Search or ask ابحث او اسأل

بحث: دراسة مقارنة عقيدة الوهابية المجسمة وعقيدة واليهود

دراسة مقارنة عقيدة الوهابية وعقيدة واليهود

هذه دراسة شاملة من أقوى الكتب التي ألفت في كشف حقيقة فرقة الوهابية وبيان غلوها، وانحرافاتها البالغة، التي وصل الحد فيهم أنهم نسبوا لله الجلوس على العرش، والاستلقاء على صخرة، والنزول الحسي إلى الدنيا تارة السكن في السماء وتارة السكن على العرش والعياذ بالله ونسبتهم الجوارح لله وغير ذلك مما تقشعر منه الأبدان. ومن المقرر عند أهل السنة والجماعة أنه: “من وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر”. هذه الدراسة حول عقيدة الوهابية التي فيها تجسيم لله وتشبيه الله بخلقه، ومقارنة هذه العقيدة بعقيدة اليهود الذين ينسبون لله الجلوس على العرش والجسم والجوارح والأعضاء وغير ذلك والعياذ بالله. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس”.  ونحنذر من الوهابية لأنهم ينسبون أنفسهم للسلف ولأهل السنة والجماعة زورا. أهل السنة لا يستحلون دماء المسلمين باسم الدين ولا يكفرن جمهور الأمة وعامة الناس لأنهم يتوسلون ويتبركون برسول الله كما كفر ابن عبد الوهاب في كتابه المسمى التوحيد الأمة وزعم أن شركهم أشد من مشركي قريش والعياذ بالله لأنهم توسلوا بنبيهم.. لهذا وجب التحذير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي سيدنا محمد الأمين و على ءاله و صحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد:

فقد ابتليت طوائف من الناس بعقائد فاسدة زائغة مضلة ليست من الإسلام ، و أدخلت على الناس باسم الدين ليهون على أصحابها التلبيس على الأمة فى عقائدها. و لما كان التحذير من الغشاش الذى يغش الناس فى البيوع واجبا ، كان التحذير ممن يغش المسلمين فى دينهم أوجب. فلذلك نقوم بتبيان عقائد أناس قد انتشرت مؤلفاتهم بين كثير من العامة. و من هؤلاء أشخاص و جماعات يتسترون باسم الإسلام و هم له مخالفون ، و عقائدهم و عقائد اليهود واحدة فى مؤلفاتهم و أفكارهم و من هؤلاء الوهابية كما ستثبت لك الوثائق و الوقائع من كتبهم و تصريحاتهم التى تضمنها هذا البحث المقتضب بأسلوب واضح بـيّن

 

 

 

تمهيد…
صراع أهل الحق مع أهل الباطل…

إن الانقضاض على الأمة الإسلامية و انتهاك مقدساتها و تفتيت وحدة أراضيها و شرذمة بَـنِـيها و تشريدهم و تقتيلهم كان دوما هدفا رئيسا للغزو الاستعماري الغاشم لبلادنا من قِبل القوى الحاقدة على الإسلام و المسلمين منذ البعثة المحمدية ، فالهجمات الاستعمارية الشرسة كانت الغاية منها محاربة الإسلام و مقاتلة أتباع النبى الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام. ولا ينبغى لنا أن نغفل عن دور اليهود فى نشر المكائد وبث بذور التفرقة والتشتيت بين المسلمين سابقا و حديثا.

فمن هنا ، كان تعاظم نمو الحركات المتطرفة المتسترة باسم الإسلام فى النصف الثانى من القرن العشرين يأتى منسجما تمام الانسجام مع ما يخطط له أعداء الأمة من أجل ضربها و إضعافها و زرع بذور الخلاف فى صفوفها ، و بإمكاننا القول إن هذه الحركات المتطرفة الهدامة هى مرتكز أساس فى هذا المخطط الاستعماري التفتيتي.

أساليب القوى الحاقدة…

تعددت الأساليب و الوسائل التي يستخدمها أعداء الحق فى محاربتهم له ، و لكن الأسلوب الأخطر الذي اتبعه الحاقدون كان أسلوب التشويش على عقائد المسلمين عن طريق استخدام أدواتهم المحليين المنتسبين إلى الإسلام ممن ألبسوهم زيَّ العلماء ليفسدوا على الناس دينهم ، و يموهوا عليهم نشر عقائد الضلال و الفساد باسم الدين و العلماء.

هذا الأسلوب هو لب بحثنا و من خلاله نسلط الأضواء على بعض الأشخاص و الجماعات التي استخدمتهم قوى الحقد من اليهود و أمثالهم لبث سمومهم فى مجتمعات المسلمين ، و يظهر لك جليا واضحا اتفاقهم مع اليهود فى المعتقد و الممارسات كتكفيرهم للمخالفين لهم مع ادعائهم بأنهم الفرقة الناجية ، و من أنهم خلاصة أهل العصر من المسلمين، مع ما سيظهر لك من أن تطرفهم باسم الدين و نمو حركاتهم داخل المجتمعات الإسلامية هو من أبرز وجوه التآمر على الإسلام.

القرءان يفضح خبث اليهود و يظهر ضلالهم…

ذكر القرءان الكريم المنـزل على خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، اليهود و بين فسادهم و ضلالهم فى كثير من الصور و الآيات و لا سيما الأعمال البشعة التى قاموا بها من تكذيبهم لآيات الله تعالى من قتلهم النبيين والمؤمنين فاستحقوا بذلك الوصف بأعداء الله و أعداء أنبيائه و أعداء المؤمنين ، و فضية تكفيرهم لا يختلف فيها اثنان من أهل الفهم و الإيمان كما جاء ذلك فى كثير من آيات القرءان التي نكتفي بذكر بعض منها.

ففي سورة البقرة / من الأية 61 ، يقول الله تعالى في اليهود:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.}

و في سورة ءال عمران /21. يقول الله عز و جل فيهم:{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.}

و قال تعالى في سورة المائدة / من الأية 64 :{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ.}

و قال تعالى في سورة المائدة / 78 :{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.}

و قال أيضا في سورة المائدة / من الأية 82 { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ.}

وبعد بيان حكم اليهود فى القرءان فإليك أيها القارئ مقارنة بين عقيدة اليهود و عقيدة خوارج هذا العصر الوهابية و من يدور في فلكهم، و كل ذلك مأخوذ من كتبهم و مطبوعاتهم و منشوراتهم و تصريحاتهم مع بيان اسم الكتاب و المؤلف و الناشر و رقم الصحيفة و تاريخ الطبع ، لنحكم عليهم بناء على ما تفوهت به أفواههم ، وخطته أقلامهم، و نشرته أموالهم ، و روجت له أتباعهم.

قبل أن نبدأ ببيان عقيدة اليهود أعداء الله و عقيدة الوهابية نبدأ الفصل الأول من هذا البحث ببيان عقدة الأنبياء و الملائكة و الأولياء و عموم أهل الإسلام تحذيرا وتحصينا للقارئ من العقائد المخالفة ، و نسأل الله الثبات على الهدى إلى الممات.

العقيدة المنجية…
اعلم أن عقيدة المسلمين سلفا و خلفا بلا شك و لا ريب أن الله سبحانه و تعالى هو خالق العالم ، قائم بنفسه مستغن عن كل ما سواه ، فكلنا نحتاج إلى الله ولا نستغني عنه طرفة عين ، و الله تعالى لا يحتاج لشئ من خلقه ، و لا ينتفع بطاعاتهم و لا ينضر بمعاصيهم ، و لا يحتاج ربنا إلى محل يحله و لا إلى مكان يقله ، و إنه ليس بجسم و لا جوهر. و اعلم أن الحركة و السكون و الذهاب و المجئ و الكون فى المكان ، و الاجتماع و الافتراق ، و القرب و البعد من طريق المسافة ، و الاتصال و الانفصال ، و الحجم و الجرم ، و الجثة و الصورة و الشكل و الحيز و المقدار و النواحي و الأقطار و الجوانب و الجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد و النهاية و المقدار و من كان ذا مقدار كان مخلوقا ، قال تعالى:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ.} سورة الرعد / من الأية 8.
و اعلم أن كل ما تصور فى الوهم من طول و عرض و عمق و الألوان و هيئات يجب أن يعتقد أن صانع العالم بخلافه ، و أنه تعالى لا يجوز عليه الكيفية و الكمية و الأينية لأن من لا مثل له لا يجوز أن يقال فيه كيف هو؟ و من لا عدد له لا يجوز أن يقال كم هو؟ ، و من لا أول له لا يقال مما كان؟ و من لا مكان له لا يقال فيه أين كان؟ ، فإن الذي أيّن الأين لا يقال له أين ، والذي كيف الكيف لا يقال له كيف.

فالله تعالى مقدس عن الحاجات ، منـزه عن العاهات ، و عن وجوه النقص و الآفات ، متعال عن أن يوصف بالجوارح و الآلات ، و الأدوات و السكون و الحركات ، لا يليق به الحدود و النهايات ، و لا تحويه الأرضون و لا السموات ، و لا يجوز عليه الألوان و المماسات ، و لا يجري عليه زمان و لا أوقات ، ولا يلحقه نقص و لا زيادات ، و لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، موجود بلا حد ، موصوف بلا كيف ، لا تتصوره الأوهام ، و لا تقدره الأفهام ، و لا يشبه الأنام ، بل هو الموجود الذي لا يشبه الموجودات واحد فى ملكه فلا شريك له.

و الله سبحانه و تعالى خالق العالم بأسره علويه و سفليه. والأرض و السموات ، قادر على ما يشاء ، فعال لما يريد ، موجود قبل الخلق ليس له قبل و لا بعد و لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا شمال و أمام و لا خلف و لا كل و لا بعض و لا طول و لا عرض ، كان و لا مكان ، كون الأكوان و دبر الزمان ، لا يتخصص بالمكان ، و لا يتقيد بالزمان ، ليس بمحدود فيحد ، و ليس بمحسوس فيجس ، و لا يُحس و لا يُمس و لا يُجس.

و كل ما كان من معانى الأجسام و صفات الأجرام فهو عليه تعالى محال ، و كل ما ورد فى القرءان أو السنة وصفا لله تعالى فهو كما ورد و بالمعنى الذي يليق بالله تعالى بلا تكييف و لا تمثيل و لا تشبيه.
و لا يجوز حمل المتشابه من الآيات و الأحاديث على ظواهرها ، و من فعل ذلك فقد كذب القرءان و خرج عن إجماع الأمة الإسلامية.

و في ذلك يقول شيخ الإسلام الحافظ البيهقي رحمه الله:[ و في الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه و تعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ، و لا استقرار في مكان ، و لا مماسة لشئ من خلقه ، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين ، و أن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان ، و أن مجيئه ليس بحركة ، و أن نزوله ليس بنقلة ، و أن نفسه ليس بجسم ، و أن وجهه ليس بصورة ، و أن يده ليست بجارحة ، و أن عينه ليست بحدقة ، و إنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها و نفينا عنها التكييف ، فقد قال تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.} سورة الشورى / 11. و قال:{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ.} سورة الإخلاص / 4. و قال:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا.} سورة مريم / من الأية 65. انتهى من كتابه الاعتقاد و الهداية صفحة 72.

و على هذا الاعتقاد إجماع أهل الإيمان و نقل هذا الإجماع النووي فى شرح مسلم 5 / 24 = طبعة دار الفكر = بيروت عن القاضي عياض المالكي أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم و محدثهم و متكلمهم و نظارِهم و مقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله فى السماء كقوله تعالى:{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء.} سورة تبارك / من الأية 16. و نحوه ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم.

و على هذا كان أئمة الإسلام و بحور العلم كالإمام ابن الجوزي الحنبلي حيث يقول فى كتابه المدهش = طبعة دار الجيل = صفحة 131:[ و إنما تضرب الأمثال لمن له أمثال ، كيف يقال له كيف ، والكيف فى حقه محال ، أنىَّ تتخيله الأوهام و كيف تحده العقول.] و يقول:[ ما عرفه من كيفه و لا وحده من مثله ، و لا عبده من شبهه ، المشبه أعشى و المعطل أعمى.]

و فى كتابه الفتاوى الهندية [ 2/259 ] من طبعة دار إحياء التراث العربي يقول ما نصه:[ يكفر بإثبات المكان لله تعالى.] و فى كتاب المنهاج القويم شرح شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمى على المقدمة الحضرمية صفحة 224 يقول:[ و اعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي و مالك و احمد و أبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة و التجسيم و هم حقيقون بذلك.]

و مثل ذلك قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه فيما رواه عنه القشيري فى الرسالة:[ من زعم أن إلهنا في شئ ، أو على شئ ، أو من شئ فقد أشرك ، إذا لو كان فى شئ لكان محصورا ، و لو كان على شئ لكان محمولا ، و لو كان من شئ لكان محدثا.] أى مخلوقا.
و هذا المعتقد الحق الذي نقل الإجماع عليه أيضا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك فى كتابه الإرشاد حيث يقول فى صفحة / 58:[ مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه و تعالى يتعالى عن الحيز و التخصص بالجهات.]

و قال الإمام الكبير عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي فى الفرق بين الفرق صفحة / 333:[ و أجمعوا على أنه لا يحويه مكان و لا يجري عليه زمان.]

و قال الإمام شيخ أهل السنة و الجماعة بلا منازع الحافظ أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه فى كتابه النوادر: [من اعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه و إنه كافر به.]

و قال الإمام المتولي الشافعي فى كتابه الغنية:[ أو أثبت ما هو منفى عنه بالإجماع كالألوان ، أو أثبت له الاتصال و الانفصال ، كان كافرا.] نقله النووي فى الروضة 10 /64 طبعة بيروت.

و قال شيخ المشايخ و عَلَمُ أهل الحقيقة و الطريقة السيد احمد الرفاعي الكبير قدس الله سره:[ غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان.] ذكره فى البرهان المؤيد.
و قال الشيخ عبد الغنى النابلسي فى كتاب الفتح الرباني صفحة / 124:[ من اعتقد أن الله ملأ السموات و الأرض أو إنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر و إن زعم أنه مسلم.]

و قد اتفق السلف و الخلف على أن من اعتقد أن الله فى جهة فهو كافر كما صرح به العراقي ، و به قال أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أبو الحسن الأشعري و الباقلاني كما ذكر ذلك ملا علي القاري فى شرح المشكاة 3 / 300 = طبعة دار الفكر = و على هذا علماء الإسلام سلفا و خلفا و هذه عقيدة المسلمين فى بلاد الحجاز و إندونيسيا و ماليزيا و الهند و بنغلادش و الباكستان و تركيا و المغرب العربي ، و بلاد الشام و مصر و اليمن و العراق و السودان و إفريقيا و داغستان و الشيشان و بخارى و جرجان و سمرقند و غيرها ، فالمسلمون يعتقدون أن الله موجود بلا مكان و لا جهة و لا كيف ، و أما الوهابية فإنهم يعتقدون التشبيه و التجسيم فى حق الله تعالى كما سترى بعينك الألفاظ القبيحة المستهجنة التى يستعملونها و التى سوف تدرك بها بعد إطلاعك على كامل هذا البحث تشابه عقيدة و فكر اليهود و الوهابية ، بل و على عين الألفاظ فى نسبة القعود و الجلوس و الحركة و السكون و الأعضاء و الجوارح و الصوت و الفم إلى الله و العياذ بالله تعالى.

هذا و قد صرح أحد أتباعهم المدعو عبد الرحمن بن سعيد دمشقية اللبناني فى بعض كتبه التى ألفها بإيعاز و تمويل من أسياده الوهابية بأنه لا يجوز القول بأن الله لا يتغير و أدعى أن قائله مبتدع ، والعياذ بالله من سخافة العقل ، فكل عاقل يعرف أن التغير دليل الحدوث، بل قال العلماء هو من علامات الحدوث ، لذا يقول المسلمون:[ سبحان الله الذى يغير و لا يتغير.]

