April 29, 2023

ما معنى حديث “كل بدعة ضلالة”؟

ما معنى حديث “كل بدعة ضلالة”؟
 
اعلم أن البدعة لغة ما أحدث على غير مثال سابق يقال: جئت بأمر بديع أي محدث عجيب لم يعرف قبل ذلك. وفي الشرع المحدَثُ الذي لم ينص عليه القرءان ولا جاء في السنة، قال ابن العربي: “ليست البدعة والمحدَث مذمومين للفظ بدعة ومحدث ولا معنييهما، وإنما يذم من البدعة ما يخالف السنة، ويذم من المحدثات ما دعا إلى الضلالة” ا.هـ.
 
قال الشافعي: “المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو اجماعاً فهذه البدعة الضلالة ، والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه محدثة غير مذمومة”. معناه : إن هناك أموراً أحدثت توافق الكتاب أوالسنة أو الأثر أو الإجماع فهي بدعة حسنة ، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن جمع الناس على صلاة التراويح على إمام واحد : ((نعمت البدعة هذه)) . رواه البخاري .
 
وهذا الحديث “كل بدعة ضلالة” من حيث السياق مثل حديث “كل عين زانية” الذي رواه البيهقي. فهذا ليس على الاطلاق انما هذا الحديث معناه أكثر العيون تقع في هذه المعصية. فالأنبياء والملائكة مثلا لا يقعون في هذه المعصية أي زنا العين. فكلمة “كل” هنا في الحديثين تأتي بمعنى أكثر أو غالبا وليس كل على الاطلاق.
 
هذا الحديث لفظه عام ومعناه مخصوص بدليل الأحاديث السابق ذكرها فيقال: إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث على خلاف الكتاب أو السنة أو الإجماع أو الأثر.

قال النووي في شرح صحيح مسلم( شرح صحيح مسلم (6/154)) ما نصه: “قوله صلى الله عليه وسلم: “وكل بدعة ضلالة” هذا عام مخصوص والمراد به غالب البدع”.ا.هـ. ثم قسم البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. وقال: “فإذا عُرِف ما ذكرته عُلم أن الحديث من العام المخصوص، وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التراويح: “نعمت البدعة”، ولا يمنع من كون الحديث عاما مخصوصًا قوله: “كل بدعة” مؤكدًا بكل، بل يدخله التخصيص مع ذلك كقوله تعالى: }تدمر كل شىء{ [سورة الأحقاف]” ا.هـ.

وهذا التقسيم ذكره الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام في ءاخر كتاب القواعد مع شىء من التفصيل، ونقله عنه الحافظ في الفتح وسلّمه.

 
زيادة فائدة:
ومن البدع الحسنة الرهبانية التي ابتدعها أتباع المسيح عليه السلام وسن خبيب ركعتين عند القتل ونقط يحيى بن يعمر المصاحف وزيادة عثمان رضي الله عنه أذانًا ثانيًا يوم الجمعة والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والجهر بالصلاة على النبي بعد الأذان وكتابة (صلى الله عليه وسلم) عند كتابة اسم النبي والطرق التي أحدثها بعض الصالحين الطرق التي أحدثها بعض أهل الله كالرفاعية والقادرية وغيرهما وهي نحو أربعين طريقة، فهذه الطرق أصلها بدع حسنة، ولكن شذ بعض المنتسبين إليها وهذا لا يقدح في أصلها.

وأما بدعة الضلالة هي على نوعين: بدعة تتعلق بأصول الدين، وبدعة تتعلق بفروعه. ومنها بدعة إنكار القدر بدعة الجهمية ويسمون الجبرية الذين قالوا أن العبد مجبور في أفعاله لا اختيار له وبدعة القول بحوادث لا أول لها، والتي كان عليها ابن تيمية الحرااني وهي مخالفة لصريح العقل والنقل. ومن البدع السيئة العملية: كتابة (ص) عند كتابة اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وأسوأ منه وأقبح (صلعم) ومنها تيمم بعض الناس على السجاد والوسائد التي ليس عليها غبار التراب ومنها تحريف اسم الله بحذف الهاء يقولون “اللا” أو “ءاه” وهو لفظ موضوع للتوجع والشكاية بإجماع أهل اللغة، قال الخليل بن أحمد: لا يجوز حذف ألف المد من كلمة الله.

نسأل الله السلامة.
Prev Post

التوحيد

Next Post

المولد النبوي الشريف قراءة من القرءان وذكر الشمائل النبوية أمر…

post-bars
Mail Icon

Newsletter

Get Every Weekly Update & Insights

Leave a Comment