Search or ask ابحث او اسأل

كيف أرد على وهابي يكفر من يقول يا نبي الله

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل من رد على ما هو موجود في الرابط التالي http ://www.****
فيما يتلعق بدعاء غير الله راجين تحقيق منفعة

وشكرا

الجواب:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه وسلم وبعد،

لقد قرأنا المقال وسنقتبس من كلام كاتب المقال والذي هو وهابي المذهب مجسم تكفيري يستدل بابن باز على كلامه ولأن كلامه فيه تكفير للمسلمين عامة.

قال ماجد بن سليمان الرسي الوهابي في مقال نشره على موقع للوهابية:
“إلا أنه من أكثر العبادات التي شرّك الناس فيها بين الله وبين خلقه ، فإنك تجد – مع الأسف الشديد – كثيرا ممن ينتسب إلى الإسلام قد وقعوا في دعاء غير الله والاستغاثة بهم ، سواءً كانوا من الأنبـياء أو الصالحين ، كمن يقول يا نبـي الله ، أو يا عبد القادر الجيلاني..” انتهى بحروفه.

لاحظوا كيف زعم هذا الوهابي أن مجرد نداء “يا نبي الله” عنده صار شركاً ومخرجاً من الاسلام.

وهذا الكلام مشابه لكلامهم في كتابهم المسمى “فتح المجيد” حيث قالوا فيه ص 190 :”خصوصًا إذا عرف أن أكثر علماء الأمصار اليوم لا يعرفون من التوحيد إلا ما أقرّ به المشركون” انتهى.

ثم قال :”أهل مصر كفار لأنهم يعبدون أحمد البدوي وأهل العراق ومن حولهم كأهل عمان كفار لأنهم يعبدون الجيلاني وأهل الشام كفار لأنهم يعبدون ابن عربي وكذلك أهل نجد والحجاز قبل ظهور دعوة الوهابية وأهل اليمن”. انتهى.

وهذا التكفير عادة لهم. حتى السيدة حواء رضي الله عنها لم تسلم من تكفير الوهابية لها كما ذكر القنوجي في كتابه المسمى “الدين الخالص” ص 160 حيث يقول :”الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون ءادم”. انتهى. وبهذا تكون الوهابية جعلت البشر أولاد زنى.

وحتى الصحابة لم تسلم من شيخهم ابن تيمية كما في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم” ص 389ـ395 حيث اعترض على عبد الله بن عمر تتبعه للأماكن التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحراها لأجل الصلاة فيها فقال ابن تيمية :”وذلك ذريعة إلى الشرك” انتهى.

وكفَّر ابن باز الصحابي الجليل بلال بن الحارث المزني كما في تعليقه على شرح البخاري الجزء الثاني طبع دار المعرفة ص 95، وكفّر  أحد مدرسي الوهابية في الأردن في مدرسة الليث بن سعد الصحابي الجليل خالد بن زيد أبا أيوب الأنصاري لأنه وضع وجهه على قبر النبي، وقد أدّت وقاحة محمد بن عثيمين إلى القول في كتابه “لقاء الباب المفتوح” بأن الحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ النووي ليسا من أهل السنة، وفي يوم الأربعاء في 1/10/1997 كفر عبد القادر الأرناؤوط الوهابي كل مشايخ الشام في منزله في الميدان أمام رجل من ءال البزم وءاخر من ءال صقر، وكفرت الوهابية أهل أبي ظبي ودبي وعمان وقالوا عنهم كلاب جهنم وفسقة ولا عذر لهم في كفرهم كما في كتابهم المسمى “إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية” لعبد العزيز ءال حمد.

وفي كتاب شيخهم ابن باز المسمى “فتاوى في العقيدة” رسائل إرشادية لرئاسة الحرس الوطني ص 13 يقول ابن باز عن المستغيثين والمتوسلين بالأنبياء والأولياء مشركون كفرة لا تجوز مناكحتهم ولا دخولهم المسجد الحرام ولا معاملتهم معاملة المسلمين ولو ادعوا الجهل ولا يلتفت إلى كونهم جهالاً بل يجب أن يعاملوا معاملة الكفار” انتهى.