و الآن بعد بيان العقيدة المنجية عقيدة أهل السنة و الجماعة فى حق الله فقد ءان أوان الشروع فى ذكر و سرد عقيدة الوهابية و عقيدة اليهود و المقارنة بينهما من كتب كلتا الطائفتين ، و ذلك ليعلم المطالع موافقة عقيدة الوهابية لعقيدة اليهود.

الفصل الأول:
نقاط توافق العقيدة الوهابية و العقيدة اليهودية.

هذا العنوان هو حقيقة لا لبس فيها و لا خفاء عند من يعلم حقيقة معتقد الطائفة الوهابية و معتقد اليهودية.

و لبيان أوضح نذكر عقيدة اليهود فى حق الله تعالى و ما وصفوه به من نقائص و تشبيه و تجسيم و حلول فى المكان و تحيز فى جهة و انتقال من مكان إلى أخر و غير ذلك من المخالفات للعقيدة الحقة التى نجدها عند الوهابية هى هى ، فأقرأ و تمعن و استعذ بالله من الشيطان الرجيم و أتباعه الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.} سورة فاطر / 6.

من عقائد اليهود و الوهابية….
ينسب اليهود إلى الله تعالى الجلوس و القعود و الاستقرار و الثقل و الوزن و الحجم و العياذ بالله من كفرهم.

ففي نسخة التوراة المحرفة التى هى أساس دين اليهود فيما يسمونه ” سفر الملوك ” الإصحاح 22 الرقم / 19-20 يقول اليهود لعنهم الله:{ و قال فاسمع إذاً كلام الرب قد رأيت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره.}

و فيما يسمونه ” سفر مزامير ” الإصحاح 47 الرقم /8 يقول اليهود لعنهم الله:{ الله جلس على كرسي قدسه.}

الوهابية ينسبون الجلوس إلى الله و العياذ بالله من هذا الكفر…
هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود فيها التصريح بالكفر بنسبة الجلوس إلى الله تعالى ، و إليك طائفة من أقوال الوهابية تعتمد اللفظ عينه.

فى كتاب ” مجموع الفتاوى ” المجلد الرابع / 374 لابن تيمية الحرانى الذى يعتبره الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب إمامهم يقول ما نصه:[ إن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.]

و فى كتاب ” مجموع الفتاوى ” المجلد الخامس ، وكتاب ” شرح حديث النـزول ” طبع دار العاصمة صفحة / 400 يقول ابن تيمية:[ فما جاءت به الأثار عن النبى من لفظ القعود و الجلوس فى حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبى طالب و حديث عمر أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد.] أ هـ.
وفى الصحيفة ذاتها يقول:[ إذا جلس تبارك و تعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد.]

و هذا الكتاب المسمى شرح حديث النـزول فيه بيان شدة فساد كلام ابن تيمية و بعده عن الحق و هو كتاب مطبوع فى الرياض سنة  1993رومية ، قام بطبعه دار العاصمة ، و علق عليه محمد الخميس الذى يوافق ابن تيمية فى التشبيه و التجسيم.

و اعلم أن لفظة الجلوس لم يرد إطلاقها على الله لا فى القرءان و لا فى الحديث من بدع ابن تيمية الكفرية و أتباعه الوهابية المشبهة و من وافقهم.

و فى كتاب الأسماء و الصفات من مجموع الفتاوى الجزء الأول طبع دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، صفحة / 81 يقول المجسم ابن تيمية:[ قال ” أى ابن حامد المجسم ” : إذا جاءهم و جلس على كرسيه أشرقت الأرض كلها بأنواره.]

و فى كتاب الدارمى [ هو عثمان بن سعيد الدارمى و هذا المشبه توفى سنة 282 هـ. و هو غير الإمام الحافظ السني أبى محمد عبد الله بن بهرام الدارمى رحمه الله صاحب كتاب السنن الذى توفى سنة 255 هـ. فلينتبه لهذا.]. و فى كتاب الدارمى المشبه على بشر المريسي طبع دار الكتب العلمية صفحة / 74 بتعليق محمد حامد الفقي يقول المؤلف الدارمى:[ و إن كرسيه وسع السموات و الأرض ، و إنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، و إنه له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من يثقله.] و ينسب هذا الكفر إلى النبى و العياذ بالله و هذا الكتاب يعتمده الوهابية.

و فى الكتاب عينه صفحة /71 يفتري الدارمى على رسول الله أنه قال:[ ءاتي باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي و هو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش و تارة يكون بذاته على الكرسي.]
و فى صفحة / 73 يقول الدارمى قال رسول الله:[ هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه.] ، و يقول قالت امرأة:[ يوم يجلس الملك على الكرسي.]

و هذا الكتاب تشمئز منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الكفر الذي فيه. وما تمسكهم بهذا الكتاب مع ما فيه من ضلال إلا تعصب لزعيمهم ابن تيمية الذي مدح هذا الكتاب و حث على مطالعته و يدعى كذبا أنه يشتمل على عقيدة الصحابة و السلف.

و قد نقل هذا المدح عن ابن تيمية تلميذه ابن قيم الجوزية المولع بإتباع مفاسده فى كتابه ” اجتماع الجيوش “.

و فى صفحة /85 من الكتاب المذكور سابقا يقول الدارمى:[ و قد بلغنا أنهم حين حملوا العرش و فوقه الجبار فى عزته و بهائه ضعفوا عن حمله و استكانوا و جثوا على ركبهم حتى لقنوا [ لا حول و لا قوة إلا بالله ] فاستقلوا به بقدرة الله و إرادته ، و لولا ذلك ما استقل به العرش و لا الحملة و لا السموات و لا الأرض و لا من فيهن ، و لو قد شاء يعنى الله لاستقر على ظهر بعوضه فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبـيته فكيف على عرش عظيم.]

و فى كتاب شرح القصيدة النونية لابن القيم الجوزية تأليف محمد خليل هراس صفحة / 256 يقول:[ قال مجاهد: إن الله يجلس رسوله معه على العرش.]
فى كتاب طبقات الحنابلة الجزء الأول من طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الأولى / 1997 لمؤلفه أبى يعلى المجسم الذى يستشهد الوهابية بكلامه يقول صفحة / 32 :[ و الله عز وجل على العرش و الكرسي موضع قدميه.]

و فى كتاب معارج القبول تأليف حافظ حكمي علق عليه صلاح عويضه و احمد القادري ، الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول صفحة / 235 يقول:[ قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه.]

و فى صفحة 236 يقول و العياذ بالله:[ قال النبى: ثم ينظر يعنى الله فى الساعة الثانية فى جنة عدن و هو مسكنه الذى يسكن.]

و فى صفحة / 250-251 يقول المؤلف و العياذ بالله:[ قال النبى و ينـزل الله فى ضلل من الغمام من العرش إلى الكرسي.]

و فى صفحة / 257 يقول هذا المجسم:[ فإذا كان يوم الجمعة نزل ربنا عز و جل على كرسيه أعلى ذلك الوادي.

و فى صحيفة / 267 ينسب للنبي  أنه قال:[ فأتي ربي و هو على كرسيه أو على سريره.]

و فى صحيفة / 127 يقول هذا المشبه:[ قالت امرأة يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم.]

و فى كتاب ” بدائع الفوائد ” طبعة دار الكتاب العربي 4/40 لابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية يقول:
[ و لا تنكروا أنه قاعد و لا تنكروا أنه يقعده.]
و قد كذب على الدارقطني فى نسبة هذا البيت له.

و فى الكتاب المسمى ” فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ” تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب طبعة دار الندوة الجديدة بيروت / صفحة 356 يقول حفيد محمد بن عبد الوهاب موافقا لعقيدة اليهود:[ قال الذهبي حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: إذا جلس الرب على الكرسي.]

و قد قام كبير دعاتهم بالأمس بمراجعة هذا الكتاب و الموافقة على طبعه مع مراجعة الحواشي التى كتبها محمد حامد الفقي واستحسن ما فيه و أثنى عليه بعبارات كثيرة.

خاتمة هذا الفصل
و فيما ذكرنا و هو قليل من كثير يتبين لك أيها القارئ الاتحاد و الاتفاق بين عقيدة اليهود و الوهابيين فى نسبة الجلوس إلى الله.

و انظر بعين المطالع المنصف إلى استعمال الوهابية من رأسهم ابن تيمية إلى أتباعهم من أهل هذا العصر للعبارات الكفرية عينها التى وردت فى كتب اليهود فيتبين لك صحة ما قيل من أن الوهابية طائفة مشابهة لليهود فى المعتقد ، و هم مهما حاولوا أن ينفوا عن زعمائهم وصمة التشبيه فقد أشربوا فى قلوبهم التجسيم كما أشرب اليهود حب العجل فانطبع ذلك فى قلوبهم.
و إن المغرورين و المولعين بحب ابن تيمية و المدافعين عنه جهلا و هوىً و عصبية و القائمين على نشر كتبه و أباطيله إذا ذكر لهم هذا الأمر عن ابن تيمية أي نسبة الجلوس إلى الله تراهم يتمسكون فى الدفاع عنه ، و يعتمدون أحيانا إلى نفى ذلك عنه. و نحن لم نكتف بما نقله العلماء الثقات فى مؤلفاتهم عنه كما ذكر أبو حيان الأندلسي فى تفسيره ” النهر الماد ” و الحافظ السبكي ، والفقيه تقي الدين الحصني الشافعي ، و القاضي بدر الدين بن جماعة ، والحافظ العلائي ، وصلاح الدين الصفدي ، وغيرهم كثير ، ولكننا وجدنا فى كتب ابن تيمية مما خطه بقلمه الدليل على معتقده ، وطبعه و نشره أتباعه و أحبابه فكان دليلا على كفرهم و فساد عقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود فى هذا ، و فيما سيأتي فى الفصل التالي و ما بعده مزيد بيان لذلك.

الفصل الثاني:
في نسبتهم الشكل والصورة إلى الله و العياذ بالله من هذا الكفر البغيض.

ليعلم أن الوهابية لم يشابهوا اليهود فقط في نسبة الجلوس إلى الله و إنما شابهوهم أيضا في وصفه زورا و بهتانا بالجسم و الصورة و الشكل و ما يتبع ذلك ، و هذا دلالة واضحة على ما أسلفناه من أنهم طائفة تشابه معتقدها معتقد اليهود.

فإنك تجد في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الاصحاح الأول الرقم / 26-28 أن اليهود يقولون:[ و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا على شبهنا… فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و أنثى خلقهم.]

و فيما يسمونه ” سفر التثنية ” الاصحاح 4 الرقم / 15-16 يقول اليهود:[ فإنكم إن لم تروا صورة ما في يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكرا أو أنثى.]

و كما تجرأ اليهود على وصف الله بالصورة و الشكل فإن المرجع الأكبر للوهابية ابن تيمية الحراني تجرأ أيضا على هذه الكفرية.

و في كتاب المسمى ” التوحيد ” لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية تعليق محمد خليل هراس ، صفحة / 156 يقول:[ ثم تبدى الله لنا بصورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة ، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم.]
و في صفحة / 39 يقول محمد خليل هراس المعلق على الكتاب المسمى ” التوحيد ” لابن خزيمة:[ فالصورة لا تضاف إلى الله كإضافة خلقه إليه لأنها وصف قائم به.]

و في كتاب ” عقيدة أهل الإيمان في خلق ءادم على صورة الرحمن ” تأليف حمود بن عبد الله التويجري ، و فيه تفريط كبير لابن باز ، طبعة دار اللواء في الرياض – الطبعة الثانية يقول المؤلف في صفحة / 16:[ قال ابن قتيبة: فرأيت في التوراة: إن الله لما خلق السماء و الأرض قال: نخلق بشرا بصورتنا.]

و في صفحة / 17 يقول:[ و في حديث ابن عباس: إن موسى لما ضرب الحجر لبني إسرائيل فتفجر و قال: اشربوا يا حمير فأوحى الله إليه: عمدت إلى خلق من خلقي خلقتهم على صورتي فتشبههم بالحمير ، فما برح حتى عوتب.] و العياذ بالله من الكذب على الله و على أنبيائه.

و في صفحة / 27 يقول المؤلف:[ قال رسول الله:فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن.]

و في صفحة / 40 يقول المؤلف:[ إن الله خلق الإنسان على صورة وجهه الذي هو صفة من صفات ذاته.]

و مما يدل على أن الوهابية يعتقدون هذا الكفر البشع و إن أخفوه عن كثير من العوام ، و منهم من خلع ثوب الحياء و رمى إزار الخجل عن نفسه حتى بدت سوأته و ظهر عَوَرُهُ و بان كفره و اتضح شره أنهم طبعوا كتابا سموه ” للذي يسأل أين الله ” طبعة دار البشائر – بيروت. تحت عنوان: ” ما هو شكل الله ” يقولون في صفحة / 100:[ لا نعرف لله شكلا و هو أمر خارج عن نطاق البحث الفعلي.]

فانظر أيها المطالع الفطن إلى الوهابية كيف أنهم لم يتورعوا عن أبشع الكفريات و أعظم الفريات ، فماذا أبقوا بعد هذا التشبيه الصريح.

و لنتابع ذكر مفاسد معتقدهم و ءارائهم لتعرف مدى بعدهم عن الحق مع الفصل الثالث.

الفصل الثالث:
نسبتهم الوجه الجارحة إلى الله و العياذ بالله.

و من أبشع مشابهة الوهابية لليهود قولهم بالوجه الجارحة في حقه تعالى ولا عجب فهم مولعون بالتشبه بهم حتى في المعتقد ، و إليك بيان ذلك.

ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه ” سفر مزامير ” الإصحاح 31 الرقم / 16 يقول اليهود عن الله:[ أضئ بوجهك على عبدك.]

و فيما يسمونه ” سفر مزامير ” الإصحاح 44 الرقم / 3 يقول اليهود:[ لكن يمينك و ذراعك و نور وجهك.]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 33 الرقم / 10 يقول اليهود:[ لأني رأيت وجهك كما يرى وجه الله.]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 32 الرقم / 30 يقول اليهود:[ فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لأني نظرت الله وجها لوجه.]
و فيما يسمونه ” سفر التثنية ” الإصحاح 5 الرقم / 4 يقول اليهود:[ وجها لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار.]

و على هذا مشايخ الوهابية و أسلافهم المشبهة المجسمة كابن تيمية الحراني و محمد بن عبد الوهاب و ابن باز و العثيمين ، و إليك نص عباراتهم.

ففي كتاب ” الدارمي على بشر المريسي ” السابق ذكره ، صفحة /159 يقول المؤلف:[ كل شئ هالك إلا وجه نفسه الذي هو أحسن الوجوه و أجمل و أنور الوجوه و إن الوجه منه غير اليدين ، واليدين منه غير الوجه.]

و في صفحة / 161 يقول:[ فصعد _ أي جبريل _ بهن _ أي بكلمات الذكر _ حتى يحي بهن وجه الرحمن.]

و في صفحة / 167 يقول الدارمي:[ نور السموات والأرض من نور وجهه.]
و في صفحة / 190 يقول الدارمي:[ و النور لا يخلو كم أن يكون له إضاءة و استناره و منظر و رواء ، و إنه يدرك يومئذ بحاسة النظر إذا كشف عنه الحجاب كما يدرك الشمس و القمر في الدنيا.]

و في الكتاب المسمى ” قرة عيون الموحدين ” تأليف عبد الرحمن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب ، تحقيق بشير محمد عيون ، طبع مكتبة المؤيد ، الطائف – سنة 1990 ، يقول المؤلف صفحة / 187:[ روى ابن جرير عن وهب بن منبه: فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه ثم يقولون فأذن لنا بالسجود قدامك.]

