تناقضات عجيبة: ابن تيمية يُكفر ابن تيمية؟

ابْنُ تَيْمِيَّةَ يُكَفِّرُ ابْنَ تَيْمِيَّة

 

الحمد لله الهادي عباده إلى الطريق الأقوم, المتفضل عليهم بنعمة الإسلام ودقائق الحكم، الناهي لهم عن التنازع في كتابه المحكم, والصلاة والسلام على أشرف مبعوث للأمم، سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم القائل: [إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فاذا رأيتم الإختلاف فعليكم بالسواد الأعظم] وعلى آله وأصحابه نجوم الاهتداء لكل فصيح وأعجم .

أما بعد: فقد تمسك نفاة التوسل المشبهة المجسمة بكلام شيخهم الهالك أبي العباس أحمد بن تيمية الحراني تمسكا عجيباً, وتعصبوا لقوله حتى سموه شيخ الإسلام مع أنه لا يستحق أن يسمى عويلم, بل ذلك الإسم هو من البدع السيئة في هذا الموضع, وهم لم يدروا أن شيخهم هذا كفر نفسه!! نعم كفر نفسه وإليكم مقالاته:

 

في البداية, لا يشكُ مسلمٌ في أن الله موجودٌ بلا كيفٍ ولا مكانٍ ولا جهةٍ, فقد قال الله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الشورى11، وقال: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} الإخلاص4، وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} مريم65, والآيات في تنزيهه جل وعلا عن مشابهة خلقه كثيرة.

 

وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : [لا فكرة في الرب] وهذا الحديث رواه أبيُّ بن كعب عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، ومعناه: معرفة الله لا تُطلب بالتصوّر لأن الله تعالى خالق كل شىء فلا يشبه شيئًا من العلويات ومن السفليات، ولا يوصف بأوصاف الخلق كالشكل واللون والتغير والمكان والحد والجهة والعجز وسائر صفات الخلق وكما قال ذلك أئمة المذاهب الأربعة. قال الصحابي الجليل أبيّ بن كعب: [إليه تنتهي أفكار العباد فلا تصل إليه] .

وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التي سماها عقيدة أهل السنة والجماعة: [ ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر] وفيها قال: [ تعالى – أي الله – عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات].

وقال حبر الأمة الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه: [من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود].

وقال الإمام ذو النون المصري: [ مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك ].

و قال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما (المتوفى سنة 94هـ) في كتابه (الصحيفة السجادية) ما نصه: [أنت الله الذي لا تحد].

قال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ( المتوفى 204 هـ) ما نصه: [إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا تبديل في صفاته] ا.هـ, كما نقله عنه الزبيدي في كتابه (إتحاف السادة المتقين) وقال: [المجسم كافر] رواه السيوطي.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: [من قال إن الله جسم لا كالأجسام فهو كافر].

وكلام العلماء في تنزيه الله عن الشبيه والمكان والجسم بحث طويل, فتنزيهه تعالى أقره القرءان والحديث وإجماع العلماء سلفهم وخلفهم.

أما ابن تيمية الحراني زعيم المشبهة والمجسمة فمن أقواله:

 

 1- قال في كتابه مجموع الفتاوى المجلد الرابع ص 79: [وأكثر أهل الحديث يصفونه باللمس ].

ما هذا التشبيه ؟؟ ما هذه الوقاحة ؟؟

ثم زاد في البلية فقال في الصحيفة عينها: [وطائفة من نظار المثبتة وصفوه بالأوصاف الخمس من الجانبين ].

والصفات الخمس هي الحواس الخمس فقد تجرأ ابن تيمية على الله فوصفه والعياذ بالله تعالى بأنه يَشم ويُشَم ويذوق ويذاق ويمس ويُمَس والعياذ بالله تعالى, ما هذا التشبيه الوقح و ما هذا الشذوذ!!!؟؟

2- وقال في نفس الكتاب المجلد الرابع ص374: [فقد حدث العلماء المرضيون وأوليائه المقبولون أن محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم يُجلسه ربه على العرش معه ]ا.هـ

3- وفيه في المجلد الخامس ص 556 قال عن الله تعالى: [كونه فوق العرش ثبت بالشرع المتواتر واجماع سلف الأمة مع دلالة العقل ضرورة ونظرا أنه خارج العالم فلا يخلو مع ذلك إما أن يلزم أن يكون مماسا أو مباينا أو لا يلزم فإن لزم أحدهما كان ذلك لازما للحق ولازم الحق حق وليس في مماسته للعرش ونحوه من محذور كما في مماسته لكل مخلوق من النجاسات والشياطين وغير ذلك ]ا.هـ.

