April 29, 2023

تكفير المجسمة الذين ينسبون لله الجسم والجهة والمكان

.الحمدُ لله رَبِّ العالمين ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أكرمِ المرسلينَ وعلى ءالهِ الطَّيِّبينَ وصحابتهِ الكرامِ الميامين .
ننقلُ فيما يلي ، عن العلماء ، حُكْمَ مَنْ يعتقدُ أنَّ الله يسكنُ السَّماءَ أو يتحيَّز فوقَ العرشِ أو في غيرِ ذلكَ من الأماكن .
الوهابية تنسب لله تعالى المكان مخالفين بذلك جمهور علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة وهذه  بعضِ الأدلَّة على كُفْرِ المجسِّم ومن يَنْسُبُ إلى الله المكانَ أو الجهة
1) عن عليِّ بنِ أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال :” سيرجعُ قومٌ من هذه الأمَّةِ عند اقتراب السَّاعةِ كُفَّارًا ” ..
فقال رجلٌ :” يا أميرَ المؤمنين : كفرُهم بماذا ؟؟، أبالإحداثِ أم بالإنكار ؟؟ ” ..
فقال :” بل بالإنكار ، يُنْكِرُونَ خالقَهم ، فيصفونه بالجسم والأعضاء ” ..
أنظر[(كتاب نجم المهتدي)/ص588]..
#تُوُفِّيَ الإمامُ عليِّ بنِ أبي طالب سنة 40 للهجرة ..
.

2) قال الإمامُ المجتهدُ أبو حنيفةَ النعمانُ بنُ ثابتٍ أحدُ مشاهيرِ علماء السَّلف في كتابه (الفقه الأبسط) ما نصُّه :” مَنْ قال لا أعرفُ رَبِّي في السَّماء أو في الأرضِ فقد كَفَر . وكذا مَنْ قال إنه على العرشِ ولا أدري العرش أفي السَّماء أو في الأرض “ا.هـ..
أنظر[(مجموعة رسائلِ أبي حنيفةَ بتحقيقِ الكَوْثَرِيِّ)/الفقه الأبسط/ص21]..
#تُوُفِّيَ الإمامُ أبو حنيفةَ سنة 150 للهجرة ..
.

3) وقال الحافظُ الفقيهُ حُجَّةُ الإسلام ، إمامُ أهل السُّنَّة والجماعة ، أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سَلامَةَ الطحاويُّ الحنفيُّ في رسالته (العقيدة الطَّحاويَّة) :” ومَنْ وَصَفَ الله بمعنًى من معاني البشر فقد كَفَر ” .
#تُوُفِّيَ أبو جعفر سنة 321 للهجرة ..
.

4) وقال أبو القاسم القُشَيْرِيُّ في[(الرِّسالة القشيريَّة)/ص5]ما نصُّه :” سمعتُ الإمامَ أبا بكرِ بنِ فُورَك ، رحمهُ الله تعالى ، يقول سمعتُ أبا عثمانَ المغربيَّ يقول كُنْتُ أعتقدُ شيئًا من حديثِ الجهةِ فلمَّا جئتُ بغدادَ زالَ ذلكَ عن قلبي فكتبتُ إلى أصحابنا بمكَّةَ إني أسلمتُ الآنَ إسلامًا جديدًا “ا.هـ..
#تُوُفِّيَ  أبو القاسم القُشَيْرِيُّ سنة 465 للهجرة ..
.

5)وقال الشَّيخُ لسانُ المتكلِّمينَ أبو الْمُعِينِ ميمونُ بنُ محمَّد النَّسَفِيُّ الحنفيُّ ما نصُّه :” والله تعالى نَفَى المماثلةَ بينَ ذاتهِ وبينَ غيرِه من الأشياء ، فيكونُ القولُ بإثباتِ المكانِ له رَدًّا لهذا النَّصِّ الْمُحْكَمِ (( ليس كَمِثْلهِ شيء )) الذي لا احتمالَ فيه لوجهٍ ما سوَى ظاهرِه ، ورادُّ النَّصِّ كافر ، عَصَمَنَا الله عن ذلك “ا.هـ..
أنظر[(تبصرةَ الأَدِلَّةِ في أُصُولِ الدِّين)/ج1/ص169]لأبي الْمُعِينِ النَّسَفِيِّ//دمشق//..
#تُوُفِّيَ أبو الْمُعِينِ النَّسَفِيُّ سنة 508 للهجرة ..
.