فإذا كان هذا كلام زعيم من زعماء الوهابية و حفيد من ينتسبون إليه و يسمونه زورا و بهتانا مجدد القرن الثاني عشر ، و يتنافسون في شرح كتبه و طبعها و توزيعها مجانا لزيادة الضلال و الإفساد في الأرض ، فماذا نقول عن التائهين من الوهابيين من أهل هذا العصر و شذاذ هذا الزمان فما أبقوا في الكفر من بقية.؟؟!
الفصل الرابع:
نسبتهم الصوت إلى الله و العياذ بالله.

يدين اليهود بالتجسيم و يقرون بالتشبيه ، و يدعون الهدى و يتبعون الردى ، ويخوضون في الغي و العمى ، و أشربوا في قلوبهم حب الهوى ، و قد تبعهم في ذلك جماعة ابن تيمية الحراني الوهابية الذين ينسبون كاليهود الصوت إلى الله سبحانه و تعالى.

ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه ” سفر التثنية ” الإصحاح 5 الرقم / 26 يقول اليهود:[ من جميع البشر الذي سمع صوت الله.]

و فيما يسمونه ” سفر التثنية ” الإصحاح 5 / 24 يقول اليهود:[ إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا.]

و فيما يسمونه ” سفر التثنية ” الإصحاح 4 / 12 يقول اليهود:[ فكلمكم الرب من وسط النار و أنتم سامعون صوت كلام و لكن لم تروا صورة بل صوتا.]
و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 3 / 8 – 10 يقول اليهود:[ و سمعا صوت الإله ماشيا في الجنة فقال سمعت صوتك في الجنة.]

و فيما يسمونه ” سفر خروج ” الإصحاح 19 الرقم / 19 يقول اليهود:[ و موسى يتكلم و الله يجيبه بصوت.]

و فيما يسمونه سفر ” سفر أيوب ” الإصحاح 37 /2-6 يقول اليهود:[ الله يرعد بصوته عجبا.]

و فيما يسمونه ” سفر خروج ” الإصحاح 19 الرقم /3-6 يقول اليهود:[ فناداه الرب من الجبل … فالآن إن سمعتم لصوتي و حفظتم عهدي.]

و فيما يسمونه ” سفر التثنية ” الإصحاح 4 الرقم / 35-36 يقول اليهود:[ لتعلم أن الرب هو الإله ليس ءاخر سواه من السماء أسمعك صوته.]

و بعد أن استعرضنا كلام اليهود لعنهم الله نذكر كلام الوهابية الذي فيه نسبة الصوت إلى الله.
ففي كتاب ” مجموع الفتاوى ” المجلد الخامس ، صفحة / 556 يقول ابن تيمية الحراني و العياذ بالله:[ و جمهور المسلمين يقولون إن القرءان العربي كلام الله ، وقد تكلم به بحرف وصوت.]

و في كتاب ” شرح حديث النـزول ” طبعة دار العاصمة – الرياض ، علق عليه محمد الخميس ، صفحة / 220 يقول ابن تيمية مفتريا على سيدنا موسى:[ إن موسى لما نودي من الشجرة { فاخلع نعليك} أسرع الإجابة و تابع التلبية و ما كان ذلك منه إلا استئناسا منه بالصوت و سكونا إليه و قال: إني أسمع صوتك و أحس حسك.]

و في حاشية الكتاب المسمى ” كتاب التوحيد ” لابن خزيمة – طبع دار الدعوة السلفية ، صفحة / 137 يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى { من وراء حجاب } [ يعني تكليما بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه و لا يرى شخصه.]

و في صفحة / 138 يقول المعلق أيضا:[ و إن كلامه حروف و أصوات يسمعها من يشاء من خلقه.]
و في صفحة / 146 يقول المعلق أيضا:[ يسمعون صوته عز و جل بالوحي قويا له رنين و صلصلة و لكنهم لا يميزونه ، فإذا سمعوه صعقوا من عظمة الصوت و شدته.]

و في كتاب ” الأسماء و الصفات ” لابن تيمية الحراني ، الجزء الأول ، دراسة وتعليق مصطفى عبد القادر عطا ، طبع دار الكتب العلمية بيروت 1988 يقول ابن تيمية في معرض رده على الجهمية ، صفحة / 73:[ وحديث الزهري قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك ، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله.]

و في كتاب ” شرح نونية ابن القيم ” لمحمد خليل هراس ، صفحة / 545 يقول المؤلف:[ و لكنه – أي القرءان – قول الله الذي تكلم به بحروفه و ألفاظه بصوت نفسه.]

و في صفحة / 778 من المرجع السابق يقول:[ بل قد ورد أنه سبحانه يقرأ القرءان لأهل الجنة بصوت نفسه يسمعهم لذيذ خطابه.]
و في كتاب المسمى ” فتاوى العقيدة ” لمحمد بن صالح العثيمين ، طبع ما يسمى مكتبة السنة ، الطبعة الأولى 1992 بمصر يقول في صفحة / 72:[ في هذا إثبات القول لله و أنه بحرف و صوت ، لأن أصل القول لا بد أن يكون بصوت فإذا أطلق القول فلا بد أن يكون بصوت.]

و في كتاب ” معارج القبول ” تأليف حافظ حكمي ، الجزء الثاني – طبع دار الكتب العلمية – بيروت ، صفحة / 191 يقول:[ فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ثم يهتف بصوته.] و ينسب هذا للنبي و العياذ بالله.

بعد ذكر هذه الجمل من كفريات اليهود و الوهابية يتبين لك أيها القارئ أن فكر هؤلاء الوهابيين جماعة نجد و من وافقهم على عقيدتهم هو مشابه لفكر اليهود ، و أن ما عجز اليهود عن نشره بين المسلمين مباشرة من عقائد كفرية تقوم الوهابية بنشره خدمة للصهيونية تحت أسماء إسلامية.

و مهما حاولوا أن يبرئوا ساحة زعيمهم ابن تيمية الحراني عن هذا الضلال المبين فها هي كتبهم و مؤلفاتهم طافحة بما سطرته أيديهم الأثيمة من كلام الدارمي إلى ابن تيمية الحراني و ابن القيم إلى محمد بن عبد الوهاب و حفيده عبد الرحمن إلى العثيمين إلى محمد خليل هراس و حافظ مكي و أبي بكر الجزائري و عبد الرحمن دمشقية و عبد الله السبت و غيرهم من المشبهة المجسمة ممن يروجون و ينتصرون لعقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود و يدافعون عنها كما ثبت لك أيها القارئ.

فائدة مهمة: اعلم أن الحافظ البيهقي قال:[ لم يصح من أحاديث الصوت شئ.] و ألف الحافظ المقدسي جزءا في إبطال أحاديث الصوت تتبعها حديثا حديثا وبين وجه ضعفها.

الفصل الخامس:
نسبتهم الفم واللسان إلى الله و العياذ بالله.

في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه ” سفر أيوب ” الإصحاح 37 الرقم / 2-6 يقول اليهود لعنهم الله تعالى:[ اسمعوا سماعا رعد صوته و الرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات.] و قولهم [ من فيه ] أي فمه ، على زعمهم. و على هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية الحراني و أسلافهم المشبهة إلى المعاصرين لنا في هذه الأيام.

ففي كتاب ” الأسماء والصفات ” لابن تيمية ، الجزء الأول ، صفحة / 73 يقول ابن تيمية في معرض الرد على الجهمية:[ و حديث الزهري قال: لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي و إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان.]

و في كتاب ” رد الدارمي على بشر المريسي ” السابق ذكره و هو مخبأة لكفرهم يقول الدارمي ، صفحة / 112 عن الله تعالى:[ إن الكلام لا يقوم بنفسه شيئا يرى و يحس إلا بلسان متكلم به.]

و في كتاب ” الرد على الجهمية ” لأبي سعيد الدارمي السابق ذكره ، صفحة / 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:[ قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى.]

ثم يقول بعد هذا الكلام القبيح:[ فهذه الأحاديث قد رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله.] و العياذ بالله من هذا الضلال المبين و الكفر العظيم.
و في كتاب ” طبقات الحنابلة ” لأبي يعلى المجسم ، الجزء الأول ، طبعة دار الكتب العلمية ، صفحة / 32 – 33 يقول:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه – يعني من فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده.]

و في الكتاب المسمى ” السنة ” المنسوب للإمام أحمد الذي طبعه الوهابية ، صفحة / 77 يقول المؤلف:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه.]

و في كتاب ” رد الدارمي على المريسي ” صفحة / 123 يقول المؤلف:[ و هو يعلم الألسنة كلها و يتكلم بما شاء منها ، إن شاء تكلم بالعربية و إن شاء بالعبرية و إن شاء بالسريانية.]

و مما يدل على فساد معتقد الوهابية كلام أحد زعمائهم البارزين عندهم و هو العثيمين ، فقد قال ما نصه:[ المتكلم باللغة يتكلم بلسان أما الرب عز و جل فلا يجوز أن نثبت له اللسان و لا أن ننفيه عنه لأنه لا علم لنا بذلك.] انتهى بحروفه. ( اللقاء الشهري ، رقم 3 ، صفحة 47 – طبع دار الوطن – الرياض.) و هذا دليل على تخبطهم في أمور العقيدة و كأنهم لم يفهموا قوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.} سورة الشورى / من الأية 11.
و اعلم أن نسبة الفم و اللسان و اللغة و الحرف إلى الله تعالى هي كفر من بدع المجسمة و الوهابية المشبهة.

الفصل السادس
نسبتهم التغير و الحدوث إلى الله و إلى صفاته و الحركة و السكون و الارتفاع و النـزول الحسي و الكلام المخلوق و السكوت. والعياذ بالله.

ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 11 الرقم / 5 يقول اليهود:[ فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ءادم يبنوهما.]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 46 الرقم / 3-4 يقول اليهود:[ فقال أنا الله إله أبيك …. أنا أنزل معك إلى مصر.]
و فيما يسمونه ” سفر خروج ” الإصحاح 19 الرقم / 11 يقول اليهود:[ لأنه في اليوم الثالث ينـزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء.]

و فيما يسمونه ” سفر خروج ” الإصحاح 19 الرقم / 21 يقول اليهود:[ و نـزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل.]

و فيما يسمونه ” سفر خروج ” الإصحاح 20 الرقم / 10 يقول اليهود:[ و استراح في اليوم السابع.]

و فيما يسمونه ” سفر زكريا ” الإصحاح 8 الرقم / 20-23 يقول اليهود عن الله:[ أنا أيضا أذهب.]

و فيما يسمونه ” سفر خروج ” الإصحاح 19 الرقم / 9 يقول اليهود:[ قال الرب لموسى ها أنا أت إليك في ظلام السحاب.]

و فيما يسمونه ” سفر الخروج ” الإصحاح 13 الرقم / 21 يقول اليهود:[ و كان الرب يسير أمامهم نهارا.]
و هنا تشابه اعتقاد اليهود و اعتقاد الوهابية و إليك بيان ذلك بما لا يقبل الشك.
و في كتاب ” جهالات خطيرة في قضايا اعتقاديه كثيرة ” طبع ما يسمى ” دار الصحابة ” ، صفحة / 18 يقول مؤلفه و هو عاصم ابن عبد الله القريوتي في تفسير الاستواء على العرش ما نصه:[ صعد أو علا: ارتفع أو استقر و لا يجوز المصير إلى غيره.]

و في كتاب الدارمي ، صفحة / 117 يقول الدارمي:[ قال أصحاب النبي: و القرءان كلام الله منه خرج و إليه يعود.]

و في كتاب ” الأسماء و الصفات ” لابن تيمية الحراني ، صفحة / 91 يقول ابن تيمية:[ فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكون عن التكلم و تارة عن إظهار الكلام و إعلامه.]

و يقول محمد زينو في كتابه المسمى ” مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد و المجتمع ” طبع دار الصميعي – الرياض ، صفحة / 21:[ إن الله فوق العرش بذاته منفصل من خلقه.]

و في كتاب ” معارج القبول ” تأليف حافظ حكمي ، السابق الذكر ، صفحة / 235 من الجزء الأول يقول المؤلف:[ إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له في كل سماء كرسي ، فإذا نـزل إلى السماء الدنيا جلس على كرسيه ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه.[ ثم يقول ] يعلو ربنا إلى السماء إلى كرسيه.]

و في صفحة / 236 يقول:[ قال النبي: إن الله يفتح أبواب السماء ثم يهبط إلى السماء الدنيا ثم يبسط يده.]

و في صفحة / 238 يقول حافظ حكمي:[ قال رسول الله: إذا كانت ليلة النصف من شعبان هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا.] و ينسب هذا الكفر إلى النبي.

و في صفحة / 243 يقول:[ قال رسول الله: يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه.]

و في صفحة / 250-251 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: و ينـزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي.]

و في صفحة / 257 يقول المؤلف:[ فإذا كان يوم الجمعة نـزل على كرسيه أعلى ذلك الوادي.]
و في كتاب الدارمي المذكور ، صفحة / 73 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه.]

و في كتاب ” شرح قصيدة النونية ” لمحمد خليل هراس ، السابق ذكره ، صفحة / 774 يقول المؤلف:[ فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار قد أشرف عليهم من فوقهم.]

و في الكتاب المسمى ” السنة ” طبع و نشر و توزيع رءاسات البحوث و الإفتاء و الدعوة الوهابية ، صفحة / 76 يقول المؤلف:[ إن الله يقظان لا يسهو يتحرك و يتكلم.]

و في كتاب ” رد الدارمي على بشر المريسي ” ، صفحة / 54 يقول المؤلف:[ معنى ( لا يزول ) لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان.]

و يقول في صفحة / 54:[ فإن أمارة ما بين الحي و الميت التحرك و ما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله الأصنام الميتة.]

و يقول الدارمي في صفحة / 55:[ فالله الحي القيوم الباسط يتحرك إذا شاء.]
و يقول الدارمي في صفحة / 55:[ إن الله إذا نـزل أو تحرك.]

و في ” مجموع فتاوى “لابن تيمية ، 6 / 160 يقول عن الله ، و العياذ بالله:[ و إن كان الكمال هو أن يتكلم إذا شاء و يسكت إذا شاء.]

و في كتاب ” رد الدارمي ” المذكور سابقا ، صفحة / 75 يقول:[ و لو قد قرأت القرءان و عقلت عن الله معناه لعلمت يقينا أنه يدرك بحاسة بينة في الدنيا و الآخرة فقد أدرك موسى منه الصوت في الدنيا و الكلام هو أعظم الحواس.]

و يقول في صفحة / 75:[ لا يخلو أن يدرك بكل الحواس أو ببعضها.]

و في صفحة / 76 يقول الدارمي:[ و أن لا شئ: لا يدرك بشئ من الحواس في الدنيا و لا في الآخرة ، فجعلتموه لا شئ.]

و في صفحة / 121 يقول المؤلف:[ لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة و قد أجمعنا و اتفقنا على أن الحركة والنـزول و المشي و الهرولة و الغضب و الحب و المقت كلها أفعال في الذات للذات و هي قديمة.]
و في صفحة / 200 يقول:[ لأن الله يحب ويبغض و يرضى و يسخط حالا بعد حال في نفسه.]

و هذه منقولات صريحة في بيان أن فظاعة الكفر التي عند اليهود انتقلت للوهابية فلم يبق إلا أن يصرحوا بأن معبودهم على صورة الإنسان بعدما وصفوا الله بالجسم و الصورة و الكيف و الحركة و السكون و التكلم بالحرف و الصوت و السكوت و اليدين الجارحة و الفم و الرجل الجارحة ، حتى لم يتركوا من صفات البشر إلا اللحية و الفرج.

الفصل السابع:
نسبتهم اليد والساعد و الكف و الأصابع و اليمين و الشمال إلى الله ، على زعمهم جوارح حقيقية. و العياذ بالله.

فيما يسمونه ” سفر الخروج ” الإصحاح 15 الرقم / 16 يقول اليهود لعنهم الله:[ بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر.]