فبُعداً بينه و بين أهل السلف علماً و عملاً..

(ينسب ما يريد نشره من كفر إلى أئمة السلف والحديث دون ذكر واحد منهم لأنه لم يقل واحد منهم بهذه المقولة ولكن الحراني كذاب).

ثم يتابع طامته فيقول ما نصه: [فإن تنزيهه عن ذلك إنما أثبتناه لوجوب بعد هذه الأشياء عنه وكونها ملعونة مطرودة لم نثبتها لإستحالة المماسة عليه وتلك الأدلة منتفية من مماسته للعرش ونحوه كما روي من مس آدم وغيره وهذا جواب جمهور أهل الحديث وكثير من أهل الكلام] ا.هـ ما هذا التشبيه ؟؟؟

4- وانظروا كيف هو مستعد للكذب على الله تعالى ليدافع عن تشبيهه فها هو يقول في كتابه بغية المرتاد المسمى بالسبعينية ص 178: [قال تعالى: {ليس كمثله شيء} فنزه {وهو السميع البصير} فشبه وهي أعظم آية أنزلت في التنزيه ومع ذلك لم تخل عن التشبيه ].

وفي نفس الصحيفة قال: [ وبها جاءت الشرائع فنزهت وشبهت]. نسب التشبيه إلى الشرائع الإسلامية السماوية.

5- وقد أجهد نفسه في كتابه شرح حديث النزول و بذل 4 صفحات لإثبات لفظ الجسم إلى الله جل ذكره ( 237 – 241).

6- وقال في كتابه شرح حديث النزول ص 400: [وإذا كان قعود الميت على قبره ليس هو مثل قعود البدن فما جائت به الآثار عن النبي  صلى الله عليه وسلم من لفظ القعود والجلوس في حق الله تعالى] إلى آخر كلامه

وهنا تجرأ ونسبَ الجلوس والقعود إلى الله تعالى ونسب قوله هذا إلى الآثار النبوية.

مع أنه لم يرد فيها ذلك.

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : [إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار].

7- وقال في كتابه الذي سماه [بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية] الجزء الثاني صفحة 555: [وطوائف كثيرة من أهل الكلام والفقه يقولون بل هو مماس للعرش ومنهم من يقول هو مباين له ولأصحاب أحمد ونحوهم من أهل الحديث والفقه والتصوف في هذه المسألة ثلاثة أقوال منهم من يثبت المماسة كما جائت بها الآثار] وما منهم من أحد أثبتها.

8- وفي نفس الكتاب الجزء الأول صفحة 573: [فهؤلاء الأئمة المذكورة في اسناده هم من أجل الأئمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله: [من ثقل الجبار فوقهن] فلو كان هذا القول منكرا في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه]

كذب, هذا النص لم يروه أحد باسناد صحيح, وفي هامش الكتاب علق المجسم المحب لابن تيمية (الذي حرر الكتاب) وقال أن الأثر ضعيف !!!

9- وقال ص 568: [وقد بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار بعزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا [لا حول ولا قوة إلا بالله] فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته ولولا ذلك ما استقر به العرش ولا الحملة ولا السموات والأرض ولا من فيهن ].

ثم يتابع بكل وقاحة ويقول: [فكيف تنكر أيها النفاج أن العرش يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع ولو كان العرش في السماوات والأرضين ما وسعته ولكنه فوق السماء السابعة ].

بعد كل هذا الكفر الصريح من تجسيم وتشبيه والعياذ بالله تعالى يأتي ويكفر المجسم والمشبه فيقول في رسالته المسماة الفتوى الحموية الكبرى ص 4 ما نصه: [ بل أكثر أهل السنة من أصحابنا وغيرهم يكفرون المشبهة والمجسمة].

لا تتوانوا عن التحذير من رؤوس الفتنة وقرون الشيطان, حاربوهم وهتكوهم أمام الناس ليحذروهم فقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : [حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر،اذكروه بما فيه كي يحذره الناس ] رواه الطبراني في الثلاثة .

والله أعلم وأحكم

Prev Post

فتوى عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

Next Post

20 Questions on Paying Zakah

post-bars