الإعجاز العلمي في القرءان والحديث
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كان ولا مكان كون الأكوان ودبر الزمان، سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرا، اللهم صل عليه وعلى ءاله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله اتقوا الله حق تقاته فهو خير لكم وأذكركم بقوله عز وجل {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} البقرة. أما بعد،
يقول الله عز وجل {ولقد صرفنا في هذا القرءان للناس من كل مَثَلٍ وكان الإنسان أكثر شىء جدلا} الكهف 54.
إنه من المعلوم والثابت الذي يذعن له كل منصف ويصدق به كل عاقل أن القرءان الكريم هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إنما هو معجزة استمرت وما زالت رغم توالي الحقب ومرور السنين لأنه معجزة كبرى بما فيه من الإعجاز العظيم على مختلف اغراض العلم، كيف لا وهو الكتاب الذي يقول الله فيه {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} 88 الإسراء.
فهو في أعلى طبقات البلاغة التي لا يأتي بمثلها بشر ولهذا كان فيه تحدٍ لكفار قريش وإن من شواهد ما نقول ما ذكره الأصمعي أنه سمع في البيداء فتاة تنشد الشعر فقال: يا جارية ما أبلغك قالت : ويحك وهل يعد هذا بلاغة في جنب قوله عز وجل:{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} 7 / القصص.
فقد جمع فيها بين أمرين قوله:{ أرضعيه}وقوله :{فألقيه في اليم }ونهيين، قوله: {ولا تخافي ولا تحزني} وبشارتين قوله:{ إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين} في ءاية واحدة.
قال الأصمعي فانصرفت وأنا مأخوذ ببلاغة القرءان أكثر من بلاغة بنت البيداء ،أجل إن بلاغة القرءان هي أعلى بلاغة وهذا من جملة الإعجاز اللغوي .وهناك إعجاز من وجوه أخرى من نحو الإخبار عما سيجري كما في قوله عز وجل {غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون}/ الروم 3 / 4.
فظهرت الروم على فارس بعدما هزموا قبل ذلك ببضع سنين وكذا قوله عز وجل في أهل بدر {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} الأنفال 7 / فكان كذلك إلى غير هذا من الأخبار المؤكدة.
ثم ليعلم أيضًا معشر المؤمنين أنه ومع ما مر فإن هناك نوعًا ءاخر أيضًا من أنواع الإعجاز وهو ما يسمى بــ الإعجاز العلمي فلقد جاءت أبحاث وتجارب عديدة موافقة لما نص عليه القرءان وعليه المسلمون منذ سنين خالية فمن ذلك مثلاً أنه قد ثبت عند أهل الطب أن الإحساس بألم الحريق محصور بالجلد لأن نهايات الأعصاب المتخصصة بالإحساس والحرارة والبرودة محصورة بالجلد ولو ذاب الجلد فلن يشعرالإنسان في الدنيا بألم الحريق ، والله تعالى يقول في القرءان الكريم :{كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب} كما وأنه قد ثبت مع هذا عند أهل الكيمياء أن النار حمراء فإذا اشتدت تصبح بيضاء فإذا اشتدت أكثر انقلبت سوداء وهذا معلوم عندنا من خلال قوله عليه الصلاة والسلام “أوقد على النار ألفَ عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عامٍ حتى اسودت فهي سوداء مظلمة”.
