April 29, 2023

أهمية حسن الخلق والزهد وترك الدنيا والاستعداد لما بعد الموت

أهمية حسن الخلق والزهد وترك الدنيا
 
روي بالإسناد المتصل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا,وزعيم ببيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا. وببيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه”. ربض الجنة معناه طرفها والمراء هو الجدال الذى لا يراد منه إحقاق الحق ولا إبطال الباطل.

أما حسن الخلق فمعناه بذل المعروف للناس أي الإحسان إلى الناس وكف الأذى عن الناس وتحمل أذى الغير، فمن تمسك بهذه الوصايا فهو من الأعلين درجةً عند الله، لو كان لا يصوم إلا رمضان ولا يصلي إلا الصلوات الخمس فهو كالرجل الذي يقوم الليل يصلي والناس نيام ويصوم صيامًا متتابعًا، هذا وهذا درجتهما سواء، هذا بحسن خلقه وذاك بكثرة الصلاة والصيام.
 

و قال أحد الصالحين رحمه الله :
“عليكم بالأدب مع أهلكم بحسن المعاملة والمناصحة. وعليكم بالرحمة مع من هم أصغر منكم بالتربية والنصيحة. وعليكم بالأدب مع من هم أكبر سنًا بالاحترام والتوقير. وقال: أكثروا من الصدقة فإن الله يرفع بسببها البلاء، وخالقوا الناس بالخلق الحسن

 
بعث النار
 ‏عن ‏ ‏أبي سعيدٍ ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم يقال لآدم أخرج بعث النار من ذريتك قال: وما بعث النار يقال من كل ألفٍ تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين فذاك حين يشيب الصغير‏. ‏وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديدٌ. ‏ فاشتد ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال أبشروا فإن من يأجوج ‏ومأجوج ‏ ‏ألفًا ومنكم رجلٌ ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة قال فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ‏ ‏شطر ‏ ‏أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار. رواه البخاري ومسلم
 
 
الشكوى إلى الله
قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعًا في بطني فقال اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك.
يا ابن أخي: إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة وما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدًا من أهلي.

ويروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله: “من أطاع الله وهو يبكي أدخله الله الجنة وهو يضحك، ومن عصى الله وهو يضحك أدخله الله النار وهو يبكي “.

 
 
الدنيا مكارة
الدنيا غرارة مكارة.. تعرض عن المقبل فتزيد إقباله وتقبل على المعرض وتزيد إذلاله.. لها قيود وأغلال وأخطار وأهوال تخفى على المغرور فلا يزال يتخبط في المحذور.
ظاهرها حلو جميل وحقيقتها غمٌ طويل، تتجمل بجواهر الشهوات ولآلئ الملذات، وخيوط عقودها حيات حيات، طلعتها مزخرفة وراحتها مزيفة.. حلوها مر وصفوها كدر، لذتها ساعة.. والندم والحزن في كل ساعة.. دار فراقٍ وتنافس وشقاقٍ، بضاعتها معيبة وغدارتها قريبة.. تدعوك من كل طريق والشر في كلها محيط محيق وابن ءادم فيها.. يواجه
أنياب فيها.. مغرور مبهور.. يحيا في وهم نيلها وهو كلما ضحكت له ضحكت عليه
 
وكلما أمنته فغدرها بين يديه. عقربية اللدغات أفعوانية العضات. ملمس ناعم وخطر جاثم فمتى أفيق وأفهم وأستوي بلا اعوجاج. هي الدنيا كأنها تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي.

لا  دار  للمرء  بعد  الموت  يسكنها
إلا  التي  كان  قبل  الموت   يبنيها
فإن   بناها   بخير   طاب   مسكنه
وإن   بناها   بشر   خاب    بانيها
النفس ترغب في الدنيا  وقد  علمت
أن  السلامة  فيها  ترك   ما   فيها
أين  الملوك  التي   كانت   مسلطنة
حتى  سقاها  بكأس  الموت  ساقيها
أموالنا أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا   لخراب    الدهر    نبنيها

 

 

الطريق إلى أن تكون سيد القوم، هو أن تكون خادمهم. فمن أعطى الناس قليلا أعطوه كثيرا… “فلا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يرى لنفسه”. وعلى كل حال فإنه لا بد إما من المبادرة إلى خدمة الناس، أو على الأقل الاستجابة لهم إذا طلبوا ذلك.. وجاء في الحديث الشريف “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.

طالب الآخرة
من نصائح بعض الأولياء الزهاد رحمه الله:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله الطيبين الطاهرين أما بعد فينبغي لطالب الآخرة أن يكون يومه خيرا من أمسه أي أن يكون دائما في ازدياد من عمل الخير والصبر على المكاره ومشقات الطاعات والصبر على المصائب ونوائب الدهر وهذا يحتاج إلى ترك الكسل وإياكم وطول الأمل، فكم من مستقبل يوما لا يستكمله، وجدوا واجتهدوا في كل ما تقتضيه مصلحة الدعوة، وإياكم والكسل فإن الكسل مما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم،ففي الدعوة المأثورة الثابتة عن رسول الله: “وأعوذ بك من العجز والكسل” والعجز هو عدم الاهتداء للمصالح. والكسل ضعف الهمة عن طاعة الله، فتعاونوا على هذا الأمر فيما بينكم وفقكم الله وبلغكم إلى الدرجات التي يقصدها الفائزون وقوى يقينكم في الآخرة التي هي دار القرار.

 
تزود.. فإن السفر طويل
 الموت لا شك آتٍ فاستعد له … إن اللبيب بذكر الموت مشغول
فكيف يلهو بعيشٍ أو يلذ به … من التراب على عينيه مجعول
 
فكيف بنا وقد صرخ علينا الخلان … وبكى علينا الأهل والإخوان …  وفقدنا الولدان … ونفخ لفرقتنا الجيران … ونادى علينا المنادي قد مات فلان بن فلان “
 
لا تأمن هجوم الموت إن الموت يأتيك … كأني بالذي يهواك في القبر يدليك
قد أفردت في لحدك فرداً بمساويك … هذه الدنيا تواتيك أليس الموت يأتيك
بلى سيأتيني ويأتيك … فتب من معاصيك
 
وقد قال ابن الجوزي:
“من تفكر في عواقب الدنيا. أخذ الحذر. ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر”

يقول ابن الجوزي :
“يا أخي… إياك والدنيا،.. فإن حبل الدنيا مبتوت،.. واقنع منها بالقوت،.. واعلم أنك تموت”
 

ما لي أراك على الذنوب مواظبًا … أأخذت من سوء الحساب أمانا
لا تغفلن كأن يومك قد أتى … ولعل عمرك قد دنا أو حانا
ومضى الحبيب لحفر قبرك مسرعًا … وأتى الصديق فأنذر الجيرانا
وأتوا بغسالٍ وجاؤوا نحوك … وبدا بغسلك ميتًا عريانًا
فغسلت ثم كسيت ثوبا للبلى … ودعوا لحمل سريرك الإخوانا
وأتاك أهلك للوداع فودعوا … وجرت عليك دموعهم غدرانًا
 
 
 
اللهم هون سكرات الموت وارزقنا حسن الختام بجاه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
Prev Post

التوحيد

Next Post

المولد النبوي الشريف قراءة من القرءان وذكر الشمائل النبوية أمر…

post-bars
Mail Icon

Newsletter

Get Every Weekly Update & Insights

Leave a Comment