6) وقال العِزُّ بنُ عبد السَّلام في كتابه (حَلِّ الرُّموز) ما نصُّه :” مَنْ تَوَهَّمَ أنَّ للحَقِّ مكانًا فهو مُشَبِّه “ا.هـ.
#تُوُفِّيَ العِـزُّ بنُ عبدِ السَّلام سنة 660 للهجرة ..
.

7)وفي كتاب[(البحر الرَّائق شرح كنز الدَّقائق)/باب أحكام المرتدِّين/ج5/ص129]لزينِ الدِّين بنِ نُجَيْمٍ الحنفيِّ يقولُ عند ذكرِه أحكامَ المرتدِّين ما نصُّه :” ويَكْفُرُ إذا وَصَفَ الله تعالى بما لا يليقُ به كالجهلِ والعجزِ ويكفرُ بإثباتِ المكان لله تعالى ، ويكفرُ بقوله :” يجوزُ أنْ يفعلَ الله فِعْلًا لا حكمةَ فيه ” ..”ا.هـ.
#تُوُفِّيَ زينُ الدِّينِ الشَّهيرُ بابنِ نُجَيْمٍ سنة 970 للهجرة ..
.

8) وقال الشَّيخ شِهَابُ الدِّينِ أحمدُ بنُ محمَّد المصريُّ الشَّافعيُّ الأشعريُّ المعروفُ بابنِ حَجَرٍ الهيتميِّ ما نصُّه :” واعلمْ أنَّ القَرافي وغيـرَه حَكَوْا عن الشَّافعيِّ ومالك وأحمدَ وأبي حنيفةَ ، رضيَ الله عنهم ، القولَ بكفرِ القائلينَ بالجهةِ والتجسيم ، وهم حقيقُونَ بذلك “ا.هـ.

أنظرِ[(المنهاجَ القويمَ على المقدِّمة الحضرميَّة)/ص224]لابنِ حَجَر//مُؤَسَّسَة علوم القرءان//دمشق//بيروت//..
#تُوُفِّيَ ابنُ حَجَرٍ الهيتميُّ سنة 974 للهجرة ..
.

9) وقال الشَّيْخُ مُلَّا عليٌّ القاري الحنفيُّ :” ولا شَكَّ أنَّ ابنَ عبدِ السَّلام من أجلِّ العلماء وأوثقِهم ، فيجبُ الاعتمادُ على نقله ” ..
نَقَلَهُ مُلَّا عليٌّ القاري في[(شرح الفقه الأكبر)/ص198]بعد أن انتهى من شرحِ (رسالة الفقه الأكبر)//دار الكتب العلميَّة//بيروت//..
#تُوُفِّيَ الشَّيخ مُلَّا عليٌّ القاري سنة 1014 للهجرة ..
.

10 )وقال الشَّيْخُ مُلَّا عليٌّ القاري الحنفيُّ ما نصُّه :” فمَنْ أظلمُ ممَّنْ كَذَبَ على الله أو ادَّعى ادِّعاءً مُعَيَّنًا مُشْتَمِلًا على إثباتِ المكانِ والهيئةِ والجهةِ من مقابلةٍ وثُبُوتِ مسافةٍ وأمثالِ تلكَ الحالة ، فيصيرُ كافرًا لا محالة “ا.هـ.
أنظر[(شرحَ الفقه الأكبر)/ص215]لِمُلَّا عليٍّ القاري//دار الكتب العلميَّة//بيروت//..  

وقال أيضًا ما نصُّه :” من اعتقد أنَّ الله لا يعلمُ الأشياءَ قبلَ وُقُوعِها فهو كافرٌ وإنْ عُدَّ قائلُه من أهلِ البدعة ، وكذا مَنْ قال بأنه سبحانَه جسمٌ وله مكانٌ ويَمُرُّ عليه زمانٌ ونحوَ ذلك ، هو كافر حيثُ لم تَثْبُتْ له حقيقةُ الإيمان “ا.هـ.
أنظر[(شرحَ الفِقْهِ الأكبر)/ص271/ص272]لِمُلَّا عليٍّ القاري//دار الكتب العلميَّة//بيروت//..  