فهؤلاء الوهابية يكفرون المسلم لمجرد النداء والتوسل، وهذا لأنهم ما فهموا معنى العبادة التي هي أقصى غاية الخضوع والخشوع، وليس مجرد النداء أو الخوف أو الرجاء أو الاستعانة . لم يفهموا أن الله خالق الأسباب والمسببات. فهل يكفرون المسلم الذي يستعين بالطبيب؟ أو يأخذ الدواء للشفاء؟ اذاً لماذا يكفرون المسلم لمجرد الاستعانة أو التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟

والآن الرد على كاتب المقال:
معلوم عند كل مسلم يشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله أنه لا ضار ولا نافع على الحقيقة الا الله سبحانه. والله خالق الأسباب والمسببات. الله خالق المرض والشفاء. الله خالق العلة والدواء. والله لا يتغير، ومشيئته لا تتغير موجود قبل الخلق غني عن العالمين سبحانه. ومعلوم أن من اعتقد أن هناك شىء يخلق نفعاً أو ضراً غير الله، يكفر. وأما التوسل فهو طلب الحاجة من الله بذكر اسم نبي أو ولي. كتوسل ءادم بالنبي حين قال: اللهم أسألك بحق محمد الا ما غفرت لي. رواه الحاكم. فمن سأل الله وتوسل بنبي أو ولي، فهذا لم يسأل غير الله، انما توسل بالصالحين وهذا ليس شركاً ومن تجرأ وقال أنه شرك (كما فعل الوهابية) فقد اتهم الرسول والصحابة بذلك والعياذ بالله.

  1. فالنبي صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل ويقول “يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي”. رواه الطبراني وغيره وقال: الحديث صحيح.
  2. والصحابة من بعدهم فعلوا ذلك. كما في قصة الصحابي عثمان بن حُنيف الذي علم رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان، دعاء التوسل الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الأعمى. ورواه الطبراني.
  3. وأخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله وفي رواية: “يا عباد الله أغيثوا”.
  4. وثبت أن سيدنا خالد بن الوليد لما خرج لقتال مسيلمة الكذاب، كان شعارهم “يا محمداه”. روى ذلك الطبري.
  5. وفي كتاب البداية والنهاية لابن كثير الذي تحبه الوهابية في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: “إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: “يا محمداه”، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة!
  6. وعلى هذا الصحابة والتابعون والسلف والخلف. فروى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : “حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : (( خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد )) ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان : باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله. عند الوهابية من قال يا محمد بعد موت النبي محمد أو في حياته في غيابه فقد أشرك، ونص عبارة ابن تيمية في كتابه الكلم الطيب تحت عنوان “فصل في الرجل إذا خدرت قال عن الهيثم بن حَنَش، قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد فكأنما نشط من عقال”.
  7. قال الله تعالى في سورة القصص** فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه.
  8. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض احوال يوم القيامة (ان الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بأدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق) , رواه البخاري في كتاب الزكاة
  9. وقال رســـول الله صلى الله عليه وسلم:(حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ,ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم , فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شــر اســـــتغفرت لكم).رواه البزار
  10. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال اذا خرج الى المسجد: “اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا , فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ,خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك , فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي انه لا يغفر الذنوب الا أنت , أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك”. رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي
  11. والف علماء الاسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها : 1 _ كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي , افرد بابا حول التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبابا للإستشفاء بقبره الشريف . 2 شفاء السقام التقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر . 3 مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير
وكل مسلم في صلاته في التشهد يقول “السلام عليك أيها النبي” وهذا نداء الغائب فهل كفروا كل المسلمين؟ علماً أن الألباني منع هذه العبارة ووغـيّرها الى: “السلام على النبي” بدل “السلام عليك أيها النبي”!! ذكر ذلك في كتابه ” صفة صلاة النبي ” ( ص/143)!! هذا دليل على أنهم منحرفون عما عليه جمهور الأمة الاسلامية.

والرد في مسألة التوسل كالتالي:
اعلم أنه لا دليل حقيقي يدل على تحريم التوسل بالأنبياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير اللّه، لأنه ليس عبادة لغير اللّه مجرد النداء لحي أو ميت، ولا مجرد الاستغاثة بغير اللّه، ولا مجرد قصد قبر نبي للتبرك، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستعانة بغير اللّه تعالى. فهذه الأمور لا ينطبق عليها تعريف العبادة عند اللغويين، لأن العبادة عندهم: “الطاعة مع الخضوع” قال الأزهري الذي هو أحد كبار اللغويين نقلاً عن الزجاج الذي هو من أشهرهم: “العبادة في لغة العرب الطاعة مع الخضوع” وقال مثله الفراء، وقال بعضهم: “العبادة أقصى غاية الخشوع والخضوع” وقال بعضٌ: “نهاية التذلل”.

