول الله وهدموا مقامات الصالحين وشواهد القبور. حتى إن بعضهم منع من لبس العمامة ومن تسمية مدينة رسول الله بالمدينة المنورة.
وقال زعيمهم: أبو بكر الصديق أسلم شيخا لا يدري ما يقول ، وعمر مخطأ، وعثمان يحب المال، وعلي أسلم صبيا وإسلامه غير مخرج له من الكفر، وعلي مخذول أينما توجه، وقاتل للرئاسة لا للديانة، وعلي ضر المسلمين في دينهم ودنياهم، وعلي له غرض في إيذاء فاطمة ، وعلي صلى وهو سكران، وعلي حفت أظافره وهو يتسلق على جدران أزواج رسول الله ليلا، وفاطمة فيها شبه بالمنافقين.
وكفروا علماء المسلمين في مصر ولبنان وفلسطين والأردن وسوريا واليمن والعراق وتركيا ودبي والحجاز وأندنوسيا وباكستان وسائر البلدان ، وحرموا الصلاة خلفهم ووصفوهم بالقبوريين وكفروا كل من يقلد مذهب الشافعي أو مالك أو أحمد او أبي حنيفة ، وقالوا عن عقيدة الأزهر عقيدة شركية، وقالوا : أبو جهل أعلم بلا إله إلا الله من هؤلاء أصحاب العمائم، وضللوا أبا حنيفة وسموه أبا جيفة ، وضللوا الغزالي والنووي وابن حجر والسبكي والسلطان صلاح الدين والسلطان محمد الفاتح والشيخ محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ بل واستحلوا دماءهم والشيخ أبا المحاسن القاوقجي الطرابلسي والشيخ حسين الجسر الطرابلسي والشيخ عبد الفتاح الزعبي والشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت ومفتى الديار المصرية الأسبق الشيخ محمّد بخيت المطيعى وشيخ الأزهر عبد الحليم محمود والمحدث الكوثري والشيخ الغماري المغربي والرفاعية والقادرية وسائر الصوفية وغيرهم ولم يسثنوا إلا زعيمهم ومن شرب من مائه العكر .
ومع كل هذه القبائح التي عندهم يرمون غيرهم بما فيهم كذبا وزورا وحسدا وافتراءا . بسبب عجزهم عن المواجهة والمناظرة العلمية العلنية .
هؤلاء الذين يظنون أنفسهم جنود الله ورسوله وهم في الحقيقة يحاربون الله ورسوله ، ويظنون أنفسهم مصلحين وهم يسعون في الأرض بالفساد . وصدق من أسماهم بالفئة الضالة . تحذيرا منهم ومن فتنتهم.
معشر المسلمين :
مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر باختلاف أنواعه، بالحكمة والموعظة الحسنة،
دافعوا عن دينكم ، وحصنوا أولادكم ، واحذروا القصاصين المتلونين المدافعين عن زعماء التشبيه والتكفير لأجل الشهرة والمال .
فقد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ تَعالى أن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقاباً مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجَابَ لَكُمْ ” قال الترمذي: حديث حسن.
وروى ابن أبي الدنيا أنه عليه الصلاة والسلام قال: كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه يا رسول الله؟ قال : كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا ورأيتم المنكر معروفا ؟.
نسأل الله تعالى أن يرنا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه ومناصرته ، وأن يرنا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه ومحاربته.
* ولمن أراد التزود والمصادر على كلامهم فنحيلكم فهاكم مزيد من المعلومات الموثقة عن أقوالهم وأفعالهم التي يجب الحذر والتحذير منها: