قصة الأعرابي الذي بشره النبي بالمغفرة لتوسله بالنبي
يا خير من دفنت بالقاع أعظمـه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي فداء لقبر أنت ساكنــه ** فيه العفاف ومنهالجود والكرم
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته ** عند الصراط إذا ما زلت القدم
وصاحباك فلا أنساهما أبـــدا ** مني السلام عليكم ما جرى القلم
وكان بقرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم رجل يسمى العتبي سمع ما قاله ذلك الأعرابي قال العتبيّ: فغلبتني عيناي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال يا عتبيّ إلحق بالأعرابي وبشّره بأنّ الله تعالى قد غفر له.
أحباب رسول الله، إعلموا أنه يسنّ للحاج ولغير الحاج زيارة قبر النبيّ الأعظم صلى الله عليه وسلم بإجماع العلماء والمجتهدين وهي من أنجح المساعي وأهم القربات إلى الله سبحانه، يقول عليه الصلاة والسلام: “من زار قبري وجبت له شفاعتي” ويقول أيضا “ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة”.
وتحصل زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم يا أخي المسلم بأن يتوجه المسلم إلى المدينة المنّورة التي نورها الله بنور نبينا صلى الله عليه وسلم ثم يتوجه إلى قبره صلى الله عليه وسلم بعد صلاة ركعتين تحية المسجد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحصل السلام على الرسول بأن يقف الزائر متنحيا نحو أربعة أذرع عن الجدار عند قبره صلى الله عليه وسلم وبأدب واحترام غاضا طرفه ممتلىء القلب بالإجلال والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول بصوت متوسط: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبيّ الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين، السلام عليك يا خير الخلق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغرّ المحجلين، السلام عليك وعلى آلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك الطيبين الطاهرين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
واعلموا إخوة الإيمان أنّ التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره وقبره الشريف شىء يرضاه الله تعالى وقد كان الصحابة والسلف الصالح يفعلونه ولا عبرة بمن خالف ذلك من أصحاب القلوب الغليظة، يقول الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} وزيارة الرسول والتبرك به من أهم الوسائل المقربة إلى الله جلّ وعلا، وها هو الإمام مالك يقول للخليفة المنصور لما حجّ وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا: “يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له الإمام مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله”.
جعلنا الله وإياكم أيها المسلمون من زوار حبيبه المصطفى ورزقنا زيارته وشفاعته ومن الذين يحشرون تحت لوائه ويشربون بيده الشريفة شربة الماء فلا يظمئون بعدها أبدا، ورزقنا وإياكم زيارة البيت الحرام والوقوف على جبل عرفات. يقول عليه الصلاة والسلام: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.