الأئمة الأربعة قائلون بكفر القائلين بالجهة والتجسيم فى حق الله‏

الأئمة الأربعة قائلون بكفر القائلين بالجهة والتجسيم فى حق الله‏
اعلم أن عقيدة أهل السنة والجماعة متفق عليها من قبل مئات الملايين من المسلمين حتى يومنا هذا ولو أن بعض الفرق المنحرفة شذوا كالوهابية المجسمة وغيرهم ولكن هم قلة قليلة بالنسبة لمئات الملايين من أهل السنة والجماعة في الأرض الذين هم اما أشاعرة أو ماتريدية على نهج الرسول والصحابة والأئمة الأربعة رضوان الله عليهم.

عقيدة جمهور الأمة أن الله موجود بلا مكان ليس بمحدود ولا يحويه مكان سبحانه وتعالى. ولا يتصف بالجلوس ولا القعود على العرش انما يتصف بالقدرة والقهر لأنه قاهر لعباده سبحانه وتعالى.

 
وقد ورد في صحيفة 144 من المنهاج القويم على المقدمة الحضرمية في الفقه الشافعي لعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر با فضل الحضرمي المُتوفّى سنة 918 هجرية رضي الله عنه “فصل: في صلاة النفل. للخبر الصحيح: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول:مَن يدعوني فأستجيبَ له ومَن يسألني فأعطيه ومَن يستغفرني فأغفر له. ومعنى ينزل ربّنا، ينزل أمره أو ملائكته أو رحمته أوهو كناية  عن مزيد القرب،… ثم هو بعد ذلك مخيّرإن شاء أوّلها بنحو ما ذكرناه وهي طريقة الخلف وآثروها لكثرة المبتدعة القائلين بالجهة والجسمية وغيرهما مما هو محال على الله تعالىواعلم أنّ القرافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك”

الامام العالم الجليل المشهور القرافي: هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي العلاء إدريس بن عبد الرحمن بن عبد الله الصنهاجي القرافي المُتوفّى سنة 684 هجرية رضي الله عنه.

 
ومن الأدلة على أن أئمة المذاهب الأربعة وأن علماء السلف متفقون على تنزيه الله عن المكان والحدود والغايات والجهات الست قول الامام أبو جعفر الطحاوي في كتابه المشهور في كل الأرض “العقيدة الطحاوية” في الصفحة الثانية حيث يقول:
“هَذَا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أهلِ السُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ عَلىَ مَذْهَبِ فُقَهَاءِ الـمِلَّةِ”
 
ثم قال رحمه الله:
 
“نَقُولُ فِي تَوحِيدِ اللهِ مُعْتَقِدِينَ بِتَوفِيقِ اللهِ: إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ. وَلاَ شَئَ مِثلَهُ، وَلاَ شَئَ يُعْجِزَهُ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرَهُ. قَدِيْمٌ بِلاَ ابْتِدَاءٍ، دَائِمٌ بِلاَ انْتِهَاءٍ، لاَ يَفْنىَ وَلاَ يَبِيدُ، وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ مَا يُرِيدُ، لاَ تَبْلُغُهُ الأَوْهَامُ وَلاَ تُدْرِكُهُ الأَفْهَامُ، وَلاَ يُشْبِهُ الأَنَامَ، حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَيُّومٌ لاَ يَنَامُ، خَالِقٌ بِلاَ حَاجَةٍ، رَازِقٌ بِلاَ مُؤْنَةٍ، مُمِيتٌ بِلاَ مَخَافَةٍ، بَاعِثٌ بِلاَ مَشَقَةٍ. مَازَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيْماً قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ. وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِياً، كَذَلِكَ لاَ يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِياً، لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الـخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ الـخَالِقِ، وَلاَ بِإحْدَاثِهِ البَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ البَارِئِ.”
 
 
ثم قال رحمه الله:
“تَعَالىَ -أي الله- عَنِ الـحُدُودِ وَالغَايَاتِ، وَالأَرْكَانِ وَالأَعْضَاءِ وَالأَدَوَاتِ، لاَ تَحْوِيهِ الـجِهَاتِ الستُّ كَسَائِرِ الـمُبْتَدَعَاتِ”
 
 
فتبين لك أخي المسلم أن جمهور المسلمين اليوم على حق وهو تنزيه الله عن الجهات الست وعن المكان ولا نقول داخل ولا خارج العالم لأن الله خالق كل شىء. كان ولم يكن شىء من خلقه. كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان. كان ولم يكن سماء ولا عرش ولا كرسي ولا هواء ولا ماء ولا جهات والله خلق الخلق ولم يتغير لأن التغير يحصل للمخلوقات وسبحان الذي يغير ولا يتغير. وهذا ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة حيث قال لما سألوه جماعة من اليمن عن بدء الخلق فقال صلى الله عليه وسلم “كان ولم يكن شىء غيره وكان عرشه على الماء” رواه البخاري وشرح هذا الحديث ابن حجر بأن الله كان في الأزل ولم يكن شىء ثم خلق الماء ثم العرش وهو منزه عن التغير فما زال سبحانه موجود بلا مكان ولا حد.

الحمد لله أن جعلنا على نهج جمهور الأمة وعقيدة رسول الله والصحابة الكرام وءال بيته الطاهرين.

هذا والله أعلم وأحكم.

Prev Post

التوحيد

Next Post

المولد النبوي الشريف قراءة من القرءان وذكر الشمائل النبوية أمر…

post-bars
Mail Icon

Newsletter

Get Every Weekly Update & Insights

Leave a Comment