فكيف يقول بعض من لا حظ له من العلم أن الذي يتوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم صار مُشركاً لأنه عبد غير الله، وقد بيّنا أن العبادة هي غاية الخضوع والخشوع، ولا نعتقد بأحد مِنَ المسلمين الذين يتوسّلون بالنبيّ صلى الله عليه وسلم أنهم يعبدونه أو يعتقدون أنه يضر وينفع على الحقيقة، بل الذي نعتقده فيهم أنهم يدينون لله بأنه هو الضّار والنافع على الحقيقة وإنما يتوسّلون بالنبي صلى الله عليه وسلم لمقامه عند الله عز وجل، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والسلف الصالح من التوسل لذلك كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخذ علماء الخلف منهم جواز التوسّل.

فالذي يدعو الله بجاه محمد فهذا القول جائز ليس شركاً، فلا تلتفت أخي المسلم لمن يرمون الناس بالشرك لأنهم يدعون الله بجاه محمد، وإليك الأدلة على ما نقول:

الدليل على جواز التوسل:
والدليل على جواز التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام ما رواه الطبراني في معجميه الكبير والصغير عن الصحابي عثمان بن حُنيف: أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمانَ بن حنيف، فشكى إليه ذلك، فقال: “ائت الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم قل: (((اللّهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي))) ثم رُحْ حتى أروح معك”.

فانطلق الرجل ففعل ما قال ثم أتى باب عثمان، فجاء البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان بن عفان، فأجلسه على طنفسته فقال: “ما حاجتك”¡ فذكر له حاجته، فقضى له حاجته، وقال: “ما ذكرتُ حاجتَك حتى كانت هذه الساعة”¡ ثم خرج من عنده فلقي عثمانَ بن حُنيف فقال: “جزاك اللّه خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيّ”¡ فقال عثمان بن حُنيف: “واللّه ما كلمته ولكن شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال صلى اللّه عليه وسلم: “إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك، قال: يا رسول اللّه إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد، فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصلّ ركعتين ثم قل هؤلاء الكلمات” ففعل الرجل ما قال، فواللّه ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط.

قال الطبراني: “والحديث صحيح” ففيه دليل على أن الأعمى توسّل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في غير حضرته، بل ذهب إلى الميضأة فتوضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علّمه رسول اللّه، ثم دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم والنبي لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حُنيف: “فواللّه ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا وقد أبصر”.

وإليك أخي المسلم أقول العلماء من المذاهب الأربعة الدّالة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه ليس شركاً:

المذهب الحنفي:
في كتاب الفتاوى الهندية (ج1/266) كتاب المناسك: باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وءاداب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: “ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى اللّه عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: “وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ ..” الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، (((مستشفعين بنبيك إليك))).

المذهب المالكي:
قال الشيخ ابن الحاج المالكي المعروف بإنكاره للبدع في كتابه المدخل (ج1/259-260) ما نصه: “(((فالتوسل به عليه الصلاة والسلام))) هو محل حطّ أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا، لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعِظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، إذ إنها أعظم من الجميع، فليستبشر من زاره ويلجأ إلى اللّه تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام ومَن لم يزره، اللهم لا تحرمنا شفاعته بحرمته عندك ءامين يا رب العالمين، ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم”.

المذهب الشافعي:
قال الإمام النووي في المجموع (ج8/274) كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: “ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم (((ويتوسل به))) في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه”.

