الردّ على القائلِين بحريّة الاعتقاد
وقال تعالَى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ سورة الإسراء: الآية 23.
وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ سورة آل عِمران: الآية 19.
وروى البخارىّ أنه صلى الله عليه وسلم قال :من بدّل دينه فاقتلوه
وأما قوله تعالى لا إكراه فى الدين فليس معناه لكلّ إنسان أن يعتقد ما شاء ويقول ما شاء بل المعنى أنك يامحمد لا تستطيع أن تقلب القلوب من الكفر إلى الإيمان لأن هذا بيد الله وحده وأنت عليك جهاد البيان والسّنان إن استطعت كما قال تعالى لست عليهم بمسيطر وكما قال تعالى ليس عليك هداهم
وقال بعض المفسّرين هذه الآية نزلت أول الأمر ثم نسخت بآيات الجهاد وقال بعض المفسّرين هذه الآية عن أهل الكتاب فإنهم إذا دفعوا الجزية والتزموا عقد الذّمة لم يجز إكراههم بالقتال
وأما قوله تعالى (لكم دينكم ولى دين) فمعناه التهديد للكفار معناه أيها الكفار لكم دينكم الفاسد فاتركوه ولى دينى الصحيح وهو الإسلام أتّبعوه
وأما الآية: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ) فليست للتخيير بل للتهديد والوعيد إذ تتمتها: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾
هذه الآيات تَكْفي لإِبْطالِ قَوْلِ القائِلِينَ بِحُرِّيّة الاعتِقاد.