ظهور المهدي عليه السلام آخر العلامات الصغرى
فاعلموا رحمكم الله أن القيامة لا تقوم حتى تصل علامات الساعة الصغرى والكبرى.
أما العلامات الصغرى فمنها ما أخبر الرسول عنها في الحديث الذي رواه مسلم لما سأله جبريل عن علاماتها فقال: ” أن تلد الأمة ربتها- أي سيدتَها- وأن ترى الحفاة العراة العالة أي الفقراء رعاء الشاء يتطاولون في البنيان” وهذا حصل . ومن علاماتها زوال جبال عن مراسيها وكثرة الزلازل وكثرة الأمراض التي ما كان يعرفها الناس سابقًا وكثرة الدجالين وخطباء السوء وادعاء أناس النبوة وتغير أحوال الهواء في الصيف يصير كأنه في الشتاء وفي الشتاء يصير كأنه في الصيف وقلة العلم وكثرة الجهل أي الجهل بعلم الدين وهذا كله حصل. وكثرة القتل والظلم وتقارب الزمان وتقارب الأسواق، وتداعي الأمم على أمة محمد كتداعيهم على قصعة الطعام يحيطون بهم من كل صوب وهذا كله حصل أيضًا. ومن علامات الساعة أيضًا ما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قال فيه: “صنفان من أهل النار لم أرهما – أي سيأتون من بعدي- قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس” ثم قال: ” ونساء كاسيات عاريات جميلات مائلات” أي أنهن يلبسن ثيابًا لا تستر جميع العورة وأنهن مائلات عن طاعة الله ويملن غيرهن عن طاعة الله أي فاجرات يرمين الناس في الزنى. ويرفعن رؤوسهن ليعجب بهن الناس ويمشين مشية خاصة يميزن بها عن غيرهن وهذا حصل أيضًا.
وآخر العلامات الصغرى إخوة الإيمان ظهور المهدي عليه السلام، وهو ولي من أولياء الله وليس نبيًا لأنه لا نبي ينْزل عليه الوحي بالنبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملؤها – أي الأرض – قسطا وعدلا” . وفي لفظ “كما ملئت ظلمًا وجورًا” ، وهذه أكبر علامةٍ لظهور المهدي وهي أن تملأ الأرض ظلمًا وجورًا وقد ملئت، فالمهدي عليه السلام اسمه محمد بن عبد الله وهو حسني أو حسيني من ولد فاطمة رضي الله عنها وقد ورد في الأثر أنه يسير معه في أول أمره ملك ينادي: “يا أيها الناس هذا خليفة الله المهدي فاتبعوه” ويخرج معه ألف من الملائكة يمدونه وينتظره في مكة ثلاثمائة من الأولياء هم أول من يبايعه. وفي أيام المهدي تحصل مجاعة، والمؤمن الكامل في ذلك الوقت يشبع بالتسبيح والتقديس أي بذكر الله وتعظيمه.
هذا وأستغفر الله لي ولكم.