وقال أيضًا ما نصُّه :[[بل قال جمعٌ منهم ـ أيْ من السَّلَفِ ـ ومن الخَلَفِ إنَّ مُعْتَقِدَ الجهةِ كافرٌ كما صَرَّحَ العراقيُّ ، وقال :” إنه قَوْلٌ لأبي حنيفةَ ومالكٍ والشَّافعيِّ والأشعريِّ والباقلَّاني ” .]]..
أنظر[(مرقاةَ المفاتيح)/ج3/ص300]لِمُلَّا عليٍّ القاري//دار الفكر//بيروت//..  
#تُوُفِّيَ الشَّيخ مُلَّا عليٌّ القاري سنة 1014 للهجرة ..
.

11 )وقال الشَّيخ عبدُ الغنيِّ النَّابلسيُّ الحنفيُّ :” وأمَّا أقسامُ الكفرِ فهي بحسَب الشَّرع ثلاثةُ أقسام ترجعُ جميعُ أنواعِ الكُفْرِ إليها ، وهي : التَّشبيهُ والتَّعطيلُ والتَّكذيب . (..) . وأمَّا التشبيهُ فهو الاعتقادُ بأنَّ الله تعالى يشبهُ شيئًا من خلقه ، كالذينَ يعتقدُونَ أنَّ الله تعالى جسمٌ فوقَ العرشِ ، أو يعتقدونَ أنَّ له يَدَيْنِ بمعنى الجارِحَتَيْنِ ، وأنَّ له الصُّورةَ الفُلانيَّةَ أو على الكيفيَّةِ الفُلانيَّة ، أو أنه نورٌ يَتَصَوَّرُهُ العقل ، أو أنه متحيِّز في السَّماء ، أو في جهةٍ من الْجِهَاتِ السِّتِّ ، أو أنه في مكانٍ من الأماكن ، أو في جميعِ الأماكن ، أو أنه ملأَ السَّماواتِ والأرضَ ، أو أنه حالٌّ في شيءٍ من الأشياء ، أو في جميعِ الأشياء ، أو أنَّ الأشياءَ منحلَّة منه ، أو أنَّ شيئًا منها منحلٌّ منه . وجميعُ ذلكَ كُفْـرٌ صريحٌ والعياذُ بالله تعالى ، وسببُه الجهلُ بمعرفة الأمرِ على ما هُوَ عليه ” ..
أنظرِ[(الفتحَ الرَّبَّانيَّ والفيضَ الرَّحمانيَّ)/ص124]للنَّابلُسي//بيروت//..  
#تُوُفِّيَ الشَّيخ عبدُ الغنيِّ النَّابلسيُّ سنة 1143 للهجرة ..
.
12) وقال الشَّيخ محمَّد بنُ أحمد عِلِّيش المالكيُّ عند ذكرِ ما يُوقِعُ في الكفرِ ما نصُّه :” وكاعتقادِ جسميَّة الله وتحيُّزِه ، فإنه يَسْتَلْزِمُ حُدُوثَهُ واحتياجَه إلى مُحْدِث “ا.هـ.

أنظر[(مُنَحَ الجليلِ شرح مختصَرِ خليل)/ج9/ص206]لمحمَّد عِلِّيش//دار الفكر//بيروت//..  
#تُوُفِّيَ الشَّيخ محمَّد بنُ أحمد عِلِّيش المالكيُّ سنة 1299 للهجرة ..
.
13) وذَكَرَ هذا الحُكْمَ أيضًا الشَّيخُ العلَّامةُ الْمُحَدِّثُ الفقيهُ أبو المحاسنِ محمَّد القاوقجي الطَّرابُلُسيُّ اللُّبنانيُّ الحنفيُّ في كتابه (الاعتماد في الاعتقاد) .. فقد قال فيه ما نصُّه :” ومَنْ قال لا أعرفُ اللـهَ في السَّماء هُوَ أم في الأرضِ كَفَر لأنه جعلَ أحَدَهُمَا له مكانًا “ا.هـ.

أنظرِ[(الاعتمادَ في الاعتقاد)/ص5]للقاوقجي//القاهرة//..
#تُوُفِّيَ الشَّيخُ أبو المحاسنِ محمَّد القاوقجي سنة 1305 للهجرة ..
.
14) وقال الشَّيخ محمود بنُ محمَّد بنِ أحمدَ خطَّاب السُّبْكِيُّ المِصْرِيُّ ما نصُّه :” اعتقادُ أنَّ الله يتحيَّز في جهةٍ أو مكانٍ باطلٌ ومعتقدُه كافرٌ بإجماعِ مَنْ يُعْـتَـدُّ به من علماء المسلمين “ا.هـ..