وإليكم غير ما ذكرناه فقد ثبت أيضًا في الطب الجنيني أن الجنين في بطن أمه يحفظ من وصول النور إليه بواسطة أغشية ثلاثة تشكل ثلاث طبقات مظلمة وأنه في بطن أمه يمر بعدة مراحل أثناء نموه وهذا عندنا معلوم أيضًا من قوله عز وجل {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقًا من بعد خلق في ظلمات ثلاث}الزمر/6 وقوله عليه الصلاة والسلام “إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك… ” الحديث ،وهذا شىء أيضًا يؤكده أهل الطب وهناك مزيد ومزيد فأي عبقري يصل إلى هذه الحقائق، بل إن هذا كله لدليل واضح كالشمس للناظرين وشاهد لثبوت الحديث والقرءان وأن النبي صلى الله عليه وسلم نبي يتلقى الوحي من الله وليس رجلاً عاديًا يدعو الناس إلى فكرته، بل لقد جاء بالحق المبين الواضح فجهر به وبلغه ودعا الناس إليه فاهتدى به عقلاء الرجال الذين انبلج بهم فجر الحضارة وتحقق على أيديهم مجدٌ عظيم أولئك الذين نور الله قلوبهم بهذا الدين الحنيف فاستقاموا فيه نعم الاستقامة ألا فطوبى لمن ثبت على هذا الدين ومات على كامل الإيمان ففاز فوزًا عظيمًا.
أقسام الكفر
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترشده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد سبحانه وتعالى كان ولا مكان كون الأكوان ودبر الزمان ليس له قبل ولا بعد ولا كل ولا بعض ولا فوق ولا تحت مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرا، اللهم صل وسلم عليه وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وسلم تسليمًا كثيرا وبعد عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم فاتقوا الله تعالى فإن التقوى سبيل الفلاح.
لقد أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة لا تحصى وهذه النعم منها نعم ظاهرة ومنها نعم باطنة فمن جملة النعم الظاهرة مثلاً صحة الجسد والماء البارد حتى إنه ليقال للمرء يوم القيامة ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد فالماء البارد هو أيضًا من جملة النعم الظاهرة التي أعطيت للعباد فيجب عليهم أن يشكروا الله عز وجل وذلك بطاعته تبارك وتعالى.أما بعد:قال الله تعالى في القرءان الكريم {ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون} الأعراف 156.
إخوة الإيمان إن هذه الآية الشريفة فيها بيان واضح أن رحمة الله تعالى وسعت في الدنيا كل مؤمن وكافرٍ لأن نعيم الدنيا يناله كثير من الناس من كافرين أو مؤمنين إذ ليست الدنيا هي منتهى الأمر بل الآخرة هي منتهى الأمر حيث توفى النفوس ما كسبت قال الله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} (الزلزلة) فمن أطاع الله فقد فاز ومن كفر وتولى فقد خسر وأهلك نفسه فما يغني المال والمتاع وما تدفع الصروح والبروج وما تمنع الجيوش والقلاع من نزل بساحة الموت وهو مكب على ما يسخط الله ألم يؤت فرعون ملكًا واسعًا فطغى وبغى وتجبر وأفسد في الأرض بكفره فأخذه الله نكال الآخرة والأولى وكانت عاقبة أمره أن هلك في عرض البحر غرقًا ثم لفظه البحر فكان في خبره عبرة لمن يعتبر، ألم يؤت قارون من الأموال ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي التقوة لكنه بدل أن يشكر الله الذي أعطاه ورزقه طغى وكفر بنبي الله موسى صلى الله عليه وسلم فخسف الله به وبداره الأرض، فانظر أخي المسلم إلى عاقبة هذين الطاغيتين وما ءال إليه أمرهما على ما كانا عليه من ملك وثروة وتفكر في قول الله تبارك وتعالى {ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون} الأعراف 156
فترى أن هذه الحياة الدنيا بما فيها من مباهج ومتاع يؤتاه كثير من البشر إنما مصيره إلى الفناء والزوال وكل منا سيوافي يوم القيامة بما قدمت يده يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ذاك اليوم الذي يجري فيه الكافرون بالعذاب المقيم ويرحم الله فيه عباده المؤمنين لقوله تبارك وتعالى {فسأكتبها للذين يتقون} أي أن الله تعالى جعلها خاصة بالمؤمنين في الآخرة ومعنى قوله للذين يتقون أي يتقون الشرك وسائر أنواع الكفر لأن الكفر أقسام ثلاثة وهي الكفر القولي كسب الله أو الملائكة أو الأنبياء أو سب الإسلام أو الاستهزاء بالصلاة أو الصيام أو الحج أو الزكاة ولو كان ذلك حال المزح أو الغضب فإنه لا يعذر بذلك قال الله تعالى {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} ( التوبة 65/66 )