و فيما يسمونه ” سفر إشعياء ” الإصحاح 25 الرقم / 10 يقول اليهود:[ لأن يد الرب تستقر على هذا الجبل.]
و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 2 الرقم / 8 يقول اليهود:[ غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا.]

و فيما يسمونه ” سفر الخروج ” الإصحاح 15 الرقم / 6 و 12 يقول اليهود:[ يمينك يا رب معتزة بالقدرة ، يمينك يا رب تحطم العدو … تمد يمينك فتبتلعهم الأرض.]

و فيما يسمونه ” سفر أيوب ” الإصحاح 36 الرقم / 32 يقول اليهود عن الله تعالى:[ يغطي كفيه بالنور و يأمره على العدو.]

و فيما يسمونه ” سفر مزامير ” الإصحاح 44 الرقم / 2-3 يقول اليهود:[ أنت بيدك استأصلت الأمم و غرستهم لكن يمينك و ذراعك.]

و فيما يسمونه ” سفر حزقيال ” الإصحاح 37 الرقم / 1 يقول اليهود:[ كانت عليَّ يد الرب.]

هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود و هو التوراة المحرفة التي فيها التصريح بنسبة اليد الجارحة و الذراع و الساعد إلى الله عز و جل المنـزه عما يفتريه هؤلاء الكافرون.
و إليك الآن ما يذهلك أيها المسلم فإن الوهابية تدعي الإسلام و مع ذلك تقول في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله.

ففي كتاب ” رد الدارمي على بشر المريسي ” السابق ذكره ، صفحة / 26 يقول الدارمي المجسم:[ فأكد الله لآدم الفضيلة التي كرمه و شرفه بها و ءاثره على جميع عباده إذ كل عباده خلقهم بغير مسيس بيد و خلق ءادم مسيس.]

و في صفحة / 30 يقول هذا المشبه:[ فلما قال خلقت ءادم بيدي علمنا أن ذلك تأكيد ليديه و أنه خلقه بهما.]

و في صفحة / 35 يقول هذا المجسم:[ عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئا م خلقه غير ثلاث: خلق ءادم بيده ، و كتب التوراة بيده ، و غرس جنة عدن بيده.]

و في صفحة / 36 يقول المؤلف و العياذ بالله:[ قال أبو بكر الصديق: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام ، و قال لمن في الأخرى ادخلوا النار لا أبالي.]
و في صفحة / 37 يقول هذا المشبه أن رسول الله قال:[ ثم يحثي لي بكفه ثلاث حيثات.] ثم يقول المشبه أن رسول الله قال:[ فمن فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض كف الرحمن.]

و في صفحة / 40 يقول المؤلف:[ و قد قلنا يكفينا في مس الله ءادم بيده.]

و في صفحة / 44 يقول:[ يعني أن الله له يد يبطش بها و له أعين يبصر بها.]

و في صفحة / 154 يقول الدارمي المشبه عن الله:[ يديه اللتين خلق بهما ءادم.] و يقول:[ و إن يمين الله معه على العرش.]

و في صفحة / 155 يقول:[ كلتا يدي الرحمن يمين إجلالا لله و تعظيما أن يوصف بالشمال.]

و في كتاب ” الرد على الجهمية ” للدارمي ، صفحة / 36 يقول:[ قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم.]

و في صفحة / 49 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: فأرفع ثم أقوم و جبريل عن يمين الرحمن.]
و في حاشية الكتاب المسمى ” كتاب التوحيد ” لابن خزيمة يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب ، صفحة / 63:[ فإن القبض إنما يكون باليد الحقيقية لا بالنعمة ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسبب إرادته الإنعام ، قلنا لهم: بماذا قبض؟ فإن القبض محتاج إلى ءاله ، فلا مناص لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوت ما صرح به الكتاب و السنة.]

و في صفحة / 64 يقول المعلق أيضا:[ هذه الآية صريحة في إثبات اليد فإن الله يخبر فيها أن يده تكون فوق أيدي المبايعين لرسوله و لا شك أن المبايعة إنما تكون بالأيدي لا بالنعم و القدر.]

و في الكتاب المسمى ” السنة ” المنسوب للإمام احمد و الذي نشره الوهابية ، صفحة / 77 يقولون فيه:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه – يعني فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده.]

و في كتاب ” الأسماء و الصفات ” ، الجزء الأول ، طبع دار الكتب العلمية ، صفحة / 314 يقول ابن تيمية الحراني:[ فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قلبكم.] و نسبه للنبي .

و في كتاب ” العقيدة ” لمحمد بن صالح العثيمين ، طبع ما يسمى ” مكتبة السنة ” الطبعة الأولى ، صفحة / 90 يقول هذا التائه:[ و على كل فإن يديه سبحانه اثنتان بلا شك ، و كل واحدة غير الأخرى ، و إذا وصفنا اليد الأخرى بالشمال فليس المراد أنها أنقص من اليد اليمنى.]
فانظر أيها المطالع و احكم بالعدل و الحق ، هل يكون من أهل الإيمان من يصف الله باليمين الجارحة والشمال ، ويصرح بغير حياء و لا خجل أن لله يدين جارحتين و أن اليد الشمال ليست بأنقص من اليد اليمين على زعمهم ، و مع ذلك يدّعون أنهم دعاة التوحيد و أنهم حراس للعقيدة من الشرك و الضلال. و ما علمناه و رأيناه لا يجعلنا نشك طرفة عين أنهم هم الدعاة للإشراك و الكفر و دين اليهود ، فقد وافقوهم في أصول معتقداتهم حتى نسبة الرِّجل الجارحة العضو لله. و إليك بيان ذلك.

الفصل الثامن:
نسبتهم الرِّجل الجارحة و العين على معنى الجارحة إلى الله. و العياذ بالله.

يقول اليهود لعنهم الله في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه ” سفر الخروج ” الإصحاح 13 الرقم / 20:[ و كان الرب يسير أمامهم.]

و فيما يسمونه ” سفر مزامير ” الإصحاح 53 / 2 يقول اليهود:[ الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر.]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 3 الرقم / 8-10 يقول اليهود:[ و سمعا صوت الإله ماشيا في الجنة]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 11 الرقم / 5 يقول اليهود:[ فنـزل الرب لينظر المدينة.]

و هاكم كلام الوهابية:
ففي كتاب ” طبقات الحنابلة ” الجزء الأول كما مر ، صفحة / 32 و هو كتاب معتمد عندهم يقول أبو يعلى المجسم:[ و الله عز و جل على العرش و الكرسي موضع قدميه.]

و في الصحيفة ذاتها يقول:[ و السموات و الأرض يوم القيامة في كفه و يضع قدمه في النار فـتـنـزوي و يخرج قوما من النار بيده.]

و في الكتاب المسمى ” عقيدة أهل السنة و الجماعة ” طبع مؤسسة قرطبة الأندلس ، صحيفة / 14-15 يقول ابن عثيمين المشبه:[ و نؤمن بأن لله عينين اثنتين حقيقيتين.] و يقول:[ و أجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان.]

و في كتاب ” معارج القبول ” الجزء الأول تأليف حافظ حكمي ، صحيفة / 36 يقول:[ ثم نظر في الساعة الثانية في جنة عدن و هي مسكنه الذي يسكن.] و ينسب هذا الكفر للنبي  و العياذ بالله.

و في كتاب ” فتاوى العقيدة ” الذي مر ذكره ، صحيفة / 88 يقول محمد بن صالح العثيمين:[ لأن الله وسع كرسيه السموات و الأرض و السموات و الأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين.]

و في الكتاب المسمى ” تفسير ءاية الكرسي ” لمحمد بن عثيمين ، صحيفة / 27 يقول ما نصه:[ و الكرسي هو موضع قدمي الله عز وجل.]

و في كتاب ” رد الدارمي على بشر المريسي ” ، صحيفة / 69 ، طبع دار الكتب العلمية يقول:[ يضع الجبار فيها – أي في النار – قدمه فإذا كانت جهنم لا تضر الخزنة الذين يدخلونها و يقومون عليها فكيف تضر الذي سخرها لهم.]

و يقول في صحيفة / 69:[ قال رسول الله: فيدلي فيها رب العالمين قدمه فينـزوي بعضها إلى بعض.]
و يقول في صحيفة /70:[ قال رسول الله: إن الله يطوي المظالم فيجعلها تحت قدميه.]

و في الكتاب المسمى ” فتاوى العقيدة ” لمحمد بن صالح العثيمين ، صحيفة / 112 يقول:[ إن الله يأتي إتيانا حقيقيا.]

و يقول في صحيفة / 114 يقول:[ فإن ظاهره ثبوت إتيان الله هرولة و هذا الظاهر ليس ممتنعا على الله فيثبت لله حقيقة.]

فمن أثبت لله الحدقة و اليد الجارحة الآلة و الصورة كيف يتورع على زعمه عن إثبات الرجل و العين بمعنى العضو و الآلة. ثم ما هذا التناقض في دين الوهابية حيث إن أسلافهم لا ينسبون إلى الله اليد الشمال بل يكتفون بوصفه بأن له يدين جارحتين كلاهما يمين و هذا باطل أيضا ، أما وهابية هذا الزمان فلا يتحرّجون عن إثبات اليمين و الشمال له تعالى ، فبئس السلف و بئس الخلف.

الفصل التاسع:
نسبتهم المكان و الجهة و الحد و التحيز إلى الله. و العياذ بالله.

كما رأيت أخي القارئ فإن الوهابية يتتبعون الأباطيل في معتقداتهم كما يفعل اليهود و ينسجون على منوالها ، بل و يستعملون ألفاظا مشابهة لما ورد في كتب اليهود مما يؤكد لك فساد اعتقادهم و كفرهم. فكما أن اليهود لم يستحوا من الله في وصفه بالجهة و المكان فكذلك الوهابية ، و إليك بيان ذلك.

فيما يسمونه ” سفر مزامير ” الإصحاح 2 الرقم / 4 يقول اليهود لعنهم الله عن الله:[ الساكن في السموات يضحك الرب.]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 28 الرقم / 16 يقول اليهود:[ حقا إن الرب في هذا المكان و أنا لم أعلم.]

و فيما يسمونه ” سفر التكوين ” الإصحاح 18 الرقم / 1 يقول اليهود:[ و ظهر له الرب عند بلوطات.]

و فيما يسمونه ” سفر زكريا ” الإصحاح 2 الرقم / 13 يقول اليهود:[ اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه.]

و هاكم الآن بعضا من أقوال الوهابية الفاسدة مما يتضمن وصف الله بالمكان و الجهة و الحد و التحيز تعالى الله عن ذلك.
ففي كتاب ” رد الدارمي على بشر المريسي ” و الذي هو أحد مراجعهم ، صحيفة / 82 يقول المؤلف:[ بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق في أعلى مكان و أطهر مكان.]

و في صحيفة / 96 يقول:[ لأنا قد أيـَّنـَّا له مكانا واحدا ، أعلى مكان و أطهر مكان و أشرف مكان ، عرشه العظيم المقدس المجيد فوق السماء السابعة العليا حيث ليس معه هناك إنس و لا جان و لا بجنبه حش و لا مرحاض و لا شيطان.]

و في صحيفة / 100 يقول و العياذ بالله:[ رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله ، و رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب ، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة.]

و في صحيفة / 79 يقول:[ إنه فوق عرشه بفرجة بينة ، و السموات السبع فيما بينه و بين خلقه في الأرض.]

و في صحيفة / 79 يقول:[ و إله السموات و الأرض على عرش مخلوق عظيم فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن من لم يعرفه بذلك كان كافر به و بعرشه.]

و في صحيفة / 80 يقول :[ لأنه وصف نفسه بأنه في موضع دون موضع و مكان دون مكان.]

و في صحيفة / 81 يقول:[ و أنه على العرش دون ما سواه من المواضع.] ثم يقول:[ فوق العرش في هواء الآخرة.]

و في كتاب ” الرد على الجهمية ” للدارمي المجسم ، صحيفة / 33 يقول:[ قال رسول الله: ثم ينـزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن التي لم ترها عين و لم تخطر على قلب بشر هي مسكنه و لا يسكنها معه من بني ءادم غير ثلاثة: النبيين و الصديقين و الشهداء.]

و في صحيفة / 43 يقول الدارمي:[ فلماذا إذن يحفون حول العرش إلا لأن الله فوقه.] ثم يقول:[ ففي هذا بيان بيّن للحد و أن الله فوق العرش و الملائكة حوله حافون يسبحونه ويقدسونه.]

و في كتاب ” شرح نونية ابن القيم ” لمحمد خليل هراس ، صحيفة / 249 يقول:[ و هو صريح في فوقية الذات لأنه ذكر أن العرش فوق السموات و هي فوقية حسية بالمكان فتكون فوقية الله على العرش كذلك ، و لا يصح أبدا حمل الفوقية هنا على فوقية القهر و الغلبة.]

و في كتاب ” الفوائد ” لابن القيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون – مكتبة المؤيد – الطائف ، الطبعة الثانية 1988 ، صحيفة / 131 يقول:[ أشهدك ملكا قيوما فوق سمواته على عرشه.] ثم قال:[ يرى من فوق السبع ويسمع.]

و في كتاب ” معارج القبول ” ، الجزء الأول لحافظ حكمي ، صحيفة / 243 يقول:[ يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه.] وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.

و في كتاب المسمى ” قرة عيون الموحدين ” تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ، الطبعة الأولى ، مكتبة المؤيد – الطائف ، سنة 1990 ، صحيفة / 263 ينقل ما نصه:[ أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله مستو على عرشه بذاته.] ثم قال:[ استوى على عرشه بالحقيقة لا بالمجاز.]

و ذكره أيضا في كتابه المسمى ” فتح المجيد ” الذي علق عليه ابن باز موافقا لهذا الاعتقاد المخالف للكتاب و السنة.

و قال ابن تيمية الحراني في كتابه ” شرح حديث النـزول ” طبع دار العاصمة ، صحيفة / 217 ما نصه:[ و في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله ، وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم ، انظروا إلى طير السماء فإنهن لا يزرعن و لا يحصدن و لا يجمعن في الأهواء ، و أبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم أفلستم أفضل منهن؟ ، ومثل هذا هو من الشواهد كثير يطول به الكتاب.] أ هـ. و الذي يستشهد بالكفر يكفر.

و في الكتاب المسمى ” العقيدة الصحيحة و ما يضادها ” للوهابية ورد فيه في صحيفة / 72 ما نصه:[ إن الله بذاته فوق العرش.]
نقول: هذا كلام فاسد مخالف للنقل و العقل.

و في كتاب ” رد الدارمي ” السابق ذكره ، صحيفة / 103 يقول الدارمي مشنعا على المريسي المعتزلي:[ أنت الجاهل بالله و بمكانه.]

و في مثل هذا الضلال يذكر عبد الله السبت في كتابه المسمى ” الرحمن على العرش استوى ” صحيفة / 39 يقول: حتى لقد عرف ذلك – أي على زعمه أن الله في السماء – كثير من الكفار و الأمم و فراعنتهم يرومون الاطلاع إلى الله في السماء …. و قالت بنو اسرائيل يا رب أنت في السماء و نحن في الأرض و أشباه ذلك كثير يطول إن ذكرناها ، و ظاهر القرءان و باطنه كله يدل على ذلك.
عجبا لهذا الضال الذي يدعي أنه على السنة و هو كسلفه الدارمي المجسم يحتج بقول الكفار كنمرود و فرعون و هامان أسياد الوهابية الذين أخذوا عقيدتهم منهم.

و مما يزيدك تعجبا ادعاؤه أن القرءان يوافق على ذلك و هو كابن تيمية الحراني ما يعجبه من كفر اليهود و زيغهم يجعله سنة و يحكي إجماع ملته على ذلك و هو كمن يحاول أن يبني على زبد البحر فلا يستقيم له بناء.

