April 29, 2023

تفسير علماء الأزهر للآية: سبح اسم ربك الأعلى

الشيخ يوسف الدجوي

عضو هيئة كبار علماء الأزهر (المتوفى سنة 1356 هـ)

 قال في مجلة الأزهر التي تصدرها مشيخة الأزهر بمصر في تفسير قول الله تبارك وتعالى:

{ سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى }

ما نصّه: “والأعلى صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار لا بالمكان والجهة، لتنـزّهه عن ذلك“.

 

– الشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي

 شيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس (المتوفى سنة 1393 هـ) قال في تفسيره التحرير والتنوير ما نصه:

“قوله تعالى: {مَنْ في السَّمَاء} في الموضعين من قبيل المتشابه الذي يعطي ظاهره معنى الحلول في مكان، وذلك لا يليق بالله“.

 

وفي هذا رد على الوهابية المجسمة أتباع ابن تيمية وابن القيم وابن باز، الذين زعموا أن معنى “الأعلى” في حق الله زعموا أنه علو بذاته، ونسبوا لله الجسم والحد، فجعلوا الله يسكن السماء ويجلس على العرش والعياذ بالله، وكل هذا تكذيب للقرءان والأحاديث الصريحة في تنزه الله عن الجهة والمكان.

قالَ أهلُ الحقّ: ليس الشأنُ في عُلوّ الجهةِ بل الشأنُ في علوّ القدرِ، والفوقية في لغةِ العربِ تأتي على معنيينِ فوقية المكانِ والجهةِ وفوقية القدرِ قال الله تعالى إخبارًا عن فرعون: {وإنا فوقهم قاهرون} أي نحنُ فوقَهُم بالقوةِ والسيطرةِ لأنه لا يصحُّ أن يقالَ إن فرعونَ أرادَ بهذا أنه فوقَ رقابِ بني إسرائيلَ إلى جهةِ العلوّ إنما أرادَ أنهُم مقهورونَ لَهُ مغلوبونَ.

فقول الله تعالى اخباراً عن فرعون الكافر {أنا ربكم الأعلى} معناه علو القدر. وكذا قوله {وإنا فوقهم قاهرون} أي فوقية القوة والسيطرة وليس فوقية المكان. فلهذا نص العلماء أن الفوقية والعلو أذا أطلق على الله فالمراد منه علو قدر وفوقية قهر سبحانه وتعالى وليس علو مكان وجهة لأن الله كان قبل الخلق والمكان والجهات بلا مكان كما أجمع كل علماء أهل السنة على ذلك ونص على ذلك ابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري.

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في الوصية : نقر بأن الله تعالى استوى على العرش من غير أن يكون له حاجة واستقرار عليه ، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ولو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ولو كان محتاجا للجلوس والاستقرار فقبل خلق العرش أين كان الله ؟  تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

قال الإمام سيدنا علي بن طالب رضي الله عنه : إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته و لم يتخذه مكانا لذاته.رواه الإ مام أبو منصور البغدادي.

 

اجماع العلماء تنزه الله عن الجسم والمكان كتاب الفرق بين الفرق البغدادي

Prev Post

الأحبة والأصدقاء والتحابب في الله

Next Post

الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان

post-bars
Mail Icon

Newsletter

Get Every Weekly Update & Insights

Leave a Comment