أنظر[(إتحافَ الكائنات)/ص3/ص4]لمحمود السُّبْكِيُّ//مطبعة الاستقامة//مصر//..
#تُوُفِّيَ الشَّيخُ محمود السُّبْكِيُّ سنة 1352 للهجرة ..
.
15) وقال الشَّيخ الكَوْثَرِيُّ وَكِيلُ المشيَخة الإسلاميَّة في دارِ الخلافةِ العثمانيَّة ما نصُّه :” إنَّ القولَ بإثباتِ الجهةِ لله تعالى كُفْرٌ عند الأئمَّةِ الأربعةِ هُدَاةِ الأُمَّةِ كما نَقَلَ عنهمُ العراقيُّ على ما في (شرحِ المشكاة) لعليٍّ القاري “ا.هـ.
أنظر[(مقالاتِ الكَوْثَرِيِّ)/ص321]للكَوْثرِيِّ//دار الأحناف//الرِّياض//..
#تُوُفِّيَ الشَّيخُ الكَوْثَرِيُّ سنة 1371 للهجرة ..
.
 16) وفي كتاب (الفتاوى الهنديَّة) لجماعةٍ من علماء الهند ما نصُّه :” يَكْفُرُ مَنْ أَثْبَتَ المكانَ لله تعالى “ا.هـ.
أنظر[(الفتاوى العالمكيريَّة)/ج2/ص259]وهي الفتاوى الهنديَّة//دار إحياء التُّراث العربي//بيروت//..
.
17)صَرَّحَ أبو الحَسَنِ الأَشعريُّ في كتابه (النوادر) بتكفيرِ الْمُشَبِّهَةِ المجسِّمة . أمَّا هذا الكتابُ المنسوبُ إليه المعروفُ بـ(مقالات الإسلاميين) فلا يَصِـحُّ نسبتُه إليه . هذا الكتابُ الْمُسَمَّى (مقالات الإسلاميين) يقولُ بترك تكفيرِ كُلِّ الفرق المنتسبة إلى الإسلام من مُشَـبِّهَة ومُرجِـئة وجبريَّة ومعتزلة وغيرِهم . وهذا الكلامُ لا يوافقُ عليه الإمامُ أبو الحسن . وهكذا كتابُ (الاقتصاد في الاعتقاد) للغَزَاليِّ . فاحذروا هذين الكتابين . أُنْظُرْ[(بغيةَ الطَّالب)/ط7/ج1/ص320].. .
.
18) قال الإمامُ الشَّافعيُّ رضيَ الله عنه :” مَنْ زَعَمَ أنَّ الله جالسٌ على العرشِ فهو كافر ” ..
رَوَاهُ ابنُ الْمُعَلِّمِ القُرَشِيُّ في كتابهِ[(نجمِ المهتدي ورَجْمِ المعتدي)/ص551]..

*وقال أيضًا :” الْمُجَسِّمُ كافر ” .. رَوَاهُ الحافظُ السُّيُوطِيُّ في كتابهِ[(الأشباهِ والنَّظائر)/ص488]..
*وقال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ رضيَ الله عنه :” مَنْ قال إنَّ الله جسمٌ لا كالأجسامِ فهُوَ كافر ” .. رَوَاهُ الحافظُ بدرُ الدِّينِ الزَّرْكَشِيُّ في كتابهِ[(تشنيفِ المسامع)/المجلَّد الرَّابع/ص648]، وكذلكَ صاحبُ (الخِصَال) ..

*وقال الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ بدرِ الدِّينِ بنِ بلبانَ الدِّمَشْقِيُّ الحنبليُّ المتوفَّى سنةَ 1083 للهجرة في كتابهِ[(مختصرِ الإفادات)/ص489]:” مَنِ اعتقدَ أو قال إنَّ الله بذاتهِ في كُلِّ مكانٍ أو في مكانٍ فهو كافر ” ..