المذهب الحنبلي:
أجاز صاحب المذهب الإمام أحمد بن حنبل التوسل كما نقل عنه الإمام المرداوي الحنبلي في الإنصاف (ج2/456) كتاب صلاة الاستسقاء: “ومنها (أي من الفوائد) يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب، وقيل: يُستحب، قال الإمام أحمد للمروذي: (((يَتَوسل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم))) في دعائه، وجزم به في المستوعب وغيره”.
هذه أربعة نقول من المذاهب الأربعة فيها جواز التوسل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم تُبيّن أن المذاهب الأربعة في مسألة التوسل يدٌ واحدة، فاقتدِ أخي المسلم بهؤلاء العلماء الذين قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تُضيّع على نفسك ثواب التوسل بالحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولزيادة الفائدة وتبيين أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ديدن كثير من أعلام علماء المسلمين نذكر بعض العلماء الذين توسلوا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في مؤلفاتهم:
1- خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي، قال في خاتمة “تاج العروس” داعياً: “ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه (((بمحمد وءاله))) الكرام البررة”.
2- الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي، قال في خاتمة كتابه “تحفة الزوار إلى قبر المختار” داعياً: “ختم الله لنا ولمن رأى في هذا الكتاب بالسعادة والخير ورفعنا وإياهم في الجنة إلى المقام الأسنى (((بجاه سيد الأولين والآخرين)))”.
3- العالم العلامة الفيومي، قال في خاتمة كتابه “المصباح المنير” داعياً: “ونسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وأن ينفع به طالبه والناظر فيه وأن يعاملنا بما هو أهله (((بمحمد وءاله))) الأطهار وأصحابه الأبرار”.
4- العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي صاحب “اللباب في شرح الكتاب”¡ قال في خاتمة كتابه “شرح العقيدة الطحاوية” داعياً: “وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه (((أقرب من يُتَوسل به إليك)))”.
5- شمس الدين الرملي الملقب بالشافعي الصغير، قال في مقدمة كتابه “غاية البيان في شرح زُبَد ابن رسلان” داعياً: “والله أسأل (((وبنبيه أتوسل))) أن يجعله (أي عمله في هذا الكتاب) خالصاً لوجهه الكريم”.
6- خاتمة المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي، قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: “وإني أسأله تعالى (((متوسلاً إليه بنبيه المكرم))) صلى الله عليه وسلم”.
7- الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً: “كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه (((بجاه سيد الأنبياء والمرسلين)))”.
8- الإمام محمد الزرقاني المالكي، قال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً: “وأسألك من فضلك (((متوسلاً إليك بأشرف رسلك))) أن تجعله (أي شرحه للموطأ) خالصاً لوجهك”.
9- المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي الشافعي، قال في كتابه “كشف الخفاء ومزيل الإلباس” (ج2/419) داعياً: “وَضعَ الله عنا سيئات أعمالنا بإفضاله الجاري، وختمها بالصالحات (((بجاه محمد صلى الله عليه وسلم))) سيد السادات”.
11- الحافظ السخاوي، قال في خاتمة شرح ألفية العراقي في الحديث: “سيدنا محمد سيد الأنام كلهم (((ووسيلتنا))) وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى اللّه عليه وسلم”.

وهناك أكثر من هذه الأدلة بكثير. لكن الوهابية الله حرمهم من الفهم الصحيح، لأنه ملئت قلوبهم حب التشبيه والتجسيم.
نسأل الله أن يثبتنا على عقيدة الرسول والصحابة، عقيدة أن الله خالق كل شىء، خالق الأسباب والمسببات سبحانه لا يشبه شىء، ولا يحتاج لشىء، منزه عن الجسم والحد والشكل والصورة والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. ونسأل الله أن يملأ قلوبنا بحبه وحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من بحقه غفر الله لآدم، وببركته شُفي المريض والأعمى باذن الله، وبشفاعته يخرج عصاة من النار، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم.

هذا والله من وراء القصد.
هؤلاء الوهابية يكفرون المسلم لمجرد النداء والتوسل، وهذا لأنهم ما فهموا معنى العبادة.

أن النبي علم الأعمى أن يتوسل ويقول “يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي”. والصحابة من بعدهم قالوا ذلك. وكذلك علمنا الرسول في قوله صلى الله عليه وسلم: “اذا أصاب أحدكم عرجة في أرض فلاة فلينادي عباد الله أعينوا” وفي رواية: “يا عباد الله أغيثوا”.

وروى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : (( حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : (( خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد )) ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان : (( باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله.

وثبت أن سيدنا خالد بن الوليد لما خرج لقتال مسيلمة الكذاب، كان شعارهم “يا محمداه”.

وكل مسلم في صلاته في التشهد يقول “السلام عليك أيها النبي” وهذا نداء الغائب فهل كفروا كل المسلمين؟ علماً أن الألباني منع هذه العبارة ووغـيّرها الى: “السلام على النبي” بدل “السلام عليك أيها النبي”!! ذكر ذلك في كتابه ” صفة صلاة النبي ” ( ص/143).‏

Prev Post

قال الامام أبو حنيفة: الله يتكلم بلا آلة ولا حرف

Next Post

صلاة العيدين الفطر والأضحى

post-bars
Mail Icon

Newsletter

Get Every Weekly Update & Insights

Leave a Comment