و في كتاب ” شرح العقيدة الواسطية ” لمحمد خليل هراس ، صحيفة / 85 يقول هذا المجسم مفتريا على أهل السنة.[ فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيا و لا إثباتا ، و لا بالجوهر و التحيز و نحو ذلك لأنها عبارات مجملة لا تحق حقا و لا تبطل باطلا.]

و في كتابه ” بيان تلبيس الجهمية ” صحيفة / 427 ، وكتاب ” منهاج السنة ” صحيفة / 29-30 الجزء الثاني يقول ابن تيمية نقلا عن المجسم عثمان بن سعيد الدارمي موافقا له ما نصه:[ و قد اتفقت الكلمة من المسلمين و الكافرين على أن الله في السماء و حدوه بذلك.]

و في كتاب ” شرح حديث النـزول ” طبع دار العاصمة ، صحيفة / 182 يقول ابن تيمية مفتريا على الأشعري و أصحابه ما نصه:[ أن الله فوق السموات بذاته.]

و كتاب ” تفسير ءاية الكرسي ” للعثيمين ، صحيفة / 33 يقول هذا المشبه:[ فأما علو الذات فهو أن الله عال بذاته فوق كل شئ ، و كل الأشياء تحته و الله عز و جل فوقها بذاته.]

فلا يخفى على ذي لب و فهم أن عقيدة أهل السنة على خلاف ما عليه المدعون النجديون التيميون حيث يجب بإجماع أهل السنة تنـزيه الله عن المكان و الجهة و التحيز.

و أما مسئلة العلو التي خاض فيها ابن تيمية و أتباعه حتى غرقوا في الوحول إلى ءاذانهم و عميت قلوبهم عن قبول الحق ، و صمت ءاذانهم عن سماع الهدى ، فاعتقدوا ما أوصلهم إلى الردى فتعسا لهم ، فقد قال أئمة أهل السنة بأن من وصف الله بالعلو الحسي المكاني و فسر الفوقية في حق الله بالجهة و الحيز ما عرف ربه ولا ءامن به ، لأن العلو الذي يليق بالله هو علو القدر لا علو المكان و المسافة ، و لكن القلوب التي عميت و أقفلت لم تقبل هذا المعنى المراد بل اتجهت إلى ما عند اليهود ، و استزلهم الشيطان فزين لهم سوء المعتقد فقاموا – و خسئوا – يدافعون عنه يعتبرون من خالفهم عدوا للقرءان فاستباحوا دمه من غير مبالاة لما يعتقده من الهدى.

الفصل العاشر:
نسبتهم الوصف القبيح و النعت الشنيع إلى ربهم تبارك و تعالى.

بعد بيان ما سبق من عقائد الوهابية و مشابهتهم لليهود في عقائدهم وأقوالهم ، نذكر لكم بعض ما تقوله الوهابية من ألفاظ لم نجدها في كتب اليهود ، و إليك التفصيل:

ففي كتاب ” فتاوى العقيدة ” للعثيمين طبع ما يسمى ” مكتبة السنة ” صحيفة / 50 يقول:[ لا يوصف الله بالمكر إلا مقيدا ، فإن قيل كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم قيل إن المكر في محله محمود.]

و في صحيفة / 51 يقول:[ إن الله له ملل و أما ملل الله فإنه ملل يليق به عز و جل.]

و في صحيفة / 52 يقول:[ و أما خداع فهو كالمكر يوصف الله به حين يكون مدحا.]

و في صحيفة / 75 يقول:[ أولئك الذين يتعمقون في الصفات و يحاولون أن يسألوا حتى عن الأظفار.] هذا في حق الله.

و في صحيفة / 120 يقول:[ قال ابن تيمية: و الذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف و الأئمة.] و أقره على ذلك بسكوته عن هذا النقل ، و هذا يلزم منه أن الله يمس و يحس و يجس ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

و في صحيفة / 49 يقول:[ إن نفي التمثيل هو الذي ورد في القرءان الكريم و لم يرد في القرءان نفي التشبيه.]

و في كتاب ” شرح حديث النـزول ” طبع دار العاصمة ، صحيفة 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:[ إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا.]

و في صحيفة / 238 يسمي الله جسما فيقول:[ قد يراد بلفظ الجسم و المتحيز: ما يشار إليه ، بمعنى أن الأيدي ترفع إليه في الدعاء.]
و في صحيفة / 258 يقول ابن تيمية:[ و أما الشرع فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء و لا الصحابة و لا التابعين و لا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم بل النفي و الإثبات بدعة في الشرع.]

و في الكتاب المسمى ” قرة عيون الموحدين ” لحفيد محمد بن عبد الوهاب ، صحيفة / 176 يقول:[ و ضحك الله أصل وحقيقة للضحك يضحك كما يشاء.]

و في صحيفة / 178 منه يقول:[ و لكنا نقول هو نفس الضحك.]

من تعبد الوهابية ؟!!

يعلم مما تقدم أن الوهابية يعبدون جسما يزعمون أنه الله ، و يسمونه شخصا ويقولون له وجه حقيقي و فم ولسان ، و أنه يضحك حقيقة و يتأذى ، و له ملل ، ويوصف بالمكر و الخداع ، و له يمين و له شمال عند بعضهم ، و على قول بعضهم له يمين دون الشمال.

و يصفونه بالجنب الواحد و الأعين المتعددة ، و على قول عندهم عين واحدة فقط ، و ينعتونه بالمشي و المجيء و الهرولة حسا و حقيقة ، و النـزول حقيقة من الأعلى و الصعود و الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى ، و القعود و الجلوس على العرش ، و الحلول في هواء الآخرة ، و أن له قدمين يحتاج على زعمهم للكرسي ليضعهما عليه.

و بعضهم يقول له قدم واحدة يعني جارحة و يضعها في جهنم فلا تحترق كما أن ملائكة العذاب في النار لا يتأذون بها.

و كذلك يصفون الله بالجوارح كالكف و الأصابع المتعددة و الذراع و الساعد ، و يعتبرونه ساكنا متحركا هابطا و صاعدا ، و أنه لو شاء لاستقر على ظهر بعوضه ، و أنه ينـزل بذاته حقيقة من العرش العظيم إلى السماء ، ويقولون إنه يضع يده و رجله في جهنم و لا تحرقه و أنه يأخذ بقبضة يده العُصاة فيخرجهم من النار ، و ينـزل مع الغمام و جبريل عن يمينه و جهنم عن يساره.

و الحقيقة أن الوهابية يعبدون جسما تخيلوه قاعدا فوق العرش و هو لا وجود له ، فهم عبدة الصور و الأجسام و الوهم و الخيال و مع ذلك يطلقون على أهل السنة و الجماعة أنهم مشركون وثنيون قبوريون ، في حين أنهم أي أهل السنة و الجماعة هم الموحدون لربهم العارفون به المنـزهون له عن كل ما نسبت الوهابية المجسمة إلى الله من صفات النقص. و أنتم أيها الوهابية النجدية التيمية: مشبهة مجسمة جهوية صوتية.
و الآن بعد أن بينا لك أيها القارئ عقيدة الوهابية المشابهة لعقيدة اليهود ننقل إليك دفاع الوهابية عن اليهود و عدم تكفيرهم لهم ، و كيف يكفرونهم و هم الذين يعتبرونهم مؤمنين ، و هذا ما ستراه في كتب زعمائهم و مراجعهم.

ابن تيمية الحراني و اليهود

ذكر الحافظ أبو سعيد العلائي شيخ الحافظ العراقي فيما رواه الحافظ المحدث المؤرخ شمس الدين بن طولون في كتابه ” ذخائر القصر ” صحيفة / 96 و هو مخطوط عن ابن تيمية أنه قال:[ إن التوراة لم تبدل ألفاظها بل هي باقية على ما أنـزلت و إنما وقع التحريف في تأويلها ، و له فيه مصنف.] أي لابن تيمية.

و يقول الشيخ محمد زاهد الكوثري في كتابه ” الإشفاق على أحكام الطلاق ” طبعة دار ابن زيدون ، صحيفة / 72:[ و لو قلنا لم يبلَ الإسلام في الأدوار الأخيرة بمن هو أضر من ابن تيمية في تفريق كلمة المسلمين لما كنا مبالغين في ذلك ، و هو سهل متسامح مع اليهود يقول عن كتبهم إنها لم تحرف تحريفا لفظيا.]

ابن باز و اليهود

لقد أجاز زعيم الوهابية في هذا العصر ابن باز الصلح الدائم مع اليهود بلا قيد و لا شرط و زعم أن هذا يوافق الكتاب و السنة ، كما نشرت ذلك عنه الصحف و المجلات و وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة بعد صدور نص الفتوى الباطلة عن مكتبه الخاص. و ممن ذكر نص كلامه جريدة ” نداء الوطن ” اللبنانية ” العدد 644 ” و جريدة ” الديار ” اللبنانية ” العدد 2276 ” بتاريخ الخميس 22 / 12 / 1994. و الجريدة المسماة ” المسلمون ” و لقد فرح جدا بهذه الفتوى أخوه وزير خارجية اليهود شمعون بيريز حين ذاك و طالب العرب و المسلمين بأن يحذوا حذوه ، و ذكرت ذلك الصحف و منها جريدة ” السفير ” اللبنانية بتاريخ 23 /12 / 1994. و كذلك جريدة ” التليغراف ” الأسترالية العدد ” 2754 “.

و مما يدل على فساد اعتقاد زعيمهم و موافقته لعقيدة التجسيم التي يعتقدها اليهود أنه وافق على كلام عبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب حيث قال في كتابه ” فتح المجيد ” صحيفة / 461 :[ و تأمل ما في هذه الأحاديث الصحيحة من تعظيم النبي ربه بذكر صفات كماله على ما يليق بعظمته و جلاله و تصديقه اليهود فيما أخبروا به عن الله من الصفات التي تدل على عظمته ، و تأمل ما فيها من إثبات علو الله على عرشه.] فكما أن عادت اليهود الكذب على الله و على أنبيائه فكذلك زعيمهم يفتري على الله كذبا و على رسول الله ، و ليس هذا بالغريب عنه فإنه لإثبات صحة معتقده يكذب على رسول الله و ينسب للرسول أنه وافق اليهود على كفرهم ، و هذا فيه تكفير للنبي المعصوم وتضليل لأشرف الخلق ، و العياذ بالله من ذلك البهتان العظيم الذي تكاد الجبال تندك منه.

محمد ناصر الدين الألباني و اليهود

و مما قام به أحد أركان الوهابية المدعو محمد ناصر الدين الألباني رأس الوهابية في الأردن مما يرضي اليهود ويفرحهم ، و لا شك أنهم استحسنوا ذلك منه ، أنه دعا إلى تفريغ فلسطين من أهلها و أوجب عليهم الهجرة منها و الخروج منها و زعم أن شهداء الإنتفاضة منتحرون و أن شعب الإنتفاضة خاسرون و يزعم أن هذه هي السنة ، أنظر جريدة ” اللواء ” اللبنانية بتاريخ 7 / 7 / 1993 صحيفة / 16 ، و كتاب ” فتاوى الألباني ” جمع عكاشة عبد المنان ، طبع مكتبة التراث ، صحيفة / 18 ، و كذلك شريط مسجل بصوت الألباني في بيته بتاريخ 22 / 4 / 1993. و إليك أيها القارئ ما نشرته الصحف بتاريخ 1 / 9 / 1993 و نصه:

لماذا قال الألباني: كل من بقي في فلسطين هو كافر؟

إن قضية فتوى المدعو محمد ناصر الدين الألباني التي قال فيها:[ إن على الفلسطينيين أن يغادروا بلادهم و يخرجوا إلى بلاد أخرى ، و إن كل من بقي في فلسطين منهم فهو كافر.]
هذه الفتوى الغريبة العجيبة لا تزال تثير ردود أفعال عديدة و لم يقتصر أثرها على الأردن حيث يعيش هذا الوهابي بل إمتد إلى بقية أنحاء العربي الأخرى.

فتوى غريبة بالطبع ، لم تمر دون التصدي لها من عشرات الشخصيات الدينية و رجال الفكر. و ممن رد على هذه الفتوى الدكتور صالح الخالدي حيث قال:[ إن الشيخ الألباني في فتواه خالف السنة ، وإنه قد يكون وصل إلى مرحلة الخرف ، و طلب الدكتور الخالدي من أتباع الشيخ ومريديه ألا يسيروا وراءه دون تفكير.]

و علق الدكتور علي الفقير عضو مجلس النواب الأردني على فتوى الشيخ الألباني قائلا:[ إن هذه الفتوى صادرة عن شيطان.] و استغرب الدكتور الفقير أن يطلب من سكان فلسطين ترك وطنهم بحجة أن اليهود يحتلونها.

و قد تصدت للمسألة قطعا للجدل هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ، و أصدرت بيانا نددت فيه بفتوى الألباني ، و بينت المغالطة التي وقع فيها في فتواه ، ففلسطين من ديار الإسلام ، و الواجب يقضي بتضافر جميع الجهود لإستعادة الحق السليب لا ترك هذا الحق لمغتصبيه.

و قال الدكتور على الفقير:[ إن منطق هذا الشيخ منطق يهودي صرف.] و النتيجة نفسها توصل إليها مراقبون سياسيون ، و لم يبرئوا الفتوى من غاية مدسوسة قد يكون هذا الشيخ على دراية بها. أ هـ.

حمود بن عبد الله التويجري و اليهود

يقول حمود التويجري المذكور مادحا و مؤيدا لعقيدة إخوانه اليهود و التي هي في نفس الوقت عقيدته في كتابه الذي سماه ” عقيدة أهل الإيمان في خلق ءادم على صورة الرحمن ” و قرّظه ابن باز مفتيهم ، طبع دار اللواء – الرياض ، الطبعة الثانية ، صحيفة / 76:[ و أيضا فهذا المعنى عند أهل الكتاب من الكتب المأثورة عن الأنبياء كالتوراة فإن في السفر الأول منها [ سنخلق بشرا على صورتنا يشبهها.]

و في صحيفة / 77 يقول:[ و أيضا فمن المعلوم أن هذه النسخ الموجودة اليوم بالتوراة و نحوها قد كانت موجودة على عهد النبي  فلو كان ما فيها من الصفات كذبا و إفتراء و وصفا لله بما يجب تنـزيهه عنه كالشركاء و الأولاد لكان إنكار ذلك عليهم موجودا في كلام النبي أو الصحابة أو التابعين كما أنكروا عليهم ما دون ذلك ، و قد عابهم الله في القرءان بما هو دون ذلك فلو كان هذا عيبا لكان عَيب الله لهم به أعظم و ذمهم عليه أشد.]
فقد اتضح جليا مشابهة الوهابية في عقيدتها و دينها لعقيدة و كتب اليهود التي كتبوها بأيديهم و لعنوا بذلك ، و لكن خسئ ابن تيمية وأتباعه الوهابية الذين ينكرون هذا و يعتبرون أن الرسول لم يعترض على كذبهم على الله و لم ينكر عليهم كفرهم و إشراكهم و نسبتهم الشكل و الصورة الحقيقية إلى الله ، و بذلك يكونون قد كفروا الرسول و نسبوا إليه الضلال ليموهوا على الناس اعتقادهم الكفري مع نسبة ذلك إلى النبي ، و بذلك يكونون قد أعظموا الفرية على الله و على رسوله ، و الله و رسوله و المؤمنون براء منهم و من دينهم الكفري.

يوسف القرضاوي واليهود

وهو من أكبر مراجع جماعة سيد قطب حزب الإخوان المفسدين في الأرض وهو يعد عندهم مفكرًا بليغا ومرجعا كبيرًا، وهو يخالف القرءان والسنة وإجماع الأئمة فيقول مادحًا دين اليهود ومرغبا به وباحترامه:
[ فالمرأة الكتابية تعيش في كنف رجل مسلم يحترم أصل دينها وكتابها ونبيها بل لا يتحقق إيمانه إلا بذلك.] وكلامه هذا الذي يقصد به دين اليهود تجدونه في كتابه المسمى ( الحلال والحرام في الإسلام، طبعة ما يسمى المكتب الإسلامي، ص /174.) وفي مجلة المجتمع العدد 1233 بتاريخ 7/1/1997 ص/ 18 يقول يوسف القرضاوي إنه يفهم قصد الفيلسوف روجيه جارودي ويؤيده في أن حربنا مع اليهود ليست حربا دينية بمعنى أنها ليست من أجل العقيدة، ويقول القرضاوي:[ فنحن نحارب اليهود لأنهم استعمروا أرض فلسطين لا لكونهم يهودا فاليهودية دين سماوي يعترف به الإسلام.]