*وقال الفقيهُ الحنفيُّ الشَّيْخُ عبدُ الغنيِّ النَّابُلُسِيُّ في كتابهِ (أسرارِ الشَّريعة) :” مَنِ اعتقدَ أنَّ اللـهَ ضَوْءٌ مَلأَ السَّمَاواتِ والأرضَ أو أنه جسمٌ قاعدٌ فوقَ العرشِ فقد كَفَرَ وإنْ زَعَمَ أنه مسلم ” ..
تنبيه مهم
وَرَدَتْ رواياتٌ عن رسول الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، فيها عبارة [[الله الذي في السَّماء]] أو [[رَبَّنا الله الذي في السَّماء]] ، ولم يَصِحَّ شيءٌ من هذه الرِّوايات ، ولو صَحَّتْ أو صَحَّ بعضُها فهي محمولةٌ على معنًى يليقُ بالله تعالى كأنْ يقالَ إنَّ المرادَ منها تِبيانُ عُلُوِّ المنزلةِ والقَدْرِ وليسَ المرادُ نسبةَ المكانِ والجهةِ إلى الله . فلو قال أحدُهم :” تباركَ رَبُّنا الذي في السَّماء ” فعلى حَسَبِ فَهْمِهِ ، فإنه إنْ أرادَ نسبةَ المكانِ إلى الله فهو كافرٌ كما تَقَدَّمَ بيانُه ، وإنْ أرادَ أنه عالي القدرِ وقَدْرُهُ أعلى من كُلِّ قَدْرٍ فلا يَكْفُرُ ولكنْ يُسْتَحْسَنُ تركُ هذه العباراتِ لأنها توهمُ أنَّ لله مكانًا . وأمَّا مَنْ قال :” تباركَ الله الذي يسكنُ السَّماء ” وهو يفهم اللُّغَةَ العربيَّة فهو كافرٌ بلا تفصيلٍ ولا يُسْأَلُ عن قصدِه منها ما دامَ يفهمُ معناها .

ولذلكَ قالوا في كتاب (الفتاوى الهنديَّة) ما نصُّه :” يَكْفُرُ مَنْ أَثْبَتَ المكانَ لله تعالى .. ولو قال :” الله تعالى في السَّماء ” فإنْ قَصَدَ به حكايةَ ما جاءَ فيه ظاهرُ الأخبارِ فلا يَكْفُرُ وإنْ أرادَ به المكانَ فقد كفر”ا.هـ.

أُنْظُرِ[(الفَتَاوَى العالمكيريَّة)/ج2/ص259]وهي الفتاوى الهنديَّة//دار إحياء التُّراث العربي//بيروت//..
.
فمَنْ زَعَمَ أنَّ نبيًّا من أنبياء الله تعالى كان يَظُنُّ أَنَّ رَبَّهُ يَسْكُنُ السَّماءَ فقد كَفَرَ بالله . وكذلك لو زَعَمَ أنَّ نبيًّا من أنبياء الله قال لرجلٍ أو امرأة :” أينَ مكانُ الله ؟ ” فإنه ، ولا شَكَّ ، كافـرٌ غيرُ مسلم ، لأنه نَسَبَ الكُفْرَ إلى نبيٍّ من أنبياء الله تعالى . وكيف يستقيمُ في العقلِ السَّليم أَنْ ينسُب نبيٌّ من أنبياء الله المكانَ إلى الله ، وما من نبيٍّ إلَّا وهو يعلمُ أَنَّ نسبةَ المكان إلى الله تعالى كُفْرٌ مُخْرِجٌ من الإسلام لا يَصِحُّ معه الإيمان . إنَّ نسبةَ المكانِ إلى الله تعالى خُرُوجٌ عن العقلِ وتمَرُّدٌ على حُكْمهِ أَيْ على حُكْمِ العَقْلِ . يجبُ علينا أَنْ نُسَلِّمَ للعقلِ حُكْمَهُ بأنَّ الله مَوْجُودٌ لا في مكانٍ ولا في جهة . لا يشبهُ العالمَ بوجهٍ من الوُجُوهِ لا يمَسُّهُ ولا يعلُو عليه بالمسافةِ ولا يحاذيهِ أو يستقرُّ عليه .
وقد قال بعضُ العلماء :” ولو كانَ الله يسكنُ السَّماءَ فقبلَ أنْ يخلقَ السَّماءَ أينَ كان ” ..

وهذا معناه أنَّ الله كانَ قبلَ المكانِ بلا مكانٍ وهو الآنَ ، أيْ بعد أنْ خَلَقَ المكانَ ، لم يَزَلْ كما كانَ بلا مكان ..

