Search or ask ابحث او اسأل
April 29, 2023

قصة الامرأة التقية

قصة فاطمةُ الزُّبَيرِيّة

كانت امرأةٌ شيخةٌ تقيّةٌ  مِن أهلِ العِراق حَجّت ثم زَارت الرسولَ صلى الله عليه وسلم ثم نَوتِ الإقامةَ في مكَّةَ ، فصارَ لها شُهرةٌ بالتّقوى والصّلاح والعِلم ، ثمّ عَمِيت سنتَين ، ثم ذاتَ ليلةٍ خادمتُها استأذنتها بالبقاء عند أهلها ، ثم هي أرَادت أن تتوضّأَ لصلاةِ الليل ، فتَزحلَقَت على دَرجٍ فانكَسَر ضِلعَانِ مِنْ أضْلاعِها ، ومعَ ذلكَ تَكلَّفَت وصَلَّت ، ثمّ أغفَتْ فرأتِ الرسولَ وأبا بكرٍ وعمرَ مُقبِلِينَ مِن جِهةِ الكَعبةِ ، بابُ بَيتِها كانَ مُواجِهًا للكَعبَةِ ، فجاءَ الرسولُ فبَصقَ على طَرفِ ردائِه وقالَ لها امسَحِي به عَينَيكِ ، فأَخذتِ الرِّداءَ فمَسحَت به عَينَيها فأَبصَرت في الحالِ ، ثم وضعَتْهُ في موضِعِ الكَسْرِ فتَعافى ، ثم استَيقظت ، ثم لما جاءَت خادمتُها رأتها مبصِرَةً فقَصّت عليها قصّتَها.

 
 
كثيرٌ منَ نِساءِ مَكةَ استَفدْنَ منها في الزُّهدِ والعِلم والتّقوى ، كانت حنبليّةً ، فاطمةُ بنتُ أحمدَ بنِ عبدِ الدّائم الزّبيريّة ، ثم الرسولُ أشارَ لها إلى اثنين ، قالَ لها هَذانِ في زمَانهِما عَالمان مِن أهلِ مَكّةَ مثلُ أبي بَكرٍ وعُمر في زمَانهِما ، يَعني في عُلُوّ دَرجَتِهما في زمَانهِما ، وأشارَ إلى اثنينِ منَ العلَماءِ فقَالَ هذَانِ فاسِقَانِ ، ذمَّهُمَا ، فلَمّا استَيقَظَت أخبَرت خَادِمتَها وانتَشَر خَبرُها في الأرضِ ، وصارَ العُلماءُ يُراسِلُونهَا ، وأَخبَرت العَالمينِ الدَّيّنَيْن بما رأتْ فطَلبا مِنها أن لا تُخبِرَ النّاسَ في حَياتهِما مِن شِدّةِ تَواضُعِهما ، يخافُونَ على أَنفُسِهما الفِتنَة والرِّياء ، أولياءُ اللهِ يخَافُونَ على أنفُسِهم أن يقَعُوا في الفِتنةِ. ثم هذهِ الكَرامةُ لهذِه الوَلِيّة معجزةٌ للرّسولِ ، هذهِ أَعجَبُ مِن معجزةِ عيسى الذي دعَا لهم فشُفُوا ، الرسولُ بالمنام شفَا بإذنِ اللهِ.

Prev Post

ترجمة الإمام محمد بن إدريس الشافعي

Next Post

قصة عصا موسى

post-bars