فتحي يكن واليهود

وهو أحد القياديين البارزين في الجماعة المسماة ” الجماعة الإسلامية ” فرع ما يسمى حزب الإخوان المسلمين في لبنان، وأبرز المخططين والقياديين في الحزب على الصعيد الدولي، وهو الأمين العام في جماعته في لبنان، وهو ينسب الإيمان إلى أعداء الله اليهود فيقول:[ أو حتى يهوديا هو مؤمن بالله.] يراجع ذلك في جريدة الأنوار بتاريخ السبت 10 نيسان 1993 العدد 11505 تحت عنوان:[ النواب الجدد ] الحلقة 27.
ومما يؤكد ارتباطه الوثيق بتنظيم حزب الإخوان المتطرف والقيادات الدولية فيه أنه أحد المؤسسين البارزين والمساهمين في البنك المسمى ” بنك التقوى ” الذي يضم أبرز قيادات حزب الإخوان على المستوى الدولي كفيصل مولوي ويوسف القرضاوي. وقد أشار النائب المصري أحمد طه إلى أن هذا البنك على علاقة برأس المال الصهيوني، وأن جماعة حزب الإخوان أنشأت المركز الرئيسي لهذه الشركات في جزر البهامس، وهذا مما يكذب ادعاءهم أنها إسلامية لأن البهامس جزر المخدرات والتهريب والدعارة.
أنظر جريدة ” السفير ” اللبنانية بتاريخ الأربعاء 4/12/1991 ، وانظر أيضا جريدة السفير بتاريخ 16/8/1991.
فإذا كان اليهود عند الوهابية والقطبية مؤمنين فلمَ يدّعون جهادهم؟!! ولكنه الغش والتمويه على الناس.

عبد الرحيم عكور واليهود
إن عبد الرحيم عكور هو رأس من رؤوس حزب الإخوان في الأردن وقد أظهر عما في قلبه وباطنه من ميول إلى اليهودية.
فقد ورد عنه في جريدة شيحان الأردنية بتاريخ السبت 28/12/1995 السنة الحادية عشرة أنه قال:[ إنه لا يستطيع أن يجزم بفكر اليهود.]
وهذا المذكور هو نائب المراقب العام للإخوان في المنطقة الجنوبية في إربد.

الوهابي سخوطة يزور الحاخام اليهودي شابيرا

نشرت عدة صحف بالصور ومنها جريدة ” السفير ” اللبنانية بتاريخ الاثنين 8 أيار 1992 العدد/6185 أن المستشار الديني لدى رابطة العالم الإسلامي الشيخ اسحق إدريس سخوطة قام بزيارة اليهود والتقى بكبير حاخامات اليهود الغربيين إبراهام شابيرا في مكتبه في الكنيس اليهودي الرئيسي في القدس المحتله.
وقد ظهر في الصور جليا أن الوهابي يصافح الحاخام اليهودي وهو قائم له في حين أن الحاخام قاعد على كرسيه خلف مكتبه.

مجلة حسن قاطرجي اللبناني واليهود

ورد في مجلة حسن قاطرجي اللبناني المسماة ” منبر الداعيات ” التي تصدر في لبنان العدد السادس بتاريخ تشرين الثاني 1995 ذكرت هذه المجلة ص/26:[ بالتأكيد على أن المعركة في فلسطين بيننا وبين العدو الصهيوني ليست معركة بين الإسلام واليهود كديانتين.]
وجاء فيها أيضا قولهم:[ وعليه فإن الإسلام لم ينطلق أساسا معاديا لليهود.]
وقالوا أيضا:[ وكذلك نحن اليوم لا يمكننا أن نقول بأننا ضد اليهود كأهل دين.]
هذه حقيقتهم السوداء تنشرها مجلة حسن قاطرجي الذي هو أحد القياديين البارزين في التنظيم السري في جماعة حزب الإخوان في لبنان.
وهذا منهجهم الذي يدرِّسونه للصغار في الدورات الصيفية في كتب مقرَّرة عندهم من قِبَل جمعية حسن قاطرجي المسماة ” جمعية الاتحاد الإسلامي للدعوة والتعليم ” التي يرأسها حسن قاطرجي، ففي ( كتاب السيرة النبوية على زعمهم القسم الثاني في الدرس الرابع ص/12 ) تحت عنوان:[ كتابة الوثيقة.] يقولون مفترين على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه وادع اليهود وعاهدهم وأقرّهم على دينهم، وزادوا في الضلال حيث قالوا والعياذ بالله من الافتراء على الله وعلى رسوله وعلى دينه وما أجرأهم على الكفر حيث نسبوا ذلك الكفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مجلة ” الأحباب ” الرجبية واليهود

هذه المجلة التابعة لمحمد رجب ديب الدمشقي، وتلاميذه زياد الصاحب ومحمد أبو القطع، وبلال صفي الدين وأحمد البابا وهم المؤسسون البارزون لجمعية الأحباب وجمعية الفتوة في لبنان وفضائحهم منتشرة بين الناس ولا يحصيها إلا الله.
وقد نشرت هذه المجلة الناطقة باسمهم في العدد السادس السنة الثالثة 1994 صحيفة/13 تحت عنوان:[ التسامح الديني.] بقلم محمد فريز منفيخي قوله:[ إن الإسلام لم يأت مناقضا لليهودية بل بالعكس كان محترما لها مبينا حقيقتها.]

سيد سابق واليهود

وهذا المذكور من رؤساء وزعماء حزب الإخوان المفسدين في الأرض، يقول في كتابه المسمى ( فقه السنة ) الجزء الثاني – الطبعة الثامنة – دار الكتاب العربي – 1987 بيروت، ص/96:[ وأما الكتابية فليس بينها وبين المؤمن كبير مباينة، فإنها تؤمن بالله وتعبده وتؤمن بالأنبياء.]
وهذا الضلال المخالف لقوله تعالى عن أهل الكتاب:{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ } سورة ءال عمران / 98. فإن كان يعتبر اليهودية مؤمنة وأنها كالمؤمن وأنها تعبد الله فمن الكافر عندهم؟!! وأعجباه!!! يقتلون المؤمنين الموحدين في الجزائر ونحوها ويذبحونهم ويبقرون بطون النساء المسلمات الحوامل يعتبرونهم مشركين ويعتبرون اليهود مؤمنين. فاعرفوهم على حقيقتهم بعد كشف القناع عن وجوههم السوداء.

ويقول سيد سابق والعياذ بالله في المجلد الثاني من الكتاب السابق ص/404:[ الظاهر أن الكافر إذا انتقل عن دينه إلى دين ءاخر من أديان الكفر فإنه يقرُّ على دينه الذي انتقل إليه ولا يعترض له.]
وفي ص/544 يقول سيد سابق والعياذ بالله:[ ولهذا قرر الإسلام المساواة بين الذميين والمسلمين، فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وكفل لهم حريتهم الدينية.]
وفي ص/545 يقول سيد سابق والعياذ بالله:[ بل من حق زوجة المسلم اليهودية أن تذهب إلى المعبد ولا حق لزوجها في منعها من ذلك.]

فانظروا إلى هذا الضلال المبين حيث جعل سيد سابق الكفر حقا وسوّى بين المسلمين واليهود، وأذن وأباح لهم أن يكفروا كما يريدون، وقد كذّب قول الله عز وجل:{ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } سورة القلم / 35-36.

سيد قطب واليهود

ففي كتابه المسمى ( في ضلال القرءان ) المجلد الأول – الجزء الثاني – الطبعة الخامسة عشرة – طبعة دار الشروق 1988 – بتعليق محمد قطب في تفسير سورة البقرة ص/240 يقول والعياذ بالله:[ إن المسلم والكتابية يلتقيان في أصول العقيدة في الله وإن اختلفت التفصيلات التشريعية.]
وفي ص/ 295 وفي معرض كلامه عن اليهود يقول مفتريا على الإسلام:[ والإسلام يقوم عليهم يحميهم ويحمي حريتهم في العقيدة.]
أنظر أيها القارئ المنصف إلى ما يدعو إليه سيد قطب فإنه يدعو لأن يترك اليهود على كفرهم على قولهم: العزير ابن الله، وعلى قولهم يعقوب زنى بابنتيه وغير ذلك من قبيح كفرهم. وفوق ذلك كله يدّعي بأن الإسلام هكذا أمر!!!
انظروا إلى وقاحته وشدة افترائه على دين الله، وكيف يكون مدافعا عن الإسلام من يقول بمثل هذا الكلام؟!!
وفي المجلد الثالث – الجزء التاسع – سورة الأنفال ص/1435 يقول سيد قطب في معرض تكلمه عن اليهود وأهل الكتاب مفتريا على الإسلام:[ ثم يطلق الأفراد بعد ذلك أحراراً – بالفعل – في اختيار العقيدة التي يريدونها بمحض اختيارهم.]
وفي الجزء العاشر سورة التوبة ص/1627 يقول سيد قطب عن اليهود بأنهم أهل دين سماوي.
فبعد الذي ذكرناه من أقوال وضلالات لسيد قطب ومن مرت أسماؤهم قبلا نقول لهم: إذا كان الرسول على زعمكم وافق وأقر اليهود على دينهم وعقيدتهم وسمح لهم بحرية العقيدة وأن الإسلام على زعمكم لم يكره أحدا على اعتناقه بل ترك الحرية والاختيار لاتباع غيره من الأديان الباطلة، وبل رخص لهم بالبقاء على عقيدتهم على زعمكم فلمَ أُرسلَ رسول الله محمد؟!!! ولِمَ قاتل المشركين كافة؟! ولم جاهد المنافقين وأظهر خبثهم؟! ولم قاتل اليهود أسيادكم؟!! ولم تكلف أتباعه من بعده من صحابة وتابعين بنشر الإسلام في الأرض شرقا وغربا؟!!
إذن قد ظهر الحق وبان وانكشف وعرف الناس من يدافع عن اليهود ويحمي عقيدتهم وينشرها لهم بين المسلمين. وقد عرف الناس أيضا من يوطد لليهود ليسيطروا على بلاد المسلمين والعرب فها هي أذنابهم تنشر الرعب بين الآمنين في بلاد المسلمين تقتيلا وإرهابا وتفجيرا وتفخيخا وبقرا لبطون الحوامل وذبحا للكبار والصغار والذكور والإناث والشباب والعجز، كل ذلك على زعمهم باسم الإسلام وإقامة دولة الإسلام، وما هو إلا خدمة واضحة للصهاينة أصحاب الفتن وأحبابهم. لقد ظهر للناس وبان من يتبع الإسلام ومن يتبع اليهودية وإن سمّوا أنفسهم وأحزابهم وجماعاتهم وتنظيماتهم ومؤسساتهم ومراكزهم بأسماء إسلامية فإن نور الحق ساطع لا يحجبه ظلام الباطل وسواده. فاعرفوا أيها الناس يهود الداخل الذين يمكنون لإخوانهم وأسيادهم يهود الخارج.

الوهابية والقطبية يكفّرون الأمة الإسلامية

ومن مخازي الوهابية وجماعة سيد قطب أنهم يكفرون المؤمنين ويستبيحون دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم وهم مع ذلك يمدحون أهل الشرك والكفر كاليهود ومشركي قريش الذين حاربوا رسول الله وتصدوا لدعوته كأبي لهب وأبي جهل فهما عند الوهابية من المؤمنين الموحدين وأنهما على زعمهم أكثر توحيدا لله وأخلص إيمانا به من المسلمين الذين يتوسلون بالأولياء والصالحين.
وقد تجرأوا على هذا القول الشنيع ولم يكتفوا بإضماره في قلوبهم بل خطّته أياديهم الأثيمة وطبعته في كتاب أسموه ( كيف نفهم التوحيد ) تأليف محمد أحمد باشميل، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث والإفتاء ( الدعوة الوهابية التي يرأسها كبير قومهم عبد العزيز بن عبد الله بن باز ) الرياض سنة 1987. وبمقابل ثنائهم وحبهم لليهود وأعوان اليهود وأشباه اليهود أنظر ماذا يقولون عن المسلمين قاطبة، ففي الكتاب المسمى ( المجموع المفيد من عقيدة التوحيد ) تأليف على بن محمد سنان طبع مكتبة دار الكتاب الإسلامي – المدينة المنورة ص/55 يقولون:[ إن هذه الطرق الصوفية المنتشرة في الناس للدجل والدجالين هي المعول الذي هدم به اليهود والفرس صرح الإسلام وهي اليد الأثيمة التي مزقت الإسلام وأن شيوخ الطرق الصوفية هم الذين يمكنون للمستعمرين في مراكش وتونس والجزائر والهند وفي السودان وفي مصر وفي كل مكان، أيها المسلمون لا ينفع إسلامكم إلا إذا أعلنتم الحرب الشعواء على هذه الطرق وقضيتم عليها فأخرجتموها من بين جنوبكم ومن قلوبكم ومجالسكم ومجامعكم ومساجدكم وزواياكم حاربوها قبل أن تحاربوا اليهود فإنها روح اليهودية والمجوس تغلغلت في جسم الإسلام فزلزلته وأوهنته.]
وزادوا على هذا الضلال أنهم كفروا أهل المذاهب الأربعة ومقلديهم واعتبروا أن مشركي قريش أخف شركا وأيسر كفرا من أهل المذاهب الأربعة ذكروا ذلك في كتاب أسموه ( الدين الخالص ) تأليف محمد صدّيق حسن القونجي الجزء الأول ص/140 طبع دار الكتب العلمية – بيروت.

فما أوقحهم وما أغباهم وهل أهل المذاهب الأربعة إلا جمهور هذه الأمة التي مدحها الله تعالى بقوله:{ كُنْتُم خَيرَ أُمَّةٍ } سورة ءال عمران / 110. وانظر إلى قولهم:[ تقليد المذاهب من الشرك.] في كتابهم المسمى ( الدين الخالص ) ص/140، فهذا تصريح منهم بتكفير الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة وسائر أهل المذاهب المعتبرة.
بل زادوا ضلالا وخبثا لما اعتبروا أن البشر كلهم أولاد زنى حيث كفروا السيدة حواء وجعلوها مشركة، انظر إلى قولهم في كتابهم ( الدين الخالص، ص/ 160 ) حيث يقولون:[ الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون ءادم عليه السلام.] فبربكم من يعتبر أم البشر السيدة حواء رضي الله عنها مشركة كافرة أفلا يكون مؤدى قوله هذا أن ءادم عليه السلام تزوج من كافرة مشركة وأنه ولد منها أولادا والوهابية تزعم انهم من زنى. ومن كفر السيدة حواء فقد زاد شره لما كفر صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر عبد العزيز بن باز في تعليقه على شرح البخاري الجزء الثاني ( طبع دار المعرفة ص/95 بيروت ) تكفيره للصحابي الجليل بلال ابن حارث المزني واعتبر أن زيارته لقبر النبي وتوسله بالرسول عند القحط في زمن عمر رضي الله عنهما شرك، وليس هذا فقط بل شيخه أحمد بن تيمية الحراني المجسم كفّر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي شهد له الرسول بالصلاح وكان معروفا بالعلم والفهم والورع بعد أن نقل ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) طبع دار المعرفة بيروت ص/390 عن تتبع ابن عمر للأماكن التي صلى فيها رسول الله وتحراها لأجل الصلاة فيها يقول ابن تيمية:[ وذلك ذريعة إلى الشرك بالله.]
وفي كتاب المسمى ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ( راجعه وعلق عليه عبد العزيز بن باز طبع دار الندوة الجديدة- ص/190.) يكفر أهل السنة في بلاد الشام واليمن وفي الجزيرة العربية والحجاز والعراق ومصر ويزعم أن أهل الشام يعبدون ابن العربي وأن أهل مصر يعبدون البدوي وأن أهل العراق يعبدون الجيلاني وأن أهل الحجاز واليمن يعبدون الطواغيت والأحجار والأشجار والقبور.