وقال أيضًا : {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} 79 التوبة والكفر الاعتقادي وهو كالذي يشبه الله بخلقه كمن ينسب لله الجهة أو المكان أو كالذي ينكر الجنة أو جهنم وكمن ينكر عذاب القبر أو يشك في صحة الإسلام وكاعتقاد أن نبيًا من الأنبياء جاء بغير الإسلام قال الله تعالى {إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} 154 / الحجرات والريب معناه الشك ومحله القلب والكفر الفعلي وهو كالسجود لصنم أو شمس أو قمر أو حجر أو السجود لإنسان على وجه العبادة له وكالدوس على المصحف أو القاء المصحف في القاذورات قال الله تعالى {لا تسجدوا للشمس ولا للقمر} 37 فصلت وهذه الأقسام الثلاثة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم كالنووي والشافعي في روضة الطالبين وابن عابدين الحنفي في حاشيته المسماة رد المحتار على الدر المختار والشيخ محمد عليش المالكي الأزهري في كتاب منح الجليل والشيخ أبو منصور بن يونس بن إدريس البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الارادات وكذلك المفتي الشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي بيروت الأسبق في كتابة الكفاية لذوي العناية فينبغي الحذر من ذلك لأن من مات على الكفر فقد هلك هلاكًا عظيمًا ومصيره الخلود الأبدي في نار جهنم أما من تدارك نفسه بالدخول في الإسلام فقد نجا من الخلود الأبدي في جهنم والدخول في الإسلام يكون بالشهادتين أو ما في معناهما ويحصل ذلك بقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
ومن هنا إخوة الإيمان فإننا ننصح بالثبات على طاعة الله واجتناب المحرمات خاصة الكفر فهو أكبر الذنوب وهو الذنب الذي لا يغفره الله لمن مات عليه وذلك لقوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فمن ثبت على الإسلام هذا تصيبه رحمة الله في الآخرة لأن المؤمن مصيره دخول الجنة حيث النعيم الأبدي ولو كان البعض يعذبون مدة في جهنم إلا أنهم يخرجون منها كما يفهم ذلك من قوله عز وجل {ورحمتي وشعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون} .
اجدير بالمرء أن يحافظ على إيمانه وإسلامه مما يبطله ويقطعه وأن يقوم مع ذلك بأداء جميع الفرائض واجتناب المحرمات رغبة في الآخرة دار القرار وأن يكون صابرًا على مصائب الدنيا ونكباتها فإن من أعطي الإيمان والعمل الصالح فقد أوتي خيرًا ومن حرم الإيمان فقد خسر الدنيا والآخرة ولو كان من أهل المال والثراء والملك والله تعالى يقول :{أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}. التوبة.
يقول اللّه تعالى في كتابه العزيز: {يا أيها الناس اتقوا ربّكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.
واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة على نبيه الكريم فقال {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلّوا عليه وسلموا تسليمًا} اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم وبارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد،
اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما نتخوف.
فلسـطين
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله،
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون أيها المسلمون جند محمد صلى الله عليه وسلّم.
يقول ربنا عزّ من قائل في القرءان الكريم إخبارًا عن اليهود لعنهم الله: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} (البقرة 61).
معناه: وضعت عليهم الذلة أي لا يزالون مستذَلين، أذلهم الله وأهانهم وضرب عليهم الصغار فهم في أنفسهم أذلاء. وروي عن الحسن أنه قال: “أذلهم الله فلا منعة لهم”. هذا هو وصف لأعدائكم أعداء الدين الذين يعيثون في الأرض فسادًا ويعيثون الخراب في أرض فلسطين ويقتلون الأبناء أمام ءابائهم، والشيوخ أمام نسائهم، ويمزقون أشلاء الرضيع أمام عيني أمه، فلا رأفة تأخذهم ولا شفقة، هُم هم على حالهم من قديم الزمان إلى يومنا الحاضر.