فمَنْ أراد أنْ يَحْزِرَ عقلَ صاحبه ويختبرَ فَهْمَهُ فلا يَقُلْ له :” أينَ مكانُ الله ؟ ” لِكَيْلا يقعَ السَّائلُ في الكفر ، لأنَّ هذا السُّؤالَ يتضمَّن إثباتَ المكان لله ، وكأنَّ السَّائلَ يقول :” إنَّ لله مكانًا وأنا أسألكَ عنه فأجبني ” ، هذا هو معنى كلام السَّائل ، وهذا فسادٌ ظاهرٌ وكُفْرٌ صريح .

وبناءً عليه فإنَّ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ الله تعالى في مكانٍ يعلمُه أحدٌ منْ خَلْقِ الله فهو كافرٌ غيرُ مسلم . وكذلك مَنْ يَظُنُّ أنَّ الله تعالى في مكانٍ لا يعلمُه أحدٌ من خَلْقِ الله فهو أيضًا كافرٌ غيرُ مسلم . نعم ، يكونُ كافرًا غيرَ مسلم حتَّى ولو كانَ جاهلًا بالعقيدة الصَّحيحة ويَظُنُّ نفسَه مسلما .. ومتى كان الجهلُ بالله حصنًا يَتَحَصَّنُ به الإنسان من الكفر ؟؟!! .
أجمعَ علماؤُنا وأَئِمَّـتُنَا على أنه لا يُعْذَرُ أَحَدٌ في مُوجِـبَات الكُفْرِ بالجهل . فكيفَ يدَّعي جاهلٌ كافر ، بعد كُلِّ ما تَقَدَّمَ ، أنَّ الله بذاتهِ في السماء ؟؟!! ..

أَلم يعلمْ أنَّ رسولَ الله قال :” ما السَّماواتُ السَّبْعُ مَعَ الكُرْسِيِّ ـ أيْ في جَنْبِ الكرسيِّ ـ إلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بأرضٍ فَلاةٍ ، وفَضْلُ العرشِ على الكرسيِّ كفَضْلِ الفَلاةِ على الحَلْقَة ” ؟؟.
رَوَى هذا الحديثَ الإمامُ ابنُ حِبَّانَ في (صحيحهِ) وصَحَّحَهُ ..

فكيف يكونُ الله في ما يشبهُ الحَلْقَةَ الملقاةَ في صحراءَ واسعةٍ !!..
الكُرْسِيُّ الذي ذَكَرَهُ الله في ءايةِ الكُرْسِيِّ هو جِـرْمٌ كبيرٌ جدًّا خَلَقَهُ الله لحكمةٍ يعلمُها هو . الكُرْسِيُّ جسمٌ موجودٌ فوقَ السَّماواتِ السَّبعِ وخارجَ الجنَّة .

الجنَّة التي يدخلُها المؤمنونَ يومَ القيامةِ فوقَ السَّماواتِ السَّبْعِ . والكُرسيُّ خارجَ الجنَّة . لكنْ هو تحتَ العَرْشِ الذي هو سَقْفُ الجَنَّة . الجنَّةُ لها سَقْفٌ . وسَقْفُهَا عَرْشُ الرحمٰنِ . سَقْفُ الجَنَّةِ يُقالُ له عَرْشُ الرحمٰنِ . أَيْ عَرْشُ الله . وهذا شيءٌ ثابتٌ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم . والله لا يَسْكُنُ الكُرْسِيَّ ولا يَسْكُنُ العَرْشَ ولا يَسْكُنُ السَّماواتِ التي تبدو أمامَ الكُرْسِيِّ كحَلْقَةٍ ملقاةٍ في صحراءَ واسعةٍ . قال الله تعالى (( وَسِعَ كُرْسِـيُّهُ السَّمٰواتِ والأرضَ ))[البقرة/255].

ولا يَسْكُنُ رَبُّنَا الكُرسيَّ الذي يبدُو هو الآخَرُ ، أَمامَ العَرْشِ ، كحَلْقَةٍ في صحراءَ واسعةٍ ..

في نشر هذه المعلومات خيرٌ كبير

Prev Post

قصة الولي الكبير الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه

Next Post

Islamic History of the Prophets of God الأنبياء

post-bars
Mail Icon

Newsletter

Get Every Weekly Update & Insights

Leave a Comment