فإذا كان أهل هذه النواحي والبلاد من المسلمين كفارًا عند الوهابية فأين المسلمون يا وهابية؟!!
فمن يعتبر أهل الإسلام في هذه الأقطار مشركين كيف يُعتبر في عداد أهل الفرقة الناجية. إن المسلمين اليوم إما أشاعرة أو ماتريدية فحيثما تجد مسلما سنيا تراه أشعريا أو ماتريديا على رغم انف الوهابية التي تكفر الأشاعرة والماتريدية كما تجد ذلك في كتابهم المسمى زورا وبهتانا ( من مشاهير المجددين في الإسلام ) طبع الإدارة العامة للبحوث والدعوة الوهابية – الرياض ص/32 تأليف صالح بن فوزان حيث الأشاعرة والماتريدية مخالفين للصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ثم يقول:[ فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة.] اهـ. بحروفه.
ولقد تجرأ محمد بن صالح العثيمين على تضليل الإمام النووى والحافظ ابن حجر رحمهما الله تعالى حيث يقول في كتابه ( لقاء الباب المفتوح ص/42 – طبع دار الوطن الرياض):[ ليسا من أهل السنة والجماعة.] وذلك تعصبا منهم لرأي ابن تيمية ولكلام محمد بن عبد الوهاب.
بعد هذه الفتوى الجائرة في تضليل أهل السنة والجماعة والصحابة حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير السيدة حواء فها هي الفتاوى العملية تصدر عنهم في إباحة دماء المسلمين وتنفذ فيهم الجرائم بالتقتيل والذبح وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث والزنى بنسائهم والتهمة على زعمهم أنهم يعتقدون العقيدة الأشعرية، بل زاد ضلالهم بتكفيرهم للمسلمين الذاكرين الله كثيرا حيث يقول حسام العقاد في كتابه ( حلقات ممنوعة ) طبع دار الصحابة بطنطا – مصر – ص/25 يقول:[ ومن البدع أيضا في هذه الحلقات أن يحدد الشيخ أرقاما لقولها الذاكر فيقول لا إله إلا الله ألف مرة مثلا أو صلى الله عليه وسلم عشرة ءالاف مرة أو أكثر وكل هذا لم يرد في شرعنا وهو من ابتداع الجاهلين، لقد خرج هؤلاء عن الذكر الشرعي إلى ذكر يشرك بالله تعالى.] اهـ.
انظر إلى قوله:[ في شرعنا ] لأن الوهابية جاءت بدين جديد، وإلى قوله:[ ذكر يشرك بالله تعالى ] وهل الصلاة على النبي والإكثار منها يعتبر عندكم يا وهابية إشراكا؟!!

وهل قول: لا إله إلا الله، يعتبر شركا؟!! لعنة الله على الظالمين.
فمن يعتبر الإكثار من الصلاة على النبي والتهليل شركا بالله لا يتورع عن تحريم ومنع الناس من قول: استغفر الله. حيث اعتبر القطبية – جماعة سيد قطب – أن قول: استغفر الله. هو كلام أقل ما يقال فيه إنه المكاء والتصدية، راجع مجلة الأمان العدد 70/ سنة 1980 ص/20، وانظروا إلى قول ناصر الدين الألباني هذا الوهابي العنيد في كتابه ( تحذير الساجد، ص/69 ) حيث يعتبر وجود محراب صغير أسفل حائط القبر الشمالي ظاهرة وثنية ويأسف لوجوده وبقائه ووجود القبة الخضراء فوقه.
وليس الوهابية فقط من تجرأ على تكفير المسلمين بل حزب الإخوان إخوان لهم جماعة سيد قطب كفروا المسلمين قاطبة حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير معاوية وعموم بني أمية الذين منهم الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ففي كتاب سيد قطب المسمى ( العدالة الاجتماعية في الإسلام – طبع دار الكتاب العربي – مصر – ص/174 ) يقول سيد قطب:[ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية فهو منه ومنهم برئ.] ولم يكتف سيد قطب بتكفير معاوية وبني أمية بل تعدى الحدود وزاد في الشذوذ إلى تكفيره الأمة قاطبة الأحياء الأموات وبل كفر البشرية بأسرها حيث يقول في كتابه ( في ظلال القرءان – المجلد الثاني – الجزء التاسع – ص/1057):[ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وجور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريق منهم يردد على المآذن كلمات لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها.]

وقد تبعه على هذه البدعة الكفرية وزاد عليه فتحي يكن فقال في كتابه ( كيف ندعو إلى الإسلام – الطبعة الرابعة – مؤسسة الرسالة – ص/112 ):[ واليوم يشهد العالم أجمع ردة عن الإيمان بالله وكفرا جماعيا وعالميا لم يعرف لهما مثيل من قبل.]
وقد تجرأ أحد الوهابيين على تكفير الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري لأنه وضع وجهه على قبر النبي شوقا لرسول الله وهو مدرس الليث بن سعد في الأردن فتصدى له أحد السنيين منكرا عليه كيف يكفر هذا الصحابي الجليل فقال الوهابي:[ وإن كان محمد بن عبد الله ( يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ) فعل ذلك فقد كفر.] والعياذ بالله.
وفي يوم الأربعاء بتاريخ 1/10/1997 حصل أن عبد القادر أرناؤوط الوهابي المقيم في دمشق قال لرجل من ءال البزم من أقرباء مفتي دمشق بأن مشايخ وعلماء الشام كلهم كفار لأنهم لا يأخذون بفتوى ابن تيمية الشاذة بأن الطلاق بالثلاث لا يقع ويكفيه اليمين، نسأل الله السلامة منهم جميعا.

ومن مخازيهم تكفيرهم لأهل السنة والجماعة في دبي وأبي ظبي ونعتهم لهم بالجهمية وأنهم معطلة لأنهم لا يقولون مقالة الوهابية بل ينـزهون الله عن المكان والجهات وعن النـزول بالذات ويزورون القبور للاتعاظ وقراءة القرءان لينتفعوا وينفعوا أمواتهم المسلمين بإذن الله ويتبركوا بزيارة الصالحين.
حيث طبعوا كتابا حشوه افتراء على أهل السنة وضمنوه تكفير أهل أبي ظبي ودبي وقالوا عنهم بأنهم ظلمة فسقة وأنهم كلاب جهنم. راجع كتابهم المسمى ( إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية ) جمع وتخرج عبد العزيز بن عبد الله الزير ءال محمد – طبع دار العاصمة – الرياض 1415 هـ. – الطبعة الأولى ص / 51-101-102-124-125.
وانظر تكفيرهم لأهل السنة والجماعة في مقدمة كتابهم المسمى ( كتاب التوحيد لابن خزيمة ) الجزء الأول – مكتبة الرشد – الرياض. وهذه المقدمة للكتاب بقلم صالح بن فوزان الفوزان حيث يقول عن الأشاعرة والماتريدية:[ إنهم تلاميذ الجهمية والمعتزلة وأفراخ المعطلة.]
وفي كتابهم المسمى ( الفتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) وهو شرح لكتاب محمد بن عبد الوهاب والشارح هو حفيده وعلى عقيدته واسمه عبد الرحمن ابن حسن ءال الشيخ – راجعه وصححه على زعمهم عبد العزيز بن باز كبيرهم اليوم وأعمى البصر والبصيرة – طبعة دار الندوة الجديدة – بيروت لبنان – ص/353 حيث يقول جاء فيه:[ إن كثيرا من هل السنة والجماعة كفروا الأشاعرة.] والعياذ بالله من هذا الكذب المفترى وهل مجموع أهل السنة والجماعة إلا الأشاعرة والماتريدية؟!!
وفي مجلة فرخهم في لبنان حسن قاطرجي المتخرج من مدرسة الوهابية المسماة ( منبر الداعيات – العدد /27 / ربيع الأول 1418 – تموز 1997 ص/5 ) حيث اتبعوا في تكفير أهل السنة والجماعة أسيادهم الوهابية والقطبية بقولهم:[ واثنان وعشرون دولة عربية بكل ما تملك من جنود وعتاد لا تشكل خطرا على أمن الدولة العبرية، أدركنا بكل بساطة أن هذه الدول لا إيمان عندها؟!]
أين أهل الإيمان إذاً يا وهابية إن كان أهل البلاد العربية ليسوا بمؤمنين عندكم؟!!
ومما يزيدك أيضا بيانا على أنهم يعاملون الأشاعرة والماتريدية على أنهم كفار حلال المال والدم والعِرض ما رواه وذكره عنهم تفصيلا ومؤرخا مفتي مكة المكرمة السيد أحمد بن زيني دحلان في كتابه أمراء البلد الحرام ص/297 تحت عنوان:[ ذكر قصة أهل الطائف وما وقع لهم من الوهابية.]
حيث يذكر ما فعله الوهابية لما هجموا على أهل الطائف وقتلوا الناس قتلا عاما واستوعبوا الكبير والصغير وذبحوا على صدر الأم الطفل الرضيع وقتلوا من وجدوه متواريا في البيوت وخرجوا إلى الحوانيت والمساجد فقتلوا من فيها ولو كان راكعا أو ساجدا. وأنهم نهبوا أموالهم حتى صارت الأموال في مخيمهم كأمثال الجبال حتى الكتب الدينية والمصاحف ونسخ البخاري ومسلم وكتب الفقه وبقيت العلوم لم تسلم من حقدهم فنشروها في الطرقات والأزقة ومكثوا أياما يطؤونها بأرجلهم وخربوا البيوت فلم تسلم منهم حتى بيوت الخلاء. ثم اقتسموا تلك الأموال كما تقسم غنائم الكفار. إنتهى.

ومما يدل على اعتقادهم بأنهم وحدهم المسلمون على زعمهم وأن أهل السنة عندهم كافرون ما ذكره مفتي مكة أحمد بن زيني دحلان في كتابه ( فتنة الوهابية ) طبع مطبعة حسين حلمي استانبولي استانبول – تركيا سنة 1978 ص/13 من قوله بأن الوهابية لما دخلوا مكة المكرمة وتملكوا المدينة المنورة بقوة السلاح ( صاروا يكرهون الناس على الدخول في دينهم ) وهذا صريح في أنهم لا يعتبرون أهل السنة ولو كانوا أهل الحرمين مكة والمدينة وأهل الطائف إلا كفارا والعياذ بالله من فتنة الوهابيين الذين اتبعوا في هذا زعيمهم محمد بن عبد الوهاب الذي كما يذكر مفتي مكة في كتابه هذا عنه أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم.
وما هذا إلا دليل على ما يعتقدونه من النقصان في دين سيدنا محمد وبزعمهم جاءوا لإكماله وفي هذا تكفير لسيدنا محمد وصحابته وسلف الأمة وخلفها وتكذيب للقرءان وللسنة الثابتة فاعرفوا حقيقة الوهابية يا أهل الحق وأنهم شرذمة تخدم مآرب اليهود بنشر الفتن والشقاق بين المسلمين أينما حلوا، ويحرم ولا يجوز تسميتهم بالسلفية لمن عرف حقيقتهم وهذا الاسم استعملوه ستارا لهم ودخلوا به إلى كثير من البلاد وخدعوا الناس ليخرجوهم من الهدى إلى الضلال ومن نور التوحيد إلى ظلمة الإشراك والتشبيه. حتى صار كثير ممن يدعون الدعوة والإرشاد والتعليم من هؤلاء الوهابية الذين عاثوا في الأرض فسادا وما يحصل اليوم في بلاد المسلمين من قلاقل وفتن وإراقة للدماء في مصر والجزائر واليمن وافغانستان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين إن هو تطبيق لمنهج التكفير لأهل السنة الذي هم عليه حتى وصل بهم الأمر إلى ذبح 52 مسلما سنيا بالسكاكين لا شئ إلا لتبنيهم العقيدة الأشعرية، راجع صحيفة الحياة فهم لا يتورعون مخالفيهم وتكفيرهم حتى ولو كان رجلا أعمى صلى على النبي بعد الأذان فإنه يقتل بفتوى من محمد بن عبد الوهاب كما ذكر مفتي مكة في أواخر كتابه ( فتنة الوهابية ).
وأما إن أردت أن تعرف حقيقة محمد بن عبد الوهاب وجماعته الوهابية فخذها من كلام أبيه وأخيه وأهل بلده والمعاصرين له من علماء أهل السنة والجماعة.

ففي كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة للعلامة محمد بن عبد الله ابن حميد النجدي الحنبلي المتوفى سنة 1295 للهجرة – الطبعة الأولى – مكتبة الإمام أحمد ص/275 – 276 حيث يقول في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب:[ عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي وهو والد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الأفاق لكن بينهما تباين مع أن محمدا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غاضبا على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أنه يحدث منه أمر فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر فقدر الله أن صار ما صار وكذلك ابنه سليمان أخو محمد كان منافيا له في دعوته ورد عليه ردا جيدا بالآيات والآثار وسمى الشيخ سليمان رده عليه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله.]

ففي هذا بيان لما كان عليه محمد بن عبد الوهاب وجماعته من التكفير بغير سبب واستحلال القتل بلا عذر سوى المجاهرة بالرد عليه حتى وصل به الأمر إلى أنه أمر بقتل أخيه الشيخ سليمان وأرسل له مجنونا بسيف ليقتله. ثم سلمه الله وترك نجد إلى المدينة المنورة وألف في الرد عليه أكثر من كتاب ورسالة منها ( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ) وهو كتاب مطبوع بموجب موافقة وزارة الإعلام في الجمهورية العربية السورية سنة 1997 توزيع مكتبة حراء. حيث يبين فيه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى شدة التحامل على المسلمين التي عند أخيه محمد بن عبد الوهاب وتكفيره لهم ورميهم بالشرك. فيقول ص/17 ردا عليهم:[ ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم وفارقتم الإجماع وكفرتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم.]
ويقول ص/42 مخاطبا الوهابية أتباع أخيه المارق:[ بل والله كفرتم من قال الحق الصرف حيث خالف أهوائكم.]
وفي ص/54 ينصحهم بقوله:[ فيا عباد الله تنبهوا وارجعوا إلى الحق وامشوا حيث مشى السلف الصالح وقفوا حيث وقفوا لا يستفزكم الشيطان ويزين لكم تكفير أهل الإسلام وتجعلون ميزان كفر الناس مخالفتكم وميزان الإسلام موافقتكم.]
وهذه العبارة صريحة في بيان مذهب ( دين ) الوهابية حينما يطلقون التكفير على كل من خالفهم ويسعون لقتله وذلك تنفيذا للأوامر التي تلقاها محمد بن عبد الوهاب ربيب الاستعمار المحتل لبلاد المسلمين وتلميذ الجاسوس البريطاني همفر والذي لقنه ودربه ولم يجد مطية يركبها أسهل من محمد بن عبد الوهاب كما اعترف في كتابه المسمى ( مذكرات مستر همفر ) الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية، نقله إلى العربية الدكتور ج. ج.
فإنه يذكر في ص/77 أن أول بند من بنود العمالة والاتفاقية التي حصلت بينه وبين محمد بن عبد الوهاب هو:
تكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة.
ثانيا: هدم الكعبة باسم أنها آثار وثنية.
ثالثا: السعي لخلع طاعة الخليفة ومحاربة أشراف الحجاز.
رابعا: هدم القباب و الأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها باسم أنها وثنية وشرك والاستهانة بشخصية النبي محمد وخلفائه ورجال الإسلام.
خامسا: نشر الفوضى والإرهاب في البلاد.
هذا ما سعت إلية وزارة المستعمرات البريطانية عبر الجاسوس همفر ليتم تنفيذه على يد محمد بن عبد الوهاب وجماعته أصحاب الغلظة والعمالة وحق عليهم أن يصفهم العلامة ابن عابدين بالخوارج حينما يقول تحت عنوان:[ مطلب في أتباع محمد بن عبد الوهاب الخوارج في زماننا.]
ثم يقول:[ كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.] راجع كتابه رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار المجلد الرابع ص/262 طبع دار الفكر – لبنان 1992.
وهذا ما أكده الشيخ سليمان أخو محمد بن عبد الوهاب في رده عليه في كتابه ( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية.)
حيث قال مخاطبا لهم وناصحا وزاجرا:[ أما في هذا عبرة لكم تكفرون عوام المسلمين وتستبيحون دمائهم وأموالهم وتجعلون بلادهم حرب.]