قال تعالى {وباءو بغضب من الله} أي قد صار عليهم غضب من الله ووجب عليهم سخط من الله. ويقول رب العباد عز من قائل: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله} أي هذا الذي جازاهم الله به من الذلة والمسكنة وإحلال الغضب بهم من الذلة بسبب استكبارهم عن اتّباع الحق وكفرهم بآيات الله وإهانتهم حملةَ الشرع وهم الأنبياء وأتباعهم فانتقصوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى أن قتلوهم فان هذا من أعظم الكفر فانهم كفروا بآيات الله وقتلوا أنبياء الله، فأحل الله بهم بأسه الذي لا يرد، وكساهم الله ذلاً في الدنيا موصولاً بذل الآخرة جزاءًا وفاقاً.
أ
يها الإخوة والأحبة، هذا تاريخ أعدائكم، أعداء الدين، روي عن عبد الله بن مسعود قال: “كانت بنو اسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي ثم يقيمون سوق بقلهم من ءاخر النهار”. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيًا” بعد هذا هل تتعجبون من قتلهم محمد جمال الدره ابن الثانية عشر من عمره أمام عيني والده الذي يضمه ويعانقه ويحاول أن يحميه، ولكن عين هذا الجزار لا ترحم، ويد هذا الجلاد تطلق رصاصات الحقد على الجسد الصغير وءاخر كلماته لوالده: “انتبه يطخوك، لا تخف عليّ وسلم لي على أمي وقل لها إني أحبها”.
ويدّعون أنهم يطلقون الرصاص دفاعًا عن النفس والصورة المباشرة المنقولة عبر الأقمار الاصطناعية وشاشات التلفزيون تكذّبهم ولكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت. والطفلة ابنة السنة والنصف التي تقبلها أمها وهي مسجاة أمامها جثة هامدة وقد كانت قبل العدوان تنضح بالحياة والبهجة والفرح. إنهم أحفاد قتلة الأنبياء الذين تاريخهم يدل عليهم، غدر وخيانة قتل ورذالة، ثم يحدثونك عن سلم وسلام مزعوم، وهم هم على حالهم أمسهم كيومهم، وغدهم كيومهم من حيث الفكر والإرهاب، خراب ودمار وكذب، وقتل أبشع بإجرام أشنع، وأمة تفجع ودنيا تشيح بنظرها ولا تسمع.
ننادي معكم إلى وقفة عربية إسلامية شاملة مع أهلنا في الأرض المحتلة، ونصرخ معكم وننادي الرؤساء والزعماء في الدول الكبرى أن أوقفوا المجزرة التي تجري في رحاب القدس الشريف وفي رحاب الأقصى وفي قرى وربى فلسطين الحبيبة، أوقفوا قتل الأطفال، أوقفوا قصف البيوت الآمنة فوق رؤوس أهليها، أوقفوا بحر الدم الذي يجري على العزل من أبناء فلسطين، واعلموا حقيقة هؤلاء القتلة الذين يجدون لذة في قتل الأبرياء، ولتوقفوا لهم شلالات الأموال المتدفقة لدعمهم وتدفق الأسلحة المتطورة التي يقتلون بها ويدمرون، وندعو رؤساء الدول العربية والإسلامية إلى وقفة موحدة تواجه الغطرسة الصهيونية.
ونسأل الله سبحانه أن يؤيدنا بنصره وأن يجمع كلمتنا على الحق وأن يوفق زعماء العرب لما فيه مصلحة أمتنا وأن ينصرنا على الصهاينة أعداء الدين.
يقول اللّه تعالى في كتابه العزيز: {يا أيها الناس اتقوا ربّكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.
واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة على نبيه الكريم فقال {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا} اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم وبارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد،
اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما نتخوف.
طاعة الله