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإياه نسأل أن ينصر المسلمين على هذه الطائفة الشاذة ليستأصلوا شوكتهم ويطفئوا نار حقدهم على المسلمين ويبددوا ظلام فتنتهم السوداء كما شتت اليهود من قبل إنه على ذلك قدير. ءامين.

ملاحظة: إن مما يؤكد لك أن الوهابية تسعى لنشر الفوضى وإشاعة القتل والرعب في بلاد المسلمين وبين الناس ما نشرته الصحف اليومية والمجلات وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة من قيامهم باغتيال مفتي بلاد داغستان سعيد أبو بكروف رحمه الله، وأخيه رحمهما الله تعالى، بانفجار عبوة ناسفة لحظة ركوبهما السيارة لأنه كان شديد العداء لهم ووصفهم بالمخربين، يراجع في ذلك جريدة الديار – والحياة – والنهار – والسفير بتاريخ 22/8/98. ولو أردنا تتبع جرائمهم عبر السنين لطالت أخبارهم ولجاءت في مجلدات كثيرة وإن الوهابية هي اليد الأثيمة السوداء التي تمزق في بلاد المسلمين وتشيع الفوضى والخراب وتشتري كثيرا من ضعفاء النفوس لتفتنهم عن دينهم واستمالتهم إليهم بالمال لأن دين الوهابية قائم اليوم على المال وهو منقطع عند محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية الحراني وإبليس وفرعون وأما دين أهل السنة والجماعة وما عليه الأشاعرة والماتريدية وهو الإسلام فإنه قائم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وهو دين كل الأنبياء فاحذروا فتنة الوهابية واحذروا المال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:[ إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال.]

ملاحظة هامة جدا:
ينكر الوهابية أن يكون هناك مذهبا وهابيا أو طائفة تسمى الوهابية لأنهم يعرفون أن تاريخهم حافل بالفساد والخراب والإرهاب ويتسترون زورا وبهتانا وكذبا باسم السلفية.
ومما يؤكد لك أنهم وهابية وأن هذا الاسم ينطبق عليهم تماما وهذا هو الواقع حقا ما جاء في كتاب لهم نشروه بعنوان الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإسلامية بقلم أحمد بن حجر ءال بوطامي ءال بن عليَّ أحد كبار دعاتهم في قطر وقضاتهم قدم له عبد العزيز بن عبد الله بن باز / الطبعة الثانية 1393 هـ. طبع شركة مطابع الجزيرة ص/105 حيث يقول:[ فلما التقى بالوهابيين في مكة.]
ويقول: استطاع هؤلاء المسلمون الوهابيون أن يقيموا الدولة الإسلامية على أساس من المبادئ الوهابية.
ويقول: ولكن الدعوة الوهابية.
ويقول: يدينون بالإسلام على المذهب الوهابي.
ومما يؤكد لك أنهم وهابية ما جاء في كتاب محمد بن جميل زينو المدرس الوهابي في مكة الذي اسماه قطوف من الشمائل المحمدية – طبع دار الصحابة – قام بتوزيعه ونشره في لبنان الجمعية الوهابية المسماة جمعية النور والإيمان الخيرية الإسلامية ص/67 مفتخرا باسم الوهابية ويقول على زعمه: وهابي نسبة إلى الوهاب وهو اسم من أسماء الله.

وقد كذب في هذا فإن الوهابي نسبة للخبيث محمد بن عبد الوهاب.

ومما يؤكد ذلك أيضا اعترافهم بأن ما هم عليه هو الدين الوهابي وتسميتهم لذلك بالحركة الوهابية كما ترى ذلك واضحا في تسمية كتاب أحد رؤوسهم وهو محمد خليل هراس حيث اسماه ( الحركة الوهابية ) طبع دار الكتاب العربي الذي يدافع فيه عن الوهابية ويسميها الدعوة الوهابية انظر ص /37.
فقد ثبت لك بما أقروا به على أنفسهم وبأقلام رؤسائهم وكبارهم أنهم هم الحركة الوهابية فكن على ذكر ذلك متنبها لتمويهاتهم بالأسماء الكثير والمتنوعة البراقة والرنانة التي يدخلون بها إلى بيوت الناس وكفى الله البلاد والعباد هذه الفتنة.
إذاً فالوهابية هم أعداء المؤمنين وأحباب وأعوان الكافرين.

إثباتات أخرى
ومما يؤكد ويثبت تورط هذه الجماعات مع اليهود وأنهم عملاء لهم التفاصيل التي وردت في كثير من كتب الرحالة الأجانب والمستشرقين والجواسيس الأجانب التي تثبت تعاملهم واعتمادهم على عملائهم الذين زرعوهم في البلاد العربية ولا سيما محمد بن عبد الوهاب ومن جاء بعده، ومن شاء فليراجع كتاب مذكرات الجاسوس البريطاني همفر وكتاب ( كتابات الرحالة الأجانب ) كمراجع لدراسة الحركة الوهابية بقلم:[ لي ديفيد كوبر ] وترجمه للعربية الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي.

فلذلك يؤكد أنهم فرقة نشرها وزرعها ورعاها الصهاينة وغيرهم من أعداء الأمة لزرع الفساد ونشر الكفر والتخريب في البلاد وبين العباد، وهذا ما أظهرته حوادث الأيام والصحف ففي مجلة الوطن العربي السنة الثامنة عشر العدد 939 الجمعة 3/3/1995 مقال تحت عنوان: ماذا وراء الاجتماعات السرية بين ضباط الاتصال في السفارة الأميركية بالقاهرة وبين ممثلي الجماعة – المسماة – الإسلامية.

وتحت عنوان: ( الوثائق الأميركية ) تكشف تفاصيل الاتصال مع جماعة حزب الإخوان.
وورد أيضا فيها أن مبعوث حزب الإخوان عرض على أميركا المساعدة في الاتصال باليهود للتسوية، ونشرت جريدة الأيام العدد 2573 بتاريخ الجمعة 22 ءاذار 1996 مقالا جاء فيه: كشف الأدلة على تعاون تنظيمات إسرائيلية مع حزب الإخوان وأن اليهود يمدونهم بالأسلحة والمتفجرات.

بعد استعراضنا لكثير من المسائل يتبين ما يجمع بين اليهود وهذه الجماعات المتسترة بالإسلام واتفاقهم على عقيدة واحدة في الكفر والتشبيه والتجسيم، ودفاعهم عن اليهود واحترامهم لدينهم الباطل، وقولهم بإيمان اليهود، والمطالبة بعدم تكفيرهم، وتسليم الأرض لهم، وخروج المسلمين منها، وعمل ترتيبات أمنية لليهود مع ضمان سلامة الأرض المحتلة من قبلهم، وتعاملهم بالمال المشبوه معهم، وتزودهم بالسلاح والمتفجرات من مستودعات ومخازن الجيش اليهودي.

كل ذلك يؤكد لك عمق الارتباط الوثيق بين اليهود وإخوانهم المذكورين من وهابية وقطبية ( حزب الإخوان ) الذين يخدمون دين اليهود ويسهلون انتشاره بين المجتمعات العربية والإسلامية، وكل ذلك تستر منهم باسم الإسلام والعمل الإسلامي والدعوة والإرشاد والإصلاح الديني، وهم أخطر وأضر على أوطاننا ومجتمعاتنا ودين أبنائنا من الآكلة فاحذروهم وحذروا منهم.

فائدة
الوهابي الذي يثبت الحد والجهة والمكان والجلوس لله لو حصلت بينه وبين عابد الشمس مناظرة لكان حاله كما سنبين:
– الوهابي يقول لعابد الشمس: أنت دينك باطل أما أنا ديني هو الصحيح.
– عابد الشمس يقول للوهابي: أنا معبودي شئ محسوس تعترف بوجوده ويعترف كل الناس بوجوده وبعظم نفعه للأبدان والنبات والشجر والأرض والهواء والماء، أما معبودك فأنت تقول بأنه ليس مرئيا لي ولا لك إنما أنت تزعم أنه موجود فوق العرش فكيف يكون ديني باطلا ودينك حقا؟!!!
– الوهابي يقول: لأن الله قال في القرءان { أفِي اللهِ شَكٌ.} سورة إبراهيم/10.
– عابد الشمس يقول له: أنا لا أؤمن بكتابك أعطني دليلا حسيا يشهد به الحس أو دليلا عقليا.
– الوهابي ينقطع ويحتار لأنه جاهل مشبه لا يعرف بما يجيبه؟!
أما لو حصل ذلك بين مسلم منـزه لله عن الكمية والحد لأجابه بقوله: إن معبودي موجود لا كالموجودات ليس له حد ولا كمية فهو لا يحتاج إلى خالق أوجده، وأما معبودك الذي هو الشمس فله كمية وحد فيحتاج إلى من جعله على هذا الحد والكمية فلا يصلح أن يكون إلها، بل الذي جعله على هذا الحد والكمية هو الذي يصلح أن يكون إلها معبودا، والعقل يقضي بأن الشئ الذي له حد لا بد له ممن جعله على هذا الحد، والمحتاج لغيره يكون عاجزا والعاجز لا يكون ربا. فيكون السني المنـزه لله عن الحد والجسمية قد غلب عابد الشمس وأفحمه.

والحمد لله الذي أيَّد ووفق أهل الحق للبراهين القاطعة والحجج الدامغة الساطعة، ونصرهم على كل الفرق الضالة والملل الزائغة، وأظهرهم وأعلى شرفهم وقدرهم، فله الحمد والمنة أن جعلنا من أهل الحق الدعاة إلى الجنة.

تــــــحـــدٍّ
تدعي الوهابية زورا وبهتانا وكذبا وتمويها أنهم يتبعون ولا يبتدعون، وهذه عقيدتهم التي قدمناها من كتبهم الشاهدة عليهم تبين لكم أنهم مبتدعة في عقائدهم، وفي بعضها هي متبعة لليهود ولفرعون وهامان كما استدلوا هم بعقيدة هؤلاء، وتمسكوا بها لإثبات الجهة والحد والمكان والتحيز والقعود والجلوس والحركة والسكون والثقل بالوزن واللسان والفم لله، وأنه فوق العرش بذاته وفي السماء بذاته على زعمهم، وأن له كرسيا في كل سماء يقعد عليه.

ونحن نتحداهم هل هم مستعدون أن يظهروا من اتبعوا في ذلك؟ وإن تكلموا لن يكون متبوعهم في هذا إلا فرعون وهامان واليهود والمشبهة كما ظهر لك ذلك واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار ليس دونها سحاب، ولو أمهلناهم من الآن إلى أخر الدنيا لن يستطيعوا أن يثبتوا حرفا واحدا من التابعين ولا عن واحد من مجتهدي أهل السنة والجماعة.

إذاً فعقيدة الوهابية هي عقيدة واهية أوهى من بيت العنكبوت ليس لهم سلف فيها إلا السفهاء الكافرون ممن خلق الله وأضل وطمس على قلوبهم، فالوهابية إذاً مبتدعة وليست متبعة.

الوهابية في خدمة من؟!!
هل فكر الوهابية يوما ما بمصالح المسلمين الكبرى؟ وهل فكروا يوما في التصدي للمطامع الاستعمارية؟ وهل شغلهم الغزو الغربي لبلاد المسلمين؟ وماذا قدموا في مواجهة النفوذ الصهيوني في بلاد المسلمين؟
لم يعد ذلك شيئا خفيا على كل ذي عينين بصيرتين، فما أن تفتح عينيك حتى تدرك أن الوهابية هم أول خدام الاستعمار الغربي في بلاد المسلمين. وليس هذا فقط بل لو تتبعت تاريخ محمد بن عبد الوهاب وقادة الوهابية الأوائل من بعده لا تجد فيه أثرا لعمارة الأرض وإقامة العدل وإنصاف المظلوم ومكافحة الجهل، ولا أثرا للسلم والرخاء، بل لا تجد فيه سوى تكفير المسلمين ورميهم بالشرك وإيجاب قتالهم وإستباحة دمائهم وأموالهم، وأن كل ما يشغل بالهم هو نشر عقيدة التجسيم والتشبيه والكفر والضلال وإنكار زيارة الرسول وقبور الصالحين للتبرك، وتكفير من يقول: يا نبي الرحمة اشفع لي عند الله!! وإنكار عمل المولد الشريف على ما تعارف عليه أهل الحق، وتحريم قراءة القرءان على أموات المسلمين، هذا هو شغلهم لا غير، وهذا هو همهم الوحيد الذي انطلقوا تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين الأبرياء ويستبيحون المحرمات ويثيرون الفتن الواحدة تلو الأخرى.
وإنك لتجد صدورهم الضيقة مليئة بالحقد والكراهية وحب إلحاق الضرر بالأمة، ويضاف إلى ذلك أنهم يوالون الغرب ويمهدون لتثبيت أقدام المعسكر الغربي في قلب البلاد العربية والإسلامية.
فهم الأيادي الخبيثة التي يحركها أعداء الإسلام كيفما يشتهون.
هذه هي حقيقة ما أنجزته الوهابية وما ينجزونه اليوم وما يسعون له للمستقبل.

خاتمة البحث
يتبين لنا في هذا البحث المقتضب أن الشرذمة الوهابية كانت ولا تزال الدمى المتحركة المتشابكة خيوطها بأيدي قوى الحقد على الإسلام والمسلمين.
ويتبين أن زعماء هذه الجماعات الفاسدة لم يسبق لهم أن جثوا بين أيدي العلماء للتعلم ولا شموا رائحة العلم والإسلام والتقوى، وإنما سكروا برائحة المال وانتشوا بحب الرياسة، فجعلهم ذلك يزحفون على بطونهم نحو القوى الحاقدة لوضع أيديهم المتلوثة بدم الأبرياء من المسلمين بأيدي أعداء الدين، تلك الأيادي السوداء التي ما فتئت تسعى لزعزعة مجتمعات المسلمين ليتمكن اليهود من النفوذ إليها والسيطرة عليها من الداخل والخارج لإنشاء ما يسمونه بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، غير مبالين بما يجر ذلك على أوطاننا وبلادنا من ويلات وخراب ودمار وفساد وضلال. وهذه الجماعة الشرذمة كانت ولا زالت عنصرا بارزا في ن.تحقيق هذا الحلم اليهودي بالسيطرة على بلادنا وثرواتنا.

وقد أسفر الصبح لذي عينين، وظهر الحق لكل منصف، وبان ظلامهم ولكن أدلة الحق تمزقه فاتضح وظهر للناس من اليهودي الذي يعمل على نشر عقائد اليهود، أنتم أيها الوهابية ومن ذكرناهم في هذا البحث أم أهل السنة والجماعة؟ والجواب بلا شك أنتم يا وهابية.

نسأل الله السلامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم أعز الإسلام وأهله وأذل النفاق وأهله. والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل. والحمد لله أولا وأخرا وصلى الله على سيدنا محمد طه الأمين وأصحابه الطيبين أهل بيته الأكرمين، { وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } سورة الإسراء /81.